هدايتي على يديه ..
يقول الشاب :
لم أكن قد بلغت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أول أبنائي ..
ما زلت أذكر تلك الليله ..
كنت سهراناً مع الشله في إحدى الشالهيات ..
كانت سهرة حمراء بمعنى الكلمه ، كما يقولون ..
أذكر ليلتها أني أضحكتهم كثيراً ..
كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ..
بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ..
أجل ..كنت أسخر من هذا وذاك ..
لم يسلم أحد مني حتى شلتي ..
صار بعض أصحابي يتجبني كي يسلم من لساني وتعليقاتي اللاذعه ..
تلك الليله ..
سخرت من ..
رجل أعمى ، رأيته يتسول في السوق ..
والأدهى ..
أني وضعت قدمي أمامه ليتعثر ..
تعثر..
وانطلقت ضحكتي التي دوَّت في السوق ..
عدت إلى بيتي متأخراً ..
وجدت زوجتي في انتظاري ..
كانت في حاله يرثى لها ..
أين كنت يا راشد ؟!.
قلت : في المريخ – ساخراً – عند أصحابي بالطبع ..
كانت في حالة يرثى لها ، قالت والعبرة تخنقها : راشد أنا تعبه جداً ..
الظاهر أنَّ موعد ولادتي صار وشيكاً ..
سقطت دمعه صامته على خدها ..
أحسست أني أهملت زوجتي ..
كان المفروض أن أهتم بها وأقلل من سهراتي خاصة أنها في شهرها التاسع ..
قاست زوجتي الآلام يوماً وليلة في المستشفى ..
حتى رأى طفلي النور..
لم أكن في المستشفى ساعتها ..
تركت رقم هاتف المنزل ، وخرجت ..
اتصلوا بي حتى تعلموني الخبر ..
ففعلوا ..
اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم ..
سالم ..
حين وصلت المستشفى طُلب مني أن أراجع الطبيبه ..
أي طبيبه ؟..
المهم الآن أن أرى ابني سالم ..
لا بدّ من مراجعة الطبيبه قالوا لي : أجابتني موظفه الاستقبال بحزم ..
صُدمت حين عرفت أن ..
ابني به تشوه شديد في عينينه ، ومعاق في بصره ..
تذكرت المتسول ..
قلت : سبحان الله كما تدين تدان ..
لم تحزن زوجتي ..
كانت مؤمنه بقضاء الله راضيه ..
طالما نصحتني ..
طالما طلبت مني أن أكف عن تقليد الآخرين ..
كلا هي لا تسميه ..
تقليداً ..
بل غيبه ..
ومعها كل الحق ..
لم أكن أهتم بسالم كثيراً ..
اعتبرته غير موجود في المنزل ..
حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصاله لأنام فيها ..
كانت زوجتي تهتم به كثيراً وتحبه ..
لحظه ..
لا تظنوا أني أكرهه ..
أنا لا أكره ، لكني لم أستطع ان أحبه ..
أقامت زوجتي احتفالاً حين خطا خطواته الأولى ..
وحين أكمل الثانيه اكتشفنا أنه أعرج ..
كلما زدت ابتعاداً عنه ..
زادت زوجتي حباً وتعلقاً بسالم ..
حتى بعد أن أنجبت عمراً ، وخالداً ..
مرت السنوات ..
وكنت لاهٍ غافل ..
غرتني الدنيا وما فيها ..
كنت كاللعبه في يد رفقة السوء ..
مع أني كنت أظن أني من يلعب عليهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي ..
كانت دائماً تدعو لي بالهدايه ..
لم تغضب من تصرفاتي الطائشه ..
أو إهمالي لسالم ،واهتمامي بباقي أخوته ..
كبر سالم ..
ولم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحد المدارس الخاصه بالمعاقين ..
لم أكن أحس بمرور السنوات ..
أيامي سواء ليلي ونهاري ..
عمل ونوم ..
طعام وسهر ..
حتى ذلك اليوم ..
كان يوم الجمعه ..
استيقظت الساعه الحاديه عشره ظهراً ..
ما يزال الوقت مبكراً أقول ..
لكن لا يهم ..
أخذت دشاً سريعاً ..
لبست ، وتعطرت ، وهممت بالخروج ..
استوقفتني منظره ..
منظر سالم ..
كان يبكي بحرقه ..
إنها المره الأولى التي أرى فيها سالم يبكي مذ كان طفلاً ..
أأخرج ، أم أرى مما يشكو سالم ؟!..
قلت : لا ..كيف أتركه وهو في هذه الحاله ..
أهو الفضول أم الشفقه ..
لا يهم ..
سألته : لماذا تبكي يا سالم ؟..
حين سمع صوتي توقف ..
بدأ يتحسس ما حوله ..
ما به يا ترى ؟!.
اكتشفت أن ابني يهرب مني ..
الآن أحسست به ..
أين كنت منذ عشر سنوات ..
تبعته ..كان قد دخل غرفته ..
رفض أن يخبرني في البدايه سبب بكائه ..
وتحت إصراراي ..
عرفت السبب ..
تأخر عليه شقيقه عمر الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد ..
اليوم الجمعه ..
خاف سالم أن لا يجد مكاناً في الصف الأول ..
نادى والدته لكن لا مجيب حينها..
حينها وضعت يدي على فمه كأني أطلب منه أن يكف عن حديثه وأكملت ..
حينها بكيت يا سالم ..
لا أعلم ما الذي دفعني لأقول له :سالم لا تحزن ..
هل تعلم من سيرافقك اليوم إلى المسجد ؟..
أجاب سالم : أكيد عمر ..ليتني أعلم إلى أين ذهب ..
قلت : لا يا سالم ..
أنا من سيرافقك ..
أنا من سيرافقك ..
استغرب سالم ..
لم يصدق ..
ظنَّ أني أسخر منه ..
عاد إلى بكائه ..
مسحت دموعه بيدي ..
وأمسكت بيده ..
أردت أن أوصله بالسياره ، رفض قائلاً : أبي المسجد قريب ..
أريد أن أخطو إلى المسجد ..
فإني أحتسب كل خطوه أخطوها..
يقول : لا أذكر متى آخر مره دخلت فيها المسجد ..
ولا أذكر آخر مرة التي سجدت فيها لله سجده ..
هي المره الأولى التي أشعر فيها ..
بالخوف والندم..
الندم ..
على ما فرطت طوال السنوات الماضيه ..
مع أنَّ المسجد كان مليئاً بالمصلين ..
إلا أني وجدت لسالم مكاناً في الصف الأول..
استمعنا لخطبة الجمعه معاً ..وصليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاه ..
طلب مني سالم مصحفاً ..
استغربت..
كيف سيقرأ وهو أعمى ..
هذا ما تردد في نفسي ولم أصرح به خوفاً من جرح مشاعره ..
طلب مني أن أفتح له المصحف على سورة الكهف ..
نفذت ما طلب ..
وضع المصحف أمامه ، وبدأ في قراءة السوره ..
يالله ..
إنه يحفظ صورة الكهف كامله ، وعن ظهر غيب ..
خجلت من نفسي ..
أمسكت مصحفاً ..
أحسست برعشه في أوصالي ..
قرأت ، وقرأت ..
ودعوت الله أن يغفر لي ، ويهديني ..
هذه المره أنا الذي بكى ..
بكيت ..
حزناً ..
وندماً على ما فرطت ..
ولم أشعر إلا بيد حنونه تمسح عني دموعي ..
لقد كان سالم ..
يمسح دموعي ..
ويهدأ من خاطري ..
عدنا إلى المنزل ..
كانت زوجتي قلقه كثيراً على سالم ..
لكن قلقها ..
تحول إلى دموع فرح ..
حين علمت أني ..
صليت الجمعه مع سالم ..
منذ ذلك اليوم ..
لم تفتني صلاة الجماعه في المسجد ..
هجرت رفقاء السوء ..
وأصبحت إلى رفقة خيره عرفتها في المسجد ..
ذقت طعم الإيمان ..
عرفت منهم أشياء ألهتني عن الدنيا ..
لم أفوت حلقة ذكر ، أو قيام ..
ختمت القرآن عدة مرات في شهر ..
وأنا نفس الشخص الذي هجره سنوات ..
رطبت لساني بالذكر ..
لعل الله يغفر لي غيبتي ، وسخريتي من الناس ..
أحسست أني أكثر قرباً من أسرتي ..
اختفت نظرات الخوف والشفقه التي كانت تطل من عيون زوجتي ..
الابتسامه ما عادت تفارق وجه ابني سالم ..
من يرى سالم يظنه ملك الدنيا وما فيها ..
حمدت الله كثيراً ..
وصليت له كثيراً على نعمه ..
ذات يوم ..
قررت أنا وأصحابي ..
أن نتجه إلى أحد المناطق البعيده في برامج دعويه مع مؤسسه خيريه ..
ترددت في الذهاب ..
استخرت الله ..
واستشرت زوجتي ..
توقعت أن ترفض ..
لكن حدث العكس ..
فرحت كثيراً ..
بل شجعتني ..
حين أخبرت سالم عزمي على الذهاب ..
أحاط جسمي بذراعيه الصغيرين فرحاً ..
ووالله لو كان طويل القامه مثلي لما توانى عن تقبيل رأسي ..
بعدها توكلت على الله ..
وقدمت طلب إجازه مفتوحه بدون مرتب ..
والحمد لله جاءت الموافقه بسرعه ..أسرع مما تصورت ..
تغيبت عن البيت ثلاثة أشهر ..
كنت خلال تلك الفتره أتصل كلما سنحت لي الفرصه بزوجتي ..
أحدث أبنائي ..لقد اشتقت لهم كثيراً ..
لكني ..
اشتقت أكثر لسالم ..
تمنيت سماع صوته ..
هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ سافرت ، إما أن يكون في المدرسه أو المسجد ساعه اتصالي بهم ..
كلما أحدث زوجتي أطلب منها أن تبلغه سلامي ، وتقبله ..
كانت تضحك حين تسمعني أقول مثل هذا الكلام ..
إلا آخر مره هاتفتها فيها ..
لم أسمع ضحكتها المتوقعه ..
تغير صوتها ..
وقالت لي : إن شاء الله ..
أخيراً ..عدت إلى المنزل ..
طرقت الباب ..
تمنيت أن يفتح سالم لي الباب ..
لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعه من عمره ..
حملته بين ذراعي ، وهو يصيح : بابا ..بابا ..
انقبض صدري حين دخلت البيت ..
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
سعدت زوجتي بقدومي ..
لكن هناك شيء قد تغير فيها ..
تأملتها جيداً ..
إنها نظرات الحزن التي ما كانت تفارقها ..
عادت مره ثانيه إلى عينيها ..
سألتها : ما بك !..
قالت : لا شيء ..
هكذا ردت ..
فجأه تذكرت من نسيته للحظات ..
قلت لها : أين سالم ؟!.
خفضت رأسها ولم تجب ..
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد الذي ما زال يريد في أذني حتى هذه اللحظه..
قال : أبي ..إن سالم راح عند الله في الجنه ..
قال : أبي ..إن سالم راح عند الله في الجنه ..
لم تتمالك زوجتي الموقف ..
أجهشت بالبكاء ، وخرجت من الغرفه ..
عرفت بعدها أن ..
سالماً أصابته حمى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ..
أخذته زوجتي إلى المستشفى ..لازمته يومين ..
وبعد ذلك فارقته الحمى ..
حين فارقت روحه الجسد..
أحسست أنَّ ما حدث ..
ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى ..
أجل إنه اختبار ..
وأي اختبار ..
صبرت على مصابي ..
وحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ..
ما زلت أحس ..
بيده تمسح دموعي ..
وذراعه تحيطني ..
كم حزنت على سالم الأعمى الأعرج ..
لم يكن أعمى ..
لم يكن أعمى ..
أنا من كنت أعمى ..
حين انسقت وراء رفقة السوء ..
ولم يكن سالم أعرج ..
لأنه استطاع ..
أن يسلك طريق الإيمان رغم كل شيء ..
لا زلت أتذكر كلماته وهو يقول : إن الله { ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ } ..
سالم ..
الذي امتنعت يوماً عن حبه ..
اكتشفت أني أحبه أكثر من أخوانه ..
بكيت كثيراً ..
وما زلت حزيناً ..
كيف لا أحزن ..
وقد كانت هدايتي على يديه ..
كيف لا أحزن ..
وقد كانت هدايتي على يديه ..
اللهم ..تقبل سالم في رحمتك ..
اللهم ..إنا نسألك الثبات حتى الممات ..
أبشر ..
أيها التائب ..
أبشر ..
أيها العائد ..
أبشر ..
أيها المنضم إلى ..
قوافل العائدين ..
قال سبحانه :
{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } ..
وقال جل في علاه فاتحاً أبواب الرحمه :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ..
وقال جل في علاه :
{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ..
وقال أعز من قائل :
{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ } ..
وقال أرحم الراحمين :
{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } ..
وقال :
يا ابن آدم ..
إنك ما دعوتني ولا رجوتني ..
إلا غفرت لك على ما كان منك ..
ولا أبالي ..
يا ابن آدم ..
لو بلغت ذنوبك عنان السماء ..
ثم استغفرتني ..
غفرت لك على ما كان منك ..
ولا أبالي ..
يا ابن آدم ..
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا لا تشرك بي شيئاً ..
أتيتك بقرابها مغفرة ..
ولا أبالي ..
ولا أبالي ..
– يا أرحم الراحمين -..
أبشر ..
أيها التائب ..
أبشر ..
أيها العائد ..
أبشر ..
أيها المنضم إلى ..
قوافل العائدين ..
قال صلى الله عليه وسلم :
( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) .
( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ..
أبشر ..
أيها التائب ..
فإنَّ الله يفرح بتوبة التائبين ..
أنين المذنبين أحب إليه من سجع المسبحين ..
يُروى أنَّ رجلاً سأل ابن مسعود عن ذنب ألمَ به ، هل من توبه ؟..
فأعرض عنه ابن مسعود ، ثم التفت إليه ..
فرأى عينيه تذرفان ..
فقال له :
إنَّ للجنه ثمانية أبواب كلها تُفتح وتُغلق ..
إلا باب التوبه ..
فإنَّ عليه ملكاً موكلاً به لا يغلق ..
فاعمل ..
ولا تيأس ..
ولا تقنط من رحمة الله .
قال عبد الرحمن بن أبي قاسم : تداركنا مع عبد الرحمن توبه الكافر وقول الله تعالى : { إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ } ..
فقال : إني لأرجو أن يكون المسلم عند الله أحسن حالاً من الكافر ..
ولقد بلغني أنَّ ..
توبة المسلم ..
كإسلام بعد إسلام ..
يُروى أنه كان في بني إسرائيل شاب ..
عبد الله تعالى عشرين سنه ..
ثم عصى الله عشرين سنه ..
ثم نظر في المرآه ..
فرأى الشيب في لحيته فساءه ذلك فقال :
اللهم أطعتك عشرين سنه ..
ثم عصيتك عشرين سنه ..
فإن رجعت إليك أتقبلني ؟!!..
فناداه منادي أرحم الراحمين :
أحببتنا فأحببناك ..
تركتنا فتركناك ..
عصيتنا فأمهلناك ..
وإن رجعت إلينا قبلناك ..
{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ } ..
{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ } ..
اعلم ..
أن مما يعينك ..
على تعجيل التوبه ..
والإسراع في التوبه ..
فالذي حال بين الناس وبين التوبه والصدق في التوبه هو..
طول الأمل ..
طول الأمل ..
ومن أطال الأمل أساء العمل ، قال الله : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ..
وقال سبحانه : { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ }..
وقال سبحانه : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ } ..
اعلم أنه ..
مما يعينك على التوبه ..
والإسراع فيها ..
والمبادره إليها هو ..
ذكر الموت وساعاته ..
نعم ..
إنَّ الموت قريب ..
إنَّ العمر ..
مهما طال فهو قصير..
والدنيا ..
مهما عظمت فهي حقيرة ..
فاختر لنفسك النهايه التي تتمناها ..
فلا إله إلا الله ..
كيف سيكون حالي وحالك عندما يقال :
فلان ابن فلان ..
لقد دنا الأجل ..
وحانت ساعة الرحيل ..
فصائح بأعلى الصوت :
رباه ارجعون ..
رباه ارجعون ….
رباه ارجعون ……
وصائح بأعلى الصوت :
واطرباه ..واطرباه ..
غداً نلقى الأحبه ..
غداً نلقى الأحبه محمداً وصحبه ..
فاختر ..
الحال التي تريدها يا رعاك الله ..
لما حضرت حسان بن أبي سنان الوفاه قيل له : كيف تجدك ؟!.
قال :
بخير إن نجوت من النار ..
قيل له : فما تشتهي ؟!.
قال :
ليله طويله أصليها كلها ..
ودخل المزني على الشافعي رحمه الله في مرضه الذي مات فيه ، فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟!..
فقال :
أصبحت ..
عن الدنيا راحلاً ..
وللأخوان مفارقاً ..
ولسوء عملي ملاقياً ..
ولكأس المنيه شارباً..
وعلى ربي سبحانه وتعالى وارداً ..
ولا أدري ..
روحي صائره ..
إلى الجنه ..فأهنيها ..
أو إلى النار ..فأعزيها ..
لا أدري ..
روحي إلى أين تصير ..
إلى الجنه ..فأهنيها ..
أو إلى النار ..فأعزيها ..
ثم أنشد..
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
ما زلت ذو عفو عن الذنب
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
لم تزل تجود وتعفو منَّةً تكرما
فاعلم يا رعاك الله ..
أن ..
الآمال تُطوى ..
والأموال تفنى ..
والأبدان تحت التراب تبلى..
اعلم رعاك الله ..
أنَّ ..
الأيام والليالي ..
تبليان كل جديد ..
تقربان كل بعيد..
تأتيان بكل موعود ووعيد ..
فانتبه ..
يا رعاك الله ..
انتبه ..
من رقدة الهجوع ..
وافزع إلى الله بالتضرع والخشوع..
وقل :
آن الأوان للانضمام إلى ..
قوافل العائدين ..
قالوا : من رزق أربعاً لم يُحرم أربعاً ..
من رُزق الدعاء ..لم يُحرم الإجابه ..
وربكم يقول : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }..
ومن رُزق الاستغفار ..لم يُحرم المغفره ..
وربكم يقول : { إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } ..
ومن رُزق الشكر ..لم يُحرم المزيد ..
و ربكم يقول : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } ..
ومن رُزق التوبه ..لم يُحرم القبول ..
وربكم يقول : { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } ..
وختاماً ..
اعلم ..
أنَّ الحياه بدون الله سراب ..
وإنَّ القلب لا يصلح إلا بالله جل وعلا ..
فإذا أقبل على الله تعالى – يعني القلب – اجتمع وانضم بعضه إلى بعض ، ووجد نفسه ، وسلمت فطرته ..
{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } ..
إلى كم تعصي وتتمرد
يا ناصع الثوب والقلب أسود
وأقبح من قبيحك أنك تتعبد
ما هذا الأمل ولست بمخلد
أما تخاف من أوعد وتهدد
يا من ..
شاب وما تاب
أين البكاء ؟!..
أين الحذر ؟!..
من شديد العقاب ..
قل :
ما أحلم الله ..
ما أحلم الله علي حيث أمهلني
تمر ساعات أيامي بلا ندمٍ
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً
يا زلة كُتبت في غفلةٍ ذهبت
دعني أنوح على نفسي وأندبها
دع عنك عذلي يا من كنت تعذلني
دعني أسح دموعاً لا انقطاع لها
وقد تماديت في ذنبي ويسترني
ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
على المعاصي وعين الله تنظرني
يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
وأقطع الدهر بالتذكير والحزن
لو كنت تدري ما بي كنت تعذرني
فهلا عسى عبرة فيها تخلصني
اكتب قصة الرجوع ..
بقلم الندم والدموع ..
اكتب قصة الرجوع ..
بقلم الدموع ..
واسعى بها ..
على قدم الخضوع ..
إلى باب الخشوع ..
وأتبعها بالعطش والجوع ..
وسل الرحمة ..
فرُبّ سؤال مسموع ..
قل ..
ونادي في الأسحار ..
والناس نيام :
يا أكرم من أمله المؤملون ..
يا رجاء الخائفين ..
يا أمل المذنبين ..
إن طردتني فإلى من أذهب !!..
يا رحيماً بمن عصاه ..
يا حليماً على من تناساه ..
يا من شيمته الصفح ..
عصيتك جاهلاً يا ذا المعالي ..
ففرج ما ترى من سوء حالي..
إلى من يهرب المخلوق إلا إلى مولاه يا مولى الموالي..
فلله درّ أقوام تركوا ..
فأصابوا ..
وسمعوا منادي الله يدعو ..
فأجابوا..
وحضروا مشاهد التقى ..
فما غابوا..
واعتذروا مع التحقيق ..
ثم تابوا..
ثم قصدوا باب مولاهم ..
فما رُدوا ، ولا خابوا..
اللهم ..سرْ بنا في سرب النجابه ..
ووفقنا للتوبة والإنابه ..
وافتح لأدعيتنا الإجابه..
يا من إذا سأله المضطر أجابه ..
اللهم ..تب علينا توبة نصوحه لا ننقض عهدها أبداً ..
واحفظنا في ذلك لنكون بها من جملة السعداء..
اللهم ..اقبل توبة التائبين ..
واغفر ذنب المذنبين ..
واقبل الشباب والشيب في ..
قوافل العائدين..
اللهم ..ألهمنا القيام بحقك ..
وبارك لنا في الحلال من رزقك ..
ولا تفضحنا بين خلقك ..
يا خير من دعاه داع ..
وأفضل من رجاه راج ..
يا قاضي الحاجات ..
يا رفيع الدرجات ..
يا مجيب الدعوات ..
يا رب الأرض والعرش والسماوات ..
هب لنا ما سألناه ..
وحقق رجاءنا فيما تمنيناه ..
يا من ..
يملك حوائج السائلين ..
ويعلم ضمائر الصامتين ..
أذقنا برد عفوك ..
وحلاوة مغفرتك ..
يا أرحم الراحمين ..
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه الأخيار ..
عدد ما طار طير وطار ..
وعدد ما استغفر المستغفرون في الأسحار ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
نوِّر حياتك بالهدى
واعمر فؤادك بالتقى
وارضي الإله بطاعة
واحمل بصدرك مصحفاً
ودع الغواية إنها
الدين مشكاة الحياة
عُد للكريم بتوبة
تلقى السعادة كلها
واسلك طريق التائبين
فالعمر محدود السنين
يُسعدك في دنيا ودين
يشرح فؤادك كل حين
لشقاء كل الغافلين
يضيء درب الحائرين
واركب جناح العائدين
فلنعم درب الصالحين
قصه رائعه ومؤثره جداً
جزاك الله خيراً
سبحان الله
وجعله في ميزان حسناتك
معذرة لعدم تناسق ابيات النشيدة…وهاكم النشيدة لخالد البو علي
نور حياتــــــك بالهـــــــــــــــدى………واسلك طريـــــق التائبيـــــــــــــــن
واعمر فؤادك بالتقـــــــــــــى………..فالعمر محـــدود السنيـــــــــــــــــن
وارضــــي الإلــه بطاعـــــــة……….يسعدك في دنيــا وديـــــــــــــــــــــــن
واحمـــل بصدرك مصحفــــاً……….يشرح فؤادك كل حيـــــــــــــــــــــــــن
ودع الغواية انهـــــــــــــــــا……… لشقاء كــــل الغافليــــــــــــــــــــــــن
الدين مشكـــــاة الحياة…………… يضئ درب الحـــــــــائريــــــــــــــــن
عد للكريم بتوبــــــــة…………….. واركب جناح العائــــــــــــــــدين
تلقى الســـــعادة كلها…………… فلنعم درب الصالحيـــــــــــــــــــن
الانشودة لخالد البو علي على الرابط
http://box.emanway.com/nasheed/nawer_7ayatk.ram وهي أكثر من روعه
ويوجـد شريط للمحاضرة (قوافل العائدين…..لخالد الراشد) لا تنسونا من صالح الدعاء
سبحان الله
كيف القصة مؤثرة جداً
بارك الله فيكم على حسن اختياركم لهذا الموضوع
ويستحق التثبيت