يحفل تراث الامارات بالعديد من المظاهر التي جعلت للمجتمع خصوصية، وميزته عن غيره من المجتمعات. ويعد “المندوس” تراثاً اماراتياً خالصاً له من الحكايات ما يعمق مكانته في ذاكرة الأمة وقلوب ابناء الوطن.
ولأن هذا الصندوق الخشبي ارتبط في البيت قديماً بالعرس حيث توضع فيه هدايا العريس لعروسه. فقد تفنن صانعه واجتهد لإبراز جمالياته سواء من خلال النقوش الفريدة على خشبه، او احكام اسلوب “إقفاله” تعبيراً عن قيمة ما بداخله مادياً ومعنوياً.
وداخل “المندوس” تلتقي خصوصية الاحتفال المحلي بالزواج مع جماليات الحرفة، وتجتمع خيوط الذاكرة لتمنح الركن الذي يوضع فيه داخل البيت موضع القلب النابض بهوية البيت ومكانة أهله. ويكفي تدليلاً على مكانة “المندوس” واحتفاء الطقوس الشعبية به تنوعه وانقسامه الى مسميات طبقاً للاستخدام والحجم والشكل، فالصندوق الذي يطلق عليه “المندوس” يمتاز بأدراجه المصطفة في الجزء السفلي وبحجمه الكبير ووضوح النقوش عليه، اما “الغتم” فتميزه بساطة التصميم وقلة النقوش والزخارف وكان يستخدم في حفظ ادوات المطبخ فقط، بينما يختلف “بوالحبال” او “المشج” عن غيره من الصناديق بنسيج الحبال الذي يلتف حول الجزء السفلي منه والذي كان يحمله المسافرون معهم من مكان الى آخر.
ومن أنواع المندوس المتميزة في جمالياتها “ابو النجوم” الذي تغطيه تشكيلات النجوم الزخرفية بينما يطلق الاماراتيون “سرتي” على الصندوق الذي يحتوي صناديق اخرى تستخدم في حفظ الأشياء، بينما يسمى الصندوق الصغير الذي توضع فيه ادوات الزينة والتجميل والعطور والمجوهرات “السحارة”.
وكانت المناديس تصنع من عدة انواع من الأخشاب تتميز بغلو ثمنها وعادة ما كانت تجلب من الهند او زنجبار او مناطق اخرى في افريقيا، ومن اكثر انواع الاخشاب استخداماً في صنع المندوس “الساج” و”السيسم”، وكانت زخارف المندوس تطعم بأشكال هندسية من النحاس وتطلى باللون البني الفاتح او الداكن او الاسود وصناعته كانت تستغرق في بعض الاحيان اكثر من شهر، وبعضها كان المندوس يثبت على اربعة قوائم خشبية منعاً لوصول الرطوبة الى الخشب.
ولم يكف ابناء الامارات عن استخدام المندوس مع انماط الحداثة التي انفتحت عليها حياتهم الاجتماعية مع النهضة، بل زادت جماليات المندوس تأكيداً على وجوده كقطعة ديكور داخل البيت، وأضيف الى استخداماته بعض الوظائف دلالة على استمراره كأحد مفردات اللغة الاجتماعية المعبرة عن المودة والمحبة والخصوصية، وتحديداً عند استخدامه كهدية تحتضن باقة ورد. واحياناً ما يقدم هو ذاته كهدية ثمينة في قيمتها وجمالياتها.
وارتباط المندوس بالزواج كمظهر من مظاهر الاعراس ربط بينه وبين الحلم، لكن بعض فتيات الجيل الجديد يأسف لتوقف البعض عن ادراجه ضمن طقوس الزواج حتى لو لم تعد له ضرورة وظيفية، بينما لا تزال الكثير من المناطق في الامارات حريصة على استخدامه كمظهر للعرس.
ولأهمية “المندوس” أولته ادارة التراث في دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة اهتماماً خاصاً بتوثيق فن صناعته باعتباره أحد التجليات الابداعية لمخيلة وموهبة الصانع الاماراتي الشعبي، لذلك تنظم من فترة لأخرى المعارض التي تعرض جماليات “المندوس”، وكان آخرها المعرض الذي أقيم ضمن مهرجان أيام الشارقة التراثية 2004 والذي احتوى مناديس من أزمنة مختلفة تعبر عن ابداع الصانع الشعبي وتفاعله بالزخرفة والتشكيل مع رمز من رموز الاحتفال الشعبي بالزواج.
لا أدري لماذا يخالجني شعور رائع عند فتح هذه المناديس .. اجد فيها رائحة اجدادنا وذكرياتهم وصورهم
السلام عليكم
ما عليك امر اخوي دولار بغيت اعرف عناوين المحلات الي تبيع المندوس
وشكرا
اخوك الحرسوسي