5 حوادث تصيب الطريق بين الشارقة ودبي بالشلل 4 ساعات

دبي -الخليج :

أصيبت كافة الشوارع المؤدية إلى دبي أمس بالشلل التام لمدة أربع ساعات متوالية ابتداء من السادسة صباحاً وحتى العاشرة بسبب وقوع خمسة حوادث مرورية في أربع مناطق حيوية وعدم وجود مخارج، مما أدى بالسائقين وأصحاب المركبات لترك مركباتهم والوقوف في الشارع والجلوس على الأرصفة انتظاراً للفرج.

من اللافت خلال تلك الفترة تبادل السندويشات وأكواب القهوة بين السائقين على طريق الشارقة دبي وذلك قتلاً للوقت الذي أهدر على الطريق، كما استعمل رجال المرور الأبواق المايكروفونية لدعوة السائقين للعودة للوراء وسلك طرق بديلة، إلا أن الطرق البديلة أيضاً كانت مغلقة تماماً.

وتلقت “الخليج” العديد من الاتصالات التي وصفت الحالة تفصيلياً، وأكد المتصلون أن غالبيتهم تعطلوا عن الذهاب لأعمالهم في الوقت المحدد، وحتى الطلبة ذهبوا متأخرين لمدارسهم وجامعاتهم مما اضطر الجميع لاجراء مكالمات هاتفية متواصلة للاعتذار عن التأخير الخارج عن إرادتهم.

وقال الرائد سيف مهير المزروعي نائب مدير الإدارة العامة لمرور دبي بالإنابة في اتصال هاتفي إن أزمة الاختناق المروري التي وقعت صباح أمس كان السبب وراءها وقوع خمسة حوادث مرورية أحدها حادث دهس لآسيوي كان يعبر الطريق عند مطلع نفق الملا بلازا في الاتجاه الآخر، اضافة لحادث تصادم بين مركبتين مما أدى لتوقف الحركة تماماً أمام المركبات القادمة من الشارقة، وما زاد الأمر تعقيداً هو عدم وجود مخارج على الطريق حتى بداية جسر القرهود، مشيراً إلى أنه رغم أن الحادثين كانا بسيطين، وإصابة الآسيوي بسيطة، إلا أن الوصول للحادثين من قبل رجال المرور كان أمراً صعباً للغاية أيضاً، ولذلك توقفت الحركة تماماً.

وأضاف ان تعطل حافلة داخل نفق المطار أصاب أيضاً المنطقة بحالة توقف لأنه طريق حيوي، إلى جانب وقوع حادث بين باص وثلاث سيارات على شارع الإمارات وحادث خامس تعطل حافلة على شارع الشيخ زايد بالقرب من مركز مزايا.

وقال الرائد سيف المزروعي ان هذه الحوادث الخمسة وقعت في أوقات متقاربة بداية الصباح وعلى شوارع رئيسية، مما أدى إلى اغلاق تلك الشوارع بالكامل.

وأشار إلى أن ضباط المرور قاموا كل نصف ساعة بإذاعة خبر عبر “نور دبي” لمناشدة السائقين بسلك طرق بديلة للتخفيف من حدة الازدحامات.

وأوضح أن الأزمة بدأت في الانفراج تدريجياً بعد ازالة الأسباب وإخراج السيارات المتسببة في تلك الحوادث من وسط الطريق، ومن الانفاق ونقل المصاب المدهوس إلى المستشفى.

وأشار إلى أن غرفة عمليات شرطة دبي تلقت العديد من الاتصالات للابلاغ عن الازدحامات وعدم تمكن الكثيرين من الوصول لأعمالهم أو مدارسهم وجامعاتهم.

حملة المشاة

من جانب آخر، ذكر الرائد المزروعي أن هناك ما يقرب من 700 شخص من المشاة تمت مخالفتهم بسبب عبورهم من الأماكن غير المخصصة للمشاة، أحيل أكثر من 300 شخص منهم إلى النيابة العامة لتكرارهم ارتكاب المخالفة، بينما حول 74 إلى إدارة الجنسية والإقامة لعدم حملهم لبطاقات عمل أو أوراق ثبوتية وتبين أن بعضهم هاربون من الكفلاء، وتم مخالفة 300 آخرين لارتكابهم المخالفة للمرة الأولى مع ادخال اسمائهم في قاعدة بيانات المرور بحيث يحولون إلى النيابة العامة إذا ارتكبوها مجدداً.

حجز الشاحنات

وأشار إلى أن الحملة على سائقي الشاحنات والحافلات الذين يقودون مركباتهم خلافاً للرخصة التي يحملونها مستمرة، فقد تم حجز 270 شاحنة وحافلة وتحويل سائقيها إلى النيابة العامة، مشيراً إلى ان بعض هذه الشاحنات والحافلات تبين أنها غير صالحة للسير على الطرقات بسبب عدم صلاحية اطاراتها أو مرورها في المناطق السكنية الممنوع المرور أو التوقف بها، اضافة إلى عدم سلامتها للسير بشكل عام.

وأكد أن حملة المشاة والشاحنات مستمرة حتى الانتهاء من تلك المشاكل بشكل عام، وإعادة الانضباط والنظام المروري.

لقطات من شارع الاتحاد

تسبب الازدحام الشديد على طريق الاتحاد أمس ومغادرة غالبية مستخدمي الطريق لمركباتهم بعد إطفاء محركاتها لنحو ساعتين كاملتين في إشاعة أجواء من الألفة بين الناس، واقتسم بعضهم المشروبات الساخنة والسندويشات التي كانت معهم.

حاول أحد رجال الشرطة الذي كان يستقل دراجة نارية إعادة الناس إلى مركباتهم عبر مناداته بمكبر الصوت، إلا ان أحداً لم يستمع لأن الوضع لم يكن يحتمل.

احد السائقين سأل “زملاءه” في الطريق اذا كان معهم بنزين لأن وقود مركبته شارف على الانتهاء، فنصحوه بإطفائها حفاظاً على ما تبقى فيها، على الرغم من ان محطة الوقود كانت خلفه بنحو 50 متراً، وكان الرجوع إليها مستحيلاً.

الكثير من السائقين استخدموا هواتفهم النقالة لتصوير الازدحام في الطريق، وتصوير منظر الناس الذين راحوا يتمشون في شارع الاتحاد في انتظار الفرج، واحدهم قال هذه فرصة ذهبية فلولا الازدحام لما وطأت أقدامنا أبداً هذا الشارع لكونه يصنف “هاي واي”.

المغادرون من الشارقة إلى دبي في الساعة السادسة وصلوا في حدود العاشرة، بينما بعض سكان شارع التعاون الذين حاولوا العودة إلى بيوتهم لم يتمكنوا من ذلك لأن الطريق مغلق من أمامهم وخلفهم وعلى اليمين واليسار.