وعلى نياتكم ترزقون

إخواني في هذا المنتدى الرائع … يسرني أن أستطيع اليوم أن أكتب موضوعي الأول وإن كنت قد سجلت هنا منذ مدة دون حق كتابة المواضيع الا بعد 50 ردا .

الحقيقة أني دخلت سوق الأسهم الإماراتي منذ مدة بسيطة وإن كنت في فترة من حياتي مديرا لقطاع الأوراق المالية في أحد البنوك الإسلامية وممثلا ووسيطه في سوق الأسهم (خارج دولة الإمارات بالطبع) . كنت كل عمري أتنبأ بقرب إنهيار الإقتصاد الرأسمالي الغربي لصالح إقتصادياتنا وخصوصا الإسلامية منها . وعندما بدأ ألإنهيار الواضح في سوق (العلوج) قلت نعم جائت اللحظة التي إنتظرتها منذ سنين وعلي الآن أن أدخل لسوق الأسهم في الإمارات فهي ستكون الإقتصاد البديل وهكذا فعلت . بل أني سجلت في هذا المنتدى بإسم (رد الجميل ) لرد الجميل لبلد أحببته وشهدت وساهمت في نهضته إسمه الإمارات . لكن وبعد دخولي السوق بأيام وجدت الكثير ممن هم في هذا المنتدى يربطون صعود سوقنا أو نزوله بسوق العلوج حتى إنجررت معهم وأصبحت أتابع سوق العلوج لأرى إن كان سوقنا سيرتفع لإرتفاعهاليوم التالي أم سينخفض لإنخفاضه . حتى بدأت أتمنى أن يرتفع سوق العلوج لكي ترتفع أسهمي وتنبهت لنفسي فقلت ماهذا الذي أفعله .. أأترك كل ما آمنت به وانتظرته من أحل أن تربح أسهمي … علمت أن الله جعل أسهمي تنخفض حتى تكون لي درسا بأن لا أطلب الرزق من غيره وأنه هو الرزاق ذو القوة المتين وعلمت أني لن أرى الربح الا بأن يعود قلبي مطمئنا أن سوقنا لن يرى ألإزدهار الا بإنفصاله عن سوق العلوج … هذا الإنفصال يجب أن يكون عقيدة راسخة نابعة من القلب وتطمئن النفس لها .

ولا أدري اليوم لم إنتابني شعور بالفرح على الرغم من نزول أسهمي عندما رأيت أن سوق العلوج هوى أكثر من 400 نقطة دون أن يخوفنا أحد في هذا المنتدى من هذا … قلت نعم قد إنفصلنا عنهم نفسيا وما عدنا إمعة … فقد حانت إذن مرحلة الإنفراج وأتمنى أن تبدأ يوم غد الخميس بصعود طيب وأن تستمر حتى تكون الإمارات وإقتصاديات دولنا هي الإقتصاديات البديلة للإقتصاديات الغربية المنهارة .

لكن ذلك لن يتم الا بوقفة مع الذات …. ليحاسب كل واحد نفسه وأن يستحصر نية الخير لهذا البلد وأهله…

على البنوك وخصوصا الإسلامية أن تترفق في مدينيها وأن تنضرهم إلى ميسرة لا أن ترمي هذه الأموال النفيسة وترشها رشا بأبخس الأثمان فهذه بيوعات مضطر منهي عنها شرعا .

على الأجانب أن يكونوا أوفياء لهذا البلد المعطاء الذي ما رأينا منه ومن أهله الا كل خير ومحبة وامان وأن لا يتعمدوا الإساءة له ولإقتصاده بعد كل الخير الذي رأوه منه .

على الهوامير أن ينظروا بعين المسئولية وأن يعلموا أن الله رقيب عليهم وبما يفعلون إن تقصد أحد تخفيض السوق وتخسير الناس فبالنهاية هذا هو أحد أسباب رزقهم وإنهيار هذا السوق هو إنهيار لهم وليكتفوا بما جنوه من فروقات بيوعهم وليبدأوا بالشراء من جديد .

وعلى صغار المستثمرين ان لا ينجروا خلف الهلع وخلف القطيع ويعلموا أن ما يحدث الآن هو دورة سوق غير طبيعية في قساوتها لا يلبث السوق أن يرتفع في دورة صعود قد لا تستطيع ملاحقتها الأسماك الصغيرة التي تسبح مع حيتان ويكون المستثمر الصغير الذ باع في النزول هو الخسران بجدارة خصوصا أننا في سوق لا تزال شركاته متماسكة وحققت أرباحا طيبة .

وعلى الوسطاء أن يكونوا مستشارين مؤتمنين وسباقين للخير بتشجيع الناس وتثبيتهم في السوق ونصحهم بعدم الإنجرار للهلع والإنهيار فهذا العمل هو مصدر رزقهم ورزق عوائلهم فليطعموا أولادهم من عمل حلال ورزق حصلوا عليه من مستثمر حقق الربح لا خسران يدعو عليهم .

وعلى المسئولين وإدارة السوق أن تعمل بجد في صناعة سوق عادل ومنطقي بتصريح وفعل ومبادرة تتجاوز المحنة .

وعلى الجميع أن يثقوا بتجربة هذا البلد وما حباه الله من خبرات وخيرات وأن هذه أزمة عابرة لا محالة وأن مستقبل الإمارات قلوب تهفو إليه وإستثمارات تتدفق وخروج نجاح من هذه الأزمة وكل الأزمات

وفي الختام سامحونا وأسأل الله أننا أخلصنا النية في موضوعنا هذا وعلى نياتكم ترزقون ,ان تكون أيامكم القادمة خضراء وعلى الله توكلنا هو الرزاق الكريم