تحية وسلام على الجميع…
كنت على وشك عرض هذا المقال مع موضوع قراءة القوائم المالية، ولكن لاختلاف الموضوع فضلت أن أضعه كموضوع مستقل…
ويمكن الحصول على المقالة على ملف بي دي إف من هنا:
http://www.fahadbiz.com/penny-stocks.pdf
أسهم السنتات وأسواقها
في هذه المقالة نتحدث عن الأسهم ذات السعر المتدني ونتطرق لخصائصها وطبيعة الأسواق التي يتم تداول تلك الأسهم فيها.
مفاهيم خاطئة
هناك مفهوم خاطئ لدى الكثير من المتداولين يتمثل في الاعتقاد بأن الشركة التي سعرها منخفض تعتبر “رخيصة” وتلك التي سعرها مرتفع تعتبر “غالية”، وهذا غير صحيح لأن السعر بحد ذاته لا يعني الشيء الكثير. على سبيل المثال يستطيع مجلس إدارة أي شركة أن يغير من سعر الشركة كيفما شاء، وذلك بإجراء تجزئة عادية أو عكسية للسهم. فبدلاً من كون سعر السهم 10 دولارات يمكن أن يجرى تقسيم 2 إلى 1 ليصبح السعر “أرخص” فيكون 5 دولارات، ومن ثم يضرب عدد الأسهم المملوكة بـ 2. وفي التجزئة العكسية تقوم الشركة بتجزئة سعر السهم ليصبح “أغلى”، فبدلاً من كون السعر 1 دولار، يجرى تجزئة عكسية بمقدار 10 إلى 1 ليكون سعر السهم 10 دولار، ويقسم عدد الأسهم على 10.
إذاً السعر بحد ذاته غير مهم، والأفضل أن ينظر الشخص إلى السعر السوقي الكامل أو الـ market cap، والذي يرمز لسعر الشركة الاجمالي في السوق. فإذا كان هناك شركة سعر سهمها 1 دولار ولديها 100 مليون سهم مصدرة، تكون القيمة السوقية 100 مليون دولار. على سبيل المثال، السعر السوقي لشركة مايكروسوفت يتجاوز 280 بليون دولار، و شركة آي بي إم حوالي 150 بليون دولار، وشركة بي تي أس سي PTSC من شركات السنتات قيمتها السوقية حوالي 11 مليون دولار.
وتكمن أهمية القيمة السوقية في كونها تدل على مدى التثمين الممنوح للشركة من قبل جموع المستثمرين والمتداولين، ويعطي بلا شك دلالة على نظرة الناس للشركة.
ومن الأمور المغفلة من قبل المضاربين بأسهم السنتات التفكير بمقدار الربح والخسارة المتحقق من تداول هذه الأسهم. على سبيل المثال، قد يشتري شخص أسهم بسعر 11 سنت للسهم الواحد، وتنخفض قيمة السهم، ربما خلال اليوم ذاته، إلى 8 سنتات. هنا يتناسى الشخص أن الخسارة في هذه الحالة تزيد في الواقع عن 27% وهي عالية جداً بجميع المقاييس، ولكن يبدو أن المتعامل في أسهم السنتات لا يدرك هذه النقطة. وأمر آخر ينطبق على جميع الأسهم وهو أنه عندما ينخفض سهم بنسبة 50%، فلا يكفي أن يرتفع بنسبة 50% ليعود لما كان عليه، بل يجب أن يرتفع بنسبة 100%!
ولا ننسى أن نسبة الفارق بين سعر العرض والطلب Spread يعتبر عالياً في أسهم السنتات، أولاً بسبب ضعف حجم التداول وثانياً بسبب السعر نفسه. على سبيل المثال، إذا كان سعر العرض 12 سنت وسعر الطلب 11 سنت، فالفارق مجرد 1 سنت، وهو شيء جميل ومحبب في أسهم الشركات الكبيرة، ولكن بعد قليل من التفكير يكتشف الشخص أن هذا الفرق في واقع الأمر يعادل حوالي 8% من قيمة السهم، أي أنه لحظة شراء السهم يكون المشتري قد حقق خسارة فورية قدرها 8% من ماله! أخيراً من المعروف أن أكثر حالات الاحتيال والنصب تتم في شركات السنتات لغياب الرقابة الصارمة عليها ولقبول المتداولين لعنصر المجازفة فيها.
أنواع الأسواق
عندما نتكلم عن السوق أو الأسواق فالمقصود الأسواق المالية النظامية والتي تعرف بالبورصات والتي يوجد لها مقر يتم التداول فيه عن طريق وسطاء وسماسرة. ويطلق الاسم كذلك على الأسواق الإلكترونية التي يتم تداول الأسهم فيها وأشهرها سوق نازداك. يمكننا تصنيف الأسواق كما يلي:
1. سوق بورصات مثل سوق نيويورك والسوق الأمريكي وبقية الأسواق الاقليمية.
2. سوق نازداك الوطني NASDQ National Market.
3. سوق نازداك الصغير NASDQ Small Cap Market.
4. سوق لوحة الملصقات لنازداك NASDQ Bulletin Board.
5. سوق الأوراق الحمراء Pink Sheets Market.
6. أسواق التداول الإلكترونية مثل آي نت وآركيبلاغو ونايت INET, Archipelago, Knight وغيرها.
يتم تسجيل الشركات في هذه الأسواق حسب عدة عوامل منها المتطلبات التي يفرضها السوق نفسه، ومنها رغبة الشركة ذاتها. فأحياناً قد تقرر شركة إدراج أسهمها في سوق نيويورك أو سوق نازداك الوطني ولا تدرجها في السوق الأمريكي لضعف التداول في ذلك السوق بشكل عام. وأحياناً تبدأ شركة حياتها في سوق نازداك الوطني وعندما لا تلتزم بشروط ذلك السوق، من حيث سعر السهم وعدد مالكي الأسهم وغيرها من الشروط الخاصة بتقديم التقارير الدورية وغيرها، فيتم طردها من السوق الوطني وعليها عندئذ البحث عن سوق يضمها، والذي في الغالب يكون سوق لوحة الملصقات لنازداك BB. وعندما لا تلتزم بشروط سوق لوحة الملصقات فغالباً تتجه إلى سوق الأوراق الحمراء.
شروط التسجيل
من أهم شروط التسجيل في سوق نازداك الوطني أن لا يقل رأس مال الشركة عن حوالي 30 مليون دولار (الرقم الحقيقي يعتمد على تصنيفات أخرى لن نتطرق لها هنا)، ولا تقل القيمة السوقية عن حوالي 18 مليون دولار وعدد الأسهم عن 1.1 مليون سهم، ولا يقل سعر السهم عند التسجيل عن 5 دولارات ولا يقل عن 1 دولار فيما بعد ذلك. وبالنسبة لعدد المستثمرين يجب أن لا يقل عن 400 شخص، كل شخص يملك مئة سهم على الأقل. وتقوم الشركة المسجلة في السوق بدفع حوالي 125 ألف دولار عند التسجيل وحوالي 50 ألف دولار سنوياً.
أما بالنسبة لسوق نازداك الصغير فشروط التسجيل مشابهة للسوق الوطني ولكنها أقل حدة مما ذكر. على سبيل المثال، يجب أن لا يقل رأس مال الشركة عن حوالي 5 مليون دولار، والقيمة السوقية أكثر من 1 مليون دولار وعدد الأسهم لا يقل عن 500 ألف سهم، ويجب أن لا يقل سعر السهم عند التسجيل عن 4 دولارات ولا يقل عن 1 دولار فيما بعد ذلك. وبالنسبة لعدد المستثمرين يجب أن لا يقل عن 300 شخص، كل شخص يملك على الأقل مائة سهم. وتقوم الشركة المسجلة في السوق بدفع حوالي 30 ألف دولار عند التسجيل وحوالي 15 ألف دولار سنوياً.
من المهم إدراك أن الشركات لا تقوم بالتسجيل في سوق لوحة الملصقات BB نظراً لكون هذا السوق مجرد وسيلة إلكترونية لعرض أسعار الأسهم التي تم طردها من نازداك الوطني أو الصغير، ويتم ذلك حسب طلب الشركة المطرودة، والتي عليها الالتزام فقط بنشر التقارير الدورية وهي غير ملزمة بأي من الشروط الأخرى الخاصة بسوقي نازداك.
إذاً يمكننا القول بأن شركات الـ BB أفضل من شركات الأوراق الحمراء التي لا يوجد عليها أي شروط عدا تعبئة طلب التسجيل وإحضار الأوراق الرسمية للشركة، وهذه الشركات غير ملزمة بنشر تقارير دورية للمستثمرين ولا حتى تسليمها لهيئة الأوراق والأسواق المالية SEC.
أما بالنسبة للأسواق الإلكترونية الأخرى مثل آي نت وغيرها، فهي مجرد وسيلة لتداول الأسهم ولا يمكن تسجيل الشركات فيها. تكمن الفائدة منها في منح المتداولين أماكن أخرى لتداول الأسهم خارج نطاق البورصات والأسواق الرسمية، ويستفيد منها كبار المستثمرين ومديري المحافظ الكبيرة لإجراء الصفقات فيما بينهم دون تدخل أي وسيط. إضافة إلى ذلك تستخدم هذه الأسواق الإلكترونية من قبل كافة المستثمرين في التداول خارج الأوقات الرسمية وفي البحث عن أسعار أفضل من أسعار الأسواق الرسمية.
خاتمة
يتضح مما سبق أن الشركات القوية الخاضعة لرقابة هيئة الأسهم والتي تلتزم بشروط هامة كرأس المال وعدد مالكي الأسهم، إضافة إلى شروط تتعلق باستقلالية مجلس الإدارة والتزام الشركة بعقد اجتماعات الجمعية بشكل دوري وغيرها، هي تلك الشركات المسجلة في سوقي نازداك الوطني والصغير. هذا لا يعني في الواقع أن جميع شركات الـ BB وشركات الأوراق الحمراء شركات فاشلة يجب تجنبها في كل الأحوال. بل بالعكس هناك شركات شاءت الأقدار أن تقذف أسهمها في هذه الأسواق لأسباب قد لا تكون جذرية أو أسباب مؤقتة، وبالتالي ربما يوجد فيها فرصة جيدة لمن يبحث في وضعها ويتابع تطوراتها بشكل لصيق.
يعطيك العافية د.فهد
د. فهد الحويماني
كتاب المال والاسثمار في الأسواق الأمريكية
http://www.fahadbiz.com
بريد إلكتروني: – تم حذف البريد –
__________________
مع أمنياتي للجميع بالصحة والثراء
د. فهد الحويماني
=======================
المصدر منتدى المؤشر نت
منقول للفائدة
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة.