يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخواني الكرام ان الناظر الى ما يجري بين المستثمرين في الأيام الماضية يجد العجب العجاب فالشريحة العظمى منهم انقسمت بين ساخط على حظه العاثر أو باكيا على اللبن المسكوب و جميعهم متفقون على أن ما يجري ما هو الا مؤامرة لضربهم في أرزاقهم و ارغامهم على تسليم الدفة لقوى السوق التي تجرفهم يمينا و يسارا بلا حول منهم و لا قوة. لكن الناظر المتأني في ما يحدث يجب الا يفوته أن ما يجري سيكون بمشيئة الله في صالح الجميع ان شاء الله و ذلك لأن ما يحدث الآن ما هو الا عملية تنظيف لأسواقنا من المكشوفين (و اعوانهم من الوسطاء) الذين دخلوا بحر السوق بلا دفة و لا مجداف و سببوا للكثيرين من المستثمرين (من الذين دفعوا جل اموالهم للاستثمار) اما خسائر فادحة أو مفاجاءات لم تكن في الحسبان. ان يوم غد سيكون يوم الحسم ان شاء الله فمن شرى على المكشوف عليه تغطية ما عليه و الا فعليه تحمل نتائج فعلته و هذا ما دفع بالكثيرين منهم للبيع الجارف الذي نتج عنه ما حصل من مسلسل للهبوط نأمل ان تكون حلقته الأخيرة غدا. اخواني الكرام ان ما حصل في الأسابيع الماضية كان عملية جراحية لاستئصال ورم خبيث استفحل في اسواقنا و كان لا بد من ثمن قاس تدفعه أسهمنا لكي تتخلص منه و تعود لها عافيتها من جديد، أما الضحايا فهم أولئك المكشوفين و بعض مكاتب الوساطة التي لا تدري ما تفعل الآن لسد العجز الحاصل عندها جراء ما اقترفته.

نحن الآن في الفصل الأخير بل في مشهد النهاية الذي سيشهد عودة الأبطال (سوقي أبوظبي و دبي) واللذان نأمل أن تكون عودتهما أقوى و أحلى ( و العودة قريبة جدا و لا أعتقد ان تتخطى منتصف تداول الغد أو بعد غد ان شاء الله).

نقول لمن صبر هنيئا لك على صبرك و انتظر الحصاد و نقول لمن خسر لا تقنط لحوادث الدنيا فما لحوادث الدنيا بقاء و للجميع نقول هذا كان امتحان و درس نرجوا أن نخرج منهما و لو بعبرة تنفعنا فيما سنراه مستقبلا ان شاء الله.

دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء

عمتم مساء و جعل الله لقاءنا مع (الأخضر) قريب.