مهندس الحرمين الشريفين

هل تعرف من الذي صمم وأشرف على توسعة الحرمين الشريفين ؟

ان الكثير منا كمعماريين يعرف حسن فتحي او راسم بدران او لوكوربوزيه او غيره من المعماريين العالميين.

وهؤلاء لهم بصمتهم في العمارة ………….

ولكن الم يخطر على بال احدنا ان يسأل عن المعماري الذي صمم الحرم المكي وقام بدراسته بهذ!؟
الاسلوب الجمالي المبدع
ومن منا سأل نفسه ايضا من صمم الحرم النبوي بمأذنه البيضاء وتصميمه الفريد
لقد كان هذين المسجدان دائما تعبير مميز عن وحدة المسلمين
ولكن بالنسبة لي كمعماري هما تعبير مميز عن عمارة اسلامية بكل اناقتها وجمالها وروحانيتها
نعم لقد استطاع المعماري المبدع المجهول للكثير منا ان يحقق التمازج بين الجمال والروح وان يظه عز الاسلام
انني وبكل فخر اعتز بان هذا المعماري ال ذي صمم توسعة الحرمين هو مهندس عربي مسلم

انه الدكتور محمد كمال اسماعيل

وهذه نبذة عن حياته

http://ar.wikipedia .org/wiki/ %D9%85%D8% AD%D9%85% D8%AF_%D9% 83%D9%85%
D8%A7%D9%84_ %D8%A5%D8% B3%D9%85% D8%A7%D8% B9%D9%8A% D9%84

المهندس العبقري الدكتور محمد كمال إسماعيل

الذي يلقب بأستاذ الأجيال أيضا، لمن لا يعرفه

هو مهندس مصري

وكان الملك فهد بن عبد العزيز هو الذي اختار الدكتور المهندس محمد كمال إسماعيل
لهذا العمل الجليل، بعد أن اطلع على مجموعة المجلدات النادرة التي أصدرها قبل 60 عاما تحت عنوان
“موسوعة مساجد مصر” وهي المجلدات التي طبعت في أوروبا في الأربعينيات مرات عدة، ونفدت!
بعد ذلك فلم يعد لها وجود إلا في مكتبات الجامعات ومراكز الأبحاث

كان أصغر من حصل على الثانوية في تاريخ مصر، وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية الأول، وأصغر
من تخرج فيها، وأصغر من تم ابتعاثه إلى أوروبا للحصول على ثلاث شهادات للدكتوراه في العمارة الإسلامية،
كما كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر، وكان أيضا أصغر من حصل على وشاح
النيلورتبة البكوية من الملك .
هو الذي قام على تخطيط وتنفيذ توسعة الحرمين التي أمر بها
خادم الحرمين الملك فهد -طيب الله ثراه- وشهد
عهده أكبر توسعة للحرمين في تاريخ الإسلام، وعلى امتداد 14 قرنا.

مهندس محمد كمال اسماعيل
العمل الانشائي والهندسي في الحرم النبوي

المذيع: لماذا بدأت التوسعه في الحرم النبوي؟
كان الحرم النبوي الشريف احوج الى التوسعه عن الحرم المكي , بإعتبار ان مكه المكرمه كانت
تغطي اعداد الزائرين, ولك! ن المدينه كانت تحتاج الى التوسعه, بالاضافه الى
ان الشكل العام للمسجد كان عباره عن مظلات خارجيه فكان ذلك لا يليق بمكانة مسجد رسول الله.

المذيع: من الذي قال ان الحرم النبوي بحاجه الى توسعه؟
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله هو اللذي اكتشف هذا الشئ وامر بالتوسعه.

المذيع: لماذا اختاروك انت! ؟ ما السبب؟!
من الصعب ان ارد على هذا السؤال… لأن الاسباب في فهمي وليس في عبري,
ولكن اظن ان جلالة الملك فهد رحمه الله قد عاين مسجد اسكندرية في مرسي ابو العباس,.
ثانيا كان هناك بيني وبين شركة بن لادن صله وربما هما الذين اقترحوا على خادم الحرمين الشريفين
اسمي ,لأنهم اختبروني و عرفوا مقدرتي, وعرفوا اني قدير بهذه العمليه لأنها عملية ليست بسيطه,.
واي ضا كانت معاملتهم مع المصريين كامله, ولم يتعاملوا مع غير المصريين, فالذي صمم التوسعه السعوديه الأولى
ف الخمسينات كان مهندس مصري, و الذي قام بالتوسعه الثانيه في عهد الملك سعود ايضا كان مصرياً, .
فقام الملك بإصدار قرار الى الشيخ محمد بالخيل وكان وزير الماليه, بأمر توسعة المسجد المدني بحجم 30000 متر
ثل! اثين الف متر علاوة على الموجود حاليا والتنفيذ يكون فوراً,.

المذيع: من جاء اليك ليقوم بتكليفك بهذا العمل؟!
قام الشيخ محمد بالخيل بإرسال مدير قسم الهندسه بالرياض لكي يكلفني بهذا العمل,
فقلت له اني اتعامل مع بن لادن , وسبق ووضعت له تصميما مقترح للتوسعه كان يريد اقتراحها على الملك.
فلا يمكني التعامل مع غيره الا بعد اخذ اذن منه شخصيا.

فذهب المدير الى السعوديه , ومن ثم رجع لي , فقال لي انه قابل الشيخ يحيى بن لادن , وعرض عليه هذا الموضوع
فكان رد الشيخ : نحن مقاولون , من يضع التصميم لا يهمنا حاليا , ولكن يهمنا ان ننفذ حالاً.

فذهبت الى الرياض و جهزوا لي مكتب واثنين رسامين : واحد هندي وواحد صيني
وعملت المشروع المبدئي, وكان مكتبي في مبنى مخصص لخدمة المباني امام المحطه في الريا ض
وسلمت التصاميم لمدير المكتب بعد 3اسابيع , بعد ذلك جاء في بالي ان اتصل بالشيخ يحيى في جده
حتى اخبره اني سلمت التصاميم واني راجع الى القاهرة ,.
فكان رد الشيخ يحيى: هل يمكنك ان تأتي الى جده ومنها الى ا لقاهره.؟
فوافقت.

ذهبت الى جده و كان في انتظاري , وذهبنا الى الفندق وقال لي :
قل لي بالتفصيل ما الذي حدث ؟!
فأخبرته بكل شيء .
فقال لي الشيخ يحيى بن لادن: لابد من مقابلة الشيخ بكر بن لادن .

لم اكن ارى الشيخ بكر قبل ذلك, كانت معاملتي كلها مع الشيخ يحيى, كانت الفله الذي يملكها صغيره في جده
وعرضت عليه الموضوع ,.
فقال لي الشيخ بكر بن لادن : هذا لا يمكن ان يكون سليما لأن 30000 ثلاثين الف متر لن تكفي
الا 3 او اربع سنوات ومن ثم سوف نحتاج الى مساحه اكبر حتى تخدمنا في المستقبل
فأحسن طريقه ان نطلب 90000 تسعين الف متر

المذيع: معناته ان الشيخ بكر بن لادن هو الذي اقترح ان تكون المساحه اكبر ؟
نعم
و قد قال لنا الشيخ بكر بن لادن اتركوني ان اتشرف بمقابلة جلالة ال! ملك فهد .’وانا هنا اقول جلالة
الملك رغماً عنه لأنه كان لا يقبل الجلالة , فقد قان يحب لقب خادم الحرمين الشريفين و يتشرف به
وهذا ما قاله في احدى خطبه ‘ .

فذهب بكر بن لادن الى مقابلة جلالة الملك , و ذهبت انا الى القاهره
و بعدها بخمس ايام , حضر الشيخ بكر والشيخ يحيى وطلبني في مكتبهم في المهندسين,
ليعلموني ان الملك فهد قد وافق على تلك الزياده .

المذيع: اذا زيارة جده كانت مهمه ؟ وفي مقابلة واحده مع جلالة الملك فهد وافق على الزياده من ثلاثين
الف متر الى تسعين الف متر ؟!
نعم زيارة ! جده كانت نقطة تحول , وانا احفظها لهم لأن الفضل بعد الله ان تكون التوسعه تسعين الف متر
تعود الى اقتراح الشيخ بكر بن لادن . قبل ذلك اردت ان اقول لك انه عندما كنت متواجد عند
الشيخ بكر بن لادن في جده , اعطاني خريطه مصوره من الطائره اعدوها اناس امريكان تمثل منطقة الحرم
النبوي الشريف ومنطقة المدينه المنوره بالكامل , هذه الخريطه يتواجد فيها تفاصي دقيقه ….
فيها الشوارع و المباني بكامل مظاهرها بحيث يمكنك ان تطلع منها المسطح والابعاد,
اعطاني اياها وقال لي : ! خذ هذه الخريطه واعمل لها مذكرة وحددلي الــ90 الف متر اللي تشوف انهم
مناسبين بناءً على هذه الخريطه وقول لي ما هو الجزء اللذي يحتاج الى نــزع ملكيته ,
هذه المذكره ترسلها لي مجلده بجلد غزال عشان اعرضها على الملك حتى اخذ الموافقه عليها ,.
هذا ما حدث وعلى فكرة اريد ان اقول لك شئ …. المسطح الكبير …
هي المنطقة التي يشغلها المسجد النبوي الحالي مع اسواره هي المدينة المنوره ايام الرسول صلى الله عليه وسلم

المذيع: ماذا ؟؟! الحرم النبوي الآن هو في حجم المدينه المنوره في عصر الرسول ؟!
نعم .

من الصدف وقتها انه كان موكل لي اخبار اليوم الجديده وكنت اعرف رئيس المطبعه و قد قام بخدمتي
في طباعة الخريطه , لأن الشيخ بكر كان يحب المواعيد في وقتها , لأنه رجل عملي ويحب الالتزام
فأرسلتها بعد اسبوع كما طلب مني. بعد ذلك عاد الشيخ بكر مره اخرى ليسألني عن الأتعاب …. !!!!

اعطيت له المسطحات الذي سيقوم بنزع ملكيتها وكان منها فندقين وغيرها من البيوت, وكل الملاحظات
اللازمة لإنشاء المشروع
فسألني كم تريد اتعاب ؟؟!
فقلت له .. سوف اعمله مجاناً …فسألني ..هل تمزح !!
قلت له : لأ … انا لا امزح ….. هذا شرف كبير .. انت حـتديني ايه ؟!
مهما اديتني من ملايين ما يسواش الشرف الذي سوف أخذه ..
شرف عظيم اني سوف اقوم بتوسعة الحرم النبوي الشريف..

ولكنه اصر … وبالأخير وافقت حتى ارضيه .

بعد الاتفاق على الاتعاب بهذه الروح الجميله بدأنا الشغل

المذيع: استاذي كم كان عمرك يوم كلفت بهذه التوسعه؟!
كانت التوسعه في عام 1982 وكان عمري 75 عاما ..
بدليل لما رحت جده وارادوا تقديمي لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد… فنظر لي
…وقال انت اكبر مني بعشر سنوات !!؟؟
نشاطك هذا وشكلك هذا … مش معقـول … ما السر ماالذي تفعله حتى يكون شكلك هكذا
بهذه الحيويه وهذا النشاط ؟!
قلت له يافندم ربنا اللي بيعمل مش انا !!!
السبب الثان اني دائما اعمل وشاغل نفسي بالشغل ,,, دائما شغل باستمرار بدون توقف
وفي اليوم الذي لا اشتغل فيه … اعتبر نفسي في عقاب …. فأشعر اني عوقبت ..

المذيع: استاذي هل حلمت يوما ان تقوم بعمل جليل كهذا ؟!
لا… ابداً …. لم يحدث ابداً .. مكنش يوم يخطر في بالي ان يحدث ان اكلف بعمل يعم كل الاسلام .

المذيع: استاذي ماهي الاعمال الهندسية الذي قمت بها ؟! فيقال انك قمت بإنشاء مجمع التحرير الشهير؟!
هذه الارض كانت ارض فضاء وكان في ذلك الوقت عثمان باشا محرم , و كان يطلب منه باستمرار
مكاتب حكوميه! , فرأى ان يستغل ارض الفضاء ببناء مجمع المكاتب بدل ان يبني لكل واحد منهم
مكتب , فناداني وقال لي ..
اشغل لي الارض هذه وأبنيها 10 الى 11 دور .

المذيع: متى بدأت علاقتك بالمملكه العربية السعوديه ؟!
سنة 1952 م .. يعني قبل التوسعه بـ30 سنه .. وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله هو الحاكم ..
وكان هناك امير جده وهو الأمير فيصل رحمة الله عليه وكا ن هناك ايضا وزير اقتصاد ولكني لا اذكر اسمه حالياً
جاء هذا الوزير الى مصر مطلع الخمسينات وكان عنده طياره ماتطلعش قد 3 متر او 4 متر ‘ضحك’ ..
اخذني هناك وقالي اريد ان تبني وزراة خارجية سعوديه .. فقمت بمعاينة المكان ,
وقابلت الأميـر فيصل رحمه الله واتغديت معه مرتين , وناقشنا الموضوع و لكن الاموال لم تك متوافره
فأجل المشروع ولا اعلم ماذا حدث بعدها ..

المذيع: متى بدأت علاقتك مع مجموعة بن لادن ؟!
مجموعة بن لادن كانت بإستمرار تكلفني بمشروعات تقدمها للزبون! , مثلا اذا كان لديها مشروع كبير
كانت تكلفني .

المذيع: كيف كانت علاقة خادم الحرمين الملك فهد بالمهندس اللذي قام بتوسعة الحرمين؟!
يـاسلام … عمري ما شفت رجلاً بعظمة هذا الانسان ….
أنا لم أرى ملوكاً كثيرين فقد رأيت 3 او 4 ملوك ..
ولكن لم ارى شخصا مثل الملك فهد …

رجل فكره طيب و يكلمك بكل بساطه وبكل عقل وبكل حكمه ويناقشك , لدرجة انه لما اعطاني جائزته
جائزة التفوق هو الذي اعطاني اياها وقال لي :
كان يعجبني فيك شئ هو انك كنت تناقشني و هذا الشئ أعجبني كثيراً ….

فكان هذا تواضع منه .

المذيع: هل كنت تقول رأيك للملك فهد رحمه الله كمهندس في الامور التقنيه والهندسيه في وجوده؟!
نعم وكنت اعارضه .

والصلاة والسلام على رسول الله

انتهت المقابلة

http://ar.wikipedia .org/wiki/ %D9%85%D8% AD%D9%85% D8%AF_%D9% 83%D9%85%
D8%A7%D9%84_ %D8%A5%D8% B3%D9%85% D8%A7%D8% B9%D9%8A% D9%84

8 thoughts on “مهندس الحرمين الشريفين…. الذي لايعرفه أحد

  1. لاحظوا اسم المدرسة الابتدائية – مدرسة المدينة الابتدائية

    السيرة

    في مدينة ميت غمر الدقهلية وفي الخامس عشر من سبتمبر عام 1908، ولد محمد كمال إسماعيل، حيث درس في مدرسة المدينة الإبتدائية مبدياً تفوقاً ونبوغاً لافتا للأنظار. بعدها انتقلت أسرته إلي مدينة الإسكندرية ليضعوا ترحالهم بها وليزداد إحساسه بالجمال فيها عمقاً كما كان يقول، وهناك بجوار البحر المتوسط، والثروة المعمارية ذات الملامح الأوروبية للمدينة، أنهي تعليمه الثانوي في مدرسة العباسية، ليكون القرار بعدها بالتوجه لقاهرة المعز للالتحاق بجامعتها «فؤاد الأول»، ودراسة الهندسة بها.

    كان واحداً من بين أفراد دفعته التي لم يتعد عددها سبعة دارسين، كما ذكر في أحد حواراته التليفزيونية قبل سنوات من رحيله، وعلي الرغم من أنه تتلمذ علي يد أساتذة من إنجلترا وسويسرا درسوا له في الجامعة فنون العمارة العالمية إلا أنه تأثر بشدة بفن العمارة الإسلامية ليبدع فيه عقب التخرج ويكون ملهمه لعمل دراسة شاملة عن المساجد المصرية.

    تميزه
    كان أصغر من حصل على الثانوية في تاريخ مصر، وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية الأولى، وأصغر من تخرج فيها، وأصغر من تم ابتعاثه إلى أوروبا للحصول على ثلاث شهادات للدكتوراه في العمارة الإسلامية، كما كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر، وكان أيضا أصغر من حصل على وشاح النيل ورتبة البكوية من الملك. هو الذي قام على تخطيط وتنفيذ توسعة الحرمين التي أمر بها خادم الحرمين الملك فهد وشهد عهده أكبر توسعة للحرمين في تاريخ الإسلام، وعلى امتداد 14 قرنا.

    بعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة من جامعة فؤاد الأول في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، سافر المهندس محمد كمال إسماعيل إلي فرنسا للحصول علي الدكتوراة التي حصل عليها للمرة الأولي في العمارة من مدرسة بوزال عام ١٩٣٣، ليكون بذلك أصغر من يحمل لقب دكتور في الهندسة، تلاها بعدها بسنوات قليلة بدرجة دكتوراة أخرى في الإنشاءات وليعود إلي مصر ويلتحق بالعمل في مصلحة المباني الأميرية التي شغل منصب مديرها في العام ١٩4٨، كانت المصلحة وقتها تشرف علي بناء وصيانة جميع المباني والمصالح الحكومية، لتصممم يداه العديد من الهيئات ومنها دار القضاء العالي، مصلحة التليفونات، مجمع المصالح الحكومية الشهير بمجمع الجلاء الذي أنشئ عام ١٩5١ بتكلفة ٢٠٠ ألف جنيه بالنسبة للإنشاءات، ومليون جنيه، بالنسبة للمباني التي بلغ ارتفاعها ١4 طابقا،

    وكان لتصميم المبني علي شكل القوس دوراً في تحديد شكل ميدان التحرير، وما تفرع منه من شوارع علي حد وصف المعماريين. في تلك الفترة قدم دكتور محمد كمال إسماعيل للمكتبة العربية والعالمية موسوعة مساجد مصر في أربع مجلدات عرض فيها لتصميمات المساجد المصرية وطرزها وسماتها المعمارية التي تعبر كل منها عن مرحلة من مراحل الحضارة الإسلامية، وقد طبعت تلك الموسوعة فيما بعد في أوروبا ونفدت كما يقول المتخصصون فلم يعد منها أي نسخ سوي في المكتبات الكبري. وقد كانت تلك الموسوعة سببا أيضاً في حصوله علي رتبة البكوية من الملك فاروق تقديراً لجهوده العلمية في تقديمها.

    أهم أعماله

    المسجد النبوي بالمدينةأبرز البصمات التي تركها إسماعيل ـ دون أن يعلم الكثير أنه صاحبها ـ كانت إشرافه علي أعمال توسعة الحرمين الشريفين «المكي والنبوي»، وبناء مجمع الجلاء ـ أو التحرير ـ للمصالح الحكومية، ودار القضاء العالي، ومسجد صلاح الدين بالمنيل، خاصة أنه كان شديد التأثر بفن العمارة الإسلامية.

    ورغم التاريخ الحافل والمشرف لإسماعيل ـ الذي حصل علي «البكوية» من الملك فاروق، ومنح جائزة الملك فهد للعمارة ـ فإن القاعدة العريضة من المصريين، وبينهم الكثير من أبناء مهنته لا يعلمون عنه الكثير، فكان من الضروري أن نسلط الأضواء علي عبقري رحل وسط لا مبالاة رسمية وتجاهل أو جهل إعلامي بقيمته حيث لم يصل علي جثمانه سوي «صفين» من مشيعيه الذين كانوا من تلاميذه ومحبيه

    قالوا عنه

    مجمع التحرير بميدان التحريريقول عنه دكتور علي رأفت، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، ومصمم مكتبتها الحديثة، عشق أستاذنا دكتور محمد إسماعيل، العمارة الإسلامية التي كان يحب اللجوء الي عناصرها في تصميماته رغم تنوع ثقافته الهندسية التي استقاها من مدارس معمارية عدة، فبرزت في أعماله الأقواس والزخارف والأعمدة والأفنية الداخلية التي تحتوي علي سلالم، وهو ما يتضح في بنائه مجمع الجلاء الذي بناه علي شكل قوس وجعل له فناء داخليا كالقصور القديمة التي تتميز بها العمارة الإسلامية. كما تتضح في مسجد صلاح الدين بالمنيل الذي يعد تحفة أقيمت علي نسقها عدد من المساجد في دول الخليج.

    وعلي الرغم من ملامح تصميماته التي تركها وراءه تتحدث عنه علي مدار سنوات عمله، إلا أن عملية توسعة الحرمين المكي والنبوي التي كلفه بها ملك السعودية الراحل فهد بن عبد العزيز، تظل الأهم والأبرز في مسيرته المعمارية، وذلك وكما يقول المتخصصون لضيق المساحة والحيز الذي يمكن لأي مهندس التعامل معه،

    فمن السهل أن تتعامل مع مساحة من الأرض الفضاء لتصمم بها ما تشاء، ولكن من الصعب فعل الشيء ذاته مع مكان تم بناؤه بالفعل، وبخاصة لو كان مقدساً لدي المسلمين. وفي مقال له بجريدة «الأهرام» في العام ٢٠٠6، ذكر الكاتب الصحفي صلاح منتصر في احتفاله بذكري مولد هذا المعماري الثامن والتسعين، أنه تم توسعة الحرم النبوي بمعدل سبعة أضعاف لتزيد مساحته من١4 ألف متر مربع إلي ١٠4 آلاف متر مربع، بينما تمت توسعة الحرم المكي لتزداد من٢65 ألف متر مربع إلي ٣١5 ألف متر مربع، وهي التوسعات التي لم تتضمن فقط توسعة الحرمين، ولكنها شملت مشروعات تكييف المكان وتغطيته بالمظلات والقباب،

    بالإضافة إلي جراج للسيارات يسع لنحو 5٠٠٠ سيارة تحت الأرض وتكلفت هذه الإنشاءات نحو ١٨ ألف مليون دولار. وقد بدأت عملية التوسيع في العام ١٩٨٢، واستمرت لمدة ١٣ عاماً انتهت بهذا الإبداع الذي كرم عليه بمنحه جائزة الملك فهد للعمارة الإسلامية اعترافا بجهوده في أعمال الحرمين.

    ويقول الدكتور علي رأفت، أستاذ العمارة الإسلامية، معلقاً علي تلك التوسعات: «كان اختيار الملك فهد للمهندس المصري الدكتور محمد كمال إسماعيل لتصميم والإشراف علي تنفيذ التوسعات الأخيرة بالحرمين، نابعاً من سمعته التي اشتهر بها واستندت علي العلم الواسع بالمساجد في عصورها المختلفة.

    إلي جانب ما اشتهر به من حساسية فنية بالعناصر الإسلامية انتفاعياً وفكرياً، وقد أسعدني الحظ للاستماع لمحاضرة له، كان قد ألقاها في نادي روتاري، تحدث فيها عن مشروع تلك التوسعة التي أدخل فيها أحدث التكنولوجيا لتوفر الراحة للمصلين في مختلف أيام العام. وذلك من خلال استخدامه ميكانيزم فتح وقفل الأسقف أوتوماتيكيا بواسطة إثني عشر مظلة من التفلون علي شكل خيمة، مساحة كل منها ٣٠6 أمتار مربعة، وهي أكبر مساحة خيمة في العالم علي عمود واحد، واستعمال سبعة وعشرين مساحة كل منها ١٨١٨ مترا، لحماية المصلين.

    وفاته
    «شيخ المعماريين أستاذ الأجيال، عبقري توسعة الحرمين الشريفين».. بعض من الأسماء والألقاب التي اشتهر بها المعماري الراحل محمد كمال إسماعيل الذي وافته المنية قبل أن يتم العام المائة من عمره، والذي يشهد له التاريخ كانا أكثر ما لفت الأنظار إليه منذ نعومة أظفاره، حيث شهد بذكائه النادر جميع من تتلمذ علي أيديهم من مصريين وأجانب، وتوقعوا أن يكون أحد أهم أبناء جيله، وقد كانب التميز سابقاً أقرانه بأميال منذ التحاقه بالتعليم الابتدائي، وحتي تخرجه في كلية الهندسة بجامعة «فؤاد الأول»، فحصوله علي درجة الدكتوراه من فرنسا.

    انشغل مهندسنا المصري دكتور محمد كمال إسماعيل بحياته العملية عن مثيلتها الخاصة. لينسي حتى فكرة الزواج إلي أن اتخذ قرار الارتباط في العام ١٩5٢، وهو في الرابعة والأربعين من العمر ولينجب ابناً واحداً كان له كما يقول الكاتب صلاح منتصر، حفيدان لايزالان في سن الطفولة. ومع رحيل الزوجة في العام ٢٠٠٢، ورحيل غالبية أصدقائه أيضاً، زادت حالة الانعزال التي عاشها المهندس محمد كمال إسماعيل، وخاصة بعد أن كان قد بلغ الخامسة والتسعين من عمره ورحل ولم يتم الإشاره إلى كثير من انجازاته المحلية التي من أشهرها مجمع التحرير.[/size]

Comments are closed.