يوسف يعقوب السركال. عفوا. لكن ماذا يبيع حكامك؟

السيد يوسف السركال رئيس إتحاد الإمارات لكرة القدم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أدهشني كثيرا التصريح الذي أدليت به لإحدى وسائل الإعلام حول الحكم السعودي خليل جلال الذي قام بتحكيم مباراة منتخبنا الإماراتي مع المنتخب العماني الشقيق في افتتاح دورة الخليج لكرة القدم المقامة في أبوظبي.

لا شك بأن الحكم كان يستطيع استبدال البطاقة الحمراء بالصفراء في حادثة اللاعب هلال سعيد. لكن إعطاء البطاقة الحمراء مبرر تماما كما أكد أكثر من مختص في التحكيم وكما أكدت معظم الصحف الخليجية، وكما هو واضح في الإعادات في التلفزيون. إذا كان قد استبدل البطاقة الحمراء بالصفراء فهذا كرم منه نستحقه دون شك. لكن يبقى القرار في النهاية قراره. هو الحكم. وهو من يحمل الصفارة والبطاقات يوزعها كما يشاء.

وهذا ليس موضوعنا الآن. فالمباراة انتهت والموضوع قتل بحثا ومناقشة.

الموضوع هو استغرابي واستهجاني للتصريح الذي أدليت به وطالبت الحكم السعودي بأن يذهب و”يبيع فجل في بيشة” كما جاء في تصريحك الذي عدت لتأكيده في اتصالك بقناة الكأس القطرية.

كما تعلم يا أبا يعقوب، الأخطاء التحكيمية هي إحدى أبرز سمات لعبة كرة القدم. ونراها في كل بطولة وحتى بطولة كأس العالم التي يتم اختيار صفوة حكام العالم لإدارة مبارياتها تحصل فيها أخطاء تحكيمية غريبة، وآخرها الحكم الذي أعطى أحد لاعبي منتخب كرواتيا ثلاث بطاقات صفراء في مباراة منتخبه ضد منتخب استراليا! علما بأن الحكم إنجليزي الجنسية هو أحد حكام الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم وصاحب خبرة ربع قرن في التحكيم! لكنه في النهاية أخطأ.

فهل كان خطأ الحكم خليل جلال مشابها لهذا الخطأ؟ هل تعرض المنتخب الإماراتي لموقف محرج مشابه لما تعرض له المنتخب البحريني عندما تم طرد اثنين من لاعبيه؟ بل هل كان الخطأ (مع أنه ليس خطأ أساسا) حتى مساويا لبعض الأخطاء الشنيعة التي نشاهدها في تحكيم الدوري الإماراتي لكرة القدم والتي تنتهي عادة بخروج السيد علي بوجسيم رئيس لجنة الحكام في الصحف ليؤكد أن الحكم غير مخطئ ويدافع عنه الجميع!

في مواقف مثل هذه نقوم بتهدئة صغار السن والمتحمسين من مشجعي الأندية. ونؤكد لهم أن الأخطاء جزء من اللعبة. وأن الحكم إنسان غير معصوم. وأن الخطأ غير متعمد. وأن الحكام فوق مستوى الشبهات. وأن احترام الحكم واجب على الجميع.

لكن كيف لنا أن نكرر مثل هذه العبارات لو كان رئيس إتحاد الكرة نفسه لا يحترم الحكام ولا يرضى بقراراتهم؟

سيدي يوسف السركال. ما بدر منك أساء لنا كجماهير ساندت مجلس إدارة إتحاد الكرة منذ تشكيله برئاستك، مقتنعة – ولا زالت – بأنه أفضل إتحاد كرة مر على تاريخ الكرة الإماراتية. وواجبك تجاهنا هو أن تراجع موقفك مرة أخرى. وأن تبادر بكل شجاعة كما عهدناك بتقديم اعتذار رسمي وعلني للحكم السعودي يعيد للتحكيم الكروي هيبته واحترامه.

لك التحية والتقدير. وكل الاحترام.

منقذ