اعجبتني القصة واردت ان انقلها لهذا المنتدى حتى تعم الفائدة وشكرا.

هذه قصة قديمة جدا ومالها اي دعوة بالاسهم بس حبيت انقلها للفرفشة ليس إلاّ
خاصة في ظل غياب البسمة عن البعض بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها السوق حاليا
==============================================

كان فيه قرية صغيرة في وسط الصحراء
وكان المجلس البلدي للقرية عنده طموحات كبيرة جدا بس الاوضاع ما تساعد
وفي يوم من الايام كان اعضاء المجلس مجتمعين لدراسة كل الاشياء اللّي ودهم ايسوونها وفي نفس الوقت يتذكرون ان احوال القرية ما تسر – حتى آبار الماي بدت تنضب
وفجأة دخل عليهم الوزير (وكان ثعلب مكار) وشاف حالتهم، فقال:
شرايكم ياطوال العمر نطلّع بقرة سمينة ونسوّي كل اللي بالنا فيه من حليبها؟
وهذا اللّي صار …
اختاروا بقرة مربربة وجمعولهم 13 “عيْل” صغير من السكة وحطوهم وياها
وبعد يومين دخل الوزير فجأة على الناس في “سوق الجمعة” وقال: الحقوا ياجماعة الخير والحاضر يعلم الغايب، البقرة السلطانية كانت عشار والبارحة ولدت 13 توم!
وخطب فيهم خطبة عصماء عن البقرة المعجزة وعن فوايد حليب البقر وكيف انه يعيد العافية ويجدد الشباب
وضجت الناس في السوق، 13 مرة وحدة – حشّا ارنبة مب بقرة!
العادة انها تدربح 3 او 4 بالكثير كل مرة
عنبوه، حتى لو مسوّين لها اخصاب صناعي او اطفال انابيب ما تيب هالكثر

عموما، ولقطع الشك باليقين، راحت الناس للزرب الملكي علشان يشوفون البقرة الذهبية وعيالها
ويا لهول المفاجأة …
الحبايب الصغار كان كل واحد منهم شكل – شي ابيض وشي اسود وشي ارجواني وشي اقحواني وحد وزنه منّ وحد وزنه طن …
يعني مستحيل يكونون من بطن واحد
وطبعا الوزير كان يراقب ويوه العالم وردود فعلهم ويوم حس بنظرات الشك في عيونهم وان اللعبة بدت تنكشف قام واعلن ان كل واحد يشتري غرشة حليب بيحصل حبتين من جبنة البقرة الضاحكة مجانا – وابتدأ الماراثون …
ومثل ما يقولون: اطعم الفم تستحي العين

ومن ثاني يوم قام الوزير بتشغيل ماكينته الاعلامية الضخمة للدعاية عن حليب البقره المبروكة وفوايده وكيف انه يخلّي المكسّح يرجع ينطّ على ريل وحدة ويخلّي الأصلع يرجع خنفوس – يعني يدردع الحليب وطوالي يشتري منفش شعر ويسوي جاكسون
وآمر اعوانه في نفس الوقت انهم يشترون حليب كثر ما يقدرون حتى يرتفع سعره بعد ما فتح فرع للوزارة في سوق الجمعة مخصوص للمتاجرة في حليب البقر
وطبعا اغلب الناس ما انتبهت ليش وزارة عودة فاتحة دكان صغيرون في السوق!
وفجأة ما تم حد في القرية إلاّ وقام يركض ويتمسح في البقرة ويطلب نصيبه في الحليب السحري
الكل باع اللّي وراه واللي جدامه علشان يلحق على شوية حليب او “جامي” او حبة “يقط” او حتى جبنة البقرة الضاحكة
والثعلب المكار واعوانه كل يومين يرفعون سعر الحليب
والناس تبيع ثيابها وترهن عيالها علشان الحليب العجيب
وما حد منهم فكر لحظة ليش صار الحليب اغلى من العسل!!
بعض شوّاب القرية المخضرمين ما مشت عليهم المسرحية لأنهم عاصروا الجزء الاول منها بس ما قدروا يوقفون في وجه التيار الجارف

عموما البقرة ما قصرت
سقت القاصي قبل الداني وخيرها عمّ على الجميع
بس المسكينة كم بتلحّق …
الطموحات عالية جدا وحليبها ما يكفي يغطي قارات العالم كله

والحل ؟؟!!
يعصرون البقرة ويطّلعون كل الحليب اللّي في بطنها مرة وحدة
حتى لو يموت نص اهل القرية من العطش … مرّدهم بينسون مثل كل مرة …
وفجأة طاحت البقرة طيحة “جايدة” ومارامت توقف على ريولها بالمرة
وكل ما يحاول الناس المذهولين يصّلبونها شوي تطيح عليهم مرة ثانية وتكسّر عظامهم
وخاس عليهم الحليب والسامان اللي كانوا مدكنينه في البخّار على امل انهم يبيعونه باضعاف مضاعفة وطاح كل شي في جبودهم المساكين

احتار الكل في تفسير حالة البقرة
حد يقول ان السبوس اللي في النفيعة انكشف وطاح فيه الذباب ومرضت البقرة
وحد يقول ان سحرة من القرى المجاورة اكتتبوا طبوب وسويّات حق البقرة المسكينة وجمدّوا سيولة حليبها
وحد يقول ان شهبندر التجار واصحابه قوم بوكروش كبار سحبوا العلف اللي كانوا يخصصونه للبقرة وحولّوه على بقرة ثانية في القرية المجاورة
وحد يقول ان البقرة دخلت في معركة مناطح و تكسير عظام مع بقرة من الفريج الثاني
وحد يقول ان جيوش الروم بدت تحشد لغزو القرية والبقرة خافت منهم
…الخ

وكبار التجار اللي كان الكل يشك انهم سبب المشكلة طلعوا ماكلين هوا بالحيل المساكين
وآخرتها قاموا يبرزون يحليلهم عند باب المسجد عقب صلاة الجمعة – كل واحد فارش خلقة جديمة ويطرّ

والمنجمين والعرافين احتاروا كذلك في اللي صاير وكلٍ قام يألّف من صوب ومحد منهم يصيب
وآخرتها اعتزلوا من الفشيلة وقاموا يلعبون تيلة في بيوتهم

حتى “الدخاتر” احتاروا وكلٍ قام يوصف دويات وشنتار غير شكل
وآخرتها أفتوا ان البقرة عوقها في بطنها
لأنها سمنت وايد وعمرها صغير
ولازم تسوي ريجيم حتى يرّد حالها مثل اول واحسن
حد قال لازم ترجع لأربعتعشر كيلو واثنعشر آنة وحد قال لين اثنعشر كيلو وكسور لين تنطبق ضلوعها على عظامها وعقب بيرّد حالها مثل اول واحسن

نفس الاعذار اللي طلعت يوم نكبة البقرة الاولى قبل سنين (سنة الطبعة)
مع ان الدلائل كانت واضحة حواليهم يومها مثل الشمس
“فناتك” مالها اول ولا تالي قامت تطلع في قريتهم هذيك السنة
مثل الخيمة العودة اللي انتصبت وسط الغدير
وكله من خير البقرة الأولية …

وياريتهم الحين بعد يتلفتّون حواليهم شوي
بيشوفون آثار البقرة وحليبها في كل مكان في القرية!
الحليب اللي سوّى في قريتهم نفس اللي سوّاه البترول في اماكن ثانية عند اكتشافه بعد مئات السنين
وبيعرفون انها أدّت اللي عليها وزيادة
وان اللي حاصل مجرد اسدال الستار على المشهد الاخير من المسرحية

المهم، هبّت الناس للوزير المكار وقالوا له: الحق علينا يا حضرة جناب الوزير – حليبكم المبروك خاس علينا ولوّع جبودنا وانجلب مثل الحلول من نحطه في بطونّا تحتاس علينا
ردّ عليهم: محد جبركم تشترون، ولاّ يالميانين حد يشتري حليب بقر هالكثر؟
الناس: بس ما تذكر يا معالي الوزير دخلتك علينا السوق ذاك اليوم المشؤوم وسالفة الـ 13 نغل والحليب السحري و…
الوزير: والله انا مالي شغل، انا مسؤول عن امور اهم بكثير من هالخرابيط وسوالف البقر والدبش راجعوا فيها خماس بوكشة وسعدون بوفروة في سوق الهوش والغنم – بعدين، على فكرة، ليش ما تكلمتوا يوم استوى الحليب اغلى عن الذهب؟
الحين استوى حليبنا فاسد يا ناكرين المعروف؟، ما تحمدون ربكم كل واحد منكم مستوي هالمتن من ورا الحليب يا جاحدين – يالله اتفضلوا من غير مطرود!

بس شو ذنب الفقارى المساكين اللّي ماتوا عطش؟
ولسان حالهم يقول (من أشاكي ومن أحاكم ….)
يمكن ذنبهم انهم بسرعة ينسون …
لكن اكيد ارواحهم بتشعر بالفخر والعزة وهي ترفرف فوق المشاريع اللي مالها اول ولا تالي في بلدتهم الحبيبة ويشوفون الانجازات اللي تحققت بدم قلوبهم
واكيد ان سعادتهم ما بتنوصف كل ما يشوفون “عريش” يديد يطلع او خيمة تعانق عنان السماء
ويوم يسمعون عن شراء “حظار” حلو او “دعون” في قرية ثانية
وهل قوم يأجوج ومأجوج ابدى بالحليب من الناس الطيبين؟
وشو الضامن ان رب العباد ما ينزع البركة منه ويتحول الحليب الى زقّوم في بطونهم …

عموما الطموحات بعدها مالها حد
ولازم بتطلع البقرة من اول ويديد
وبيتعلق الكل في ذيلها وبتسحبهم وراها!
حتى اللي نسّتهم البقرة حليب امهم
لأنهم بسرعة ينسون …
بس الفرج يباله وقت شوي
الحبايب عاقّيين على رؤوس العالم حوالي مليار غرشة حليب –على الاقل-
ولاطمين معدل 22 توله ذهب للغرشة
ويبغيلهم وقت علشان يسترجعون غراشهم من ايادي الفقارى
وساعتها بتطلع البقرة مرة ثانية!!

وسلامي على الثعلب المكار
سلامي على الولد اللي ضحك على بلد!

=============================================

يمكن الكل يتساءل عن مغزى هالقصة اللي مالها اي علاقة بالاسهم لا من قريب ولا من بعيد
هناك مغزى واحد فقط لا غير:
وهو ان اي سوق اسهم في العالم يمر بنفس دورة حياة البقر …
يبدأ السوق صغير ثم ينمو بسرعة مثل البقرة ويدّر الخيرات على اصحابه ثم يصل لمرحلة جفاف الضرع ويخرب بيوت الأوادم!
لين تطلع بقرة يديدة …

9 thoughts on “قصة منقولة من العضو سومر في منتدى الاسهم الاماراتية

Comments are closed.