يعتبر الأمازيغ أو البربر أقدم شعب سكن شمال أفريقيا إذ يرجع تاريخهم إلى أكثر من 20.000 ألف سنة .وفي عام 2007 اكتشف باحثون أوروبيون مجوهرات حجرية ملونة بمادة نباتية قرب مدينة فكيك Figuig المغربية، وقدروا عمر هذه المجوهرات البدائية ب 82.000 سنة. وهذا يؤشر على قدم وجود الإنسان بشمال أفريقيا. لذا فالأركيولوجيون وعلماء التاريخ يجمعون على أن الأمازيغ هم السكان الأصليون لجزء كبير من شمال أفريقيا وجزر الكناري ما عدا مصر التى يسكنها المصريون الحاميون.
عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri) . وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم “المشوش”. أما الرومان فقد أطلقوا عليهم النوميديون Numidians ، او الليبو Libue . وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات. ويجدر الذكر أن لقب البربر والبرابرة أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. كما يعتقد البعض ان سبب التسمية يعود إلى الموروث العربي على اعتبار ان اصول البربر عربية فسمواا بالعرب البربر أي الرحل عن طريق البر طبقا للنظرية القائلة أنهم عرب رحلوا من بلاد اليمن إلى شمال افريقيا برا.و هذا ما فنده الباحثون و العلميون حيث أكدت التجارب على الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا أن الصفة E-M81 هي الصفة المميزة بشكل خاص لذوي الأصول الأمازيغية الناطقين بها وذلك بنسبة مئة بالمئة. و أثبتت الدراسات الوراثية أن نسبة تقارب الأمازيغ من العرب منعدمة و أكدوا أن العنصر الأمازيغي هو عنصر محلي لشمال إفريقيا .
ونفى العلامة ابن خلدون أن يكون البربر ينتمون لبلاد اليمن أو الشرق الأوسط. وقال في مؤلفاته ما مفاده أن كثرة البربر وقوة انتشارهم في بلاد المغرب لا توحي بأنهم هاجروا إليها من الشرق الأوسط. وقد أكد الكثيرون من المختصين هذه النظرية واعتبروا أن عروبة البربر أمر غير علمي ولا منطقي وأثبتوا ذلك بعدم تشابه العادات والتقاليد وأساليب الحياة إضافة إلى الصبغات الفيزيولوجية والوراثية المختلفة بين العرب والامازيغ. أما تسمية الأمازيغ التي يطلقها هذا الشعب على نفسه فمعناها amazigh=الرجل الحر إذ عرف تاريخ الأمازيغ حبهم للحرية و مناهضاتهم للظلم و العبودية.
المماليك الامازيغية بشمال افريقيا
ملوك نوميديا (الأقليد):

صيفاكيس
*يعتبر “صيفاكس” أول ملك (من 213ق.م إلى 203ق.م) سعى إلى توحيد بلاد المغرب، و رأى أن ذلك لا يتم إلا بتوحيد نوميديا للوقوف في وجه الأطماع الرومانية . فاعتنى بالزراعة و أحدث حركة عمرانية و جاهد كي تكون عاصمته “سيقا” (الغرب الجزائري) في مستوى عواصم الدول الكبرى بقصورها و حمماماتها و ساحاتها العامة.

ماسينيسا

ماسينيسا (202 ق.م. – 148 ق.م.) يعتبر واحدا من أشهر ملوك الأمازيغ القدماء. كان ملكا على مملكة نوميديا الأمازيغية . تميز عهده بالازدهار والقوة وتحالف مع الإمبراطورية الرومانية القوية ضد الفينيقيين. كما تميز بطول فترة حكمه وتعدد انتصاراته وانجازاته.
تمّ العثور على نصّ منقوش على الحجارة باللّغتين اللوبية (تيفيناغ) و البونية بالموقع الأثري و التّاريخي بدقة و احتفظ بها في متحف باردو و يذكر هذا النص نسب ماسينيسان: الملك ماسينيسان (202 ق.م. – 148 ق.م.) ابن الملك غيان المتوفّي سنة 206 ق.م. ابن زكلسان اشّفط – صاحب السلطة التنفيذية – في دقة و هو “ماسينيسان” والد الملكين: غولوسا و ميقيبسا و من أشهر أحفاده يوغرطة.

ضريح ماسينيسا في مدينة الخروب ، قسنطينة بالجزائر

يوغرطة

من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين وقفوا في وجه الحكومة الرومانية.
كلمة يوغرطة أو يوگرتن أو يوجيرتن Jugurtha في المعجم الأمازيغي أكبر القوم سنا، وقد تعني أيضا الملك أو كبير الأسرة أو القوم أو العشيرة أو القبيلة أو الجد الأكبر أو الرجل الكبير المحترم.
ولد يوغرطة المازيلي بنوميديا سنة 118 قبل الميلاد ، وهو سليل أسرة ماسينيسا الحاكمة، ومن ملوك قبائل نوميديا، تولى الحكم بعد وفاة ميسبسا(148-118قبل الميلاد) الذي وسّع التجارة الداخلية والخارجية بين مملكة نوميديا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط .كان يوغرطة شعبيا بين قومه، فأراد عمه التخلص من تأثيره، بإرساله لمساندة سيبيو الإفريقي في حصار نومانتيا (إسبانيا) سنة 13ق،مما ادى الى تقاسم الحكم مع حفصبعل و عزربعل ولدا عمه.
عملة نوميدية

Juba I يوبا الأول“: (ابن هيامبصال الثاني، ابن غولوسا، ابن ماسينيسا)
يوبا الثاني


يوبا الثاني ابن يوبا الأول ولد حوالي 52 ق.م توفي ح 23 ب.م ملك أمازيغي حكم من عاصمته Caeserea (شرشال) حاليا و التى تبدأ من المغرب الحالي مرورا بكل شمال الجزائر إلى تونس، يوبا الثاني يمثل الملك المثقف الذي شجع و ناصر الفنون و العلوم و قد ازدهرت في عهد هذا الملك الشاب الفنون الجميلة من نحت و رسم و نقش و موسيقى و غناء و رقص ، فكان عصره هذا عصرا ذهبيا. فعمال النحت و عمال البناء و الرسامون و النحاتون كان كثير منهم أمازيغ ، و برزوا أيضا في عالم الفلسفة الدينية والأدب.
بطليموس

*”بطليموس” (ابن يوبا الثاني): آخر ملوك نوميديا ، قتل سنة40.م مما أدى إلى ضم نوميديا إلى روما نهائيا

تمثال الملكة الامازيغية تيهيا
وتهيا اسم امازيغي ويعني (الجميلة) لكن العرب حولوا الاسم من تيهيا الى داهية وبعدها الى الكاهنة
* – ديهيا – *
امرأة حكمت المغرب قبل الفتح الإسلامي
وكانت مثالاً ساطعاً على قوة الشخصية والحنكة والفطنة والدهاء في تسيير دواليب الحكم
وديهيا هي ملكة حكمت الأمازيغ في المغرب لخمس وثلاثين سنة
وعاشت مائة وسبع وعشرين سنة قبل أن تقتل على يد الفاتح الإسلامي حسّان بن النعمان عام 74 هـ.
وكانت “ديهيا تابنة نيفان” امرأة قوية الشكيمة
تولت زمام الحكم بحكمة وحزم قل نظيرهما في التاريخ
وتمكنت من توحيد القبائل الأمازيغية حولها خلال زحف جيوش الغزو العربي
فبعد مقتل الملك كسيلا على يد الفاتحين المسلمين
زحف هؤلاء إلى مملكتها وكانت قبائل أمازيغية كثيرة ساندتها في مقاومة الغزو العربي أهمها قبائل بنو يفرن
وقد صمدت في وجه جيوش المسلمين وتمكنت من هزمهم وطاردتهم إلى أن أخرجتهم من إفريقية (تونس حالياً).ء
انتظر حسّان بن النعمان الذي كان يتولى قيادة جيوش الغزو الإسلامي فترة من الزمن
ثم هاجمها مجدداً بعدما أُرسلت إليه الإمدادات العسكرية وزحف إلى مملكة ديهيا وقتلها عام 74هـ.
————————
جاء في “كتاب العبر” لمؤلفه العلامة عبد الرحمن ابن خلدون أن ديهيا “ملكت عليهم خمساً وثلاثين سنة، وعاشت مائة وسبعاً وعشرين سنة
وكان قتل عقبة في البسيط قبلة جبل أوراس بإغرائها برابرة تهودا عليه
وكان المسلمون يعرفون ذلك منها.
فلما انقضى جمع البربر وقتل كسيلة زحفوا إلى الكاهنة بمعتصمها من جبل أوراس وقد ضوي إليها بنو يفرن ومن كان من قبائل زناتة وسائر البتّر
فلقيتهم بالبسط أمام جبلها وانهزم المسلمون واتبعت آثارهم في جموعها حتى أخرجتهم من إفريقية
وانتهى حسان إلى بَرْقة فأقام بها حتى جاءه المدد من عبد الملك فزحف إليهم سنة أربع وسبعين وفضّ جموعهم
وأوقع بهم وقتل الكاهنة، واقتحم جبل أوراس عنوةً واستلحم فيه زهاء مائة ألف
(الجزء السابع ص 11).

التقويم الأمازيغي
يحتفل العديد من الأمازيغ وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية، ويستعمل الأمازيغ الأسماء الغريغورية .
يعتقد الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن ملكهم شيشنق من هزم جيوش الفرعون المصري الذي أراد أن يحتل بلدهم، وحسب القصة فإن المعركة تمت شرق المغرب أو غرب الجزائر قرب مدينة تلمسان الأمازيغية.
يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي المتداول للتقويم ليس تاريخيا علميا، فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود ألى آلاف السنين.

الطقوس الدفنية

كان أسلاف الأمازيغ يدفنون موتاهم في شكل جانبي مثنيا وفي احيان اخرى في شكل جنبني. وكانوا يصبغون جثث موتاهم بالطين الاحمر او الاوكر وكانت هذه العادة قفصية أكثر مما كانت ايبيروا-مورسية، وكلاهما يعتبران اسلافا للبربر. كشفت بعض المقابر القبل-تاريخية انه كانت توضع بعض الادوات مع الميت كالأسلحة والحلي وقشور بيض النعام، ربما ليستخدمها في العالم الآخر.
خلافا لآمازيغ الشمال افريقي، قام الامازيغ الغوانش وهم سكان جزر الكناري الأصليين بتحنيط جثث موتاهم فكان البعض منها يجفف ويلف بجلد الماعز. اما في شمال افريقيا، فقد عثر فاريزيو موري سنة 1958 عن مومياء امازيغية قديمة اقدم من المومياءات المصرية.

قبور الامازيغ القدماء
يتضح من خلال التنقيبات الاركيولوجية المرتبطة بالقبور القبل تاريخية في شمال افريقيا ان اسلاف البربر قد آمنوا بحياة اخرى قبل الموت. كان الانسان الشمال افريقي يدفن موتاه في حفر صغيرة، غير انه ادرك في ما بعد ان تلك الجثث تصبح هدفا للحيوانات المفترسة وليتفادى ذلك قام بدفنها في حفر اعمق كما قام بدفنها في الصخور والقبور الدائرية وفي قبور تشبه التلال كما هو الشأن في قبر تين حينان. الى جانب ذلك كان اسلاف البربر يدفنون موتاهم في قبور هرمية وهو تقليد قديم يعتقد الاستاذ شفيق انه يسبق تقليد الاهرامات في مصر. عرفت تلك القبور تطورات عدة بحيث اصبحت الأضرحة الملكية تتميز بالضخامة وشكلها الجميل، وهو ما يتجلى في الضريح النوميدي بالجزائر الذي بلغ ارتفاعه تسعة عشر مترا وكذا ضريح اخر بلغ ارتفاعه ثلاثين مترا.

بالاضافة إلى ذلك، يعتقد تور هايردال ان الاهرام الكنارية قد شيدت تعظيما للشمس، ويعتقد ان هذه العبادة قد نقلها عبدة الشمس من الأمازيغ من البحر الأبيض المتوسط إلى القارة الأمريكية مرورا بجزر الكناري. عبد الغوانش الآها يسمى “أشمان” ، وكانوا يقدمون له الأضحيات والخمور تقربا الية، وكان تجسيده يشبه الشمس. وفي لاس بالماس أحد جزر الكناري عبد الغوانش الآها شمسيا وكانوا يسمونه “ماجك” و”آمن” وهو اسم قد يعني “الرب”.

تاتر حضارات البحر الابيض المتوسط بالثقافة الامازيغية

تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن أعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.
آمون
يرى غابرييل كامبس أن آمون هو إله أمازيغي الأصل، لكن وجود شواهد على وجود إرهاصات عبادته في النوبة منذ عصور ماقبل التاريخ ترجح أنه إله أفريقي قديم عرفته في وقت مبكر جدا من تاريخ البشرية شعوبُ شمال أفريقيا ذات الأصل المشترك من مصريين وأمازيغ وربما النوبيين الذين نزحوا إلى المنطقى لاحقا.
عبد الأغريق آمون الأمازيغي (حمون)، وفي مابعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير ألههم جوبيتر وفي مابعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل.
كما يُعتقد أن الإله الذي مثل أمامه الإسكندر الأكبر في معبد سيوة كان هو حمون، التجلي الأمازيغي لآمون، والذي لازال اسمه مستعملا إلى اليوم كاسم عائلات سيوية مصرية.
تانيث (اثينا)

تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت بإسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا.
بوصيدون

بوصيدون أو بوسيدون: هو إله من الميثولوجيا الاغريقية والامازيغية اما عند الرومان فقد عرف عندهم باسم نبتون. فهو رب الزلازل والعواصف والبحر والماء وخالق الحصان. وحسب الميثولوجيا الأمازيغية فأن بوصيدون هو أب البطل الأسطوري الأمازيغي أنتايوس أو عنتي بالأمازيغية, وهو زوج الربة غايا إلهة الطبيعة والأرض, كما انه اب آثينا/تانيث واطلس في الميثولولجيا الأمازيغية. اما في الميثولوجيا الأغريقية فهو اخ كبير الآلهة الأغريق زيوس وهو يعتبر من الآلهة الأولمبية العظيمة لأنه وزيوس وهيرا من اقدم الآلهة. وكانت امفتريت زوجته, غير انه كانت له ارتباطات مع غيرها من الزيجات سواء الألاهية او الأنسانية القابلة للموت.
يمكن القول اعتمادا على أسطورة أنتايوس بأن بوصيدون الامازيغي كان مرتبطا بطنجة المدينة المغربية، ذلك أن طنجة تجمع بين الأرض أي المكان المفضل لغايا ، الى جانب البحر وهو المكان المفضل لبوصيدون كإله البحر. حتى ان طنجة هو أسم لزوجة أنتايوس حسب الأسطورة، كما أن أنتايوس كان مرتبطا بطنجة يلجأ فيها ألى سلاحه السري وهو الأرض أي أمه غايا. وبها عمل على جمع جماجم الأعداء الذين حاولوا أيذاء الأمازيغ ليبني بهم معبدا لأبيه بوصيدون, كما تروي الأسطورة الأغريق. اما اعتمادا على رواية هيرودوت فقد كان يكرم من قبل الأمازيغ الذين سكنوا حول بحيرة تريتونيس الى جانب آلهة أخرى.
أطلس هو معبود من الميثولوجيا الليبية وأيضا من الميثولوجيا الإغريقية، فهو يشتهر بحمله قبة السماء، وهو أحد العمالقة الأقوياء كعنتيوهرقل وغيرهم. حسب الميثولوجياالإغريقية فهو ابن بوسيدون، وللإشارة فقد جعل هيرودوت، وأخ لكل من بروميثيوس أيبيميثيوس. وقد كان أطلس من بين العمالقة الذين اكتسحوا الجبل الأولمبي الذي يحضي بمكانة عظيمة في الميثولوجيا الإغريقية وجزاء لذلك فقد عاقبه الإله زيوس بأن حكم عليه أن يحمل قبة السماء بنفسه وليس الأرض بكاملها كما يعتقد البعض خطأ.
في الميثولوجيا فهو كائن شديد العلو بحيث لايرى جزءه العلوي من الرأس سواء صيفا أو.
يعتقد أن جزيرة أطلنطس المفقودة فد أخذت أسمها عن هذا الإله، وتجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر الميثولوجية ترجح أن سكان تلك الجزيرة كانوا امازيغ،
ويذكر أن الرب أطلس قد تحول إلى سلسلة جبال الأطلس حسب الأسطورة، في حين يرى البعض خارج سياق الميثولوجيا أن أطلس قد يكون تحريفا للأسم كما يشير أيضا أحد الباحثين المهتمين بالميتولوجيا الامازيغية “حفيظ خضيري” أن كلمة أطلس كلمة محضة ذات علاقة مع الظواهر الطبيعية وهي كلمة مركبة بالنطق الأمازيغي “antel+as” أي مقبرة الشمس، وقديما كان البشر يعبدون الشمس ويعتقدون أنها تعود إلى المغرب كموطن يدعى مملكة الموت أو أرض الله /amur uyakuch.
ويذهب الدكتور “أحمد الهاشمي” أستاذ الطوبونيميابجامعة ابن زهربالمغرب إلى احتمال أن يكون أطلس أصله “أدلاس” الذي يجمع في صورة “تيدلاس” التي تنجز في صورة “تيلاّس” أي الظلمات، وذلك بالمماثلة الصوتية بين الدال واللام وإدغامهما؛ فيكون معنى صيغة “أدلاس” المظلم، وهذا مايفسر تسمية الجغرافيين العرب القدماء المحيط الأطلسي ببحر الظلمات.
أما تسمية الجبال المغربية بجبال أطلس فسببها حسب هذا التفسير أن هذه الجبال تنتهي منحدرة نحو مياه المحيط الأطلسي.
أما أساطير الإغريق حول أطلس فإنما تعكس مايحكى لهم عن عجائب بلاد المغرب، ومنها جبال أطلس الشامخة، وخاصة قمم أطلس الكبير التي تعانق قبة السماء، ولاترى أبدا في ذلك الزمان لأنها كانت مقر الثلوج الدائمة وتغطيها باستمرار سحب كثيفة ناتجة عن كثافة هذه الثلوج، والرحالة الذين يتحدثون عن معاينتهم للمنطقة تؤكد ماقلناه، وتسميته أمازيغية محضة.
كما أن المحيط الأطلسي يربط أيضا باسم أطلس وجبال أطلس وجزيرة أطلنتيس المفقودة، كما أن القمر أطلس قد سمي نسبة لهذا الأله الذي برز في الميثولوجيا الأغريقية.
ميدوسا

ميدوساأو ميدوزا أو ماتيس :هي ربة الحكمة والثعابين الأمازيغية وأحد الأمازونيات الأمازيغيات التي سكن شمال إفرقيا أو بمعنى أدق تامزغا أو ليبا القديمة التي تمتد من المغرب الحالي ألى غرب مصر القديمة. كما شكلت أحد الأجزاء الثلاثة للربة الثلاثية الليبية أي الأمازيغية. وميدوسا تبرز أيضا في ثقافات كالأغريق بل أن ميدوسا تكاد لا تعرف ألا من الميثولوجيا الأغريقية, غير أن الكتاب الأغريق يكادون يجمعون على ليبية ميدوسا
ميدوسا كانت في البدء بنتا جميلة, غير انها مارست الحب مع بوصيدون في معبد آثينا وهدا ما جعل آثينا تغضب عنها, فحولتها ألى امرأة بشعة المظهر كما حولت شعرها ألى ثعابين. وبما أن ميدوسا كانت قابلة للموت فقد تمكن برسيوس, حسب الميثولوجيا الأغريقية, من القضاء عليهاة فبذرع آثينا تمكن برسيوس من قطع رأسها, واهدى رأسها لآثينا التي كانت قد ساعدته وكذلك ساعده هرمس
وكان كل من ينظر الى وجهها يتحول الى حجر ، وكان برسيوس استطاع قطع رأسها لما نظر الى صورة انعكاسها في درع آثينا
بعد أن تم قطع رأس ميدوسا وتم أهداؤه ألى آثينا قامت بوضعه على ذرعهاالمسمى بالأيغيس.
إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس.
الأمازونيات هم شعب من المقاتلات النساء, وهن أول من سخر الحصان لأغراض القتال كما تروي الأسطورة.وفي الميثولوجيا الأمازيغية أمازونيات عدة كآثينا وميدوسا. وأذا كانت هناك تفسيرات متعددة لأسم أمازونية فأن التفسيرات الحالية تميل ألى اعتبار هذا الأسم أمازيغ الأصل وربطه باسم أمازيغ أو أيمازيغن, ويرى البعض أن دهيا الملقبة بالكاهنة أحد الأمازونيات الأمازيغيات التي قدن الأمازيغ ضد الغزوات الأجنبية بنجاح لمدة من الزمن.

من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.
يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال إفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.

9 thoughts on “نبدة عن الثقافة الامازيغية

  1. المدرسة المغاربية تتكون من ثلاث مدارس مختلفة وهي مدرسة المترووش بالجزائروالمغرب ( هاته المدرسة لا يعرف عنها الكثير ) ومدرسة قرطاج اي تونس والمدرسة الليبية, لهاته المدارس تاريخ عريق ,و دورها في عصر النهضة والتنوير الغربي كان كبير .

    المدارس المغاربية مازالت مجهولة ولم يهتم بها احد .

    اجدادنا القدامى مازلوا الى يومنا هذا محل اهتمام ودراسة بالغرب والبعض منهم له مدرسة عالمية, نرى مثلا الفيلسوف ابوليوس هو في الحقيقة الاب الروحي ليونغ ومدرسته في علم النفس في العصر الحديث واعني الان,
    واخر كتاب صدر يبحث في افكار ابو ليوس حسب ما اعرف صدر سنة 1992 بلندن
    اني اتكلم عن دور هاته المدارس في الفترة التاريخية بين القرن الثاني قبل المسيح حتى نزول الرسالة.

    ان عناصر تراثنا ما تزال مبعثرة ومشتتة هنا وهناك ويعلوها الغبار وخاصة غبار النسيان.

    عندما اقول ان هاته المجموعة لعبت دورا كبيرا في عصر النهضة بالغرب, فاني لا ابالغ في ذلك, بل الغرب هو الذي يحاول بكل الوسائل تجاهلهم ونسيان الدور الذي لعبه اجدادنا في الانوسية HUMANISME (اتمنى ان ترجمة الكلمة صحيحة) والعالم كله يربط اسم ديكارت ب “” انا افكر انا موجود “”” لكن في الحقيقة اول من قال هذا هو القديس اغسطين .والعالم يربط اسم فولتير “” بانتقاده لسلك القضاء *****لكن في الحقيقة كل افكاره منبثقة من الفيسوف الامازيغي ترتول, والعالم كله يربط اسم روسو بايميل وكيف يمكن تربية الابناء لكن في الحقيقة كل افكاره اخذها من الفيلسوف الامازيغي ترنتي الخ الخ.

    ولد ايسودير سنة 560 بتونس ومات سنة 636 باشبيلية ويعتبر ايسودير اخر همزة وصل بين المشرق والغرب , وهو اخر ما انتجته المدرسة المغاربية قبل انتشار الرسالة.

    عاش ايسودير في عهد ثري بالحركة بالمعنى الايجابي والسلبي, في عهده انشقاق الكنيسة اصبح حقيقة, فظهرت الكنيسة الارمنية, والقبطية, زيادة على كنيسة نستور ويعقوب, الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية, وعشرات الكنائس الاخرى وكلها تختلف فيما بينها اختلافا جذريا في مفهوم الدين, ودارت فيما بينها معارك دامية , وفي قرطاج كان الدوناتيون في صراع مع الجميع من مانيين وغيرهم (اعني هنا بالدوناتيون الذين اتفقوا مع غايسريك لضرب روما سابقا وليس دوناتوس الاول) من الناحية السياسية فقد وقع تغيير في جغرافية العالم , بعد موت القيصر جوستانيوس بقليل تشتت امبراطوريته ,بلاد فارس احتلت اثيوبيا التي كانت تابعة لبزنطه, القائد البحري التونسي هرقليوس اقلع من قرطاج وذهب الى القسطنطينية وقتل القيصر فوكاس ونصب نفسه مكانه, الفارسيون يستعمرون انطاكيا ودمشق وفلسطين الخ

    الملك الفارسي يساعد اليهود على تدمير مدينة القدس سنة 614 وتحطيم الصليب المشهور الذي كان هدية من ام القيصر البزنطي قسطنطين الخ الخ

    ان عصر ايسودير رغم الفوضى المسيطرة عليه كان ملائما للانتاج الفكري.
    وفي عصره نزلت الرسالة التي غيرت مجرى التاريخ وانقضت الانسانية ووضعت حدا للفوضى والمعارك الدينية الدموية السائدة في ذلك العهد.

    لقد نال ايسودير شهرة واسعة في عهده, وبعد موته استغل الكثير من البابوات اسمه لقضاء حوائجهم فقد كتب الكثير منهم كتبا تحمل اسم ايسودير وهي الملقبة في تاريخ الكنيسة الغربية ب Psudoisodir, وتلك الكتب المزورة, كانت تدور حول العلاقة بين الدين والدولة وقد استغلها البابوات للحفاظ على ثروتهم, وعلى سيطرة الكنيسة على الانسان الغربي في ذلك العهد, وفي القرن الثالث عشر قام الفرنشسكيون بدراسة عميقة لكتب ايسودير ,واثبتوا ان هناك الكثير من الكتب حررت بعد موته

    نجد ايسودير صورة معاكسة للبعض من اعضاء المدرسة المغاربية الذين اشتهروا بتعصبهم الوطني, من دونات الى ترتول الى الملقبين بالشهداء في التاريخ الكنسي, حيث انهم كانوا جميعهم يحثون على العنف, فمثلا ترتول كان يحث متبعيه على حرق المعابد الرومانية الخ , لكن ايسودير كان متسامحا ومعاديا العنف.

    اشتهر ايسودير بنظرته الخاصة للعلاقة بين الانسان والخالق حيث كان يقول …. بطريقة منظمة ومقررة يعلى الانسان من المعلومات حول الخلق والمخلوق الى المعلومات حول الخالق وفي تلك الاونة يعلى الانسان من العالم الظاهري اي المادي الى العالم الخفي الى العقل ومن العقل الى الله .
    لقد كتب ايسودير الكثير , وكتب في كل المجالات , وكان انتاجه غزيرا يضاهي ما انتجه الفيلسوف افلوطين , لقد كتب في الفلسفة والرياضيات ,والتاريخ والادب, والطب ,والدين ,وحتى في المعمار.

    يقول ايسودير عن الفن والجمال :

    جمال العالم والكون لشاهد كبير على ان الله موجود, الطبيعة هي ظل (UMBRA ) ورائها نجد حقيقة عليا (Veritas ).

    لقد كان ايسودير ينتمي للمدرسة اللتي ترى الفن بنظرة مزدوجة , حيث انه كان يرى ان العلم يحتوي على المعلومات ومعرفة القوانين, لكن الفن ( النحت الخ…) هو تحويل المادة الاولية وليس للفن علاقة وطيدة بالجمال .

    لكن الموسيقى بالنسبة لايسودير فهي تعتبر من اعلى العلوم مقاما, يقول : “”عن طريق قوة التناسق تتحول الموسيقى الى علم الاهي””

    ويقول ان المادة والاشياء الظاهرة, لهم جزء من الجمال حيث انه يقول :
    الجمال او (Perfection) في الشيء(Decorum) مرتبط بروح الجسم والهدف منه.

    وقيل عن ايسودير انه صاحب معرفة كبيرة وثرية, وهذا ليس بالغريب حيث ان كتابه Etymologica كان المرجع الوحيد, وهنا نقول الوحيد, بالنسبة الى الغرب ككل لمدة قرون طويلة.

  2. رواد الثقافة الأمازيغية
    هنا تعلم الرمان والاغريق الكثير من الشعر والادب

    المثقفون السياسيون الامازيغ

    يقف الملك يوبا الثاني في مقدمة المثقفين السياسيين الأمازيغ
    . وهو يعتبر من كبار العلماء والمثقفين الأمازيغ إذ كان يمتاز بسعة العلم والاطلاع، وكان كثير السفر والبحث والتجوال وموسوعي المعارف والفنون.
    وقد ألف كثيرا من الكتب والبحوث والمصنفات ولكنها لم تصل إلينا سليمة، بل
    ثمة إشارات إليها في كتب المؤرخين مبثوثة هنا وهناك
    وقد تمكن يوبا الثاني ومن بعده ابنه بطليموس من
    توحيد القبائل الامازيغية في إطار مملكة مورية، ويعني
    هذا أن يوبا الثاني وحد القبائل الامازيغية في المغرب واتخذ
    عاصمتين لمنطقة نفوذه “شرشال” في الجزائر أو ما يسمى
    ب“قيصرية” و”وليلي” عاصمة له في المغرب. وأنشأ
    حكما ديمقراطيا نيابيا تمثيليا، وشجع الزراعة والصناعة
    والتجارة. كما اهتم بالجانب الثقافي والعلمي والفكري، فأعد
    خزانة ضخمة جمع فيها أنواعا من الكتب والوثائق العلمية
    والتاريخية، واستقطب نحو عاصمته كبار العلماء والأطباء
    من اليونان والرومان، وأمر بجمع النباتات الطبية والأعشاب.
    وشارك في رحلات علمية استكشافية داخل جبال الأطلس
    ونحو جزر كناريا الحالية. وجمع رحلاته العلمية وكشوفاته
    الطبيعية والجغرافية وأحاديثه عن المغرب في ثلاثة مجلدات
    ضخمة سميت” ليبيكا”، ومن أحسن ما تضمنته ليبيكا قصة


    الأسد الحقود” التي مازالت تروى من قبل الجدات في عدة
    مناطق أمازيغية في المغرب باللغة البربرية كما ورد في كتاب
    لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين”.


    ويقول الباحث المغربي محمد شفيق عن يوبا الثاني
    بأنه كان يكتب باليونانية في التاريخ والجغرافيا
    والفلسفة والأدب وفقه اللغة المقارن، فتعجب من نبوغه
    ومن كونه” بربريا نوميديا ومن أكثر “Plutarkhos فلوتارخوس
    الأدباء ظرفا ورهافة حس“….ونصب له الأثينيون تمثالا في
    أحد مراكزهم الثقافية…تقديرا لكفاءته الفكرية. وقد نقل عنه
    علماء العصر القديم، وحسده معاصروه منهم ونفسوا عليه
    وكأن نفاستهم عليه تسربت ،barbarus نبوغه، بصفته بربريا


    Gsell إذ ما فتئ ،Stéphane Gsell إلى نفس المؤرخ الفرنسي
    يحاول أن يغض من قيمة أعمال يوبا الفكرية.وإذا انتقلنا إلى مؤلفات يوبا الثاني فهي كثيرة لا يمكن
    عدها أو حصرها، ومنها: “تاريخ المسارح ” الذي تحدث فيه عن الرقص وآلاته الموسيقية ومخترعي هذه الفنون، وكتب ” تاريخ الرسم والرسامين”،
    وكتاب “منابع النيل” بله عن كتاب “النحو” و”النبات”.


    ويظهر لنا هذا الكم الهائل من الكتب أن يوبا الثاني
    كان من المثقفين الأمازيغيين الكبار الذين تعتمد عليهم
    الإمبراطورية الرومانية في التكوين والتأطير والتدريس
    وجمع المادة المعرفية المتنوعة التي تتمثل في الجغرافيا
    والحفريات واللغويات والفنون والتاريخ والطبيعيات
    وكانت ليوبا الثاني مكانة كبيرة في المجتمع الروماني مادام
    قد حظي بتدريس يوليوس قيصر الروماني وسهر على تثقيفه
    وتعليمه. وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان يوبا الثاني يهتم
    بتجميل الحواضر وتزيينها كما يقول المؤرخون “خاصة عاصمتيه شرشال (قيصرية) وأوليلي، ممايعكس ذوقه ومدى الرخاء الذي شهدته المنطقة.
    وقد خدم يوبا الثاني الثقافة الأمازيغية حتى أصبح نموذجا يحتذى به في البحث
    الجغرافي ومجال الاستكشاف الطبيعي والتنقيب الميداني.

    الفيلسوف الامازيغي أبوليوس

    -الفيلسوف الامازيغي أبوليوس أو أفولاي صاحب اول رواية مكتوبة في التاريخ:

    لوكيوس أبوليوس (125 م- 180 م) فيلسوف امازيغي و عالم طبيعي و كاتب أخلاقي و روائي و مسرحي و ملحمي و شاعر غنائي . نشأ لوكيوس أبوليوس أو أبوليوس الماضوري في أسرة أرستقراطية في مدينة مداوروش بالجزائر قرب سوق هراس، و كان أبوليوس أشهر كتاب وشعراء هذا العهد.
    وقد نعت أبوليوس بمواصفات عدة، إذ كان غريب الأطواروكثير المتناقضات فهو جدي وطائش ومتطير وشاك ومعجب بنفسه وكان يدافع عن المستضعفين كثيراوكان أبوليوس كاتبا مرموقا في عصره بين أدباء الثقافة العالمية، إذ نافس اللاتينيين والرومانيين واليونانيين ولاسيما في روايته الفانطاستيكية(الحمار الذهبي) التي ألفها في أحد عشر جزءا، وبها وضعه تاريخ الفكر في مصاف كبار الكتاب العالميين الخالدين ويعد كتابه الحمار الذهبي أقدم نص روائي مكتوب في تاريخ الرواية الانسانية. رواية “الحمار الذهبي” سواء أكتبت باليونانية أم باللاتينية أم بتيفيناغ، فإنها إبداع عالمي يعبر عن هوية أمازيغية مغاربية نوميدية. وقد أثرت عجائبية هذه الرواية الفانطاستيكية على الأدب القديم والرواية الغربية الحديثة والرواية العربية المعاصرة.


    علاوة على كونه مسرحيا وشاعرا كبيرا، خاصة في ديوانه (الأزاهير)Florides وهو عبارة عن مقتطفات شعرية ، وقد ترجمها إلى اللغة العربية الدكتور فهمي خشيم. ويضم هذا الديوان ثلاثا وعشرين قطعة من خطاباته تتفاوت طولا وقصرا، جمعها أحد المعجبين به “كباقة” جمعت أجمل زهور بلاغته.

    واخر كتاب صدر يبحث في افكار ابوليوس حسب ما اعرف صدر سنة 1992 The Goldenof Apuleis, Marie-Louise Von Franz, the Liberation of the in man, Shambhal, Boston London 1992

  3. صور من كنيسة القديس اوغسطين بمدينة عنابة بالجزائر تعود للقرن الثالت للميلاد

    تعتبر الحياة الروحية للقديس أوغسطين وحتى سيرته العادية من الأهمية بمكان إذ أن هذا القديس بعطاءاته يعتبر من أعلام الفكر العالمي، وفلسفته في المفاهيم التالية: الباطنية والحقيقة، الحرية والنعمة الإلهية، وجود الله، ومن أهم أعماله، المختارات التي دارت حول: التأثيرات، الباطنية، النفس والحقيقة، النظر العقلي والباطنية، الحرية والنعمة الإلهية، الشر، المسؤولية، الإيمان ودلائل الله، وجود الله، مدينة الله، مسافة الإنسان من الله.

    الاسلام
    وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من البربر وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران و ابن بطوطة، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبت البربر بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون:
    (وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد‏.‏ وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم‏.‏ وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه‏.‏ فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم‏).

  4. المسيحية

    آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة.

    القديس أوغسطين يتحدّر من أصول أمازيغية (13 تشرين ثاني/نوفمبر 354 – 28 آب/أغسطس 430) أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستين الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص.و تعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا . ويحتفل الكاثوليكيون في 28 غشت بعيد موته تكريما له وتبجيلا، زد على ذلك أنه من المنظرين اللاهوتيين الذين لهم أهمية كبرى داخل المؤسسة الكنسية بعد القديس پول؛ لكونه حاول تطوير الفكر الديني الكاثوليكي.
    ولد في تاغست(سوق هراس حاليا بالجزائر) مؤلفاته – بما فيها الإعترافات، التي تعتبر أول سيرة ذاتية في الغرب – لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم.


    دوناتوس دونات مؤسس المذهب الدوناتي

    يعد دوناتوس Donatus من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية وۥيعرف القس دوناتوس في التاريخ الأمازيغي بأنه من أبرز المفكرين الدينيين الأمازيغ المعروفين بنضالهم الشديد ضد قوى الظلم والطغيان. ولد دوناتوس في القرن الثالث الميلادي في شمال إفريقيا، ويعتبر من أهم الزعماء البرابرة الذين واجهوا الرومان بكل ما أوتي من علم ومن قوة. وهو أيضا من أهم المدافعين عن العقيدة المسيحية في الوسط الأمازيغي، وهو قس وراهب في قرية بربرية، وصار بعد ذلك أسقفا وزعيما دينيا كبيرا في إفريقيا الشمالية، وله أتباع كثيرون يدافعون عن المذهب الذي أسسه نظرية وممارسة. و هو كذلك مؤلف كتاب ديني تحت عنوان”الروح القدس”، بله عن كونه زعيم المذهب الديني الدوناتي الذي تشكل في خضم الصراع الكنسي الدائر يومئذ. وقد توفي دوناتوس في335م.
    وقد انتشرت الدوناتية في الكثير من الولايات والممالك الأمازيغية وخاصة في ولاية أفريكا وولاية نوميديا ، وفي هذا يقول أحمد توفيق المدني الباحث الجزائري: ” عندما مات أسقف المغرب المدعى مانسوريوس وقع الخلاف في تسمية خليفته وترشح لذلك الراهب ساسليان، لكن أنصار الفتنة أبوا الموافقة على هذه التسمية وكان زعيم المعارضين راهب قرية بربرية يدعى دونات (Donate).
    وتألف عندئذ جند من أشد الدوناتيين تعصبا وأخذوا يجوبون أطراف البلاد بدعوى ضم جميع المسيحيين إليهم،هذا، وقد ساهمت هذه الحركة الدوناتية في اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وتأجيج الصراع الديني وتناحر السلطتين: الدينية والسياسية على المستوى المركزي في العاصمة الرومانية، وانبثاق الصراع العقائدي
    بين الدوناتية والعقيدة الكاثوليكية. وفي هذا الصدد يقول عبد الله العروي:”تهافت المغاربة على الحركة الدوناتية ( نسبة إلى الأسقف دونات) المنشقة وأعطوا لكنيستهم صبغة قومية واضحة دون أي اعتبار لمفهوم الكثلكة، أي الجماعة، محور كل مسيحية تكيفت مع واقع التفاوت الاجتماعي.
    تسبب الانشقاق الدوناتي مدة قرن كامل في مجابهات دموية كثيرة. قاد المعركة من الجانب الكاثوليكي أوغسطين، متكلا كليا على السلطة المدنية ومستفيدا من الرعب الذي استولى على كبار الملاكين بسبب ما احتوت عليه الحركة الدوناتية من أهداف ثورية اجتماعية. ولما فشل القديس «أوغسطين» في ردعهم بالحسني، قام جيش الولاية بشن حرب ضارية عليهم، أظهروا فيها من ضروب الشجاعة والبلاء، إلي حد الرغبة في الاستشهاد، وإذ أخفقت الحركة، فإن مبادئها ظلت سارية في الأجيال التالية، إلي أن فتح العرب شمالي أفريقيا.
    ويري معظم الدارسين أن البربر الذين اعتنقوا الإسلام، وعانوا من سياسة الأمويين الجائرة تلقفوا مباديء فرقة الخوارج، لا لشيء إلا أن تلك المباديء كانت تتسق مع مباديء الدوناتية، وللمؤرخ الفرنسي «جوتييه» نظرية هامة في هذا الصدد، أخذ بها معظم المستشرقين فيما بعد.
    فقد اتفقت تعاليم الدوناتية مع مبادئ الخوارج فيما يلي:
    أولا: التطرف العقدي والصلابة والشجاعة إلي حد الشهادة في سبيل المذهب.
    ثانيا: اتساق هذا التطرف العقدي مع طبيعة البربر الفطرية، خصوصا ما يتعلق بالصلابة في مواجهة الممثل.
    ثالثا: الإيمان بالديمقراطية سياسيا، والعدالة اجتماعيا.
    رابعا: توظيف الدين لخدمة السياسة، وذلك بإشعال حرب اجتماعية تحت رايات دينية.
    لذلك صدق حكم المؤرخ «جوليان» بأن «الدوناتية كانت وسيلة لوضع حد لانتهازية الكاثوليك، وتحالف الرومان مع كبار الملاك ورجال الدين، كما كان مذهب الخوارج في المغرب سلاح البربر للتحرر من التبعية للخلافة العربية، وتعبيرا عن السخط والحقد علي السلطة القائمة».

Comments are closed.