تحدثت وسائل إعلام هولندية عن إعداد حكومة هولندا خطة لإخلاء سفاراتها وإجلاء مواطنيها عن الشرق الأوسط، تخوفاً من تكرار الاحتجاجات التي رافقت قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، بعد عرض فيلم “مستفز” عن الإسلام.
ويتوقع أن يظهر الفيلم، الذي يتوقع أن يتضمن إساءات للقرآن الكريم، خلال أسابيع قليلة. والفيلم من إعداد النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فايلدرس، زعيم الحزب الشعبوي (9 نواب من اصل 150)، والذي بادر إلى إثارة البلبلة في هولندا، بإعلانه أنه يعد فيلما يزعم فيه ان القرآن “كتاب رهيب وفاشي”.
وكانت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المغاربة في هولندا، عقدت اجتماعا في مدينة لايدن الهولندية، لدراسة الاستراتيجية الممكن اتباعها في مواجهة الخطر الذي يتهدد المغاربة والمسلمين. بينما دعا بيتر بالكينيند رئيس الوزراء الهولندي في مؤتمر صحافي في “لاهاي” إلي ضبط النفس، بشأن الفيلم، مشيراً إلى أن “هولندا لديها تقليد حرية التعبير والدين والمعتقدات، لكن لديها أيضاً تقليد الاحترام والتسامح والمسؤولية”، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” الخميس 24-1-2008.
ونظم معارضون للفيلم تظاهرة في امستردام، بعد إعلان محطة تلفزيونية حكومية قرب عرض الفيلم، فيما حذّر المفتي السوري من أن يؤدي عرضه إلى إراقة الدماء.
“ردّ هادئ وذكي”
من جهتها، دعت جمعيات إسلامية المسلمين في هولندا والخارج، إلى “عدم الانسياق وراء “التضليل”, والرد بهدوء و”ذكاء” على الفيلم. واعلن محمد الرابعي رئيس تنسيقية الجمعيات المغربية والاسلامية “ندعو كافة المسلمين في هولندا وكافة المواطنين الذين قد يستاؤون من فحوى الفيلم, الى التحلي بضبط النفس وعدم الانسياق مع التضليل”.
واضاف الرابعي “نحن نؤيد مقاربة سلمية وندعو كافة المساجد التي بامكانها ان تفتح ابوابها يوم بث الفيلم ان تفعل كي يتمكن اي شخص في الحي سواء كان مهاجرا او هولنديا من ابداء رأيه وتضامنه”. واوضح أن “عملنا سينجح عندما يشعر فايلدرس بالاحباط لعدم وقوع اضطرابات وصدمة لان المسلمين يكونون قد اثبتوا له انهم اكثر ذكاء وديمقراطية مما يعتقد”.
ودعا الرابعي باسم 200 جمعية, الذين سيستاؤون من فحوى الفيلم الذي احاطه مخرجه بغموض كبير, الى رفع شكاوى مكثفة بتهمة العنصرية والتحريض على الحقد.
واضطر رئيس الوزراء بلكنندي الى التدخل وقال ان “الحكومة مستعدة للرد بسرعة كبيرة اذا تسبب ذلك في تجاوزات”, منددا مسبقا بأي محاولة “استفزاز”. فيما اتصلت تنسيقيته بسفارات الدول الاسلامية في هولندا ومنظمة المؤتمر الاسلامي “لحثها على عدم مقاطعة المنتوجات الهولندية”، بعدما عبّر رجال أعمال هولنديون عن “قلقهم” من ردود الأفعال التي يمكن أن يحدثها الفيلم.
حسبي الله ونعم الوكيل..