يجب تفكيك هذا القطاع وتهميشه

الساعة الخامسة عصراً، إنه وقت الزحام وتكدس السيارات على شارع الشيخ زايد، ولكن عجباً اليوم لا أرى هذا الازدحام، فالسيارات قليلة نسبياً والسير يتحرك بسلاسة وسرعة. ما السبب؟

لقد مضت ستة أشهر على انهيار القطاع العقاري، الذي هز البلاد والعباد وأدى إلى تغييرات إيجابية لم يفكر بها أحد من قبل.

فبعد انهيار اسعار العقارات، أفلس العديد من المضاربين والمقامرين بالعقارات، وتوقفت حركة البناء والعمران والتشييد. وبسرعة بدأ حوالي أربعة ملايين أجنبي هجرتهم المعاكسة خارج البلاد ليفسحوا المجال لأبناء البلد للعيش بهناء.

ومع حدوث هذه الصدمة انخفضت تكلفة البناء والإيجار وأصبح بمقدور كل مواطن شراء وبناء بيته بسهولة بالإضافة إلى قدرته على شراء منازل إضافية لأبنائه لان العقارات أصبحت رخيصة جداً.

ولنفس السبب ازداد عدد الشباب الذين يخططون للزواج لأنه أصبح بمقدورهم تكوين الاسرة الصالحة وتامين احتياجاتها المادية.

في نفس الوقت انخفضت معدلات التضخم بسبب نقص الطلب على كل الموارد بما فيها الطعام وبذلك انخفضت اسعار المواد الغذائية لتصبح بنفس مستوى دول الجوار.

وأخيراً بدأت الحركة الاقتصادية الحقيقية في النشاط بعد أن توقف القطاع العقاري عن خنق ومزاحمة كل القطاعات الاقتصادية الأخرى وبدات الإمارات العربية المتحدة ببناء أول محطة إطلاق صواريخ للفضاء (بسعر برج واحد من أبراج المارينا) وبدات إنشاء اول محطة تحلية مياه تعمل على الطاقة الشمسية وتم مد شبكة الصرف الصحي إلى كافة مناطق البلاد بما فيها القرى النائية. وظهرت أول سيارة تجارية من صنع إماراتنا الحبيبة وبدأت في منافسة حتى المرسيدس في أوروبا (بدل من التنافس في بناء الأكبر والأطول). إنها سيارة صقر الإماراتية والتي يقتنيها العرب من المحيط إلى الخليج.

وبدأت الإمارات في إنشاء مراكز البحوث الطبية والعلمية الحقيقية (بدلاً من أحواض السباحة وفنادق الخمسة نجوم) وأصبحت هذه المراكز العلمية حديث العالم وتتناقل نتائج دراساتها المجلات والصحف العالمية.

والاهم من ذلك كله بدأ المواطنون يشعرون بالطمانينة والامان في بلادهم ويشعرون بأن هويتهم لن تضيع وستبقى الإمارات لشعب الإمارات

أنا وطني وطني أنا