الكريسماس ..قطر تهدي أراضٍ لبناء مجمع كنسي.. وشوارع دبي تتمايل على أنغام ترانيمه.. والسعودية لا تتهاون في منعه
ترجمة : محمد مدني
يحظى المسيحيون الوافدون على دول الخليج يوماً بعد يوم بالمزيد من حرية العبادة والاحتفال بأعيادهم- خاصة الكريسماس- ما عدا المقيمين في المملكة العربية السعودية، حيث ما تزال ممارسة أي شعائر أو طقوس غير إسلامية تؤدي بممارسيها إلى السجن والإبعاد.
و رغم أن القانون في دولة الإمارات العربية المتحدة يمنع إقامة أي نشاط ذي طابع ديني خارج الكنائس، إلا أنه حدث في أبو ظبي، وفي إطار الاستعداد لأعياد الكريسماس أن قدم شباب كنيسة (سانت جوزيف ) للروم الكاثوليك عرضاً مسرحياً دينياً في صالة المركز الثقافي للمدينة للمرة الأولى في تاريخها. “إننا لجد ممتنون لأولي الأمر هنا” قال راعي كنيسة سانت جوزيف القس نضال أبو رجيلي في إشارة منه إلى حضور أحد المسؤولين عرض المسرحية، وأضاف أبو رجيلي”و قد خاطب المسؤول رعيتنا مشدداً على (قبول الآخر) و (الحوار بين الأديان) كما أشاد بالمسرحية و هنأ الوافدين من المسيحيين بموسم الأعياد.”.
وتقع كنيسة الروم الكاثوليك في أبو ظبي ضمن مجمع يضم أيضاً مدرسة ومركزاً لأتباع الكنيسة “نحن نقيم هنا منذ سنوات وقد اعتدنا على ممارسة كافة شعائرنا بحرية داخل الكنيسة ولكنني أعتبر السماح لنا بعرض مسرحية دينية خارج الكنيسة تقدماً عظيما.”يقول أحد الوافدين المسيحيين بينما نحن وقوف في باحة الكنيسة ويستطرد”و بدلاً من يوم الأحد تقيم جميع الكنائس قداسها في يوم الجمعة باعتباره يوم العطلة الأسبوعية هنا حتى يتمكن الجميع من المشاركة فيه.”
وإلى جوار مجمع الكنيسة الكاثوليكية يجرى الآن تشييد كنيسة جديدة للجالية القبطية في أبو ظبي في حين تنتصب وراءها مباشرة الكنيسة الإنجيلية.
أما في دبي الإمارة التي ترتدي حلة مدينة عالمية فإن آلاف الفلبينيين يتجمعون لإقامة قداس في (الهواء الطلق) بمناسبة الكريسماس، وبينما تنشد جوقة ترانيم فلبينية لعيد الميلاد يرافق رجل هندي بعض الزوار العرب إلى داخل الكنيسة حيث تؤدي مجموعة لبنانية الترانيم باللغة العربية.
ويقول اللبناني روني المر”مع إن الكريسماس ليس يوم عطلة هنا إلا أننا نحس بأجواء العيد في أنحاء المدينة، فالمتاجر ممتلئة بزينات الكريسماس.
وفي قطر تلقى المسيحيون من الوافدين هدية كبيرة من الحكومة في هذا الكريسماس عبارة عن وضع حجر الأساس لمجمع كنائس في أوائل ديسمبر الجاري، فقد قدمت حكومة الدولة الغنية بالغاز حوالي (95.000) متر مربع من الأرض لبناء ست كنائس لمختلف الجاليات المسيحية إضافة إلى مساكن للقساوسة حسب تصريح أحد المهندسين العاملين بالمشروع.
كما قررت الحكومة الكويتية مؤخراً تقديم أراضٍ لبناء كنيستين جديدتين جالبةً لنفسها انتقادات الإسلاميين من أعضاء البرلمان. فقد اعتبر النائب الكويتي وليد الطبطبائي الأمر مخالفاً للشريعة الإسلامية منوهاً إلى أن “هناك عشرون كنيسة في البلاد بينما لا يتجاوز عدد الكويتيين المسيحيين مائة شخصاً” ولكن مصدراً كنسياً قال إن عدد الكنائس في الكويت هو تسع كنائس فقط وخمسة منها بعقود إيجار موضحاً بعد أن طلب عدم ذكر اسمه أن ” هناك بين 150 إلى 200 مسيحياً كويتيا ولكن هناك أيضاً عشرات الألوف من الوافدين المسيحيين في البلاد”.
بيد أن المسيحيين الوافدين على المملكة العربية السعودية لا يتمتعون بأي من الحقوق التي ينعم بها إخوتهم في دول الخليج المجاورة. فالمملكة (المحافظة إلى أقصى الحدود والمصنفة من قبل الولايات المتحدة كبلد تنتهك فيه الحريات الدينية) تحظر ممارسة كافة الشعائر والطقوس غير الإسلامية. ولا يمكن مشاهدة أي علامة على الاحتفال بالكريسماس في السعودية التي تحكمها التعاليم ـ الصارمة ـ للوهابية، وكل من يضبط وهو يمارس تلك الطقوس والشعائر يكون عرضة للسجن والإبعاد.
ويبدو أن هذا الحظر لا يفلح في إخافة كل الوافدين فالبعض يلتقون في معابد سرية لممارسة طقوسهم، “لقد كنت عضواً في مجموعة مسيحية للصلاة، كنا نجتمع في المنازل لنقيم القداس سرا.” يقول مسيحي سبق له أن عاش في السعودية ويختتم متأسياً ” جرت العادة على إقامة حفلات الكريسماس في المنازل أو السفارات ولكن الحياة هكذا خلف الأبواب الموصدة لجد مختلفة، فلا أحد هنا ينتبه إلى أن هذا هو أهم الأعياد بالنسبة لمئات الآلاف من الأجانب المقيمين في هذا البلد.”
عن موقع InQ7 / (أ ف ب)
الله يمهل و لا يهمل ……….وان بطش ربك لقريب