((( نفتح الشباك و لا نقفله )))

تعبير شائع نستخدمه عندما تسود الحيرة و يصعب إتخاذ القرار نتيجة لحالة من إختلاف الرؤى حول أمر ما و يخرج الأمر من نطاق التأييد و المعارضة إلى نطاق طرح أراء متعاكسة الإتجاهات ما بين من يقول يميناً و من يقول يساراً و بينهما يقف العامة لا يدرون ماذا يفعلون هل يفتحون الشباك أم يقفلونه

((( نفتح الشباك و لا نقفله )))

هى أكثر التعبيرات ملاءمة للحالة التى تسود الأسواق العالمية سواء كانت أسواق رأس المال أو أسواق النقد أو أسواق السلع كنتيجة مباشرة للأوضاع الإقتصادية العالمية الراهنة و التأثير المباشر للتقارير الإقتصادية على حركة رؤوس الأموال داخل الأسواق ما بين صعود عمودى يعقبه هبوط صاروخى و يقف المتداولون حائرون هل يفتحون الشباك أم يغلقونه

((( نفتح الشباك و لا نقفله )))

تصريحات من وزير الخزانة الأمريكى بتحسن الأوضاع الإقتصادية بالولايات المتحدة بؤرة الأزمة بينما يخرج بعض مستشارى الرئيس الأمريكى ليبشروا العالم بأن الأسوأ ربما لم يأتى بعد و يسبقها تصريحات غير متفاءلة من البنك الدولى بمعدلات النمو المتوقعة و تقارير من صندوق النقد بصعوبة موقف الإقتصاد العالمى و بين هذا و ذاك و تلك يقف العالم حائراً لا يدرى هل يفتح الشباك أم يقفله

((( نفتح الشباك و لا نقفله )))

تقارير شهرية سلبية عن حركة الإقتصاد الأمريكى و إرتفاع معدلات البطالة و تقارير مخزونات النفط الأمريكى و ثقة المستهلك ثم فى الشهر التالى تقارير إيجابية عكس التقرير السابق و يقف الإقتصاديون حائرون هل يفتحون الشباك أم يغلقونه

((( نفتح الشباك و لا نقفله )))

مباريات حامية الوطيس فى المنتديات بين فريق يبشر بالمستقبل المزهر و الإرتفاعات الرائعة القادمة و بين فريق أخر يحذر و يجزم بعودة الأسواق لكسر القيعان و الذهاب إلى غيابة الجب السحيق و مباراة أخرى بين فريق يتزعم رؤية أن الأسوأ لم يأتى بعد يقابله فريق يرى أن الأمور تسير بصورة إيجابية نحو الأفضل و مباراة ثالثة بين فريق يتخصص فى نشر كل ما هو سلبى عن حالة الإقتصاد المحلى يقابله فريق أخر ينشر كل ما هو إيجابى من واقع الإعلام و الإعلام المضاد و مباراة رابعة بين فريق يتبنى فكرة الربط مع السوق الأمريكى يقابله فريق ينفى و بشدة هذا الإرتباط و فى كل هذه المباريات يقف جمهور المشاهدين من أعضاء و زائرى المنتديات فى حيرة من أمرهم هل يفتحون الشباك أم يقفلونه

يا سادة يا كرام نعم نعترف و نقر أن العالم فى أزمة و أن عودة العالم إلى طريق النمو السابق سيستغرق وقتاً ليس بالقصير و لكن فى المقابل هل المطلوب أن تتوقف كافة أنشطة الحياة لأن العالم فى أزمة

يا سادة يا كرام ساسة العالم يختلفون فى تصريحاتهم يوماً بعد يوم و شهراً بعد شهر عن حقيقة الوضع الإقتصادى العالمى ما بين سلبى و إيجابى و لا أحد يستطيع الجزم برؤية مستقبلية محددة و هو ما يعنى أن التضارب فى التصريحات يشير أن الأمر خرج من ملعب الإقتصاد إلى ملعب السياسة لأهداف محددة

يا سادة يا كرام نعم الوضع ضبايى الرؤية و هناك من يرى أن التعامل فى الأسواق أقرب للمقامرة منه للمتاجرة و لكن هل المطلوب هو الإستسلام للوضع الراهن أم من الأفضل البحث عن إستراتيجيات جديدة للتعامل مع الموقف وفقاً لمعطياته الحالية و الإستفادة القصوى من الفرص الذهبية التى تتاح بين الحين و الأخر

يا سادة يا كرام مصطلح التعافى الإقتصادى لا يعنى العودة إلى معدلات النمو السابقة فإيقاف حالة النزيف الإقتصادى هى تعافى و بدء التحسن الطفيف هو تعافى و تعايش العالم مع الأزمة و الإعتياد على التعامل فى محيطها هو تعافى

يا سادة يا كرام دعونا من التطرف فى الرؤى ما بين أقصى اليمين إلى أقصى اليسار و لنجعل الشباك موارباً فلنفتح نصفه و نترك النصف الأخر مغلقاً و لنتعامل مع الموقف على قدره و بمعطياته و لنترقب حركة رؤوس الأموال فى الأسواق المختلفة لتحين فرص الدخول و الخروج السليم و بناء إستراتيجيات التداول على هذا النحو و لا نلتفت للمفرطين فى التفاؤل و لا للمسرفين فى التشاؤم و ليكن المبدأ هو التعامل مع السوق وفقاً لظروفه و حالته

يا سادة يا كرام الأمر الأن بين أيديكم أنتم