مجلس ماجد النعيمي يستضيف ندوة منطقة عجمان الطبية 100 شخص من كل 100 ألف في الدولة مصابون بالسرطان الأحد ,05/09/2010
تغطية : ماهر خالد
أكد المشاركون في مجلس الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي رئيس الديوان الاميري في عجمان، الذي استضاف ندوة منطقة عجمان الطبية حول أمراض السرطان وطرق الوقاية منها، بالتعاون مع المجلس التنفيذي، أهمية تعزيز الوعي الصحي بين مختلف شرائح المجتمع، وتبادل الرأي مع أصحاب الفكر والرأي، حول مخاطر مرض السرطان وطرق الوقاية منه، باعتباره من أعلى الأمراض تسجيلا في دولة الإمارات فهو يحتل المرتبة الثالثة بعد أمراض القلب وحوادث السير بحسب إحصائيات السجل الوطني للسرطان .
أوضح المشاركون أن 3 .1 مليون حالة سرطان تشخص سنوياً في الولايات المتحدة وأنه يتم تسجيل 1/4 وفيات نتيجة السرطان ويعد السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة، في حين أن نسبة الوفيات المسجلة في دولة الإمارات بلغت عام 2005 550 حالة وفاة أي بنسبة 4 .8%، في حين بلغت نسبة الوفيات في عام 2006 568 حالة وفاة أي بنسبة زيادة وصلت 8 .8% .
وأشاد المشاركون بالرعاية التي توليها الدولة للمرضى وما تقدمه وتوفره من مراكز علاجية ومستشفيات، ومعدات طبية حديثة ومتطورة، وبرامج توعوية وتدريبية لخدمة المرضى من المواطنين والمقيمين، وبخاصة مرضى الأمراض المزمنة وفي مقدمتها مرض السرطان .
الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي رئيس الديوان الأميري في عجمان نوه بدعم القيادة الوطنية الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والمتابعة اليومية لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتطوير قطاع الصحة في مختلف مناطق الدولة، بالإضافة إلى توفير كافة الامكانيات العلاجية وبأرقى المستويات وبتكاليف أقل، بهدف تعزيز الاستقرار الأسري والاجتماعي لكافة الأفراد داخل مجتمع الدولة .
وأشاد الشيخ الدكتور ماجد النعيمي بالاهتمام والدعم الذي يوليه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، في تطوير منظومة العمل الطبي في الإمارة، من خلال بناء المستشفيات وزيادة عدد مراكز الرعاية الصحية، وتوفير الكادر الطبي المتخصص في جميع المجالات، وإن هذا الجهد المتواصل يأتي مكملا لرؤية وحرص وزارة الصحة على تعزيز الرعاية الصحية للأفراد وخاصة لتلك الامراض الخطيرة كأمراض السرطان، السكري .
الدكتور عبد المعطي يونس المدير الفني في مستشفى خليفة في عجمان تطرق في بداية مداخلته بتقديم تعريف مبسط عن مرض السرطان للوقاية منه والحد من مخاطره، هو ورم ناتج عن تكاثر الخلايا عشوائياً دون سيطرة الجسم نتيجة تغيرات الورم الخبيث في الخلية، ولهذه الخلايا القدرة على الانتشار في الوسط المحيط، والانتقال إلى أماكن بعيدة عن طريق الدم أو الجهاز اللمفي، أو عبر تجاويف الجسم تجويف البريتون (ثانويات)، أما الورم الحميد: فهو تورم نتيجة تكاثر الخلايا من دون سيطرة الجسم، ولكنها محاطة بغشاء (حوصلة) ولا تنتقل الخلايا إلى أماكن بعيدة . وأشار الدكتور عبد المعطي إلى أن 3 .1 مليون حالة سرطان تشخص سنوياً في الولايات المتحدة وأنه يتم تسجيل 1/4 وفيات نتيجة السرطان ويعد السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة، في حين أن نسبة الوفيات المسجلة في دولة الإمارات بحسب 550 وفاة عام 2005 4 .8 % من الوفيات السجل الوطني للسرطان 568 وفاة عام 2006 8 .8%، ويحتل المرتبة الثانية بعد حوادث السير، موضحا أن خطة برنامج علاج السرطان يضعه فريق من الأطباء، جراح استشاري، استشاري العلاج بالعقاقير، استشاري العلاج بالأشعة، استشاري علم الأمراض، مجموعة التأهيل (أخصائي اجتماعي وأخصائي نفسي) .
وتطرق في حديثه إلى أن برامج العلاج تختلف من فريق لآخر وهي الجراحة، والعلاج الكيماوي والأشعة، أو بالهرمونات، أو العلاج المناعي، قد يكون بإحدى الوسائل أو الوسائل مجتمعة أو ثلاثة .
فمثلاً سرطان الدم والغدد اللمفاوية يكون العلاج مبدئياً الكيماوي والأشعة وتقتصر الجراحة فقط على التشخيص وتصنيف المرض، في حين أن علاج سرطان الخصية يتم عن طريق العلاج الكيماوي، أما سرطان الثدي فتتم معالجته بالجراحة وكيماوي وأشعة، وقد تحتاج إلى علاج هرموني .
وبين الدكتور عبد المعطي يونس استراتيجية مكافحة مرض السرطان والوقاية منه والحد من الإصابة به وتقليل مخاطره، بواسطة برامج للاكتشاف المبكر إلى تحسين ظروف الحياة بالعلاج المتكامل وإعادة التأهيل وتخفيف الألم .
– 40 % من السرطان يمكن الوقاية منه بمنع التعرض لمسببات السرطان وتنفيذ استراتيجية وقائية شاملة تعتمد على:
تغيير نمط الحياة بهدف دعم المناعة:
الغذاء والحبوب، البقوليات، الخضار والفواكه الطازجة، وتجنب الدهون المشبعة واللحوم الحمراء، ممارسة الرياضة وإنقاص الوزن، الامتناع عن التدخين (الإيجابي، السلبي، منع الدخان، الكحول: الامتناع عن معاقرة الخمرة (الكبد، الفم، المريء، الثدي، القولون والمستقيم) . كما أن الحماية من التعرض للشمس من الساعة 10 صباحاً إلى 4 ظهراً: (ارتداء الالبسة الواقية، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة (الأشعة فوق البنفسجية)، الأمراض الجنسية، تعاطي المخدرات .
– سرطان الثدي: الفحص الذاتي كل شهر ابتداء من سن العشرين، ويتم بفحص الثدي السريري كل ثلاث سنوات من سن العشرين/ وكل سنة بعد سن الأربعين، اشعة الثدي ك سنويا بعد سن الأربعين .
– سرطان عنق الرحم: مسحة من عنق الرحم سنويا من سن العشرين، وكل ثلاث سنوات بعد ثلاث مسحات سلبية . (السن المحدد للمسح في الإمارات من 30 – 59 سنة) .
– سرطان القولون والمستقيم: فحص الدم للبراز بعد الخمسين، منظار القولون السيني كل خمس سنين بعد الخمسين، منظار كامل للقولون كل عشر سنين بعد الستين .
– سرطان البروستاتا: فحص المستقيم بالإصبع سنوياً بعد سن الخمسين psa سنويا بعد الخمسين .
– سرطان الفم: الفحص عند طبيب الأسنان عند كل زيارة .
وأنهى الدكتور عبد المعطي مداخلته بطرق الوقاية من مرض السرطان وذلك عن طريق الجراحة، نظراً للتطور المستمر في فهم التغييرات الجينية الوراثية والتحديد الدقيق للمرضى المهيئين للإصابة بالسرطان، فإن العلاج الجراحي قد امتد إلى الوقاية من السرطان (استئصال جراحي حتى لا يصاب العضو بالسرطان) .
1) استئصال الثديين في حالة: وجود تغييرات في جينيات، سرطان الثدي العائلي، استئصال المبيض: وجود تغييرات في جينات سرطان المبيض العائلي، استئصال الغدة الدرقية، استئصال القولون والمستقيم (الأورام اللحمية المتعددة الوراثية، التهاب القولون المتقرح (التقرحي) .
والدكتور فلاح الخطيب استشاري العلاج بالأشعة في مستشفى توام في العين قدم صورة كاملة حول مرض السرطان عموما في دولة الإمارات، معتبراً أن نسب انتشاره ففي الدولة قليلة مقارنة بما هو موجود في الدولة المتقدمة، حيث تبلغ 100 إلى 120 حالة لكل 100 ألف حالة داخل الدولة، بينما تبلغ 480 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية و380 حالة في الدول الأوروبية لكل 100 ألف حالة، أي أنه توجد زيادة بمعدل 5% سنوياً في جميع دول العالم .
وأشار إلى أن مرض السرطان هو الثالث من حيث الوفيات في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، وحوادث السيارات، مشيراً إلى أن أكثر الأسباب المسببة لمرض السرطان عائدة بالأساس إلى عوامل تلوث بيئية وتصل نسبتها (90%) ولا تزيد نسبة العوامل الوراثية عن أكثر من 10% .
وأوضح أن مرض السرطان يتكون على مراحل مختلفة قد تستغرق ما بين 10 إلى 20 سنة وأكثر، ولهذا هناك فترة طويلة للتشخيص عبر عدة طرق علاجية مختلفة، كأن يكون السرطان موضعياً، أو ربما حتى قبل أن تتغير الخلية لتصبح سرطانية بوجود بعض المؤشرات فيها وفي داخل النسيج المحيط بها .
إن أكثر أنواع السرطان انتشاراً في دولة الإمارات هو سرطان الثدي حيث يشكل حوالي 12% من المجموع وسرطان القولون 9% والرئة 9% ويشكل سرطان الثدي حوالي 25% من جميع أنواع السرطان لدى الإناث .
ويتم علاج السرطان بأنواع مختلفة منها الجراحة والأشعة والأدوية الكيميائية ومنشطات المناعة وقد تستعمل منفردة وعلى الغالب مجتمعة حيث تستعمل الجراحة والأشعة عندما يكون السرطان موضعياً بينما تستخدم الطرق الأخرى كعلاج السرطان بعد انتشاره .
إن تكاليف علاج السرطان عالية جداً حيث يكلف جهاز العلاج بالأشعة أكثر من 8 ملايين درهم ويكلف قسم العلاج بالأشعة أكثر من 30 مليون درهم، أما العلاج بالأدوية فقد يكلف حوالي نصف مليون درهم للمريض الواحد، والحمد لله فإن أكثر أنواع العلاج متوفرة في دولة الإمارات وفي مراكز متعددة وعلى أعلى المستويات العالمية .
وتطرق في ختام مداخلته أن يوجد توجه لدى دولة الإمارات للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم والقولون، عن طريق المسح الدوري، في الأساسيات الصحية المتوفرة داخل الدولة .
ومن جانبه تحدث الدكتور خالد عبد الفتاح اختصاصي علم الأمراض في مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بعجمان، في مداخلته عن طبيعة دور المختبر في تشخيص الأورام والتي قسمت إلى خمس محاور أولاً: نوع الفحص ومنه الفحص المباشر، والفحص غير مباشر حيث توجد بعض الأورام التي تستطيع إفراز مواد كيماوية في مجرى الدم والتي يمكن الكشف عنها عن طريق إجراء اختبار على عينة من الدم مثال ذلك سرطان البروستاتا الذي يفرز مادة بمعدلات عالية .
أما الطريقة الثانية فتعتمد على طرق جمع العينات طرق لا تحتاج إلى تداخل من الكادر الطبي مثال ذلك البلغم يُكشَف فيه عن خلايا أورام الرئتين والإدرار يُكشَف فيه عن خلايا أورام المثانة، طرق تحتاج إلى تداخل بسيط مثل الفحص الخلوي عن طريق الرشف بالإبرة الدقيقة (FNA) .
أما الطريقة الثالثة فتتمثل طرق التداخل الجِراحي التطبيقات المختبرية على العينات التطبيق الروتيني وذلك بإمرار العينات النسيجية في سلسلة من المحاليل الكيميائية من أجل الحصول على شرائح نسيجية رقيقة تُفحَص تحت المجهر وهذه تستغرق 24-48 ساعة، في حين أن التطبيقات السريعة باستخدام جهاز التجميد الخاص بالأنسجة والذي يختزل الوقت إلى 15 دقيقة . هذه التطبيقات تستخدم في حالات محددة فقط .
وفي الحالة الرابعة التوصل إلى التشخيص المظهر الشكلي للخلايا الورمية يختلف عما تبدو عليه الخلايا السليمة وهذا يمثل الركيزة الأساسية في تشخيص الأورام مجهرياً الكشف عن عوامل الأورام وهي عبارة عن تراكيب خاصة توجد على سطح الخلايا الورمية أو في داخلها، الكشف عن التغيرات التي تحصَل في الجينات في معظم الأورام .
خامساً دور المختبر في معالجة الأورام بعض الأدوية الفعالة في تدمير الخلايا السرطانية تقوم بوظيفتها عن طريق الارتباط بمستقبلات خاصة في الخلايا السرطانية، فوجود هذه المستقبلة يضمن استحقاق ذلك المريض لاستعمال الدواء ويضمن فعاليته، دور المختبر يكون في الكشف عن وجود هذه المستقبلات في الخلايا السرطانية .
خرج المجتمعون في المجلس الرمضاني بعدة توصيات أهمها:
* قيام وسائل الإعلام بنقل الحقائق الطبية الصحية والحصول على المعلومات من المصادر الطبية المعترف بها .
* أهمية الاكتشاف المبكر للسرطان (ضرورة توعية أفراد المجتمع بأهمية الكشف المبكر للرجال والنساء على حد سواء) .
* وسائل العلاج متوفرة في الدولة، والجهات الصحية تبذل جهوداً مضنية في توفير أفضل طرق العلاج المتبعة في العالم .
* اتباع الوسائل الوقائية التي ذكرت في الندوة من حيث (الأكل، الفحص، التشخيص والعلاج) .
*ضرورة قيام الطبيب بالشرح الوافي للمريض (الحقيقة الكاملة) عن حالته الصحية من دون تضخيم ولا تقليل من نوعية الحالة والمرحلة التي وصل إليها المرض .
الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة قال إن وزارة الصحة تعمل على توفير كافة الخدمات العلاجية اللازمة لكافة أفراد المجتمع، من خلال دعم قطاع الصحة بالخدمات العلاجية والكادر الطبي المتخصص، وأن مرض السرطان في دولة الإمارات لا يشكل هاجساً كبيراً مقارنة بدول مختلفة من العالم، وأن دول الخليج عموماً قامت بعمل مركز الخليج الموحد للورم السرطاني، وأن مرض السرطان يعتبر من الأمراض المزمنة التي تحرص وزارة الصحة على اكتشافه والوقاية منه وعلاجه .
وأضاف أن علاج المرض يتطلب تكاتف كافة الجهود ما بين المؤسسات الصحية والأفراد من حيث درجة الوعي، وأن علاج المرض يتطلب برنامجاً علاجياً متكاملاً .
حمد تريم الشامسي مدير منطقة عجمان الطبية طالب وزارة الصحة بزيادة عدد مراكز الرعاية الصحية في مناطق الإمارات الشمالية، لسد حاجة المراجعين والأفراد نظرا للطفرة السكانية التي تشهدها تلك المناطق، منوها بالخطط والبرامج التي تتبناها وزارة الصحة لرفع كفاءة العمل الصحي في مناطق الدولة .
داعياً وسائل الإعلام بكافة أقسامها إلى التفاعل أكثر مع المؤسسات ذات العلاقة مع المجتمع لإبراز دورها وتسليط الأضواء على الإنجازات التي تحققت، ورصد الاحتياجات الضرورية التي تهم المجتمع، دون تهويل أو تضخيم .