نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (cnn) — على خلفية التعثر الشديد الذي تعرض له الدولار خلال الأسابيع الماضية، ظهرت إلى السطح تكهنات بشأن خطة إنقاذ محتملة للعملة الخضراء، لكن خبراء يقولون إن الحديث عن الإنقاذ شيء وتنفيذه شيء آخر تماما.

يقول ميل ميلور خبير العملات في بنك نيويورك ميللون “بالنظر إلى أن جميع العوامل الآن ضد الدولار، أعتقد أن إنقاذه سيكون مسألة شائكة.”

وتزايدت حدة القلق خلال الأسبوعين الماضيين في الأسواق المالية بعد أن هبط الدولار إلى مستويات قياسية أمام الين الياباني واليورو، هي الأدنى منذ عام 1995، ما حدا الأسواق إلى توقع تدخل من البنوك المركزية الأجنبية لشراء الدولار وإنعاشه.

لكن البنوك المركزية حول العالم، لا تتبع سياسة واحدة فيما يتعلق بالسياسة النقدية، فيما يحاول مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي إنعاش الدولار عن طريق خفض نسب الفائدة.

والثلاثاء الماضي، أعلن المجلس، الذي يحاول الحيلولة دون انتكاسة اقتصادية، خفض الفائدة بمعدل ثلاثة أرباع النقطة المئوية لتصبح 2.25 في المائة، وهو الخفض السادس خلال الستة أشهر الماضية.

ويرى ديفيانغ شاه خبير العملات الأجنبية في بنك كومنولث في لندن أن أي خطة لإنقاذ الدولار لا يمكنها أن تنجح دون أن تتفق جميع البنوك المركزية على سياسة نقدية واحدة.

ويقول: “إذا حاول مجلس الاحتياطي الأمريكي ضح السيولة، فإن ذلك ليس بكاف على الإطلاق، هناك المزيد الذي يجب فعله.”

وكانت آخر مرة اتفقت فيها البنوك المركزية الكبيرة على التدخل في العام 2000 عندما هبطت العملة الأجنبية بشدة أمام الدولار، ما جعل المصرفان المركزيان الأمريكي والأوروبي ومصارف كبيرة أخرى تتدخل وتشتري كميات من اليورو لرفع قيمته.

لكن الوضع مختلف بالنسبة للدولار، فليست البنوك الأوروبية وحدها من يحتفظ باحتياطي من الدولار، لكن هناك البنوك المركزية في الاقتصاديات النامية حول العالم، من ضمنها الصين والهند، ودول الخليج العربي، وإذا كان هناك خطة للإنقاذ فهذه الدول عليها أن تشارك.

وبلا شك، فإن الدولار المتعثر سيكون موضوع نقاش اجتماع الدول السبعة الكبار في أبريل/نيسان المقبل، لكن ربما لا تقبل الولايات المتحدة أي خطة تدخل لإنقاذ عملتها، ذلك أن ضعف الدولار حفز الصادرات الأمريكية، وهذه هي النقطة المضيئة الوحيدة في الأزمة الاقتصادية الأمريكية.