طلبت مالا لشراء خاتم من ذهب فغضب الزوج وصرخ: أونصة الذهب بـ 1250 دولار يا امرأة، ردت بعناد شديد : لا يهم.. فلانة اشترت وأنا سأشتري ، فترك الرجل المنزل وخرج غاضبا. هذا المشهد حدث بالفعل ؛ وقد يتكرر كثيرا مع كل ارتفاع لأسعار الذهب.
في عام 1980 انفجرت فقاعة الذهب – الأولى – بعد أن وصل سعر الأونصة لـ 847 دولارا وبعد ذلك انحدر سعره تدريجيا حتى وصل عام 2001 لـ 250 دولار للأونصة قبل أن يبدأ رحلة صعود جديدة؛ وصلت ذروتها قبل أيام قليلة عندما سجل الذهب مستوى تاريخيا جديدا و غير مسبوق بلغ 1290 دولار للأونصة ..فهل لصعود الذهب بقية ؟.. أم أنه في ذروة فقاعة على وشك الإنفجار ؟.
ينقسم المحللون حول “ذروة” فقاعة الذهب المتوقعة إلى فئتين ؛ فئة ترى أن الأسعار الحالية هي “الذروة” أو بالقرب منها ؛ وأن انفجارا وشيكا سيحدث ؛ وستكون له تداعيات مدمرة على الأفراد الذين اشتروا عند الأسعار الحالية؛ ويرى هؤلاء المحللون أن انفجار الفقاعة قد يعيد سعر الأونصة إلى مستويات قريبة من السعر العادل لها والمقدر بنحو 800 دولار ولا يستبعدون هبوطه لمستوى 500 دولار بتأثير من “بيع الهلع″ الذي قد يصاحب انفجار الفقاعة ،وتعتمد هذه الفئة في تسويق رأيها على عوامل عدة :
• الأزمة المالية العالمية كانت وراء ارتفاع سعر الذهب وهذه الأزمة في مراحلها النهائية.
• انخفاض الطلب على “الحلي والمجوهرات” في الهند بسبب الإحجام عن شراءه نظرا لارتفاع أسعاره ومن المعروف أن الهند أكبر أسواق الذهب في العالم.
• ذروة الطلب العالمي على الذهب كانت عام 2008 ثم انحسر الطلب نحو 8% عام 2009 ومن المرجح أن يستمر انحساره خلال العام الحالي.
• جنون أسعار الذهب دفعت المناجم للعمل بطاقتها القصوى مما رفع نسبة المعروض عالميا هذا العام نحو 7% مقارنة مع المسجل العام الماضي.
• توجيه كل من الصين وروسيا استثمارات ضخمة نحو صناعة استخراج الذهب ومن المتوقع أن يتزايد إنتاج هذه الدول من 4 -6 % سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة.
• تتراوح كلفة إنتاج أونصة الذهب حاليا ما بين 450 – 500 دولار مقابل سعر سوقي يتراوح ما بين1200-1290 دولار للأونصة ما يعني أن المشتري يدفع ثمنا باهظا وغير مبرر وعندما يفيق هذا المشتري من صدمة الأزمة المالية العالمية وتبعاتها سيكتشف أنه اشترى بأسعار مبالغ فيها و سيبدأ ببيع الخائف مما سيشكل ضغطا هائلا على أسعار الذهب.
أما الفئة الثانية فتعتقد أن الذهب عند الأسعار الحالية رخيص ويرون أن 1500 دولار للأونصة مفتاح فني لارتفاع الأسعار إلى مستوى 3000 دولار، أما المبالغون فيعتقدون أن سعر 5000 دولار للأونصة ممكن في ظل ظروف استثنائية كتفاقم الأزمة المالية العالمية الحالية أو حدوث حروب طاحنة أو تعرض الاقتصاد الأمريكي أو الأوروبي للإنهيار ولهذه الفئة حججها أيضا :
• الأزمة العالمية لم تضع أوزارها بدليل تفاقم الديون السيادية الأوروبية وتفاقم تداعياتها واستمرار المخاوف الإقتصادية في أمريكا.
• استمرار الصين والهند ودول ناشئة أخرى في شراء الذهب كبديل للدولار وتنويعا لاحتياطاتها.
• جنوح المستثمرين من مختلف أنحاء العالم لاعتماد الذهب كبديل للسندات والأسهم والعملات.
• انخفاض قيمة الدولار بسبب التضخم كنتيجة لطبع الدولار بلا حسيب أو رقيب وضخ مليارات الدولارات في برامج التحفيز الأمريكية.
• ارتفاع سعر النفط يرفع أسعار الذهب لارتفاع كلفة الاستخراج وارتفاع أسعار النفط متوقع أيضا.
لو أسقطنا رأي المحللين من الفئتين على “شجار الرجل مع زوجته” لوجدنا أن كلاهما على صواب فإن كان الرجل يرى أن مستوى 1250 دولار سعرا مرتفعا للأونصة فإن هذا السعر رخيص مقارنة برأي الفئة الثانية التي تتوقع أن يصبح سعر الأونصة 3000 دولار ، هذا إذا توقف ارتفاع الذهب عند 3000 ألاف دولار للأونصة ولم يصل إلى 5000 درهم حسب رأي بعضهم.
أنا ممن يرجحون انفجار فقاعة الذهب في أية لحظة وبالرغم من أنني كما الجميع أجهل اللحظة التي سيضيف فيها أحدهم “القشة التي ستكسر ظهر الذهب” إلا أني لا أجد أي مبرر لوصول سعر الأونصة لمستوى 1500 دولار الذي ينادي به المضاربون ، إلا إذا انهيار اقتصاد أمريكا أو أوروبا أو إذا وقع واحد من حدثين ، الأول : مواجهة عسكرية طاحنة بين إيران والآخرين ،والثاني : نشوب حرب مدمرة في شبه الجزيرة الكورية . فهذان الحدثان قد يغيرا كل الوقائع في خزائن البنوك المركزية ومحافظ المستثمرين حول العالم.
إذا كنت ممن لا يملكون الذهب فلا أنصحك بشرائه اليوم لأن سعره مرتفع جدا وفوق سعر التكلفة بنحو 200% ومرتفع نحو 500 % مقارنة بسعره عام 2001 ، وحتى لو كنت عريسا تريد أن تهدي عروسك فاقتصر على الحد الأدنى أو اشتري لها ذهبا مقلدا تتزين به على الملأ- حتى لو كان موسم التزين بالذهب المزيف محرجا – وقدم لها النقود هدية فقد تأتيها فرصة شراء كمية من الذهب تقدر بضعف ما قد تشتريه بأسعار اليوم ، أما إذا كنت ممن يملكون الذهب سواء على سبيل الزينة أو الادخار فأمامك فرصة رائعة قد لا تعوض للبدء بالبيع التدريجي عند الأسعار الحالية ، واستبدال نصف ما لديك من ذهب بالنقد فكرة جيدة وبعد ذلك راقب ” الأفق ” فإن رأيت تعافيا وانتعاشا في الاقتصاد العالمي أوارتفاعا بأسعار الفائدة أو صعودا قويا للدولار أمام معظم العملات الأخرى فبع النصف المتبقي لديك ، وانتظر أسعار دنيا لتعاود الشراء ، أما إذا لاحت لك بوادر انهيار اقتصادي أو حرب على وشك الإستعار فتمسك بما لديك و زد عليه ما تشاء.
بواسطة محمد سليمان يوسف بتاريخ 25 سبتمبر 2010 |
تصفّح المقالات
5 thoughts on “موسم الذهب المزيف”
Comments are closed.
ارتفاع الذهب الجنوني و دون توقف غير منطقي
أعمار نزل ذهبا من سنة 2006 إلى 2010 22 مره
ودرهما نزل 7 مرات
وفي ضل التضخم يكون الملاذ الأمن هو العقار والذهب والبترول ….لأنه لايمكن طباعة العقار أو الذهب أو البترول
انا لله وانا اليه راجعون ——-الانسان ما راح ينفعه غير عمله وما راح ياخذ معاه غير كفنه شو هذه الدنيا الفانية اللى ما راح ينفع معاها لا ذهب ولا فلوس ولا نفط – والله العظيم وانا بقرا بالموضوع حسيت احساس غريب انى مفارق هذى الدنيا اللى كل هم الناس فيها الكسب والفلوس والذهب هذا كله تعب اعصاب وقرف اعوذ بالله من غضب الله واستغفر الله العظيم وانا لله وانا اليه راجعون
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
إذا كل دوله تريد تنزل قيمة عملتها حتى يمكن بيع منتجاتها للخارج ..
…الصين تنزل من قيمة عملتها……اليابان تنزل من قيمة عملتها …والأربيين يريدون نفس الشيئ …. والأمريكان بيسلكوا نفس المسار إذا الصين ماتجاوبت معهم ….
فما أفضل أستثمار للحفاض على قيمة العمله غير الذهب
يعني الذهب يوصل لل 11000 ألف دولار وارد جدا