من جميل ما قرئت من دعاء هو ما قاله رابندرا طاغور .. الشاعر والفيلسوف الهندي …

_________________________________

* يارب لا تجلعني جزاراً يذبح الخرفان ، ولا شاة يذبحها الجزارون …

* يا رب ساعدني على أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء .. وساعدني على أن لا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء …..

* يارب إذا أعطيتني مالاً فلا تأخذ سعادتي ، وإذا أعطيتني قوة فلا تأخذ عقلي ، وإذا أعطيتني نجاحاً فلا تأخذ تواضعي ، وإذا أعطيتني تواضعاً فلا تأخذ إعتزازي بكرامتي ….

* يارب علمني أن أحب للناس كما أحب لنفسي ، وعلمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس …

* يارب ساعدني على أن أرى الناحية الأخرى من الصورة ولا تتركني أتهم خصومي بأنهم خونة لأنهم اختلفوا معي في الرأي …

* يارب علمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوة ، وأن حب الإنتقام هو أول مظاهر الضعف ….

* يارب لا تدعني أصاب بالغرور إذا نجحت ، ولا أصاب باليأس إذا فشلت ، بل ذكرني دائماً أن الفشل هو التجارب التي تسبق النجاح …

* يارب إذا جردتني من المال فاترك لي الأمل ، وإذا جردتني من النجاح فاترك لي قوة العناد حتى أتغلب على الفشل ، وإذا جردتني من نعمة الصحة فاترك لي نعمة الإيمان …

* يارب إذا أسأت إلى الناس فأعطني شجاعة الإعتذار ، وإذا أساء إليّ الناس فأعطني شجاعة العفو والغفران …

* يارب …. إذا نسيتك فلا تنساني ….

_______________________

18 thoughts on “يارب

  1. واسمحولي على الاطاله …

    لا تكرهوني …..

    كنا بنكرهك لو ما طولتي

    مشكورة اختي .. معلومه قيمه كنت ادورها …

    ومشكورين لكل من ردوا بالموضوع …. وان شاء الله لنا قريبا وقفه مع الشاعر الراائع ( المسلم ) محمد اقبال …

  2. اشكرك اخي مضارب وحبيت اني اضيف على موضوعك …..

    من هو باندرا طاغور……………؟؟؟؟؟

    لقد عَرَّفْتَني بأصدقاء
    لم أكن أعرفهم
    و أجلستني في منازل
    ليست منازلي
    و قرّبت لي البعيد
    و جعلت من الغريب
    أخاً لي


    “طاغور”

    ماتت أمه و هو ما يزال فتى صغير و يقول طاغور عن موت امه :

    (( كنّا قد أوينا ليلة وفاتها إلى النوم ، و قدمت في ساعة متأخرة خادمة عجوز و هي تنشج باكية و تردّد : (( إيه يا أطفالي لقد فقدتم كل شيء ))
    فأسكتتها زوج أخي و صرفتها لتجنبنا وقع الفاجعة و نحن في موهن الليل ، و كنت نصف يقظان ، و أحسست بقلبي يذوي و ينهار بين جنبي ، دون أن أعي ، على نحو ظاهر ، واضح ما جرى ، فلمّا انشق الفجر أدركت معنى الموقت الذي كنت اسمع بخبره.
    و لما خرجنا إلى الشرفة رأينا أمنا مسجاة فوق سريرها و لم يكن مرآها يشي بأن الموت رهيب ، كان محياها عذبا آمنا ، كما لو أنها خلدت إلى نوم هنيء ، و لم يكن أي شيء يبصرنا بالهوة السحيقة التي تفصل الموت عن الحياة.
    و حين نقل نعشها و سعينا مع الموكب الحزين في الطريق المظلمة بالشجر هصر قلبي ألم ممض ، و أنا أفكر في أن أمي لن تعود بعد الآن إلى البيت.
    و قد مضت الأيام و ظللت أذكر أيام الربيع ، كلما تمشيت في الحديقة ، و داعب زهر الياسمين جبيني ظللت أذكر مداعبة أنامل أمي و هي تمس جبيني مسّا رفيقا ، مفكرا في أن الحنان الذي كان يحدو تلك الأنامل الساحرة يتجلّى في نقاء زهر الياسمين و أن ذاك الحنان ما يزال باقيا لا ينفد ولا يفنى.
    لقد حرمني القدر أمي و أنا بعد فتى صغير ، فأصبحت وحيدا ، ألوذ بنافذتي و أتأمل في الطبيعة و ارتسم في مخيلتي ما يترقرق في الكون من صور شتّى.
    لقد كانت الطبيعة رفيقي الذي وجدته على جواري دائما )).


    من يكون ؟


    شاعر وفيلسوف هندي, ولد عام 1857 في القسم البنغالى من مدينة كالكتا,من أسرة هندية عريقة ، والده المهارش دافندرانات طاغور و المهارش تعني القدّيس باللغة البنغالية ..


    طاغور هو أصغر اخوته السبعة ، سمّاه والده رابندرا أي الشمس ..


    وقد تميز طاغور بين أشقائه وابناء عمومته باستقلالية الرأي والشجاعة في اتخاذ المواقف الحاسمة في الأوقات الحرجة، وقد ظهر ذلك- فيما بعد- في كثير من كتاباته، وفي حياته العامة ..


    تعليمهـ


    تلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه ديبندرانات وأشقاؤه حيث لم يكن في الهند مدرسة في ذلك الوقت ولكن هنالك مدرس يدعى دفيجندرانات الذي كان عالماً وكاتباً مسرحياً وشاعراً درّس طاغور وكذلك درَس طاغور رياضة الجودو …


    أرسله أبوه لدراسة القانون في بريطانيا و لم يكن طاغور يجد في دراسة القانون ما يرضي نفسه النزّاعة إلى الفن و الأدب و عاد إلى وطنه قبل أن ينهي دراسته …


    درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم وآدابها واللغة الإنجليزية ..

    إنجازاتهـ


    أنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالى في عام 1918 في اقليم شانتي نيكتان بغرب البنغال …


    ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913 متجاوزاً الروائي العظيم ليوتولستوي الذي كان في قائمة المرشحين للجائزة …

    حياتهـ


    انتقت له أسرته وهو في الثانية و العشرين من عمره زوجة فتاة لا تتجاوز الثانية عشرة هي مريناليني ديفي …


    كانت حياته الزوجية رغيدة فقد أعطته زوجته الحب و عاشا بسعادة ..


    قال في ديوان بستاني الحب عن زوجته :



    لقد هلت الفرحة من جميع أطراف الكون لتسوي جسمي
    لقد قبلتها أشعة السماوات، ثم قبلتها حتى استفاقت إلى الحياة
    إن ورد الصيف المولي سريعا قد ترددت زفراته في أنفاسها
    وداعبت موسيقا الأشياء كلها أعضاءها لتمنحها إهاب الجمال
    إنها زوجتي لقد أشعلت مصباحها في بيتي وأضاءت جنباته


    رزق طاغور بثلاثة أطفال و لكن سعادته لم تدم طويلا ، فقد ماتت زوجه و هي ما تزال في صباها ، و مات ابنه و ابنته و أبوه في فترات متقاربة ، و كان لموتهم أثر كبير في حياته و شعره …


    حتى قال :


    ” إن عاصفة الموت التي اجتاحت داري فسلبتني زوجي واختطفت زهرة أولادي أضحت لي نعمة ورحمة، فقد أشعرتني بنقصي وحفزتني على نشدان الكمال، وألهمتني أن العالم لا يفتقد ما يضيع منه ” لقد أحس أنه مثل زهرة انتُزِعت بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وأصبحت كالثمرة التي سيأتي الموت ليقطفها في كمال نضجها ” ..


    ومع ذلك فقد جعل منه صفاؤه الواسع وضبطه لنفسه وخضوعه أمام الله الذي ورثه من والده، إنساناً نادر العظمة، فكانت إحدى أغنياته التي استلهمها غاندي منه تقول :



    أنا هذا البخور الذي لا يضوع عطره ما لم يُحرق
    أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعَل


    طاغور والفن


    دخل طاغور، التاريخ من أوسع أبوابه، فإلى جانب كونه شاعراً مهماً، كان حكيما، وفيلسوفاً، وداعية إنسانية، ونصيراً للحق البشري، وكان كمثل عباقرة الهند الأفذاذ، بيدبا وغاندي، وإذا ذكر اسم الهند فلابد أن يذكر اسم طاغور الشاعر الرومانسي الحالم بمدينة إنسانية فاضلة، وغد مشرق للبشرية .. لقد خاض طاغور أثناء حياته في مجالات إنسانية عديدة تبدأ ولا تنتهي، وآخر ما توصل إليه الخبراء في مجالات دراسته والتوثيق له، أنه كان رساماً من الطراز الأول، فإلي جانب الشعر والقصة، كان طاغور رساما ذا أسلوب متميز يتحدث لغة شديدة الاختلاف عن لغته الشعرية، إذ انه يرسم البدائية، أي الرسم البدائي العفوي، ورسوماته تؤكد أصالة الفنان وتفرده، ولا عجب فقد كانت الطبيعة أمة الثانية …


    يقول طاغور :


    ” عندما بدأت أرسم لاحظت تغيراً كبيراً في نفسي، بدأت اكتشف الأشجار في حضورها البصري، بدأت أرى الأغصان والأوراق من جديد، وبدأت أتخيل خلق وإبداع الأنواع المخلفة منها، وكأنني لم أر هذه الأشجار مطلقا من قبل أنا فقط كنت أرى الربيع، الأزهار تنبثق في كل فرع من فروعها، بدأت اكتشف هذه الثروات البصرية الهائلة الكامنة في الأشجار والأزهار التي تحيط بالإنسان على مدى اتساع نموه ” ..

    كما يعتبر طاغور المجدد في الموسيقى الهندية، وفوق هذا وذاك فإنه كتب أكثر من ألفي أغنية، أسبغ عليها نوعاً متميزاً من النظام اللحني يحمل طابع طاغور .. فطاغور الشاعر والقاص والرسام والموسيقي .. مذهل في مداه .. ومذهل في كميته .. ومذهل في نوعيته … فله (12) رواية، و (11) مسرحية شعرية، أو موسيقية، و (3) مسرحيات راقصة، و (4) مسرحيات هجائية أو ساخرة .. وبضعة مجلدات من القصص القصيرة، إضافة إلى عدد من كتب الذكريات والأسفار، وقد كتب في شتى الموضوعات، في الأدب واللغة والتاريخ والدين والفلسفة، والتربية، ولكن معظم انتاجات طاغور كانت تتمحور حول شيء واحد هو الحب حيث يقول :



    لقد جاء الحب.. وذهب
    ترك الباب مفتوحاً..
    ولكنه قال انه لن يعود
    لم اعد أنتظر إلا ضيفاً واحداً
    انتظره في سكون
    سيأتي هذا الضيف يوماً
    ليطفئ المصباح الباقي..
    ويأخذه في عربته المطهمة
    بعيداً.. بعيدا..
    في طريق لا بيوت فيه ولا أكواخ

    المرأة في نظر طاغور


    هي الوحي في فكر العقول تهفو ..
    هي الزهر في روض الغرام تنمو ..
    هي الطير في جو الهيام تعلو ..
    هي النجم في لثام الحب تبدو ..
    هي القمر في ظلام الليل تزهو ..
    هي الشمس في فضاء الكون تسمو ..
    ي السعادة في سماء الحب ترنو ..
    هي الروح في أجواء العواطف تجثو ..
    هي الجمال في معاني الحنان تشدو ..
    هي الفتنة في ألوان الجاذبية تغدو ..
    هي الحب في قضايا العشاق تشكو ..
    هي قبلات في ليالي الربيع تحلو ..

    وفاتهـ


    في 8 آب 1941 توفي طاغور ، مات رابندرا و افتقدت الهند أكبر شاعر عرفته عصورها ..

    ولم يكن الموت ليفاجئ طاغور .. لأنه كان يستحضره كل حين ، وقال في ذلك :


    ” أنا أعلم أنه سيأتي يوم أضيع فيه هذه الأرض عن ناظري .. إن الحياة تغادرني في صمت، بعد أن تسدل على عيني الستار الأخير، ومع هذا فإن النجوم ستتلامح ساهرة في الليل، وسيسفر الفجر كما أسفر أمس، وستمتلئ الساعات كما تمتلئ أمواج البحر حاملة اللذات والآلام ” ..

    وكان يعتبر نفسه هديه قدمها راضياً للموت ويصف ذلك :


    ” أي هدية تقدمها إلى الموت يوم يقدم ليقرع بابك ؟ آه ، سأضع أمام زائري كأس حياتي المترعة ولن أدعه يعود فارغ اليدين .. كل قطوف كرومي العذبة، من أيام خريفي وليالي صيفي .. كل حصاد حياتي الدؤوب وجناها، سأضعه أمامه، حين ينتهي أجل أيامي، يوم يقدم الموت ليقرع بابي ” ..

    وقبيل وفاته بأيامٍ قليلة كتبَ رسالته الأخيرة التي يتطلع فيها بأمل إلى تحول مجرى التاريخ، وبأن الفجر الجديد سيبزغ من الشرق حيث تشرق الشمس ..


    وقبل أن يحتضر في آخر شهر يوليو من عام 1914 كتب طاغور آخر قصيدة له أي قبل ثمانية أيام من وفاته عن عمر يناهز الثمانين قال فيها :

    ” أزفت ساعة الرحيل .. إني أسافر فارغ اليدين طافح القلب بالأمل.. الطير يحلق في الفضاء لا ليذهب في تحليقه إلى الخلاء .. بل ليرجع إلى أرضه العظمى

Comments are closed.