من هي “دبي العالميـــــــــــــــــــــــة”؟؟

أزمة الديون في دبي: من هي “دبي العالمية”؟؟

أرقام 30/11/2009
طغت أنباء طلب “دبي العالمية” من دائنيها تأخير دفع المستحقات على بعض ديونها، حتى 30 مايو 2010 في أقل تقدير، على حركة الاسواق العالمية يومي الخميس والجمعة الماضيين في الوقت الذي كانت أسواق المنطقة مقفلة بسبب عطلة عيد الأضحى.

وزاد من حدة رد الفعل أن الإعلان تم قبيل بدء اجازة عيد الأضحى وهو ما أعطى انطباعا أن الهدف من هذا التوقيت هو تقليل الاثر لهذا الخبر غير أن ذلك أحدث أثرا معاكسا، كما إن الاعلان جاء بعد ساعتين فقط من إعلان الحكومة عن اصدارها سندات بقيمة 5 مليار دولار تم شراءها من قبل بنك ابو ظبي التجاري ومصرف الهلال وهو أمر نادر الحدوث أن تعلن شركة ما عن نجاحها في اصدار سندات في الوقت الذي تطالب فيه بتأخير سداد مستحقات سندات سابقة، فقد كان من شأن نجاح اصدار السندات أن يرفع مستوى الثقة باقتصاد دبي لو لم يعقبه خبر تأخير السداد.

دبي العالمية : لاتغيب الشمس عنها أبدا

تعد شركة “دبي العالمية”، المملوكة من قبل حكومة دبي بالكامل، واحدة من ثلاث شركات كبرى في دبي وتشمل أنشطتها العديد من المجالات داخل إمارة دبي وخارجها. وتعد بالاضافة إلى شركتين عملاقتين أخريين وهما “دبي القابضة” و “مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية” أكبر ثلاث شركات تتبع للحكومة.

ويتمثل إمتداد أعمال شركة دبي العالمية في كافة أصقاع الأرض بشعارها الذي يقول “الشمس لاتغيب ابدا عن دبي العالمية”.

وتمتلك دبي العالمية العديد من الشركات التابعة الكبيرة مثل شركة “نخيل”، أكبر شركة تطوير عقاري في دبي ، وليمتلس، كما تمتلك الحصة الأكبر في شركة “موانئ دبي العالمية” التي تدير 49 محطة في مناطق عديدة في العالم، وتمثل شركة “استثمار” الذراع الاستثماري للشركة والتي تدير أصولا تقدر قيمتها بحوالي 36 مليار درهم (قبل الأزمة) في مختلف أنحاء العالم أهمها حصة في بنك ستاندر تشارترد البريطاني. وتمتلك دبي العالمية أيضا شركة المناطق الاقتصادية والتي يتبع لها منطقة جبل علي الحرة (جافزا) والتي تعد واحدة من أكبر المناطق الحرة في العالم هذا فضلا عن العديد من المناطق الحرة الناشئة . وتمتلك دبي العالمية عددا من الشركات الأقل أهمية مثل مدينة دبي الملاحية والأحواض الجافة وليجر كورب.

وتتركز مشاكل دبي العالمية بشكل خاص في شركة نخيل وفي استثمارات خارجية كبيرة قامت بها دبي العالمية (مثل الاستثمار في لاس فيجاس) لم يحالفها التوفيق، فيما تحقق موانئ دبي والمناطق الاقتصادية (جبل علي الحرة) تدفقات نقدية كافية لخدمة الديون وهو الشئ الذي أدى الى مسارعة موانئ دبي للإعلان أنها ليست طرفا في عملية طلب تأخير موعد السداد لدائني دبي العالمية.

ومن الواضح أن الأسابيع القادمة ستشهد مفاوضات هامة وأكثر الإحتمالات أن تتمكن دبي العالمية من إعادة هيكلة ديونها سواءا عبر تدخل من ابو ظبي وسداد المستحقات في موعدها أو تأجيل السداد لفترة معينة لكن وفي جميع الأحوال فإن يوم 25 نوفمبر 2009 سيبقى علامة فارقة فيما يخص ثقة المستثمرين والبنوك العالمية في اقتصاد دبي، كما أنه سيشكل علامة فارقة في قدرة دبي على مواصلة نهجها التوسعي الطموح الذي رسمته طوال العقد الماضي والذي يبدو أنه سيمر بمرحلة من إعادة النظر خلال السنوات القادمة.