200 حالة خلال عامين ونصف العام
فرق خاصة لاستعادة الفتيات الهاربات إلى “المجهول”

دبي – نادية سلطان:

حذر المقدم جمال الجلاف نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الإدارة والرقابة الجنائية، من ظاهرة تغيب الفتيات، مشيراً إلى أن تحريات دبي، تعالج هذه الحالات من خلال فرق خاصة، بسبب وجود كفاءات من ضباط البحث الجنائي، تقوم بمعالجة أسباب التغيب مع عائلات الفتيات .

وقال المقدم الجلاف في تصريحات ل”الخليج” إن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، تطالب أولياء الأمور بحسن التعامل مع بناتهن، خاصة مع تزايد بلاغات تغيب الفتيات بسبب سوء المعاملة من قبل الوالدين، لافتاً إلى أن جميع حالات التغيب تم ضبطها من قبل الإدارة، وتمت دراسة حالتها، ويقوم برنامج التواصل مع الضحية بمراقبة سلوك هؤلاء الفتيات بالتنسيق مع الأسر، وتوعية الأهل حول طرق التعامل في حالة وجود أي مشكلة عائلية” .

وأكد أن أكثر حالات التغيب تكراراً تتعلق بفتيات من الجنسيات العربية بشكل خاص، إضافة إلى بعض الجنسيات من الدول الآسيوية والجنسيات الغربية .


الأسباب والدوافع

وأوضح المقدم الجلاف أن ظاهرة هروب الفتيات من منازل ذويهن ترتبط بالسلوك التربوي بصورة مباشرة، وحدوثها ناتج عن تداعي هذه السلوكيات، وتعود لأسباب عدة، منها التفكك الأسري الناجم عن انفصال الوالدين، وزواج الأم من رجل آخر، والإخفاق الدراسي، وأيضاً لعدم المراقبة أو تهيئة المناخ الملائم لسنها، وكيفية مراقبتها، وهي من أكثر حالات الهروب تكراراً، إضافة إلى إهمال الوالدين وأفراد الأسرة في رقابة الفتاة وهي في سن المراهقة، وحيازتها لهاتف نقال تسيء استخدامه، مما يساعدها على إجراء المكالمات من أي موقع، بل وتنفرد في محادثاتها الهاتفية في أوقات لا يصح أن يسمح لها بذلك، مؤكداً أن هذا يتيح لها الفرصة في تبادل الأحاديث مع الشبان، وبالتالي يسهل أمر استدراجها وتحريضها للخروج من المنزل، وهي أيضاً من حالات الهروب المتكررة .

وأضاف أن من الأسباب التي تؤدي إلى لجوء الفتيات للهرب، الضغوط النفسية، والكبت المنزلي الحاد، وقسوة التعامل، وكلها تؤدي إلى محاولات هروبها من الواقع الذي تعانيه، وبالتالي تسعى إلى التنفس والترفيه، وغالباً ما يؤدي ذلك لتعرفها بمن يساعدها على إيجاد حياة مرحة خارج المنزل، وكذلك رفض الأسرة بشكل متعصب لزواج بعض الفتيات، إلى جانب التعرف إلى أصدقاء السوء والدخول في مغامرات لا يحمد عقباها، وغالباً ما تقودهما للمهانة أو للسجن، أو أن تكون الفتاة مصابة بمرض نفسي أو عقلي .

وأشار إلى أن وجود الفتاة في مدرسة أجنبية يجعلها تتطبع بالعادات الغربية البعيدة عن العادات والتقاليد الإسلامية، موضحاً أن الكثير من الأسر تعرضت للمشكلات بسبب الاختلاط في المراحل العليا بين الطلبة والطالبات .



أساليب وحيل

وكشف المقدم الجلاف أن الأساليب والحيل التي تلجأ إليها الفتيات للهروب والفرار من المنزل، تتشابه في أغلبية الحالات، حيث يكون الهرب نتيجة ردة فعل تلقائية لما تعانيه الفتاة من الضغوط، سواء لاندماجها في عاطفة المراهقة، وعندما تقوم بالترتيب للهروب، أو نتيجة حدوث أمر أثر فيها سلباً، أو وقوع خلاف حاد بين أفراد الأسرة .

وأضاف أن الهروب يكون بأحد الأساليب التالية، عدم الذهاب للمدرسة والتوجه لمكان آخر، الهروب ليلاً من المنزل أثناء خلود أفراد الأسرة للنوم، والاختفاء فجأة في مكان عام أثناء وجود أفراد الأسرة المرافقين لها في مركز تجاري أو حديقة عامة، ويتفق هذا الأمر في بعض الأحيان أن تكون البنت نسقت مع عدد من صديقاتها للتنزه ثم تتواعد مع أحدهم، ويتطور الأمر وينتهي بتحريضها على الهروب .

عواقب وخيمة

وحول العواقب الوخيمة، والأضرار من جراء هروب الفتيات من منازل ذويهن، قال المقدم الجلاف “إن وجود البنت في موضع غير منزلها من دون علم ذويها، يعرضها للإهانة، أياً كان وصفها، فهي تجد نفسها مستسلمة لليأس، ومن السهل أن تتبع خطوات الشيطان، وتصبح لقمة سائغة لمعتادي اللهو من الجنسين، وأخطر ما تتعرض له هو الوجود مع فئة من الشباب، وكثيراً ما تفقد البنت عذريتها سواء برغبتها أم تحت تأثير العاطفة أو تأثير التهديد والعنف، ويؤدي ذلك إلى الإخفاق الدراسي بسبب نفور زميلاتها وصديقاتها لسوء سلوكها، مما يصيبها بعقدة، والوجود في أماكن لا يفترض أن توجد فيها، والتعرف إلى فئات لا تتناسب مع سنها أو وضعها الاجتماعي كأنثى في صباها، مثل ترددها على الفنادق .

هاربة من النافذة

صبية يافعة في السن، رفض والدها ذهابها إلى أحد المراكز التجارية الكبيرة، وألحت ولم يسمح لها، ولكنها لم تستسلم راغبة في لقاء صديقاتها، فهربت عن طريق النافذة، دون أن يشعروا بها حتى وصلت لمركز التسوق، وأخرى طالبة جامعية تذمرت من تعامل ذويها معها، وارتبطت بعلاقة مع أحد الأشخاص، وخططت ثم هربت معه، وفرضت على ذويها رغبتها في الزواج منه .

النصيحة قبل الندم

أكد نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الإدارة والرقابة، أن الحملات المتعلقة بالبحث عن المتغيبات، والتي تقوم بها الفرق المختصة بشكل يومي، تحقق نتائج إيجابية في ضبط الفتيات المتغيبات، غير أنه يستوجب أن تتضافر كل الجهات التربوية في توعية الفتيات، وهن في سن يسهل التحكم في اتجاهات سلوكياتهن، حتى لا يصبحن عرضة للمخاطر التي لا تجلب إلى المساوئ .

25 هاربة في النصف الأول

وحول عدد المتغيبات خلال العامين الماضيين وكذلك منذ بداية العام الجاري، يقول المقدم جمال الجلاف “إنه في عام 2008 بلغ عدد المتغيبات الهاربات من منازلهن 95 فتاة، وفي عام 2009 بلغن 85 فتاة، ووصلن لأكثر من 25 فتاة خلال النصف الأول من العام الجاري” .


9 thoughts on “200 حالة هروب الفتيات من بيوتهم

  1. اونه بالتنسيق مع صديقاتها ووو وترح للقاء صديقاتها !!!
    كانه في شي غلط
    بصراحه موضوع مش مهم مادري ليش يمكن لانه الاسباب و الامور واضحه

Comments are closed.