ليلة خلت فيها الشوارع إلا من الزواحف، ليلة هدأت فيها مشاجرات الأزواج، ليلة لا يسمح للزمان بمثلها إلا في كل أربع سنوات مره !!

إنها ليلة الافتتاح، تنتقل بنا الكاميرا إلى مقهى –ذا إلفنت-، حيث ترك –جمال- زوجته وذهب للمبيت في المقهى، لم ينغص عليه سوى حضور أحد المشجعين ممن يملكون مطراً من الأحاسيس، فبدأ يخطب خطبةً عصماء عن المنتخب، فهيج العواطف واستدر الدموع، وقام بعدها بالطواف على الزبائن بقطعه من القطن يلتقط بها دموعهم ثم يقطرها في زجاجة بيبسي واعداً بتقديمها إلى المسؤولين عن الرياضة !!
تتجول بنا الكاميرا في أرجاء المقهى، فنشاهد العم-سالم- المسؤول عن قرابة 500 شخص، فهو الذي يقوم بتنظيف الأعشاب عن قبورهم، لازال حتى بعد إنتهاء عمره الأصلي ولعبه في الوقت بدل الضائع تشده النساء والفتيات، نشاهده الآن ممسكا بمسبحة يستعين بها على قتل الوقت مترقباً بدأ مباراة المنتخب الجزائري مردداً كلما أخذته الجلاله وبحرقة– ويلك يللي تعادينا يا ويلك ويل- !!
تعود الكاميرا إلى منتصف المقهى حيث نشاهد طاولة يتحلق حولها جيش من مخلوقات هذا العصر الباحث عن عمل، بجانبهم طاولة لشاب إنجليزي له ذقن شبابية تعوضه عن الذهاب إلى الجمنزيوم، الشاب يعمل حاليا ًبإحدى شركات الطيران المحلية التي أصدرت بيان ذكرت فيه بأن هذا الشخص لديه الاستعداد والطموح لإحداث طفرة بالشركة شريطة أن يتعلم استخدام البريد الإلكتروني أولاً !!
تصور الكاميرا في الجهة المقابلة –أحمد- وهو رجل كما تقول العامة في حاله، لذا سندعه في حاله، أما – وائل- فهو كإنسان يكاد يساوي مسيلمة شهرةً ومجداً، فهو يقسم وبكل المقدسات بأن البرازيل ستفوز بالكأس حتى ولو لم تشارك بالبطولة !!
لقطة سريعة للكاميرا تلتقط خلالها دخول الأستاذ–جميل- الذي حضر وأحضر معه ميكرفون المسجد للتعليق على المباراة، اعتذر للجميع عن التأخير فقد كان يقيم حفلة بمناسبة نجاة أخيه من الإنتحار، بدأ بعدها بالتعليق وبطريقة –يا رباه ، يا رباه- ، ليتحول عنها في الشوط الثاني إلى طريقة -آه من غدر الزمن وغدر الحبيب- !!

قارب الحبر على النفاذ، نراكم في الأسبوع القادم !!

ودمتم

14 thoughts on “وبدأت البطولـــــة

  1. مشكووور ياا راايقنا على المقاااال … بش هاي البداايه بعدك ما شفت شي لوووووول

    لاتحرمنا من كتاباتك الراائعه..
    شكرا لك

Comments are closed.