((( و ياما فى الجراب يا حاوى )))
عبارة نطلقها فى مصر عندما نريد التعبير عن القدرات الكبيرة لشخص ما فى الحيل و الخداع و ننتظر المزيد منه فنقول ” و ياما فى الجراب يا حاوى “
الحاوى هو الساحر الشعبى الذى يجوب الأحياء الشعبية و قرى الفلاحين و نجوع الصعيد و يظهر فى الموالد الدينية مستخدماً حيله و ألاعيبه فى الخداع البصرى لجمهوره مستخدماً الثعابين كأداة رئيسية فى فقراته
الجراب هو حافظة أو حقيبة من القماش يستخدمها الحاوى فى حيله مستخرجاً منها أدواته الخداعية
المتتبع لحالة الإقتصاد العالمى و منذ إندلاع شرارة الأزمة المالية و إنتقالها السريع و إمتدادها لمناحى الأنشطة الإقتصادية بدءاً من حالة الإفلاس الجماعى لأكبر المؤسسات المالية الأمريكية و تطورها لتشمل أعمدة صناعة السيارات سيكتشف بداية حيل الحاوى الأمريكى فى الظهور بدءاً من التوجيه الإعلامى المكثف بصعوبة الأوضاع و إنتقالاً إلى إستخدام أدوات السياسة المالية التقليدية كسعر الفائدة فى محاولة إيقاف النزيف و مروراً بخطط الإنقاذ المتعددة و حالات المناوشات بين الحزب الجمهورى و الديمقراطى مع دوران الألة الأمريكية الإعلامية فى إستمرار دق الطبول و وقوف ” إقتصاديات العالم ” فى مواقع الجماهير إنتظاراً لما سوف تسفر عنه الحيل فى ردود أفعال سريعة متعاقبة مع كل حركة أو سكنة للحاوى الأمريكى
و كما أبهرت الولايات المتحدة العالم أجمع بساحرها الشهير ” دافيد كوبر فيلد ” و حيله التى تخرج عن نطاق العقل البشرى أبت إلا أن تستمر فى إبهار العالم و لكن هذه المرة إبهاراً إقتصادياً بإستخدام حيل جديدة ستغير كثيراً من النظريات الإقتصادية القائمة
الحيلة الجديدة إسمها ” البيانات و التقارير الإقتصادية الأمريكية ”
الغالبية منا تعلم أن البيانات و التقارير الإقتصادية لا تعدو كونها مؤشرات لقياس حالة الحركة الإقتصادية خلال فترة زمنية ماضية سواء النمو أو الإنكماش أو ثقة المستهلك أو تقارير الناتج المحلى و إستخدامها لا يخرج عن الإسترشاد بها عند وضع دراسات الجدوى الإستثمارية على المدى المتوسط و الطويل
إلا أن الحاوى الأمريكى أبهرنا و فأجأنا جميعاً بتحويل تلك البيانات و التقارير الإقتصادية من مجرد مؤشرات للقياس إلى أداة هامة من أدوات السياسة المالية العالمية فى تطور جديد فى النظريات الإقتصادية
نعم يا سادة يا كرام أصبحت ” البيانات و التقارير الإقتصادية الأمريكية ” سواء المتعلقة ببيانات البطالة أو ثقة المستهلك أو مخزونات النفط أدة أكثر فاعلية من سعر الفائدة و السيولة و تحولت من مجرد مؤشرات إلى سلاح نافذ و محرك قوى لكافة الأسواق بل و إمتد تأثيرها إلى أنها أصبحت الأداة رقم واحد فى ضبط حركة الأسواق العالمية
مجرد ظهور البيانات و التقارير الإقتصادية الأمريكية تشتعل الحركة بكافة الأسواق و تتخذ المسار الجنوبى إذا كانت سلبية أو تتجه شمالاً إذا كانت إيجابية و الحاوى يجلس على أريكته مستخدماً جرابه فى تحويل المسار و إتزان الأسواق وفقاً لمصالحه فعندما تسود حالة التشاؤم تخرج علينا التقارير الإيجابية و عندما تبدأ حالات التفاؤل و الإرتفاع يخرج علينا بالتقارير السلبية و تختلف المدة الزمنية وفقاً و الهدف المراد من المرحلة
يا سادة يا كرام
لا تتعجلوا فى طلب إرتفاع الأسواق المالية المحلية فدورها قادم لا محالة و إنتظروا فقط ما سوف تنتهى إليه حيل الحاوى الأمريكى فهى حتى هذه اللحظة تسير فى صالح الإقتصاد الكلى سواء من خلال إستقرار أسعار النفط عند هذه المستويات أو على مستوى إرتفاع الأسواق المالية العالمية و إستعادة الصناديق السيادية للجزء الأكبر من خسائرها
يا سادة يا كرام
من المفروض أن زلزال الأزمة كان يجب أن يظهرى إختلالاً فى موازين القوى العالمية إلا أن الحاوى الأمريكى يستخدم كافة الحيل و الألاعيب و إبتكار الجديد للحفاظ على الوضع الراهن و موازين القوى الحالية
يا سادة يا كرام
لا تنظروا إلى الإقتصاد كمحرك رئيسى فالسياسة الأن هى المحرك الأقوى و لابد من إيجاد تكامل بين الأوضاع السياسية و الأوضاع الإقتصادية حتى نستطيع قراءة المعطيات الحالية بصورة سليمة
يا سادة يا كرام إنتظروا مزيداً من ألاعيب و حيل الحاوى الأمريكى
((( و ياما فى الجراب يا حاوى )))
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
كبيير يا خبير
الله يبارك الجهود المميزه واصحابها
مبدع كما عهدناك يا رجل المطر
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
مقال ممتع وجميل.