97 في المئة من شركات الشرق الأوسط تعاني اختلالات إدارية وهيكلية
دبي – عبدالفتاح فايد الحياة – 07/02/08//
لفت خبير دولي إلى أن لدى 3 في المئة فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الشركات الخليجية «نظماً إدارية متكاملة مطابقة لمفاهيم الجودة الشاملة وتفويض السلطات وإعادة الهيكلة وإدارة الوقت وتنظيم الأعمال وتدفقها».
ولمح مؤسس شركة «فرسان الحياة» المتخصصة بتوفير حلول الاستشارات الإدارية للشركات في الشرق الأوسط، مديرها العام علي شراب، إلى دور للتطورات التكنولوجية والإدارية المتسارعة في «إحداث هذه الفجوة»، مؤكداً أن الشركات العربية «لا تزال تعاني مظــاهر التردي الإداري وعجزاً عن المنافسة الدولية».
وعلى رغم اعترافه بأن الشركات العربية حققت «تحسناً ملحوظاً في تبني مبادئ المشروعية والشفافية وتشكيل هيئات الرقابة وأجهزتها الإدارية، رأى أنها «لا تزال مقصرة في حل مشكلاتها الإدارية الحقيقية، خصوصاً ما يتعلق بوضع أنظمة إدارية تعزز التحصيل المعرفي في صفوف المستويات الإدارية المختلفة، وتعمم مبدأ المشاركة المعلوماتية ونقل الخبرات بين المديرين التنفيذيين في الشركة الواحدة».
واعتبر أن تعزيز جاهزية المديرين المحليين لإظهار قدراتهم الكامنة وتأهيلهم للعب دور فاعل في إدارة عمليات هذه الشركات الدولية، يمثل «التحدي الأكبر للشركات العربية هذه السنة».
وشدد على أن الشركات العربية «تعاني نقصاً في أعداد الشخصيات القيادية القادرة على إحداث التغيير في الأنظمة الإدارية، على رغم تمتعها بميزة نسبية لا تتوافر في مناطق أخرى من العالم، وهي أن 40 إلى 60 في المئة من مديريها التنفيذيين من فئة الشباب، على عكس الحال في أوروبا». وأشار إلى مبادرات دبي وجائزة دبي للإدارة العربية في هذا الصدد التي «ساهمت في تطوير الإدارة العربية والارتقاء بالممارسات الإدارية والمهنية في المؤسسات العربية». وحض المؤسسات الحكومية والشركات العربية على «تطوير الإدارة العربية الحكومية وتعزيز ثقـافة التمــيز الحكومي وفق أرقى المعايير العالمية».
وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه الإدارة العربية «تتمثل في عدم قدرة المديرين وصناع القرار على التطبيق الفعلي للنظريات والمهارات المكتوبة وتحويلها إلى ممارسة واقعية».
وأظهر تصنيف «فورتشن» لائحة المديرين التنفيذيين الخاصة بأكبر مئة شركة، أن تسعة مديرين وفدوا من دول آسيوية وعربية، ما يشير إلى أن العالم العربي «يضخ العقول الإدارية للعالم المتقدم ويفشل في الاحتفاظ بها، بل يستعين بعقول أجنبية لإدارة المشاريع الكبيرة التي تُطرح في المنطقة». ونجحت شركات عربية في الانطلاق نحو العالمية، والبروز كلاعب أساس في المعادلة الدولية، لكن اعتمادها في شكل شبه كلي على المديرين الأجانب يمثل «خطراً مستقبلياً، يحول دون خلق جيل من المديرين المحليين».
وأظهرت دراسة حديثة لـ «ستاندرد أند بورز» للائحة أفضل 500 شركة، أن أكثر من نصف إيرادات هذه الشركات «سيتحقق من الأسواق الخارجية في الفترة المقبلة، في ظل الانتعاش الاقتصادي الذي يشهده الشرق الأوسط».