نادي أبوظبي للفروسية ..( الخضرة والماء والخيل الأصيل )

عندما تتوجه إلى نادي أبوظبي للفروسية، تحس بأن الطرق التي تجتازها وأنت تمر بمنطقة المشرف، وكأنها تقودك إليه، أشجار النخيل بقطوفها العالية، وأشجار اللوز بقطوفها الدانية، صفوف الآس والورد الموسمي الملون، تمتد على امتداد الشوارع المؤدية إلى النادي الذي ما إن تدخل بوابته الرئيسية حتى تحس أن ساحاته الخضراء المترامية الأطراف هي النتيجة المنطقية لكل هذه الشوارع الخضراء التي تؤدي إليه.

ويعتبر نادي أبوظبي للفروسية، والذي يقع على بعد 7 كم من منطقة وسط المدينة، واحة غنّاء بتجهيزاته المتميزة، ومن المعالم البارزة في درة الخليج أبوظبي. وشهد النادي خلال فترة قصيرة الكثير من أوجه العمران المتمثلة في إقامة المنشآت والميادين ووسائل النشاطات الترفيهية الأخرى، وذلك بفضل توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله”، ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد “رئيس الدولة”، وجهود ومتابعة أصحاب السمو أبناء زايد، كان له الأثر الكبير في مسيرة تطوير النادي ليصبح صرحاً متميزاً بإعداده الجيد وتجهيزاته الحديثة المتميزة.

ويمثل ميدان سباق النادي قمة الحداثة على مستوى المنطقة، فقد أنشئ بمواصفات عالمية حديثة خاصة المضمار العشبي الأخضر المزروع، وكذلك ميدان قفز الحواجز الزروع بتجهيزاته وحواجزه الطبيعية والمائية المختلفة، مما يضفي طابعاً تنافسياً على منافسات القفز التي تنظم خلال فعاليات الموسم، كبطولة أبوظبي الدولية السنوية لقفز الحواجز والتي أصبحت تستقطب الفرسان من كافة بقاع العالم. كما يتضمن النادي مدرسة لتعليم ركوب الخيل، لتشجيع شباب الإمارات على تعلم رياضة الفروسية، حيث أصبحت المدرسة واحدة من أهم مراكز تعليم ركوب الخيل وفنون الفروسية وتضم أكثر من 500 منتسب ومتدرب من مختلف الأعمار. وإضافة إلى ذلك يضم النادي ميداناً للجولف مجهز بتسعة حفر وملعبين للتنس الأرضي ومسبحاً مما يجعله متميزاً في منشآته وتجهيزاته التي تلبي رغبات جميع رواده، سواء كان ذلك في مجالات سباقات الخيول، قفز الحواجز، الجولف، التنس الأرضي، السباحة أو مجالات الترفيه الأخرى المتوفرة والتي تجعل من نادي أبوظبي للفروسية واحداً من أهم أماكن الترفيه والاستجمام المعروفة عالمياً.

منصة السباق الرئيسية

تعتبر منصة السباق الرئيسية والتي تم افتتاحها يناير 2001م، واحدة من أهم المعالم في مسيرة تطوير النادي، حيث تتميز بزخرفتها المستوحاة من التراث العربي الأصيل، وتجهيزاتها العصرية المتميزة وموقعها الفريد الذي يطل على ميدان سباق الخيل، مما يوفر رؤية بانورامية رائعة لجمهور السباق ابتداء من ساحة استعراض الخيول، وحتى انطلاقة الخيول وصولاً إلى خط النهاية. وتحتوي المنصة على العديد من التجهيزات، من منصة لكبار الشخصيات، ومنصة للجمهور وأجنحة ملكية فاخرة، إضافة إلى المطاعم المجهزة وقاعات الطعام والأجنحة الخاصة بالشركات والمؤسسات الراعية. كما تتميز المنصة بتجهيزاتها الإلكترونية مثل نظام الإذاعة الداخلية، وشاشات البلازما التلفزيونية الموزعة في كافة أرجاء المنصة، كما تتضمن أيضاً أستوديو حديث للبث التلفزيوني، بالإضافة إلى تجهيزات السباق الفنية الأخرى كأجهزة كاميرا خط النهاية وغرف الحكام ومشرفي السباق واللجان المنظمة العاملة في إدارة السباق وأجهزة الحاسب الآلي الخاصة بترشيحات الجمهور والعديد من التجهيزات الإلكترونية الحديثة الأخرى. كما توجد أيضاً شاشة عملاقة وضعت مقابل منصة السباق الرئيسية لتوفير رؤية متميزة لفعاليات السباق، مما يضفي على مشاهدة السباق الكثير من التشويق ويمكن الجمهور من تتبع أدق تفاصيل مجريات السباق بسهولة ويسر.

السباقات

أقيمت السباقات في نادي أبوظبي للفروسية منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي، ولكن تنظيم السباقات بصورتها المعروفة حالياً وفقاً لقوانين وأنظمة السباقات الدولية بدأت منذ العام 1991م، حيث أصبحت سباقات نادي أبوظبي للفروسية معروفة ومدرجة في مفكرة السباقات العالمية، وتنظم سنوياً بصفة منتظمة خلال الفترة من أكتوبر إلى إبريل بمعدل 15 سباقاً تخصص للخيول العربية الأصيلة. كما أن سباقات الخيول العربية المولّدة محلياً بدأت تشكل حيزاً ملموساً في سباقات أبوظبي ضمن التوجيهات السامية لأصحاب السمو الشيوخ بتشجيع أبناء الإمارات على امتلاك هذه الخيول والمحافظة على سلالاتها والاهتمام بتوليدها وتربيتها محلياً والمشاركة بها في سباقات الخيول المقامة. كما تتضمن مفكرة سباقات أبوظبي الكثير من السباقات المصنفة عالمياً، والتي تحتل مركز الصدارة وتستقطب العديد من كبار ملاك الخيول من خارج الإمارات، بالإضافة إلى بطولة كأس العيد الوطني لدولة الإمارات وبطولة الإمارات وغيرها.

قفز الحواجز

يهتم نادي أبوظبي للفروسية برياضة قفز الحواجز ويوليها الكثير من الرعاية باعتبارها من مناشط الفروسية المعروفة وواحدة من الرياضات الأولمبية منذ القدم. كما يمتاز ميدان قفز الحواجز، والمزروع بالعشب الطبيعي، بالحداثة لاحتوائه على كافة التجهيزات الإلكترونية المتطورة لرصد نتائج منافسات القفز وحساب الأخطاء إلكترونياً، بالإضافة إلى الشاشة الإلكترونية العملاقة لتمكين الجمهور ومحبي رياضة قفز الحواجز من متابعة الفعاليات ورصد حركة الفرسان والخيول بدقة متناهية مع نتائجها المعلنة إلكترونياً في نفس اللحظة على الشاشة. وتتميز منافسات قفز الحواجز، والمقامة بصفة أسبوعية خلال فعاليات الموسم الممتد من أكتوبر إلى نهاية مايو من كل عام، بتدرج مستوياتها المختلفة لتشمل كافة الفئات من المبتدئين وصولاً إلى الفرسان المحترفين. كما يقيم النادي على ميدانه الأخضر، العديد من المنافسات الدولية الهامة، مثل منافسات بطولة أبوظبي الدولية لقفز الحواجز والتي تنظم سنوياً تحت إشراف وقوانين الاتحاد الدولي للفروسية وتستقطب العديد من الفرسان الدوليين من أوروبا والولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي والدول العربية الأخرى.

سباقات القدرة

أصبحت سباقات القدرة، والتي تعرف أيضاً بسباقات التحمل أو سباقات المسافات الطويلة، واحدة من النشاطات الرئيسية التي تستأثر بحيز كبير ضمن فعاليات موسم أنشطة الفروسية في الدولة. ويكون الموسم الذي يمتد بين أكتوبر ونهاية إبريل من كل عام حافلاً بالكثير من السباقات والبطولات الهامة، ويشمل ذلك سباقات ليلية تمتد مسافتها في بعض الأحيان إلى 160 كم، ضمن مسارات ذات طبيعة صحراوية قاسية. وتتضمن مهمة النادي امتلاك الخيول المؤهلة لمثل هذه السباقات الطويلة وإعدادها وصقلها وتدريبها بالطريقة الملائمة لتأهيلها للمشاركة في سباقات القدرة، عن طريق اختبار قدرتها على التحمل وتحقيق أفضل النتائج دون الإخلال بالضوابط المتفق عليها عالمياً لضمان صحة الخيول وسلامتها. كما يعمل النادي على إعداد فرسانه المشاركين في مثل هذه السباقات، وتدريبهم على التحكم في الخيول باحترافية عالمية للمشاركة بها في سباقات القدرة المقامة محلياً وعالمياً.

مدرسة تعليم ركوب الخيل

بدأت مدرسة تعليم ركوب الخيل انطلاقتها قبل عشرة سنوات بعدد قليل من الخيول لايتجاوز الـ 20 خيلاً، وفي الوقت الراهن أصبحت المدرسة تفتخر بتجهيزاتها العصرية إسطبلاتها التي تؤوي قرابة الـ 90 حصاناً من أفضل أنواع الخيول المدربة والمعدّة لأغراض تعليم الركوب لكافة المستويات، إضافة إلى العديد من “خيول البوني” الصغيرة المحببة إلى الأطفال. وتضم المدرسة كادراً تدريبياً متميزاً من أفضل معلمي تدريب ركوب الخيل، معظمه من الكوادر النسائية، حتى يتسنى لها التعامل بسهولة ويسر مع شريحة الأطفال والتي تشكل الحيز الأكبر من منتسبي المدرسة، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للعنصر النسائي لتعلم ركوب الخيل ضمن أجواء من الخصوصية بالتعامل مع مدربات مؤهلات. كما تعتبر مدرسة ركوب الخيل واحدة من الدعامات الأساسية لنادي أبوظبي للفروسية، لما تمثله من أهمية قصوى في تغذية روافد نشاطات الفروسية الأخرى بالكوادر المؤهلة، حيث تركز في هذا المجال على تعليم الأطفال مبادئ وأساسيات الفروسية وركوب الخيل وفقاً لقواعد منهجية وعلمية مدروسة. كما تشتمل المدرسة أيضاً على برامج خاصة لتعليم الركوب وقواعد الفروسية تتناسب مع كافة الفئات العمرية، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى مثل نشاطات ركوب منتظمة تنظم خارج أبوظبي في مناطق ذات طبيعة صحراوية ضمن برامج اجتماعية وترفيهية شيّقة. كما قامت المدرسة بإدخال برنامج تدريبي خاص على ركوب الخيل مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارها من الفئات التي توليها الدولة والمجتمع خالص رعايته، حيث أثبت هذا البرنامج نجاحه المنقطع النظير بالإسهام في علاج وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة إيجابية.

إسطبلات ومسبح الخيول

يضم نادي أبوظبي للفروسية مجمعات حديثة لإسطبلات الخيول تحتوي على وحدات مريحة لكل خيل على حدة، روعي في إعدادها كافة الجوانب الصحية اللازمة والتهوية الجيدة، مع تزويدها بالمكيفات ومراوح الهواء ومصادر المياه النقية والأرضيات ذات الفرشات المطاطية، مع استعمال نشارة الخشب النقية الخالية من الشوائب والتي يتم تغييرها من وقت لآخر وذلك لتوفير أرضية مريحة لاستلقاء الخيل وراحتها. ومن ضمن مجمعات الإسطبلات الحديثة، مجمع إسطبلات العنود، مها ودامس المكون من 150 وحدة إسطبل، والذي تم تشييده على طراز معماري فريد بشكل حدوة حصان تتوسطه حديقة دائرية مزروعة بأجمل أنواع الزهور ونباتات الزينة، وتحيط به من جوانبه ساحات الترويض وميدان تدريبات قفز الحواجز. وتمتاز كافة الإسطبلات بوجود الساحات المضاءة، المحاطة بالميادين المزروعة بالعشب الأخضر، والتي تستخدم لتدريب الخيول. كما تم إنشاء مسبح خاص للخيول على أحدث المواصفات العالمية، حيث تعود سباحة الخيول بفوائد علاجية كبيرة تتمثل في تحقيق المرونة المطلوبة لأنسجة الخيل العضلية، بالإضافة لكونها عاملاً مساعداً لعملية تدريب وإعداد الخيل والمحافظة على لياقته البدنية وخاصة في فترة الصيف.

ملعب الجولف

ومن ضمن أهداف النادي توفير كافة الأنشطة الرياضية لرواده، حيث تم إنشاء ملعب للجولف في منطقة وسط ميدان السباق مكون من 9 حفر، ومزروع بالعشب الأخضر وتتوسطه عدد من البحيرات الصناعية والهضاب والنباتات الطبيعية المختلفة، بالإضافة إلى أنظمة الإضاءة المتطورة ووسائل الري الحديثة، مما يجعل من الملعب بيئة مثالية لممارسة رياضة الجولف. وتم إنشاء أكاديمية للجولف مجهزة بكافة الوسائل التدريبية، يشرف عليها طاقم مؤهل من محترفي اللعبة، وذلك لتمكين كافة المنتسبين من تعلم أصول ممارسة الجولف على أسس علمية واحترافية عالية. ويضم الملعب نادٍ خاص للأعضاء يحتوي على مطعم تقدم فيه أفخر أنواع المأكولات والمشروبات العالمية، وقاعات خاصة مجهزة للحفلات والاجتماعات، ومتجر لبيع تجهيزات وأغراض الجولف، إضافة لغرف تبديل الملابس. كما تم تشييد حوض سباحة حديث وملاعب تنس خاصة لمنتسبي ورواد الجولف، بالإضافة إلى توفير السيارات الصغيرة لتسهيل عملية الانتقال بين نقاط اللعب المختلفة داخل الملعب.

مسبح النادي

تم إنشاء المسبح الخاص بالنادي عام 2001 م، ضمن سعي نادي أبوظبي للفروسية لتوفير نشاطات وخيارات ترفيهية ورياضية عديدة لمنتسبي ورواد النادي. ويتميز المسبح بإطلالته الرائعة على ميدان السباق وملعب الجولف، حيث يوفر لزواره قسماً خاصاً بالأطفال، الجاكوزي، وكافة الخدمات الأخرى كالمأكولات الخفيفة والمشروبات والمرطبات، بالإضافة إلى وجود المقاعد المريحة والمظلات الواقية من الشمس والمنتشرة على جوانب المسبح مما يوفر خياراً عائلياً تستمتع فيه العائلة بقضاء أجمل الأوقات.

ملاعب التنس الأرضي

يمثل مجمع ملاعب التنس الأرضي بالنادي واحدة من الإضافات الهامة لمنتسبي ورواد النادي، وذلك ضمن اهتمام نادي أبوظبي للفروسية بهذه الرياضة الراقية، والتي تجتذب العديد من الزوار من أندية التنس والشركات والمؤسسات الكبرى، حيث يوفر هذا المجمع، بملاعبه التي تم تشييدها وفقاً للمعايير الدولية، الكثير من التسهيلات والتجهيزات في إقامة المباريات والمنافسات الهامة. ويشرف على هذه الملاعب مدرب مؤهل، كما يتم تنظيم دروس تدريبية للراغبين في ممارسة رياضة التنس الأرضي، وخاصة وأن هذا المجمع يمتاز بإضاءة ليلية مما يوفر العديد من خيارات التدريب وإقامة المنافسات خلال الفترة المسائية.‏