«ميد»: الصناديق الاستثمارية الخليجية تميل إلى تحويل أصولها إلى نقد سائل
الوطن الكويتية – إعداد محمود عبدالرزاق/
قالت مجلة ميد ان هناك مخاوف تسود الاسواق الخليجية من ان تتمخض نتائج الشركات للربعين الثاني والثالث من العام الجاري عن الاستنتاج بان اسعار الاسهم اصبحت مبالغا فيها، على نحو يدفع المستثمرين نحو الاحتفاظ بالسيولة النقدية بدلا من استثمارها في الاسواق المالية.
واضافت ان مديري صناديق الاستثمار في الاسهم في دول مجلس التعاون الخليجي باتوا يميلون إلى تحويل اصولهم إلى نقد سائل، وذلك ناتج عن خشيتهم من ان تكون اسعار الاسهم في الاسواق الخليجية مقومة بأكثر من قيمتها الحقيقية، وان هذه الاسعار لن تلبث ان تهبط بعد ان تقوم الشركات المدرجة بنشر نتائج اعمالها عن الربعين الثاني والثالث من 2009.
ونسبت ميد إلى الرئيس التنفيذي لإدارة الاصول التابعة لمجموعة ماجد الفطيم في دبي إياد ملص قوله «ان الارتفاع الذي شهدته اسعار الاسهم في الاونة الاخيرة تم بوتيرة سريعة للغاية وكان ايجابيا على نحو كبير».
ويضيف ملص «ان صندوق منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا «مينا» الاستثماري الذي يتولى قيادة استثمارات مجموعة الفطيم والبالغ قوامه 150 مليون دولار يستثمر في الوقت الحالي ما يوازي %40 من اصوله في النقد، مقارنة مع حوالي %30 مطلع العام الجاري. وانه بالرغم من رغبتنا الواضحة في الاستثمار في الاسهم حتى %95 من اصولنا لو أمكن ، غير اننا نشعر بالحاجة إلى حماية اصول صندوقنا من اي تطورات مستقبلية».
مستويات غير مبررة
من ناحيته، قال مدير محفظة الاسهم في شركة ING لادارة الاستثمارات في الشرق الاوسط يزن عابدين من مقر الشركة في دبي ان صندوق الشركة للاستثمار في منطقة مينا يعتبر قريبا في الوقت الحالي من مستوى %10 من حجم اصوله السائلة، مقارنة مع مركز الصندوق في نهاية عام 2008 والذي بلغت نسبته %6. لقد بلغنا في الوقت الراهن مستويات تقييم غير مبررة.
ويضيف عابدين ان الاسواق ما زالت توالي تجاهل المخاطر المستمرة مثل احتمالات المزيد من التراجع في اسواق العقار في دول التعاون، فضلا عن تراجع عائدات البنوك حيث انها تضطر إلى اجراء قيود شطب في استثماراتها العقارية فضلا عن انكشافها للاقراض الاستهلاكي.
ويرى عابدين ان المخاطر ما زالت قائمة قائلا «ان الاسواق عمدت إلى شراء الديون وسندات القبض لقاء خصم على أمل تحقيق ارباح لدى تحصيل هذه الديون، غير ان ذلك قد تم في غمرة مخاطر من انهيار جديد للأسواق العقارية فضلا عن احتمالات كبيرة بوقوع الاعسار وعدم قدرة الكثير من الشركات على سداد الديون التي تستحق عليها، وخصوصا في دبي، اما الان فان الاسواق قد ذهبت إلى مدى ابعد في التقليل من آثار هذه المخاطر لاعتقادها ان الجانب الاسوأ من الازمة قد ولى إلى غير رجعة».
وقالت ميد ان مديري الصناديق يتوقعون ان تدلل نتائج الربعين الثاني والثالث من هذا العام على نحو جلي على ان اسعار الاسهم قد اصبحت على درجة عالية من التفاؤل.ويقول مدير احد الصناديق في دبي، والذي طلب عدم ذكر اسمه «لقد جنينا بعض الارباح عندما كانت تقييمات الاسعار عالية، ونتوقع ان نعود إلى السوق من جديد ربما بحلول نهاية العام الحالي، حيث نتوقع ان تشهد الاسواق عمليات تصحيح من جديد».
واضافت ان ثمة دلائل تلوح في الافق على ان اسواق الاسهم بدات في تسعير ذاتها في خضم هذه المخاطر، حيث تراجع سوق دبي المالي على سبيل المثال يوم 23 يونيو الجاري بواقع %5.9 على الرغم من انه سجل منذ الاول من يناير الماضي ارتفاعا بلغت نسبته %12.4 وفقا لما ذكره بنك سيكو الاستثماري في البحرين، في حين ارتفعت البورصة السعودية -تداول- خلال الفترة المذكورة بواقع %12.2.
ويقول ملص انه يعتبر مضاعف السعر إلى الربحية «مكرر الربحية» فوق 15 مرة امرا مكلفا في أي سوق من الاسواق، وفي هذا المقام يشير البنك المذكور إلى ان المضاعف بالنسبة لسوق الكويت للاوراق المالية يبلغ حاليا 15.6 مرة، ويأتي بعده مباشرة مؤشر تداول للاسهم السعودية بواقع 12.9 مرة.
ليست دعوة للبيع او الشراء .الحذر واجب