«مفتّش مواقف» قبض على سارقيْن في الشارع العام.. وأسهم في القبض على عصابة
مواطن يواجه اللصوص بخبرة وشجاعة



محمود موسى علي يتلقّى تكريماً من اللواء عبدالرحمن رفيع.

رفض المواطن محمود موسى علي، الذي يعمل مفتشاً على المواقف في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، التعامل بسلبية مع جرائم ارتُكبت أمام عينيه في الشارع الذي يشرف على مواقفه، فقبض بنفسه على لصّين في واقعتين مختلفتين، سرقا أكثر من 200 ألف درهم، وأعاد محفظتين عثر عليهما في الطريق، تحتويان على مبالغ مالية كبيرة، ما دفع شرطة دبي إلى تكريمه أربع مرات.

وقال علي، البالغ من العمر 40 عاماً، لـ«الإمارات اليوم»، إنه يُمضي ثماني ساعات يومياً في الشوارع، بحكم طبيعة عمله، ما جعله يصادف جرائم ووقائع كثيرة جرت أمامه، معتبراً أن الاقتصار على الإبلاغ عنها لا يكفي لردع مرتكبيها، «بل يتعين التدخل على كل من يتمكن من ذلك، لإعادة الحقوق إلى أصحابها».

وأوضح أن الجريمة الأولى التي تدخّل فيها وقعت عام ،2002 حين كان يزاول عمله، وسمع الناس تنادي بالعربية «امسك حرامي»، فتحرك بسرعة وحدّد هوية المجرم، ثم لاحقه حتى أوقعه أرضاً، واتصل بالشرطة، بعدما سيطر على اللص، واكتشف أنه سرق حقيبة نسائية تحوي 75 ألف درهم.

وأشار إلى أنه فوجئ بعد نحو ثلاثة أشهر باتصال من شرطة دبي، يطلب منه الذهاب إلى «القيادة العامة»، حيث تلقّى تكريماً، وشهادة تقدير، وساعة عليها شعار شرطة دبي، من المسؤولين فيها.

وتابع علي «بعد نحو أربعة أعوام، وبينما كنت أمارس عملي في منطقة نايف، شاهدت أشخاصاً يلاحقون رجلاً، ويصرخون بأنه لص، ورأيته يتجه نحوي، فبادرت إلى الاختفاء خلف حافلة حتى اقترب، ثم فاجأته وطرحته أرضاً، وأمسكت به، وتبين لي أنه كان يراقب شخصاً أثناء خروجه من أحد البنوك، وسرق منه حقيبة فيها 120 ألف درهم».

وأشار إلى أن دورية شرطة حضرت سريعاً إلى المكان وقبضت على اللص، وبعد ثلاثة أشهر، تلقى اتصالاً هاتفياً من القيادة العامة لشرطة دبي، تطلب منه الحضور لتكريمه للمرة الثانية، وقال: «حصلت على ساعة وشهادة تقدير، تتضمن إشادة بدوري في الحفاظ على السلامة والأمن العام».

وأوضح أن وجوده في الشارع زاد من قوة ملاحظته، وقدرته على تحديد التصرفات المشبوهة، لافتاً إلى أنه في عام ،2008 شاهد ثلاثة أشخاص يتحركون بشكل مريب، بالقرب من سيارة من نوع «مرسيدس»، بمنطقة الرفاعة في دبي، وحين اقترب منهم فرّوا سريعاً، وغادروا المكان. ولفت إلى أنه لم يتعقّبهم، لكنه عاد إلى السيارة مجدداً، ووجد فيها عدداً كبيراً من صناديق الخمور، ولم يستطع تحديد ما إذا كانت هذه الصناديق تخصهم، أم أنهم كانوا يخططون لسرقتها. مضيفاً «اتصلت بالشرطة التي قَدِمت إلى المكان، وفتشت السيارة، ووجدت فيها هاتفاً محمولاً، وعرفت لاحقاً أنه تم التوصل إلى هؤلاء الأشخاص، وتبين أنهم تابعون لعصابة تعمل في تهريب الخمور». وقال مفتش المواقف بهيئة الطرق والمواصلات: «تلقيت كذلك اتصالاً من القيادة العامة لشرطة دبي، التي كرّمتني للمرة الثالثة، وحصلت على شهادة تقدير تثمّن دوري في ضبط هذه العصابة». وأضاف علي «لا أستطيع منع نفسي من التدخل بفاعلية في مواجهة هذه الجرائم، ولا أفكر إطلاقاً في عواقب ذلك، أو أخاف من التعرض لمكروه من مجرم يحمل سلاحاً، وأعتبر أن هذا جزء من دوري كإنسان يعيش في هذه البلاد، ويخاف عليها». وأشار إلى أن شرطة دبي كرّمته، أخيراً، للمرة الرابعة، تقديراً لأمانته، إذ عثر على محفظة نقود تحوي 3000 درهم، حين كان يسـير في منطقة الكرامة مع ابنه وابنته، فاتصل على الفـور بالشـرطة وسلّمها المحفظة. وأكد أنه «ليس بالضرورة أن يتصدّى كل شخص بنفسه للّصوص أو المجرمين، لكن يجب أن يشارك بفاعلية، من خلال إعاقة المجرم، أو سرعة إبلاغ الشرطة على الأقل». موضحاً أنه «لم ينتظر إطلاقاً أن يمنحه أصحاب الأموال النسبة القانونية، وهي 10٪ من الأموال التي أسهم في إعادتها، فهذا واجب عليه، ولا ينتظر مقابلاً عليه من أحد».

وختم بأنه «يغرس هذه القيم في نفوس أبنائه، ويكفيه أنهم يفخرون به، ويدركون أنه يتصرّف بما يُمليه عليه واجبه».

7 thoughts on “مواطن يواجه اللصوص بخبرة وشجاعة

  1. محمود موسى علي يتلقّى تكريماً من اللواء عبدالرحمن رفيع. من المصدر
    رفض المواطن محمود موسى علي، الذي يعمل مفتشاً على المواقف في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، التعامل بسلبية مع جرائم ارتُكبت أمام عينيه في الشارع الذي يشرف على مواقفه، فقبض بنفسه على لصّين في واقعتين مختلفتين، سرقا أكثر من 200 ألف درهم، وأعاد محفظتين عثر عليهما في الطريق، تحتويان على مبالغ مالية كبيرة، ما دفع شرطة دبي إلى تكريمه أربع مرات.

    وقال علي، البالغ من العمر 40 عاماً، لـ«الإمارات اليوم»، إنه يُمضي ثماني ساعات يومياً في الشوارع، بحكم طبيعة عمله، ما جعله يصادف جرائم ووقائع كثيرة جرت أمامه، معتبراً أن الاقتصار على الإبلاغ عنها لا يكفي لردع مرتكبيها، «بل يتعين التدخل على كل من يتمكن من ذلك، لإعادة الحقوق إلى أصحابها».

    وأوضح أن الجريمة الأولى التي تدخّل فيها وقعت عام ،2002 حين كان يزاول عمله، وسمع الناس تنادي بالعربية «امسك حرامي»، فتحرك بسرعة وحدّد هوية المجرم، ثم لاحقه حتى أوقعه أرضاً، واتصل بالشرطة، بعدما سيطر على اللص، واكتشف أنه سرق حقيبة نسائية تحوي 75 ألف درهم.

    وأشار إلى أنه فوجئ بعد نحو ثلاثة أشهر باتصال من شرطة دبي، يطلب منه الذهاب إلى «القيادة العامة»، حيث تلقّى تكريماً، وشهادة تقدير، وساعة عليها شعار شرطة دبي، من المسؤولين فيها.

    وتابع علي «بعد نحو أربعة أعوام، وبينما كنت أمارس عملي في منطقة نايف، شاهدت أشخاصاً يلاحقون رجلاً، ويصرخون بأنه لص، ورأيته يتجه نحوي، فبادرت إلى الاختفاء خلف حافلة حتى اقترب، ثم فاجأته وطرحته أرضاً، وأمسكت به، وتبين لي أنه كان يراقب شخصاً أثناء خروجه من أحد البنوك، وسرق منه حقيبة فيها 120 ألف درهم».

    وأشار إلى أن دورية شرطة حضرت سريعاً إلى المكان وقبضت على اللص، وبعد ثلاثة أشهر، تلقى اتصالاً هاتفياً من القيادة العامة لشرطة دبي، تطلب منه الحضور لتكريمه للمرة الثانية، وقال: «حصلت على ساعة وشهادة تقدير، تتضمن إشادة بدوري في الحفاظ على السلامة والأمن العام».

    وأوضح أن وجوده في الشارع زاد من قوة ملاحظته، وقدرته على تحديد التصرفات المشبوهة، لافتاً إلى أنه في عام ،2008 شاهد ثلاثة أشخاص يتحركون بشكل مريب، بالقرب من سيارة من نوع «مرسيدس»، بمنطقة الرفاعة في دبي، وحين اقترب منهم فرّوا سريعاً، وغادروا المكان. ولفت إلى أنه لم يتعقّبهم، لكنه عاد إلى السيارة مجدداً، ووجد فيها عدداً كبيراً من صناديق الخمور، ولم يستطع تحديد ما إذا كانت هذه الصناديق تخصهم، أم أنهم كانوا يخططون لسرقتها. مضيفاً «اتصلت بالشرطة التي قَدِمت إلى المكان، وفتشت السيارة، ووجدت فيها هاتفاً محمولاً، وعرفت لاحقاً أنه تم التوصل إلى هؤلاء الأشخاص، وتبين أنهم تابعون لعصابة تعمل في تهريب الخمور». وقال مفتش المواقف بهيئة الطرق والمواصلات: «تلقيت كذلك اتصالاً من القيادة العامة لشرطة دبي، التي كرّمتني للمرة الثالثة، وحصلت على شهادة تقدير تثمّن دوري في ضبط هذه العصابة». وأضاف علي «لا أستطيع منع نفسي من التدخل بفاعلية في مواجهة هذه الجرائم، ولا أفكر إطلاقاً في عواقب ذلك، أو أخاف من التعرض لمكروه من مجرم يحمل سلاحاً، وأعتبر أن هذا جزء من دوري كإنسان يعيش في هذه البلاد، ويخاف عليها». وأشار إلى أن شرطة دبي كرّمته، أخيراً، للمرة الرابعة، تقديراً لأمانته، إذ عثر على محفظة نقود تحوي 3000 درهم، حين كان يسـير في منطقة الكرامة مع ابنه وابنته، فاتصل على الفـور بالشـرطة وسلّمها المحفظة. وأكد أنه «ليس بالضرورة أن يتصدّى كل شخص بنفسه للّصوص أو المجرمين، لكن يجب أن يشارك بفاعلية، من خلال إعاقة المجرم، أو سرعة إبلاغ الشرطة على الأقل». موضحاً أنه «لم ينتظر إطلاقاً أن يمنحه أصحاب الأموال النسبة القانونية، وهي 10٪ من الأموال التي أسهم في إعادتها، فهذا واجب عليه، ولا ينتظر مقابلاً عليه من أحد».

    وختم بأنه «يغرس هذه القيم في نفوس أبنائه، ويكفيه أنهم يفخرون به، ويدركون أنه يتصرّف بما يُمليه عليه واجبه».

    المصدر الامارات اليوم

Comments are closed.