*
استكمل الرئيس التنفيذي تيد بريتي المرحلة الاولى من اعادة الهيكلة الجذرية في واحد من اشهر البنوك الاسلامية في المنطقة، وهو بيت التمويل الخليجي، وستكون المرحلة المقبلة اكثر صعوبة.
ففي حال سار كل شيء وفقا للخطة، سيكون البنك بوضع جيد في 2012.
هذا ما يأمله الرئيس التنفيذي في البنك البحريني بريتي، ومع ذلك يبدو ان تحويل هذا الامل الى حقيقة تحد صعب، ففي حال استطاع بيت التمويل الخليجي الاستمرار خلال الاعوام القليلة المقبلة، ربما سيكون من الصعب ان يعود الى ما كان عليه ابان الايام الاولى من ازدهار المشاريع بمنطقة الشرق الأوسط.
فالبنك البحريني يشهد الكثير من المشاكل التي ظهرت نتيجة الازمات المالية العالمية، وبسبب اعتماده الكبير على مشاريع العقار والقيام بدور مطور رئيسي اكثر من دوره كبنك، وعدم التوافق بين التمويل قصير الأجل والاصول بعيدة المدى، واخيرا زيادة التكاليف، جعلت جميع هذه الامور البنك في وضع خطر مع انخفاض اسعار الاصول وانكماش اسواق الائتمان. اما بالنسبة للمستثمرين فيبدو انهم مستاؤون من وضع الشركة، اذ هبطت اسهمها عند التداول الى اقل من نصف صافي قيمة الاصول، ويقول بريتي ان هذا الامر يمنح المستثمرين الجدد امكانية لتحقيق عوائد جيدة، لكن اقناعهم بخوض هذه المخاطر قد يكون تحديا.
ويضيف: «لا أريد المبالغة في الوعود وعدم تحقيق ما التزمنا به، لكننا نأمل في العام المقبل ان نكون في مركز نقدي جيد، وتغطية تكاليفنا».
*
تيد بريتي: «بيت التمويل الخليجي» يواجه صعوبات..لكنه سيتعافى بحلول 2011
الوطن الكويتية 26/09/2010
يقف بيت التمويل الخليجي أمام استحقاق صعب، فقد سجل خسائر صافية بلغت 13.89 مليون دينار بواقع 7.78 فلوس للسهم في النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع خسائر بلغت 26.45 مليون دينار بواقع 28 فلسا في الفترة المماثلة من العام الماضي، فيما كان لافتا ان تقرير مراقبي الحسابات يحتوي على فقرة توضيحية وهي «دون التحفظ في رأينا، نلفت الانتباه إلى الايضاح رقم (1) في البيانات المالية المرحلية الذي يناقش عدم تأكد جوهري يتعلق بحاجة المجموعة للسيولة وكفاية الرأسمال القانوني، والذي يُشير إلى شك حول صلاحية مبدأ الاستمرارية المستعمل في اعداد البيانات المالية المرحلية» وكان البنك قد أعلن عن تعيين «عصام جناحي» بمنصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي للبنك، بالاضافة إلى طرح برنامج جديد لإدارة رأس المال.
كما قرر مجلس إدارة البنك بمراعاة الحصول على موافقة الجهات الرقابية والمساهمين واجراء مزيد من مبادرات اعادة رسملة البنك من خلال اصدار معاملات مرابحة قابلة للتحويل ومرتبطة بالأسهم أو معاملات مماثلة لجمع ما يصل إلى 300 مليون دولار، مُشيراً إلى أنه سوف يقتصر استخدام هذه الأموال فقط على مبادرات الاستحواذ والنمو، كما قام بتعيين مستشار دولي لمساعدته في اعادة هيكلة أنشطته وخاصة المتعلقة بزيادة رأس المال، حيث تم الاتفاق مع «دويتشة بنك» كمستشار لعملية اعادة الهيكلة الرئيس التنفيذي الجديد للمجموعة في بيت التمويل الخليجي تيد بريتي كان واضحا عندما اعترف في تصريح لصحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية بأخطاء ارتكبها البنك قائلا «نعم، كنا مندفعين اكثر من اللازم في قطاعنا، ملأنا افواهنا بأكثر مما تستطيع مضغه. لنكن صريحين حول هذا الامر..لقد عانينا من انكشاف واسع للعقارات واصول بنية تحتية»، في حواره مع «الوطن» بدا بريتي أكثر تفاؤلا من حديثه مع وسائل الاعلام الغربية، ربما يبدو هذا طبيعيا ومألوفا، حيث يؤكد ان بيت التمويل الخليجي يركز أولوياته في عام 2010 على إعادة صياغة نموذج أعماله، اعادة تنظيم مصادر الايرادات، الحد من التكاليف، اعادة جدولة الديون مع السعي إلى تأمين وضع مالي قوي للبنك، كما ان قطاعات انشطته ستشمل عمليات تمويل وتقديم استشارات الشركات، وإدارة الأصول وتنمية رؤوس الأموال الخاصة مع التركيز بشكل خاص على انشاء مؤسسات مالية إسلامية جديدة مثلما فعل في الماضي.معربا عن اعتقاده ان بيت التمويل الخليجي واعتبارا من عام 2011 سيكون أول بنك يحقق ايرادات جديدة ويقتنص فرص النمو المتاحة فيما تتعافى السوق.
وأوضح بريتي ان زيادة رأسمال «تمويل خليج» لن تستخدم لسداد أية تمويلات مستحقة على البنك وانما سيتم استخدامها لاستعادة التوازن والتعافي مجددا مضيفا «استراتيجيتنا الحالية تقوم على أساس ان نركز على استثماراتنا الحالية مثل المصرف الخليجي التجاري، شركة الخليج القابضة، مشاريعنا في الهند، تونس والمغرب والسعي إلى استكمالها واتاحة فرص التخارج من هذه المشاريع مع تحقيق أفضل العوائد على حقوق الملكية ورأس المال»..وفيما يلي التفاصيل:
* تكبد بيت التمويل الخليجي خسائر فادحة ويواجه صعوبات تستدعي اعادة رسملته مارؤيتكم للمستقبل؟
– بالفعل نواجه صعوبات، لكننا واثقون على التغلب عليها، حيث ان عملية التحول السلس في بيت التمويل الخليجي بدأت تؤتي ثمارها.حيث كان بيت التمويل الخليجي من البنوك القلائل في اتخاذ قرارات قوية وجريئة حول قيم الأصول في عام 2009 وتقليص هذه التكاليف بدرجة كبيرة خلال عام 2010 في الوقت الذي نجد فيه ان بعض البنوك الأخرى قد بدأت للتو في تكبد خسائر وشرعت في النظر في قاعدة التكاليف الخاصة بها.ولذا فاننا سجلنا خسائر أقل من المتوقع خلال النصف الأول من عام 2010 مقارنة بالعام الماضي، وهناك اقرار من المحللين بأن المبادرات الجديدة التي اتخذها البنك تؤدي إلى تحسين أوضاعه.
أولويات 2010
* ما هي أولويات بيت التمويل في العام الجاري 2010 خاصة بعد ان قام البنك باعلان زيادة رأسماله؟
– لقد ركز بيت التمويل الخليجي أولوياته في عام 2010 على اعادة صياغة نموذج أعماله، اعادة تنظيم مصادر الايرادات، الحد من التكاليف، اعادة جدولة الديون مع السعي إلى تأمين وضع مالي قوي للبنك.
بالاضافة إلى ذلك، أعلنا في بيت التمويل الخليجي ان قطاعات أنشطته سوف تشمل عمليات تمويل وتقديم استشارات الشركات، وإدارة الأصول وتنمية رؤوس الأموال الخاصة مع التركيز بشكل خاص على انشاء مؤسسات مالية إسلامية جديدة مثلما فعل في الماضي. وقد أعلنا للسوق أننا نسعى إلى إيجاد معاملات من شأنها ان تعزز من وضعنا ومكانتنا، ولدينا القدرة المؤكدة بالتجارب السابقة، على انشاء وتطوير مؤسسات مالية إسلامية جديدة.لقد حققنا نجاحا في هذا المجال ويتجسد ذلك في جمع أكثر من 2.5 مليار دولار من رأس المال لمؤسسات مثل مصرف الطاقة الأول، المصرف الخليجي التجاري، بنك كيوانفست، بنك الاجارة الأول، بيت التمويل الآسيوي وبيت التمويل العربي وغيرها».
زيادة رأس المال
* ماذا عن زيادة رأسمال البنك وهل سيتم استخدامها في سداد التزامات ام تطوير أنشطة البنك؟
– بالفعل أعلنا في وقت سابق ان بيت التمويل الخليجي يستهدف زيادة رأسماله بمبلغ 300 مليون دولار لاستخدام هذه الأموال بغرض لاستعادة التوازن والتعافي مجددا وأكد البنك على ان هذه الأموال لن تكون مطلوبة ولن تستخدم لسداد أية تمويلات مستحقة على البنك حيث استطاع بيت التمويل الخليجي اعادة جدولة التمويل المشترك مع ائتلاف WestLB ومركز إدارة السيولة إلى العام 2013.سوف يولي البنك جل اهتمامه الآن للتعافي مجددا.
جدوى الاستثمار
* هل تعتقدون ان الاستثمار في بيت التمويل الخليجي ممكن ان يكون ذات جدوى الفترة المقبلة؟
– يعتقد بيت التمويل الخليجي أنه اعتبارا من عام 2011 سيكون أول بنك يحقق ايرادات جديدة ويقتنص فرص النمو المتاحة فيما تتعافى السوق.كما يعتقد البنك أنه بالنظر إلى كونه مدرج بالأسواق المالية فان الوقت قد أصبح مواتيا للمستثمرين للبحث عن الأسهم المنخفضة القيمة لفترة من الوقت وضمان عدم اضاعة الفرصة للاستثمار في نمو هذه الأسهم من جديد.
التمويل الإسلامي
* هل تعتقد ان النمو سوف يتحقق في قطاع التمويل الإسلامي من خلال الفرص المتاحة أمام هذا القطاع؟
– لقد ذكر بيت التمويل الخليجي ان هناك فرصا للنمو في قطاع التمويل، مثال ذلك في منتجات التجزئة في مجال التأمين والصيرفة وإدارة الثروات.وعلى الصعيد الإقليمي فان بلاد الشام، تركيا، سورية وشمال وغرب أفريقيا توفر فرصا جديدة في هذه المجالات.في رأيي ان قطاع التمويل الإسلامي لديه القدرة على انشاء مؤسسات جديدة واعادة تنظيم مؤسساته القائمة حاليا التي ستدفع عجلة النمو الاقتصادي في مملكة البحرين، وعبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناطق أخرى.ومن حسن حظنا أننا نحظى بدعم مؤسسات مثل مصرف البحرين المركزي والبنك الإسلامي للتنمية من منطلق التزامهما تجاه انشاء نظام مالي إسلامي قوي.ومن بين القطاعات الواعدة الأخرى قطاع النقل والخدمات اللوجستية، الصحة والاتصالات والبنية التحتية الرئيسية.
عوائد استثمارية
* هل يتطلع بيت التمويل الخليجي إلى تحقيق المزيد من العوائد والمزايا من استثماراته الحالية؟
– لقد كان بيت التمويل الخليجي واقعيا بدرجة كبيرة بالنسبة للقيم الفعلية لاستثمارات البنك، ونتيجة لذلك، ان الميزانية العمومية للبنك تتسم بالواقعية والشفافية كما ان استراتيجيتنا الحالية تقوم على أساس ان نركز على استثماراتنا الحالية مثل المصرف الخليجي التجاري، شركة الخليج القابضة، مشاريعنا في الهند، تونس والمغرب والسعي إلى استكمالها واتاحة فرص التخارج من هذه المشاريع مع تحقيق أفضل العوائد على حقوق الملكية ورأس المال، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على مصالح المساهمين والمستثمرين».
تداعيات الأزمة
* بداية كيف تري تداعيات الأزمة المالية العالمية محليا ودوليا وهل تري أي مؤشرات للتعافي منها؟
– لقد شعر الجميع بالهزة المدوية التي أحدثتها الأزمة العالمية، ومازلنا نشعر أو بمعنى آخر نخشى توابعها حتى الآن.هناك أحاديث حول مزيد من الركود في الولايات المتحدة، ولكن يجب ألا نكون متشائمين إلى هذا الحد، حيث ان العديد من البلدان التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة قد أثبتت قدرتها على النمو من جديد حتى في ظل ضعف الاقتصاد الأمريكي.مثال على ذلك هناك دول متطورة مثل أستراليا وحتى الأسواق الناشئة مثل البرازيل والهند والصين أثبتت هي الأخرى قدرتها على التعافي.لقد تحدثت خلال الفترة الحالية مع كبرى الشركات الأمريكية الرائدة، ويقولون لي أنهم يركزون الآن على أسواق جديدة مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بلاد الشام وآسيا لتحقيق النمو، مما يعني ان دول مجلس التعاون الخليجي قد تتعافى بشكل أسرع من الولايات المتحدة الأمريكية.
الأسهم الخليجية
* كيف ترى التعامل من قبل المستثمرين في أسواق الأسهم الخليجية؟
– من المعروف ان سوق الأسهم تقوم على الثقة في المقام الأول ثم على مقومات السوق في المقام الثاني.في رأيي أنه من المهم ان تقوم صناديق الثروات السيادية في دول المجلس بدور أكبر كصانعة للسوق في أسواق الأسهم المحلية والإقليمية.في بعض الأحوال يكون الشغل الشاغل لمسؤولي الاستثمار في هذه الأسواق هو النظر دائما إلى أوروبا والولايات المتحدة فقط مما يحول دون تطوير اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي.من حيث الفرص، ينبغي على أسواق الأوراق المالية بمنطقة الخليج القيام بدور أكبر في تشجيع ادراج المؤسسات بدول المجلس، وخاصة المؤسسات الصناعية والتجارية لتوفير مزيد من العروض في السوق.كما نرى فان المستثمرين يركزون أساسا على النقد في الوقت الحالي ولكن يجب علينا ألا نغفل أهمية الأسهم كجزء من تخصيص الأصول.(أصبرو بس شوى أنشاالله بتلقون خير)