السؤال:: بارك الله فيكم له سؤال أخير يقول هل هناك تسمية تسمى بدعة حسنة وبدعة سيئة أم لا ؟

الجواب

الشيخ: لا يمكن أن يقال عن البدعة في دين الله إنها بدعةٌ حسنـة أبداً مع قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كل بدعةٍ ضلالة) فإن هذه الجملة أعني كل بدعةٍ ضلالة صدرت من أفصح الخلق محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنصح الخلق وأعلم الخلق بشرع الله وأعلم الخلق بمدلول خطابه وقد قال هذه الجملة العامة كل بدعةٍ ضلالة فكيف يأتي إنسانٌ بعد ذلك فيقول البدعة منها ما هو بدعةٌ سيئة ومنها ما هو بدعةٌ حسنة وهل هذا إلا خروجٌ بقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ظاهره فالبدعة كلها بدعةٌ سيئة والبدعة كلها ضلالة لكن قد يستحسن الإنسان شيئاً يظنه بدعة وما هو ببدعة وقد يستحسن شيئاً وهو بدعة يظنه حسناً وما هو بحسن أما أن يجتمع كونه بدعة وكونه حسناً فهذا لا يمكن أبداً فمثلاً قد يقول القائل بناء المدارس بدعة لأنه لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه بدعةٌ حسنة فنقول لا شك أن بناء المدارس حسن لكنه ليس البدعة التي أرادها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ أن بناء المدارس وسيلة لتنظيم الدراسة وتهيئة الدروس للدارسين وليس مقصوداً في ذاته بمعنى أننا لسنا نتعبد لله تعالى ببناء المدارس على أن البناء نفسه عبادة ولكن نتعبد لله تعالى ببناء المدارس على أنها وسيلةٌ لحفظ العلم وتنظيم العلم ووسيلة المقصود مقصودة ولهذا كان من القواعد المقررة عند العلماء أن للوسائل أحكام المقاصد وربما يحتج محتج بقوله إن من البدعة ما هو حسن بما صح عن أمير المؤمنين رضي الله عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في قيام رمضان على إمامٍ واحد وكانوا قبل ذلك يصلون أفراداً أو على أثنين أثنين أو ثلاثة ثلاثة أوزاعاً فجمعهم عمر رضي الله عنه على إمامٍ واحد فخرج ذات ليلةٍ وهم يصلون فقال نعمت البدعة هذه فإن هذه البدعة التي سماها عمر بدعة ليست بدعة جديدة ولكنها بدعةٌ نسبية فإنها كانت سنة فتركت ثم استجدت في عهد عمر وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بأصحابه في رمضان جماعة ثلاث ليال ثم ترك ذلك وقال خشيت أن تفرض عليكم فترك الناس الجماعة على إمام واحد وصاروا يصلون أفراداً وأوزاعاً إلى عهد عمر رضي الله عنه وعلى هذا فيكون عمر قد أعاد ما كان موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجدده ولم ينشئ الجماعة لقيام رمضان إنشاءً جديدة وعلى هذا فتكون هذه البدعة بدعةً بالنسبة لما سبقها من تركها لا بالنسبة لإنشاء مشروعيتها لأن عمر رضي الله عنه أفقه وأورع وأبعد على أن يشرع في دين الله ما لم يشرعه الله ورسوله وخلاصة القول أنه لا يمكن أن تكون البدعة الشرعية تنقسم إلى قسمين حسنة وسيئة مع قول الرسول عليه الصلاة والسلام كل بدعةٍ ضلالة وأن ما ظنه بعض الناس بدعةً وهو حسن فإن ظنه إياه بدعة خطأ وما ظنه الإنسان حسناً وهو بدعة حقيقةً فإن ظنه أنه حسن خطأ نعم

المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمة الله عليه –

9 thoughts on “هل هناك بدعة حسنه ؟

  1. أشكرك أخوي NorthStar على الردك الطيب

    وإسمح لي بنقل لك عن نفس الموقع كلامهم عن البدعه وما هي وكيفية إختلاف البدعة عن السنة

    فالسنة التي تقابل البدعة هي: منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والعمل.
    وعرفها المحدثون بقولهم: ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة (خِلْقية أو خُلقية)، ومن أراد معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه وسنته فليرجع إلى كتب السيرة، والكتب التي عنيت بشمائله صلى الله عليه وسلم ككتاب: الشمائل المحمدية للترمذي، ودلائل النبوة للبيهقي.
    ومن الكتب المهمة أيضا في بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم: زاد المعاد في هدي خير العباد محمد صلى الله عليه وسلم للإمام ابن القيم، إضافة إلى كتب الحديث المعتمدة، كصحيح البخاري، ومسلم، والسنن الأربعة مع شروحها.
    أما البدعة فهي ـ كما عرفها الشاطبي -: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعيّة، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
    وقوله (تضاهي الشرعية) أي: تشبه الطريقة الشرعية، لكنها في الحقيقة مضادة لها، وقد مثل الشاطبي للبدعة بقوله: ومنها: التزام الكيفيّات والهيئات المعينة، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، وما أشبه ذلك.
    ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة، لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته. انتهى كلام الشاطبي رحمه الله من كتاب الاعتصام. ومن الضوابط التي وضعها العلماء للبدعة قولهم: كل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له، وعدم المانع من فعله، ففعله بعد ذلك بدعة. وهذا يخرج صلاة التراويح وجمع القرآن من البدعة، لأن صلاة التراويح لم يستمر النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها (جماعة) لوجود المانع، وهو الخوف من أن تفرض.
    وأما جمع القرآن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، لعدم وجود المقتضي لذلك، فلما كثر الناس، واتسعت الفتوحات، وخاف الصحابة من دخول العجمة، جمعوا القرآن.
    وليعلم المسلم أن البدعة خطرها عظيم على صاحبها، وعلى الناس، وعلى الدين، وهي مردودة على صاحبها يوم القيامة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” رواه البخاري ومسلم.
    وعند مسلم: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد” وقوله (في أمرنا) أي: في ديننا. وقوله: (رد) أي: مردود على صاحبه كائناً من كان.
    وأيضا: البدعة ضلالة لقوله صلى الله عليه وسلم: “وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار” رواه النسائي.
    نعوذ بالله من البدع ومن النار. والله أعلم.

    وهذه مكان الفتوى

    الشبكة الإسلامية – اسلام ويب – مركز الفتوى – التمييز بين السنة والبدعة

    وهذه فتوى إخرى لنفس السؤال ولكن بطريقه إخرى

    الشبكة الإسلامية – اسلام ويب – مركز الفتوى – ضابط البدعة

  2. جزاك الله خير اخي الكريم
    ولكن الموضوع محل خلاف كبير بين علماء المسلمين واسمح لي ان اورد لك رأي الجانب الاخر ليس دعوة للخلاف ولكن اثراء للفكر والنقاش …
    من سن في الإسلام سنة حسنة شرح وتفصيل

    يقول عليه الصلاة والسلام ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ) إلى آخر الحديث ولكن عندما نحاول عمل شيء فإنهم يقولون بأنه بدعة ولا يجوز ذلك فأرشدوني وجزاكم الله عن الأمة الإسلامية كل خير.

    الفتوى :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فالمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. رواه أحمد ومسلم والترمذي.
    أقول: إن المقصود منه أن من سنَّ من الأعمال الواقعة تحت ما أمر الله ورسوله به وندب إليه فهو من الأعمال المحمودة التي يثاب عليها صاحبها، فيكون له أجرها وأجر من عمل بها، وإن لم يكن لهذه الأعمال مثالٌ موجود على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذا الباب قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح جماعة: نعمت البدعة هذه. وهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنُّ الاجتماع لها طوال أيام الشهر، إنما صلَّى بهم ليالي ثم ترك ذلك، ولا كان الاجتماع لها على عهد أبي بكر ، وكان عمر رضي الله عنه أول من جمع الناس عليها وندبهم إليها – على النحو المعروف الآن – ومع ذلك فالاجتماع لصلاة التراويح سنة حسنة؛ لأنها موافقة للأصول الشرعية، فقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان، وصلَّى بهم جماعة ليالي من رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الأمة، فلما مات – صلوات الله وسلامه عليه – وانقطع الوحي واستقرت الفرائض على ما هي عليه، كان فعل عمر لها -مع انتفاء المانع الذي خشيه النبي صلى الله عليه وسلم- سنة حسنة، ومن هذا الباب أيضاً أن الصحابة جمعوا القرآن وكتبوه في المصاحف وجمعوا الناس على المصاحف العثمانية، وأحرقوا ما سوى ذلك من المصاحف التي كانت عند الصحابة، واتبعهم الناس على ذلك فجمعوا العلم ودونوه وكتبوه، وهذا كله من قبيل السنة الحسنة مع أنه يندرج تحت أصول كانت موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مندرج فيما ندبت إليه الشريعة من الألفة وجمع الكلمة وعدم التفرق وحفظ القرآن…إلخ.
    ومما يؤكد ذلك أن السبب في ورود قوله صلى الله عليه وسلم: من سنَّ سنة حسنة… هو الصدقة، كما في صحيح مسلم من حديث جرير رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: وبعد: تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: من سنَّ في الإسلام سنة حسنة…
    فالصدقة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع، وعمل هذا الرجل عمل بما هو مشروع، ولكنه كان البادئ بهذا الخير، ويؤيد ذلك أيضاً أن كون العمل حسناً أو سيئاً إنما يعرف من جهة الشرع لا غير، فلا بد للعمل حتى يكون سنة حسنة أن يكون مندرجاً تحت ما هو مشروع.
    وإذا تقرر هذا، فإذا كان العمل الذي يسأل السائل عنه مندرجاً تحت ما هو مشروع تشهد له أدلة الشريعة فهو سنة حسنة، وإلا كان بدعة مذمومة، وهي التي أشار إليها صلى الله عليه وسلم بقوله: …ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها… ولهذا قال الإمام النووي في شرح الحديث: فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسنّ السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات.
    وتتميماً للفائدة انظر فتوى رقم:
    631.
    واعلم -وفقك الله- أن شأن البدعة خطير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: …وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. رواه النسائي بسند صحيح. وأصل الحديث في صحيح مسلم.
    وقال أيضاً: إن الله احتجر التوبة على كل صاحب بدعة. رواه الطبراني في الأوسط و الضياء في المختارة، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
    والله أعلم.

    المصدر
    اسلام ويب
    الشبكة الإسلامية – اسلام ويب – مركز الفتوى – “من سن في الإسلام سنة حسنة..” شرح وتفصيل

  3. يزاك الله خير أخوي وفعلا الكثير يزعم بقولهم أن هناك بدعة حسنه وأعتقد مرت عليك ويزاك خير بالتبيين…

Comments are closed.