قصيدة لها وقعها الخاص في النفوس ولا نحتاج سواء الغوص في معانيها
قال أبو البقاء الرندي ( رحمه الله )

لكل شيء إذا ما تم نقصان =فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول =من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار تبقى على أحد =و يدوم على أحد لها شان

يمزق الدهر حتماً كل سابغة =إذا نبت مشرفيات وخرصان

وينتضي كل سيف للفناء ولو =كان ابن ذي يزن والغمد غمدان

أين الملوك ذوو التيجان من يمن =وأيـن منهم أكـاليل وتيجـان

وأين ما شاده شداد في إرم =وأين ما ساسه في الفرس ساسان

وأين ما حازه قارون من ذهب =وأين عاد وشداد وقحطان

أتى على الكل أمر لا مرد له =حتى قضوا فكان القوم ما كانوا

فجائع الدهر أنواع منوعة =وللزمان مســرات وأحــزان

وللحوادث سلوان يسهلها =وما لم حل بالإسلام سلوان

فالسأل بلنسية ما شأن مرسية =وأين شاطبة أم أين جيان

وأين قرطبة دار العلوم فكم =من عالم قد سما فيها له شان

تبكي الحنيفية البيضاء من أسف =كما بكى لفراق الإلف هيمان

على ديار من الإسلام خالية =قد أفقرت ولها بالكفر عمران

حيث المساجد قد صارت كنائس ما =فيهن إلا نواقيس وصلبان

حتى المحاريب تبكي وهي جامدة =حتى المنابر ترثي وهي عيدان

يا غافلاً وله في الدهر موعظة =إن كنت في سنة فالدهر يقظان

اعندكم نبأ من أهل القدس =فقد سرى بحديث القوم ركبان

كم يستغيث بنا المستغيثون وهم =قتلى وأسرى فما يهتز إنسان

ماذا التقاطع في الإسلام بينكم =وأنتم يا عباد الله إخوان

ألا نفوس أبيات لها همم =أما على الخير أنصار وأعوان

يا رب أم وطفل حيل بينهما =كما فرق أرواح وأبدان

وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت =كأنها هي ياقوت ومرجان

يقودها العلج للمكرود مكرهة =والعين باكية والقلب حيران

لمثل هذا يذوب القلب من كمد =إن كان في القلب إسلام وإيمان

8 thoughts on “من سره زمن ساءته أزمان

  1. قصيدة لها وقعها الخاص في النفوس ولا نحتاج سواء الغوص في معانيها
    قال أبو البقاء الرندي ( رحمه الله )

    لكل شيء إذا ما تم نقصان =فلا يغر بطيب العيش إنسان

    هي الأمور كما شاهدتها دول =من سره زمن ساءته أزمان

    وهذه الدار لا تبقى على أحد =ولا يدوم على حال لها شان

    يمزق الدهر حتماً كل سابغة =إذا نبت مشرفيات وخرصان

    وينتضي كل سيف للفناء ولو =كان ابن ذي يزن والغمد غمدان

    أين الملوك ذوو التيجان من يمن =وأيـن منهم أكـاليل وتيجـان

    وأين ما شاده شداد في إرم =وأين ما ساسه في الفرس ساسان

    وأين ما حازه قارون من ذهب =وأين عاد وشداد وقحطان

    أتى على الكل أمر لا مرد له =حتى قضوا فكان القوم ما كانوا

    فجائع الدهر أنواع منوعة =وللزمان مســرات وأحــزان

    وللحوادث سلوان يسهلها =وما لم حل بالإسلام سلوان

    فالسأل بلنسية ما شأن مرسية =وأين شاطبة أم أين جيان

    وأين قرطبة دار العلوم فكم =من عالم قد سما فيها له شان

    تبكي الحنيفية البيضاء من أسف =كما بكى لفراق الإلف هيمان

    على ديار من الإسلام خالية =قد أفقرت ولها بالكفر عمران

    حيث المساجد قد صارت كنائس ما =فيهن إلا نواقيس وصلبان

    حتى المحاريب تبكي وهي جامدة =حتى المنابر ترثي وهي عيدان

    يا غافلاً وله في الدهر موعظة =إن كنت في سنة فالدهر يقظان

    اعندكم نبأ من أهل القدس =فقد سرى بحديث القوم ركبان

    كم يستغيث بنا المستغيثون وهم =قتلى وأسرى فما يهتز إنسان

    ماذا التقاطع في الإسلام بينكم =وأنتم يا عباد الله إخوان

    ألا نفوس أبيات لها همم =أما على الخير أنصار وأعوان

    يا رب أم وطفل حيل بينهما =كما فرق أرواح وأبدان

    وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت =كأنها هي ياقوت ومرجان

    يقودها العلج للمكرود مكرهة =والعين باكية والقلب حيران

    لمثل هذا يذوب القلب من كمد =إن كان في القلب إسلام وإيمان

    في غلط في البيت الثالث

    قصيده حلوة علقت في الذاكره من ايام المدارس ,,,,

    اختفت من الكتب المدرسية اللحين

  2. لكل شيء إذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العيش إنسان
    هي الأمور كما شاهدتها دول = من سره زمن ساءته أزمان

    فاماااا أجمل هذه الأبيات التي يرددها الناس على مر الأيام

    قصيدة رائعة والإختيار أروع
    مما يدل على شخصيتك الشفافة

Comments are closed.