ولعلي شخصيا لا أري- من جانبي على الأقل- بأساً في ذلك، لأسباب عدة أبرزها تفاقم ظاهرة العنوسة في دولتنا وليس عيبا أن تطلب الفتاة الزواج صوناً لنفسها، كما أنه ليس عيباً أن يسعى الأهل بكل طريقة ممكنة ولائقة إلى تزويج فتياتهم قبل أن يدخلن في نفق العنوسة المظلم، والقرآن الكريم يورد في سورة القصص عرض الرجل الصالح على موسى عليه السلام الزواج بإحدى ابنتيه والفتاة نفسها قد ألمحت من طرف خفي إلى رغبتها في الاقتران به حين امتدحت قوة موسى عليه السلام وأمانته وطلبت من أبيها استئجاره للعمل لديه بقولها الذكي اللماح: {قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} سورة القصص-26 الآية
كما أن أم المؤمنين خديجة رضوان الله عليها قد أرسلت إلى النبي الكريم [ من يلمح إليه برغبتها في الزواج منه··· وفي مجتمع المدنية المنورة كان الصحابة لا يرون بأساً في عرض فتياتهم على من يرونهم أكفاء لهن كما فعل الفاروق عمر حين عرض ابنته حفصة – بعد وفاة زوجها وقبل زواجها من النبي الكريم [- على الصديق أبو بكر وذي النورين عثمان بن عفان، ولم يستهجن أحد ذلك أو يرى فيه عيباً أو انتقاصاً من مكانة أولئك السيدات العظيمات، وتورد كتب التراث العربي الكثير من مثل تلك النماذج فها هو سيد التابعين سعيد بن المسيب جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة والورع يقول لأحد تلاميذه وقد فقد زوجته: ما يمنعك من الزواج؟ فيقول الرجل: ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟
وعلى الفور يقول ابن المسيب: إن أنا فعلت تفعل؟ فيجيب الرجل فرحا: نعم:
ويزوجه سعيد بن المسيب ابنته على صداق قدره درهمان بل إنه يحملها بنفسه في المساء إلى بيت زوجها من دون ضجة أو ضجيج·· فهل كانت ابنة سعيد بن المسيب رخيصة في نظر أبيها أو الناس؟ بل كانت من أجمل الناس وأحفظهم لكتاب الله وأعلمهم بسنة نبيه الكريم [، ويكفي أن تعلم أن عبد الملك بن مروان وهو خليفة خطبها لابنه وولي عهده الوليد فرفض سعيد بن المسيب وزوجها لرجل فقير لا يملك قوت يومه ليس ضناً بالخير على ابنته ولكنه اختار لها ما يصلحها·· وذلك كان يحدث حين كان المجتمع الإسلامي بسيطا خاليا من التعقيدات والعقد النفسية التي باتت تحكم الكثيرين منا وتتحكم فيهم·
اخي العزيز شكرا لك على هذا الكلام الطيب ولكن نحن في زمن تغير بشكل كبير فأعتقد هني في الامارات الواحد مايروم يعرض خدامتة للزواج فما بالك ابنتة وهذا بعد عن السنة النبوية والاقتداء بصحبة رسول الله صلى الله علية وسلم
الدنيا بعدها بخير وفيها وايد بنات والنعم والله .. الله يرزقك اخويه