استحالت نشوة الطرب إلى ثورة غضب عارمة، اجتاحت آلاف المحبين لفنان العرب محمد عبده فجر أمس في جدة، في الحفلة التي أقامها بعد ولادة وصفت بـ «القيصرية» من رحم مهرجان «جدة غير 30»، عقب سلسلة تهديدات أطلقها عبده خلال الحفلة بعدم إكمال الغناء احتجاجاً على رداءة الصوت، إضافة إلى وجود سلسلة خلافات مالية بين متعهد الحفلات والفرقة الموسيقية.
ونفذ فنان العرب تهديداته عندما أبلغ الجمهور الحاضر بعد انتهاء الوصلة الفنية الأولى أنه يريد الاستراحة 10 دقائق، لكنه «خرج ولم يعد»، على رغم انتظار الجمهور وشكه في عودته، لكن ذلك الشك لم يدم، إذ ما لبث أعضاء الفرقة أن حزموا حقائبهم وحملوا آلاتهم وغادروا موقع الحفلة، لتعتلي الحيرة وترتسم الدهشة على ملامح الجماهير «الغاضبة».
وتباينت ردود أفعال الجماهير الحاضرة، بعد سلسلة من الفصول المريبة ودوامة من التصرفات الغريبة طاولتهم بسبب سوء تنظيم الحفلة الغنائية «المنتظرة»، بداية بإعلان إلغاء الحفلات الغنائية المصاحبة للمهرجان، ثم تراجع المنظمين عن قرارهم وإعلانهم تنظيم حفلتين غنائيتين لمحمد عبده ورابح صقر، قبل أن يهدد فنان العرب بإلغاء حفلته إثر خلاف حاد نشب بينه ومتعهد الحفلات سعود سالم الذي تعاقد مع 18 موسيقياً، على رغم اشتراط الأول ألا يقل أعضاء الفرقة عن 36 موسيقياً.
وكانت إمارة منطقة مكة المكرمة أنقذت الموقف بتسهيلها دخول بقية أعضاء الفرقة الموسيقية المصرية إلى السعودية، التي وصلت على متن طائرة خاصة قبل الحفلة مباشرة.
وداخل مقر الحفلة، انتظر الجمهور طويلاً قبل أن يطل فنان العرب، وتفرغ بعضهم لتتبع سير عقارب الساعات بانتظار إطلالة «عريس الحفلة» الذي تأخر ثلاث ساعات، غرق خلالها الحضور في موجة من الحر، خصوصاً بعد تعطل أجهزة التكييف داخل الصالة المغلقة.
والتهبت أكف الحضور بعد موجة من التصفيق الكثيف صاحبت إطلالة محمد عبده الذي بدا قلقاً وشارد الذهن، إذ لم يرد على تحايا محبيه ولم يلاطفهم، وما هي إلا دقائق وصارح فنان العرب محبيه بسر امتعاضه «أعتذر عن رداءة الصوت، وأتمنى معالجته، فالسماعات لا تطلق أنغاماً موسيقية بل صواريخ مزعجة».
وغاب حضور فنان العرب «المعتاد» في استهلاليته الغنائية برائعته «الهوى الغايب»، التي صمت بعدها رافضاً الغناء حتى إصلاح مشكلة الصوت، قبل أن يعود للتغني بـ«العروس» التي زفت بصوت «رديء» أزعج الجميع، ولم يحرك منظمو الحفلة ساكناً أمام سلسلة مطالبات محمد عبده بإصلاح هندسة الصوت، فبادلهم التجاهل بموجة انتقادات فصلت بين أغانيه وتفاعلت معها حناجر وأكف معجبيه.
وبعد ثماني أغانٍ شابها سوء الصوت، اعتذر فنان العرب عن إكمال الحفلة طالباً الراحة لمدة عشر دقائق، إلا أنه لم يعد، لتتلاشى أماني جماهيره بسماع رائعته الجديدة «النورس»، خصوصاً بعد أن تملص من الوفاء بالتزامات الفرقة الموسيقية المالية، وطالبهم بمخاطبة المتعهد، الذي اختفى فجأة، بعد رفضه تسليم الفرقة أجرها إلا بعد نهاية الحفلة، وهو ما رفضه قائد الفرقة الموسيقية عماد عاشور قبل أن يوجّه أعضاء فرقته بمغادرة موقع الحفلة والعودة إلى مصر بعد أن يحزموا أمتعتهم.
واختلط حابل الأمور بنابلها داخل مقر الحفلة بعد إعلان أحد أعضاء الفرقة انسحابهم من الحفلة واعتذارهم عن إكمالها، بسبب عدم وفاء المتعهد بتسليم مستحقاتهم المالية، ومماطلته، ثم اختفائه المفاجئ. وتعالت أصوات الانتقاد، والمطالبة بإرجاع قيمة التذاكر، بينما وصف بعضهم فنان العرب بـ«الكذاب».
وبينما عاث بعضهم بالصالة وتسلقوا خشبات المسرح، وتلاعبوا بـ«النوت الموسيقية» والمايكروفونات ومكبرات الصوت قبل أن تتدخل الجهات الأمنية لإيقافهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فضل آخرون سلك القنوات النظامية وتقديم شكاوى ودعاوى ضد المتعهد في شرطة جدة.
تصفّح المقالات
8 thoughts on “هذا ما حصل في حفلة محمد عبده”
Comment navigation
Comment navigation
Comments are closed.
الله يهديهم ولا يجوز الدعاء عليهم
لأنهم لم يكفرو بالغناء
وجزاكم الله خير
فعلا لا يجوز الدعاء على إخواننا المسلمين
الله يهدينا ويهديهم
الله يهدينا و يهديهم أنشاللة
هذيلا أخوانا و لا يجوز ندعو عليهم بجهنم. أنما نحب لهم ما نحب لأنفسننا.
الله يهدينا و يصلحنا جميعا