برج دبي (إعمــــــــــار)

ميد: (برج دبي) يشطب كلمة مستحيل من قاموس القادة

لا وجود لكلمة “مستحيل” في قاموس القادة”، تلك كلمات الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع، وأضاف إليها “أن القوة، والاخلاص، والتصميم، والعزيمة، لابد ان تقهر التحديات مهما كبرت”.

واليوم اصبحت هذه الكلمات أساسا لبناء صرح سيحفر اسم دبي في قلب العالم الى الأبد إنه “برج دبي”.

يعد برج دبي الأحدث في قائمة من المشاريع العمرانية الضخمة التي تقوم بها الامارة، وعلى الرغم من تعدد المشاريع المبهرة فيها مثل “برج العرب” و”جزيرة النخلة” إلا أن “برج دبي” يعد مشروعا فريدا من نوعه، حسب ما أوردت “ميد”.

كذلك فإن الطول الدقيق للبرج لا يزال سرا في طي الكتمان حتى اللحظة، حيث سيكون اطول بنسبة 20% وسيزيد عدد طوابقه 60 طابقا عن أطول برج في العالم حاليا وهو برج تايبه 101 في تايوان، وبحلول عام 2008 سينتهي العمل في برج دبي ليسجل رقما غير مسبوق في الأبنية المرتفعة على جميع المقاييس سواء في ارتفاع السطح أو الهوائي أو الطوابق المشغولة.

وتقوم شركة اعمار العقارية بالاشراف على مشاريع منطقة البرج كاملة منذ عامين، بتكلفة تصل الى 20 مليار دولار (73،4 مليار درهم) بجانب مشاريع الشيخ زايد. و بعد انتهاء المرحلة الاولى من الإنشاء بإكمال اعمال التصميم والاساسات.

تم البدء بالمرحلة الثانية بتكلفة مليار دولار (3،67 مليار درهم)، في أواسط ابريل/ نيسان عندما قام المقاولون الرئيسيون وهم شركة “سامسونج كوربوريشن” الكورية الجنوبية، وشركة “بيسيكس” البلجيكية، وشركة “ارابتك” ومقرها دبي، بضخ اول جزء من الخرسانة في هيكل البرج.

وفي خطوة تحضيرية للمشروع يقول “روبرت بوث” المدير التنفيذي لإعمار “قمنا بتنفيذ كل الانظمة الاستشارية على الواقع ابتداء من الناحية التقنية الجيولوجية، وتحليلات الزلازل، وتأثير الرياح وأخيرا اختبار مواد البناء، حيث كان لدينا اكثر من 500 شركة تعمل على البرج وحده”.

وشكلت شركة “إعمار” فريقا من صفوة الشركات للقيام بالمهام المتعددة في عملية انشاء “برج دبي” والذي يتكون من مبنى من الخرسانة المعززة ضمن ثلاثة مبان تحيط المركز الرئيسي للبرج وتعلوها قمة من الحديد والذي قامت بتصميمه شركة “آدريان سميث” المتخصصة في هذا المجال، كما تتولى شركة “تيرنر كونستركشن انترناشيونال” الامريكية والتي اسهمت في بناء 20 من أصل 100 من أطول أبراج العالم إدارة المشروع.

أما شركة سامسونج فمن اهم انجازاتها ابراج “بتروناس” في كوالالمبور بطول 452 مترا كذلك المبنى الرئيسي لهيئة أبوظبي للاستثمار، حيث عملت عليه بمشاركة شركة “ارابتك”، بينما كانت شركة “بيسيكس” واحدة من المقاولين الرئيسيين في بناء “ابراج الامارات” على شارع الشيخ زايد.

وتم تشكيل هذه الشراكة التضامنية بين تلك الشركات بعدما حصلت على العقد الرئيسي بقيمة 900 مليون دولار (3،29 مليار درهم)، في ديسمبر/ كانون الاول الماضي، بعد تسعة أشهر من عملية ترسية المناقصة.

ويقول رياض كمال، رئيس شركة “ارابتك” “عملنا مع شركة سامسونج في مشروع هيئة أبوظبي للاستثمار وكذلك مع شركة “بيسيكس” في مشروع قصر المؤتمرات في أبوظبي، وكذلك نعلم أن الشركتين مهتمتان بمشروع “برج دبي” الذي يحتاج الى شركة ثلاثية أكثر منها ثنائية لتقديم أفضل الخبرات التقنية والمصادر الحيوية.

ويقول فريق سامسونج إنه لا توجد لديه أية مشكلة في المشاركة في بناء “برج دبي” وانه اكتسب خبرة واسعة في هذا المجال بعد قيامه بإنشاء ابراج “بيتروناس”.

ومن الأمور التي يجب اخذها بالحسبان عملية ايصال الخرسانة الى ذلك العلو مع الاحتفاظ بتماسكها ودرجة حرارتها. حيث ستستغرق عملية ضخ الاسمنت الى القمة حوالي 20 25 دقيقة بينما تستغرق العملية من خمس الى سبع دقائق فقط في الوضع الطبيعي.

وسيتم بناء البرج على مراحل حيث سيتم بناء القلب أولا ومن ثم استخدام عارضات مثبتة من طرف واحد في عملية البناء العرضي. وسيحتوي القلب على نظام تدريجي في البناء العمودي لاتاحة الفرصة للرافعات للصعود على قمم أعلى فأعلى.

اما بالنسبة للقمة فسيتم استخدام وسائل لرفعة مشابهة لتلك التي استخدمت في بناء أبراج “بيتروناس”.

وتم تحديد مقاولي الباطن الذين سيتم التعامل معهم، فقد حددت شركة “اوتيس” الامريكية لتزويد قرابة 54 من المصاعد، وستبلغ سرعة بعضها 10 أمتار في الثانية في بعض الأحيان.

ويجري العمل على انشاء برج دبي على قدم وساق ويصل معدل الانشاء في الطابق الواحد الى اسبوع. وعندما يبدأ العمل في الطوابق التقليدية، يسرع ذلك العمل الى 4 أيام للمستوى الوحد. وعند الوصول الى الطابق رقم (37) والمتوقع الوصول إليه في بدايات عام (2006) ستزيد سرعة الانشاء الى 3 أيام ونصف اليوم للمستوى الواحد.

كون “برج دبي” الاطول في العالم يجعل منه مطمحا لكل الشركات الراغبة في بناء سمعة عالية علو البناء.

المنافسة وراء إخفاء سر ارتفاع “برج دبي”

لا شك في أن برج دبي سيكون الأطول في العالم، لكن السؤال الذي يطرح عادة، كم سيكون ارتفاع البرج؟ فحسب إعمار فإن طول البرج سيتراوح بين 700 و900 متر، من دون تحديد دقيق، كما أوردت “ميد”.

ويعتقد أن السبب الرئيسي وراء إخفاء إعمار للطول الحقيقي للبرج يعود إلى المنافسة الدائمة في هذا المجال.

ونذكر في سياق تلك المنافسة عندما قامت شركة “وليام فان آلن” في العشرينات من القرن الماضي ببناء أطول بناية في العالم في قلب المنطقة التجارية في نيويورك، فوجئت بأن قامت شركة أخرى ببناء يزيد متراً واحداً عن بنايته.

والحقيقة الوحيدة الواضحة حول برج دبي هي أن طوله سيتجاوز 700 متر، وهذا سيجعله أطول ب200 متر من أطول بناية في العالم حالياً، وهي برج “تايبه 101” بطول 509 أمتار، وكذلك ضعف طول برج المكاتب في أبراج الإمارات، والأطول حالياً في مدينة دبي.

وربما سيفاجئ برج دبي الجميع بأن يكون أطول من ذلك بكثير، فبنظرة إلى الأساسات المستخدمة يمكننا أن ندرك أنها على استعداد لاحتمال ضغط أكبر، وبالتالي ارتفاع أكبر من ذلك، كذلك فإن التصميم يسمح بزيادة الارتفاع ولا يمكننا نسيان القمة الحديدية في الأعلى.

سهم إعمار سهم استثماري من الدرجة الأولى