مقال كتب في جريدة الخليج عن غزة :
غزة تمارس كبرياءها
“غزة هي القوة والعزة، فاسمها في اللغة الكنعانية يعني القوة والاعتزاز الشديد بالنفس، وعندما قامت مملكة يهودا والسامرة في فلسطين في عهد ملوك بني اسرائيل، بقيت غزة خارج هذه المملكة، بل انها ظلت شوكة في خاصرتها تمنعها من الامتداد جنوباً، وضم مناطق اخرى إليها.
وأثناء الغزو الآشوري لفلسطين وما تبعه من سبي اليهود الى بابل وتدمير مملكتهم، لجأ بعضهم الى غزة وصور الفينيقية، فما كان من سكان هاتين المدينتين إلا تسليم اليهود الفارين الى الأدوميين، أعداء اليهود التاريخيين.
وغزة صمدت أمام جحافل جيوش الاسكندر المقدوني ما يزيد على ثلاثة أشهر، وعندما كانت هذه الجيوش تخترق البلاد وحصونها ودفاعاتها كما تخترق السكين قطعة الزبدة فإنها وقفت عاجزة أمام صمود أهالي غزة واستبسالهم، فأحرق الاسكندر كل الحقول والقرى المحيطة بالمدينة وفرض عليها حصاراً يشبه الحصار الذي تفرضه “إسرائيل” عليها منذ سنوات، إلا أن ذلك لم يجد نفعاً.
والانتفاضة الفلسطينية الأولى بدأت في غزة عندما اجتاحت سيارة “إسرائيلية” شاباً من سكان القطاع، وحاول اسحاق رابين الذي يزهو بأنه كان يقف فوق أعلى هرم من الجماجم الفلسطينية أن يقضي على الانتفاضة دون جدوى، وقال كلمته المشهورة: “الحل الوحيد للانتفاضة هو أن تتحقق أمنيتي ويبتلع البحر غزة”.
والاجتياح “الإسرائيلي” لغزة دخل الآن يومه الثالث عشر وتخوضه “إسرائيل” بعد إعادة تجهيز جيشها استناداً الى الخبرات التي حصلت عليها من حرب لبنان، وبأسلحة متطورة، بينما لا تملك حماس إلا الكلاشنكوف والمواسير التي تحولها الى صواريخ، ومع ذلك فإنها صامدة في المواجهة.
ولم يكن الذين شجعوا “إسرائيل” على خوض الحرب في غزة يتصورون أن حماس ستصمد أمام الآلة العسكرية العملاقة أكثر من بضعة أيام، ولكن ها هو اليوم الثالث عشر يمر بينما القوات “الإسرائيلية” تتجمع خارج غزة وتقصف المساجد والمدارس والتجمعات السكانية والمدنيين العزّل من دون المغامرة بالدخول الى المدينة.
إنها غزة تمارس كبرياءها وعندما تفعل فإنها تفعل ذلك بامتياز.”
للكاتب: صالح الخريبي
للاستفادة …….
للرفع ………
الله ينصرهم
والله يبارك فيك على النقل
الله ينصرهم ……….
اللهم آآآآآآآآآمين
الله ينصرهم على احفاد القرده و الخنازير بإذن الله