تحليل أداء سوق الأسهم في الإمارات .. وأهم التوقعات

تحليل أداء سوق الأسهم في الإمارات .. وأهم التوقعات .. (19 أغسطس)
للاخ صادق الاحساس
——————————————————————————–

خيّم جو من الهدوء النسبي على تعاملات أسواق الأسهم في دولة الإمارات خلال الأسبوع الماضي، حيث عادةً ما تشهد هذه الفترة من السنة حالة من الركود الذي يعود أسبابه إلى موسم الإجازات السنوية التي يستغلها معظم كبار المستثمرين في قضائها في الخارج، ولكن على الرغم من ذلك فقد بدأت بوادر الانتعاش تظهر منذ وسط الأسبوع، حيث بدأت المحافظ الاستثمارية عملية انتقاء بعض الأسهم وشرائها بشكل بطيئ على الأسعار المتدنية الحالية التي تمثل فرصةً ذهبية للشراء، حيث من المؤكد أن تكون الأسابيع المقبلة نقطة الإنطلاقة الحقيقية للسوق، وكان واضحاً أيضاً فقدان بعض المستثمرين لهدوء الأعصاب ممّا جعلهم يعرضون كميات كبيرة من بعض الأسهم بأسعار بخسة، وكان ذلك واضحاً في نهاية تعاملات الأسبوع حينما قام أحد المستثمرين بعرض كميات من أسهم إعمار تصل إلى نحو مليون سهم في بداية تعاملات يوم الخميس وبسعر تراوح من 5.56 درهم و5.60 درهم، وبعد أن تم بيع هذه الكمية عاد السهم من جديد ليستعيد قوته ويصل بعد دقائق معدودة إلى 5.68 درهم، وقد كان بإمكان هذا المستثمر أن يبيع بأسعار أفضل لو كان يتمتع ببعض من الخبرة وشيئ من الصبر، وربما تكون بعض عمليات البيع ناجمة عن تغطية بعض المراكز المدينة بمعنى تسديد مبالغ مستحقة على العميل لمكاتب الوساطة المالية في السوق، وانطبق الحال نفسه على بعض الأسهم الأخرى مثل سهم بنك الشارقة الذي هوى سعره إلى ما دون الـ 4.25 درهم في وسط الأسبوع على الرغم من تحقيق الشركة لأرباح تُعد قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي تجاوزت الـ 60 مليون درهم تقريباً، وكذلك سهم مصرف أبوظبي الإسلامي الذي بدأت المحافظ في تجميعه بأسعار تراوحت ما بين 31.50 درهم و32 درهماً ممّا يعطي مؤشراً بأن السهم على وشك الإنطلاق خلال الأسبوع المقبل والأسبوع الذي يليه، كما انطبق الحال على معظم الأسهم الأخرى مثل أملاك وتبريد ودبي للاستثمار وغيرها نظراً للمستويات المتدنية التي بلغتها أسعارها خلال الفترة الحالية، وكان الحدث الأبرز في السوق هو انخفاض معظم أسعار أسهم شركات الأسمنت بعد القرارات الأخيرة بإلغاء الرسوم الجمركية على الواردات من الأسمنت من الخارج، وأعتقد أنّه ليس هناك من داعي لخوف المستثمرين في شركات الأسمنت، فالأسعار ستبقى عند مستوياتها الحالية أساساً، نظراً لأنّ الذي يحكم السوق هو العرض والطلب، وليس هناك أي اتفاق بين شركات الأسمنت لتحديد سقف أعلى معين للأسعار، ولنا في أسعار النفط في الأسواق العالمية خير مثال ودليل، فعلى الرغم من الجهود الحثيثة لزيادة الإنتاج وفق أقصى الطاقات الإنتاجية إلاّ أنّ سعر البرميل يمشي واثق الخطوة نحو الـ 50 دولاراً للبرميل، وبالتالي اعتقد أنّ تأثير الواردات من الأسمنت سيكون محدوداً للغاية نظراً للزيادة المستمرة والمضطردة على هذه السلعة مما يجعلها عرضةً لمزيد من الصعود خلال الفترة المقبلة، وبالتالي زيادة في أرباح شركات الأسمنت خلال العام الحالي. ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة نشاطاً مميزاً وستشتد حلبة المنافسة بين المحافظ الاستثمارية وكبار المستثمرين فيما يتعلق بتجميع أكبر الكميات الممكنة من الأسهم في السوق. وقد كان المعدل اليومي لحجم التداول قد تراوح ما بين 35 إلى 45 مليون درهماً، وأرى أنّ أكثر الأسهم المعرضة لتحقيق قفزات سعرية هي: سهم إعمار ثم أملاك ثم مصرف أبوظبي الإسلامي، والواحة وتبريد، وبنك الشارقة الوطني، وسهم بنك الخليج الأول، وبعض شركات الأسمنت، وربما سهم الخزنة للتأمين وشعاع أيضاً. وسيكون الحدث الأبرز خلال الأسبوع المقبل هو عودة كبار المستثمرين (صناع السوق) من إجازاتهم السنوية، مما يترتب على ذلك من دخولهم بقوة إلى السوق لاستغلال الفرصة الذهبية الحالية المتمثلة في بلوغ معظم أسعار الأسهم مستويات جيدة للشراء، وبالتالي ستتفوق الطلبات على عروض البيع بشكل تدريجي… ولكم منّي في الختام أصدق الأمنيات بالتوفيق وتحقيق أعلى مستويات الربحية، وأتمنى لكم أسبوعاً متميزاً.. مع خالص محبتي..
صــادق الإحسـاس