أخواني الكرام لماذا يصر الغالبية العظمى منا على إلغاء دور العقل الذي ميزنا به الخالق جل في علاه عن سائر المخلوقات على وجه البسيطة؟ لماذا نحرم أنفسنا من نعمة التفكير والتدبر وتحكيم المنطق بدلاً من أن نكون إمّعة وتابعين للغير دون أدنى محاولة للتفكير ومن ثم التدبير؟ .. لماذا ولماذا ولماذا ؟؟؟ والأسئلة التي تراود مخيلتي كثيرة ولا أعرف لها إجابة في حقيقة الأمر!!!
إنّ ما دعاني إلى كتابة السطور أعلاه هو ما أراه بعيني من إنجراف أعمى وتبعية لا منطقية أبداً لما يجري في أسواقنا هذه الأيام .. لماذا نجعل أسواقنا تسير بشكل أعمى خلف مؤشرات أسواق أخرى وكأننا جزء لا يتجزأ أبداً من تلك الأسواق على الرغم من وجود فروقات جوهرية ومنطقية تفرض علينا أن نفكر ولو لحظة! أين وجه الشبه؟ يا جماعة الخير والله ثم والله بأنّه لا علاقة تربطنا معهم إلاّ مشاركتهم في الخوف والهلع واتخاذ قرارات استثمارية خاطئة نتيجة ذلك الخوف والهلع الهستيري الذي تضرر منه العديد من المستثمرين، خصوصاً عندما يبيعون أسهمهم بخسائر فادحة ثم يرونها بعد يوم أو يومين قد ارتفعت فوق مستوى الأسعار التي قامو بالشراء عليها، وعندها يندبون حظهم العاثر لأنهم بنوا قراراتهم الاستثمارية خارج زاوية العقل والمنطق. يا إخواني لا يعقل أن يتجول أحدنا في موقعنا الخاص بالأسهم المحلية ويجد متابعة لأسهم أجنبية ومؤشرات في أسواق تبعدنا عنها آلاف الأميال!! يا إخواني والله أنّ المنطق يقول بغير ذلك، أنا لا أجزم بعدم وجود علاقة بين النظام الاقتصادي العالمي، ولكن يجب أن نسأل أنفسنا قليلاً عن ماهية هذه العلاقة؟ وهل تستحق على إثرها أن نتحول بنسبة 100% إلى تابعين لما يجري في تلك الأسواق!!
يا جماعة الخير ترى اقتصادنا بألف خير والحمد لله وله الفضل والمنة .. اقتصادنا ما يزال في طور نموه ويزدهر يوماً بعد يوم بفضل قياداتنا الرشيدة والتي لم تأل جهداً في يوم من الأيام في تقديم كل ما من شأنه دفع عجلة التنمية ووتيرتها إلى الأمام، يا اخواني الأفاضل هي هي شركاتنا تحقق أرباحاً خيالية في ظل ظروف خيالية وقاسية أيضاً.. ها هي شركاتنا ومصارفنا مستمرة في تقديم خدماتها وفق أرقى المستويات والمعايير .. يا جماعة الخير شركاتنا ومصارفنا ليست كمصارف الغرب التي خضعت كلياً لسيطرة القطاع الخاص وبشكل تام دون حسيب أو رقيب .. يا جماعة شركاتنا ومصارفنا تساهم فيها الحكومة وتعمل تحت مظلتها ورعايتها وإن كانت هناك بعض المغامرات من جانب بعض المصارف التي استثمرت بنسبة من أموالها في الخارج إلاّ أنها قوية بملاءتها المالية ودعم الحكومة لها ولا خوف عليها ولا هم يحزنون.. إلى متى نظل نعيش في جلبابة داو جونز المهترأة، إلى متى نلبس النظارات السود التي لا ترينا إلاّ التشاؤم والخوف من المستقبل؟ يا جماعة الخير أسواقنا بألف خير .. ها هي شركاتنا تعانق أرباحها حاجز المليارات قبل ثلاثة أشهر من نهاية العام ولله الحمد والمنة، لماذا الخوف؟ لماذا النظرة الإنهزامية والتشاؤمية لأسواقنا؟ أعلم بأنّ الكثير من الأموال الأجنبية الساخنة أعلنت هزيمتها من أول وهلة وضاق عليها ساحات التداول بما رحبت، ولكن أليس ذلك أمر إيجابي لنا؟ حيث يقينا الله من شر أعمال تلك الأموال التي لا يحكم تعاملاتها إلاّ الطمع والجشع!! يا جماعة الخير أسواقنا بألف خير.. الأسعار بلغت قاع القيعان إن صح التعبير.. إلى درجة بلوغ بعض الأسهم قيمتها الاسمية!! يا جماعة الخير لنكن أكثر عقلانية لنكن أكثر منطقية وسوف نرى الخير الكثير بعون الله تعالى.. همسة: لنترك الشراء على المكشوف المبالغ فيه والذي ينجبر المستثمر على إثر قيامه بهذا الفعل أن يبيع في اليوم نفسه فيخسر قوت أطفاله دون أي داع!! بصراحة أطلت عليكم كثيراً ولكن ما بقي في جوفي أكثر بكثير والله المستعان .. مع خالص أمنياتي القلبية لكم بصفقات ناجحة تعيد لكم الابتسامة المرسومة على شفاه الماضي.
منقول.
تصفّح المقالات
9 thoughts on “يا جماعة الخـــيـــر أسواقنا بألف خـــيــــر..”
Comment navigation
Comment navigation
Comments are closed.
كلامك قدييييييييييييييم وتتكلم عن الانجراف واسواقنا بخير وانه نحن من يضيع قوت اولادنا والله ثم والله هذا اللي ضيعنا واشكالك هم اللي ضيعونا يا طيبة منهم او……….السوق بيرتفع بس لما هم يقولوا مش من كلامك وطمانتك اللي ما تاكل عيش ناشف
الاسواق طااااااااااااح وأنتهى
والقادم أسواء
الاسواق بخير…لكن عقول المستثمريين ليست ب خيرررررررررر
أنا راضي أكون طباخ المدير