وداعا يا بوش وشكرا جزيلا لك

شكرا لك يا بوش، بك يا بوش عرفنا من نكون وكم قيمتنا الحقيقية في هذا العالم،عرفنا كم يقوم العربي والمسلم في بورصات السياسة، كم نقوم وحتى نحن مجتمعين تحت جامعة عربية.

بك يا بوش عرفنا كيف يفكر كثير من حكامنا ومسؤولينا، عرفنا ذلك بعيدا عن ضبابية النفاق السياسي.

بك يابوش عرفنا كم قلوب حكامنا متنافرة، وعرفنا لماذا هي كذلك.

بك يا بوش عرفنا كم يزن رأي شعوبنا في موازين حكامنا.

بك يا بوش أدركنا أنه لا قيمة لرأينا كشعوب، وأن المتكلمين باسمنا لهم الحق أن يقولوا ما شاؤوا، فنحن برأيهم سفهاء محجر علينا، ولا يجب أن يؤخذ برأينا.

بك عرفنا أن بلداننا ملك لحكامنا وما نحن إلا ضيوف غرباء في ضيافتهم، نقتات من رحمتهم، وعلى الغريب أن يكون أديبا.

بفضلك يا بوش عرفنا ما معنى مجلس الأمن والأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان.

وقد استطعت أن تشرح لنا بدقة معنى الخنوع والذلة والتآمر والتواطؤ والخيانة وحتى من أقرب الناس إلينا.

وقد علمتنا معنى قول القائل “إن لم تستح فاصنع ما شئت”، فقد رأينا من يحاصر شعبا بكامله من قرابته ويملك الجرأة أن يدافع عن موقفه بشتى السبل.

علمتنا كم أن الإنسان خصيم مبين لرب العالمين، وكيف يمكن لمن يدعي الإسلام أن يشارك في إبادة شعب كامل لا لشيء إلا لكونه انتخب من يعتز بكونه مسلما قولا وعملا.

علمتنا أنه إن تولينا فسيستبدل قوما غيرنا، رجال لا يمتون بصفة إلينا يتكلمون بلسان أفصح من إخواننا.

علمتنا أن الشعوب مكبلة بالوهم ويمكنها التحرك والتغيير والتأثير.

جعلتنا يا بوش نعيد التفكير في كثير مما لقنا إياه عبر عقود من الزمن