تفاقمت مشكلة القروض الشخصية، وشملت آثارها السلبية الصعد الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بعد ان ارتفع حجم القروض في الدولة طبقاً للتقرير الذي أعده المصرف المركزي والبنوك من 2.155 مليار درهم في العام 2000 إلى 695 مليار درهم نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي وأصبحت العديد من البنوك تغري بالاقتراض حتى لاجل السفر، وتجد العائلة، خصوصا إذا كانت كبيرة العدد، في قرض البنك وسيلة سهلة ومريحة لقضاء الصيف في الخارج.

وغالبا ما تنشط حركة الاقتراض من البنوك في شهور الصيف لغرض السفر بعد ان أصبح الحصول على القرض الشخصي من اي بنك اسهل من الحصول على وجبة غذائية من اي مطعم بل ان البنوك اصبحت تعلن عن قروضها الميسرة جدا بطرق تضمن من خلالها الوصول الى الفرد في اي مكان خاصة في فترة الصيف وتحقق خلالها أعلى معدلات الإنفاق الإعلاني. ويستقطب شهرا مايو/ أيار ويونيو/ حزيران 14% من مجمل الإنفاق الذي تمّ في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقابل تراجع إلى 11% في يوليو/ تموز و6% في أغسطس/ آب.

يبذل مسؤولو التسويق في المصارف جهودا مكثّفة خلال تلك الفترة من أجل استهداف العملاء الذين يزداد إنفاقهم على مشاريع السفر والنشاط الترفيهي والاستهلاك حيث باتت القروض مصطلحاً تتعامل معه الغالبية العظمى من الشباب في الامارات إذ لم يعد يوجد مواطن إلا يسدد أقساطاً شهرية على قرض يثقل كاهله لشهور أو سنوات وكل هذا بسبب متطلبات الحياة المرتفعة التكاليف والارتفاع المطرد في الأسعار، ولم يعد بمقدور الفرد الإيفاء بمتطلباته الأساسية في الحياة من دون الاستعانة بالبنوك والمؤسسات المالية والمصرفية، فما هو دافع الشباب للاقتراض؟ وماذا يقول خبراء الاقتصاد والعاملون في البنوك حول هذه القضية؟ وما هو حجم الديون الشخصية في الدولة؟

التحقيق التالي يجيب عن هذه التساؤلات:

يروي أحد المقترضين أنه اعتاد سنويا على الاقتراض من البنك بحدود 100 ألف درهم، أي ما يعادل 28 ألف دولار، لقضاء إجازة الصيف مع أفراد أسرته المكونة من 4 أشخاص، في بلد مختلف كل عام، وأنه يظل يسدد في القرض طوال السنة من راتبه، وما إن ينتهي السداد، حتى يحل الصيف مرة ثانية، فيقترض مرة أخرى امام اغراء البنوك التي ترحب به كل ترحيب وتقدم له مختلف التسهيلات والعروض.

أما اسلام الشحي فيرى انه مثل كل الشباب كان يحلم بالزواج والبيت وبعد ان سمع عن التسهيلات في القروض وحصل عليه وتزوج وبعد فترة اصبحت الديون تحيطه من كل اتجاه وزادت همومه ومشاكله وشبت المشاكل بينه وبين زوجته وانتهى المطاف بالطلاق وانهدم البيت والحلم ولم يعد الا الديون التي تراكمت عليه.

محنة القروض

محمد أحمد المرزوقي يرى ان ظروف المواطن لو ظلت على هذا النحو سترتفع نسبة الإقبال على القروض بشكل كبير لأن المواطن غير قادر على تسيير أموره المعيشية بالطريقة التي يرغب فيها ومن جهة أخرى لو تم اعتماد طريقة تخصيص جزء من الراتب للتوفير فإن هذه الطريقة لن تجدي في ظل الظروف الحالية وغلاء المعيشة، وبذلك سيضيع عمر الإنسان ولن يتمكن من تحقيق كل ما يحتاج إليه ويرغب فيه، وعلى الرغم من ان القروض ميسرة وتمنح للأفراد بكل سهولة فإن عملية سدادها صعبة لأن الفوائد تكون مرتفعة جداً، ولا يوجد مواطن بلا قروض في الامارات، ذلك في ظل تدني الرواتب وارتفاع التكاليف المعيشية، فالمواطن غير قادر على مواجهة أموره المعيشية كافة من دون القروض أو بطاقات الائتمان.

ويقول عبدالرحمن محمد: يجب على مؤسسة النقد الالتفات أكثر إلى الأرباح التي تفرضها البنوك على المواطنين فهي مرتفعة بشكل كبير وتثقل كاهل المواطن وتزيد خسارته لأن البنك يحتسب ربحيته قبل أن يراعي ظروف المقترض، خاصة بعد ارتفاع الاسعار في كل شي.

ويطالب بضرورة وضع قوانين جديدة تتناسب مع طبيعة كل قرض ذلك من أجل تحديد نسبة الفائدة التي سيتقاضاها البنك فهناك قروض لا تستحق فوائد عالية مثل قروض السفر والزواج.

ويضيف أنه اقترض من أجل السفر وبعد عودته من السفر بدأت رحلة عذاب سداد القرض التي أصابته بحزن كبير بسبب الدين الذي وقع على رأسه مما جعله يتخذ القرار بعدم الاتجاه للقروض الاستهلاكية لغير الحاجات الأساسية.

نقمة وليس نعمة

ويقول ماجد لم اكن اعرف ان القرض نقمة وليس نعمة لأننا لم نضع في حسابنا هذا الفهم وقت تسلم القرض، وراتبي حالياً لا يتبقى منه إلا مبلغ بسيط.

ويتحدث ماجد عن تأثير الزيادة التي حصلت في رواتب موظفي الحكومة الزيادة التي حصلنا عليها جاءت في محلها ونفست علينا قليلا، لكن غلاء المعيشة قتلها، والقروض تصاعدت أي أن الفائدة ترتفع سنوياً ولا أستطيع الدخول في تفاصيل فوائد البنوك وعلى الإنسان أن يحدد التزاماته مسبقاً فلا يأخذ القرض من دون دراسة مسبقة، خاصة وأن المقترض لا يعرف كيف يتصرف ويبدأ التفكير منذ الحصول على القرض وعليه بشكل عام موازنة الأمور.

سناء يوسف صقر تقف محتارة لا تدري هل سيريحها القرض أو يزيد حياتها أعباء في هذا الزمن وفي ظل الأسعار التي وصلت إليها أسعار البيوت وحتى الشقة السكنية قيمتها اكثر من 4 ملايين ولأن المنزل بات حلماً يراود كل إنسان في مشوار حياته، فتزايد المتطلبات المعيشية وقلة الدخل قد تقفان دون تحقيق هذا الحلم، وتبقى القروض الشخصية واحدة من أبرز الحلول لتلبية احتياجات الأفراد المالية.

رأي الاقتصاديين

يقول الدكتور أحمد البنا (خبير اقتصادي): إن القروض التي يلجأ إليها بعض الشباب بدافع الظروف المعيشية الصعبة إضافة إلى التسهيلات والمغريات التي تقدمها البنوك للمواطنين من أهم الأسباب التي تشجعهم على الإقبال عليها، ومن وجهة نظر الجهات المعنية: الأسباب التي ساهمت في رفع الإقبال على القروض الشخصية في الفترة الأخيرة الى الأسعار التنافسية التي تقدمها المؤسسات المصرفية تلعب دوراً كبيرا في جذب العميل إليها.

وتفاقمت هذة الظاهرة بشكل كبير واصبحت آثارها الاجتماعية والاقتصادية اكبر من ان يتم احتمالها او السكوت عنها، حيث إن البنوك مازالت مستمرة في تقديم اكبر قدر من التسهيلات للقروض الشخصية واقناع المواطنين والمقيمين بالاقتراض دون وضع حد اقصى ومن دون اخذ الضمانات الكافية على الشباب ولا تضع في حساباتها دخل الفرد عند منحه القرض وهو ما يؤدي الى عدم السداد ودخول بعض الشباب في مشكلات مع البنك او هروب بعض الوافدين بالقروض خارج الدولة ولابد من وقفة للبنك واخذ الضمانات الكافية، حتى يتمكن المقترضون من الوافدين من السفر والعودة الى بلدهم الاصلي دون عوائق.

الخبر:

ط¬ط±ظٹط¯ط© الخليج ظˆظƒط§ظ„ط© ط§ظ„ط£ظ†ط¨ط§ط، ط§ظ„ط¥ظ…ط§ط±ط§طھظٹط©

4 thoughts on “90% من سكان الإمارات مدينون للبنوك

  1. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فلا شك أن أكل الربا والتعامل به من أكبر الكبائر، وقد ثبت تحريمه بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وإجماع علماء الأمة.
    فمن أدلة الكتاب:
    قوله تعالىوَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا [البقرة:275] … وهي نص في الموضوع.
    وقال سبحانهيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [ البقرة:278-279].
    ومن أدلة السنة:
    ما رواه الإمام أحمد و مسلم و أبو داود و الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لعن الله آكل الربا، وموكله، وشاهده، وكاتبه، هم فيه سواء .
    والواجب على السائل أن تكون توبته من الربا ابتغاء مرضاة الله تعالى وخوفاً من سخطه وعقابه، لا لأي سبب آخر -كما قد يفهم من السؤال- وما يفعله من تاب من الربا بينه الله عز وجل بقولهوَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) [البقرة:279] ، فلا يدفع إلا رأس المال فقط ولا يجوز أن تدفع الفوائد، وعلى السائل أن يتحمل ما يقع عليه من الأذى بسبب ذلك، مبيناً لهم أن الربا محرم، فإذا منع من ذلك وأجبر على الزيادة فهو في حكم المغلوب.
    وعلى كل حال، فإذا أمكنك دفع رأس المال دون زيادة وجب عليك ذلك حتى تتخلص من هذه العملية الربوية وتبعاتها،ولو أدى ذلك إلى بيع الشقة التي اشتريتها بالمال الذي اقترضته وإذا لم يمكنك ذلك وكنت مجبرا على دفع الزيادة الربوية، فلا يلحقك إثم بإكمال هذا العقد الربوي الذي لم تستطع التخلص منه إذا كنت نادماً على ما سبق، وعازماً على عدم العودة لمثله في المستقبل.
    والله أعلم.

  2. شئ طبيعي ع العروض اللى تسويها البنوك

    بس المصيبه الناس اللى قامت تقترض ع الفاضي والمليـان

    و المصيبه الأكبر لو كانت القروض من بنوك ربويه !

    بس النسبه عالية وايد صراحة

Comments are closed.