بكل لغات العالم .. قالوا ’’نعم‘‘ زادت الرواتب
في قلب دبي ارتفعت أبواق السيارات إلى السماء ، وخرج البعض من سقف سيارته ، رفعوا أيديهم يضحكون و ويشيرون بعلامة النصر ، اعتقدت بأن المناسبة هي فوز منتخبنا ببطولة غانا ، ولكن الوقت والعقل لا يسمحان بتقبل هذه الفكرة ، من شدة فضولي فتحت الاذاعه ووقع سمعي مباشرة على عبارة ( مبروك الزيادة) .
من شدة فرحي لم اصدق الخبر رأيت احدهم بجانبي كلمته بلغة الاشاره رافعا يدي إلى الأعلى وكأني المح له؛ هل فعلا زادت الرواتب أم أن في الأمر شبه ، وبكل سرور رفع حاجبيه للأعلى وشد برطمة للأسفل وهز رأسه وكأنه يقول( نعم ) بكل لغات العالم !!. حينها أصبحت اغرب إنسان على هذه المستديرة حملتني الفرحة محاذاة قمة برج دبي ، تغيرت سلوكياتي في القيادة أصبحت انتظر أحدا يخرج أمامي كي أفسح له الطريق ، ومن يود أن يحجز له مكان أمامي فله مايريد فأنا اليوم( حاتم الطائي ) لكن على الطريقة المرورية ، وتغيرت حتى نظرتي لسيارتي القديمة ، كرهتها في لحظه بعد أن كانت تتحملني منذ أكثر من 5 سنوات وفكرت بجديه فالسيارات الفارهه التي تمشي أمامي بكل فخر ، بدأت ارتب حساباتي مستغلا الوقت الذي سأهدره في الزحمة ،و للأول مره في حياتي تمنيت بأنه الزحمة تطول ، و أصل بيتي منتصف الليل . بدأت أفكر بالعقلية التجارية وأقنعت نفسي بأني تاجر بالوراثة مع أن أبي كان مجرد موظف يصبح كل يوم ينتظر الزيادة ولسان حاله يقول : ( زوروني في كل سنه مره حرام ) !! ، في كل مره تقع نظراتي على احد المارّه الأجانب تأتي المضاربات المالية في سوق نيويورك على مخيلتي وانا ارفع يدي وأقول ” بيع ” ، خرقت بالتفكير كل الأحلام وأصبحت أفكر بجديه تامة في شراء شقه على ضفاف النيل رافضا كل المواقع الأخرى بحجة الاستثمار العقاري ، بحثت عن اكبر مكاتب العقارات في الدولة لأني قد عزمت في لحظه بأن أأمن مستقبل أولادي قبل أن يروا نور هذه الدنيا ويقولوا لم يترك لنا أبانا إلا خُفَّيْ حُنَيْن.لأول مره أعود إلى بيتي وأنا في قمة نشاطي ، لدرجة إني ساعدت الخدم في أعمالهم الخاصة وسط دراسة قمت بها بأن أحفظ لهم حقوقهم الضائعة على غرار ( هيومان رايتس ) بزيادة رواتبهم بنسب عاليه ، لتزيد إنتاجيتهم وبالطبع يصبح أكلهم ألذ ونشاطهم فذ، استغرب الكل من تصرفاتي ، كيف تغير هذا الإنسان بهذه الطريقة بعد أن كان أسدا كسولا . كنت انتظر صباح اليوم التالي بفارغ الصبر وكأن( أم ) تنتظر ابنها المغترب منذ سنين ، فهذه الزيادة كادت أن تصيبني بالضغط بين أمل الزيادة وخيبه الإشاعات ، لم أذق يومها طعم النوم ، كيف سيزورني وانأ صرت غنيا بين عشيتا وضحاها ، وأصبح بمقدوري أن اتحدي كل تاجر يرفع أسعار السلعضدّي ، لأرفع أنا نقودي في وجهه وأقول له هاك خذ ماتريد ، لم يطلع الفجر حتى كنت متأهبا للعمل على عكس السنين التي مضت ، ارتديت ملابس جديدة وطرزت نفسي بالماركات العالمية من ” قمة رأسي والى أسفل ساسي” وارتديت دشداشه لا يلبسه إلا من يملك ملايين في بنوك سويسرا، لأدخل إلى مقر عملي وأنا مستعيرا ابتسامة ( مدهش ) ، لأرى الوجوه عكس ما توقعت ، عبوسه، يائسة ، اجتمع الخدان معا ليشكلان اكبر حزن رأيته منذ أن وطأت قدماي هذا المكان، سألتهم مستغربا عن المصيبة التي حلت بالقسم رددوا كلهم بصوت واحد ( لن تشملنا الزيادة يا مواطن ) !!
منقول
مقال رائع … تسلم عالنقل
شو السالفة ..؟
مقااال حلو يا الختيااار
ونهاايه مب حلوه ولو كانت حلوه
كنت راااح اخربهاا عليك وقولك مابتستفيد لانه الاسعار كلها فالعالي
عالعموم وين الدوااام لطفا
ان شاء الله بتفرج من رب العباد الرزاق الوهاب الكريم
لاتعليــــــــــــــــــــــــــــــق ،،،!