تعد نيويورك واحدة من أعظم مدن العالم المعاصر بكل المقاييس، فهي عاصمة للتجارة والثقافة والسياسة والإعلام، ويقطنها ما يصل إلى 2. 8 ملايين نسمة في مساحة لا تتجاوز 830 كيلومتراً مربعاً.
أضف إلى ذلك أن 36% من سكان نيويورك مولودون خارج الولايات المتحدة وهو ما يظهر في تعدد وتنوع اللغات التي تتجاوز 170 لغة في هذه المدينة وحدها، ولعل هذا ما يفسر أيضاً توق مجتمع المستثمرين في هذه المدينة العالمية إلى مطاردة الفرص الاستثمارية في الأسواق الخارجية. عارف أميري مدير إدارة علاقات المستثمرين وحوكمة الشركات وتطوير الأعمال في إعمار العقارية، عاد من جولة عمل تعريفية في نيويورك، مثّل فيها الشركة، وخصّ «البيان الاقتصادي» بمقالة عن هذه التجربة.
لقد عدت مؤخراً من رحلة عمل إلى نيويورك استمرت بضعة أيام، وكنت خلالها ممثلاً لشركة إعمار العقارية ضمن وفد مؤلف من 14 شركة مدرجة في سوق دبي المالي. وعلى مدى 3 أيام، عقدت وزملائي ممثلي الشركات الأخرى في سوق دبي المالي نحو 250 اجتماعاً مع 230 مستثمراً مؤسساتياً من نيويورك، مما جعل المؤتمر الاستثماري الدولي الذي نظمه سوق دبي المالي ناجحاً منقطع النظير. وفي أعقاب مشاركتي في جولتين تعريفيتين مشابهتين في لوس أنجلوس ولندن، جاء مؤتمر نيويورك ليزودني بفهم أعمق لنظرة المستثمرين الغربيين إلى دبي والشركات المدرجة في سوقها المالي.
وإذا صح أن في المعرفة قوة، فلا شك أن المستثمرين من أكثر المجموعات قوة على وجه الأرض. ففي نيويورك، وفي لوس أنجلوس، كنت مذهولاً بعمق فهم مجتمع المستثمرين هناك لكل من دبي، وسوق دبي المالي، وإعمار.
وقد قارن المستثمرون في نيويورك سوق العقارات في دبي مع نظيرتيها في هونج كونج وسنغافورة، وحتى في نيويورك نفسها، معتمدين في هذه المقارنة على الجوانب التشغيلية للشركة وآليات السوق. وقد طرحوا أسئلة حول مشاريع إعمار المشتركة في الأسواق الدولية، ومشاريعها القادمة في سوقها المحلية، دبي.
ويبدو لي أن المجتمع الاستثماري في الولايات المتحدة وبريطانيا بات يهتم أكثر فأكثر بأساسيات سوق دبي، كما أنه يهتم أيضاً بالاستثمار في الشركات المدرجة في هذه السوق. وعلى سبيل المثال، شهدت إعمار نمواً كبيراً في اهتمام المستثمرين المؤسساتيين،
حيث سجلت زيادة بنسبة تجاوزت 100% في عدد مساهميها الأجانب من هذه الشريحة خلال عام 2007، فضلاً عن الاهتمام الواسع الذي حظي به سهم الشركة من قبل المؤسسات الدولية المتخصصة في أبحاث السوق.
وفي نيويورك ولوس أنجلوس ولندن، يدرك المستثمرون المؤسساتيون أن الشرق الأوسط ينطوي على ما هو أكثر بكثير مما تحاول عناوين الأخبار دفعهم إلى تصديقه، ويعرفون جيداً أن هذه المنطقة تمر حالياً في مرحلة من النمو غير المسبوق، وأنها توفر لهم العديد من الفرص الاستثمارية المجزية.
لقد تلاشت المسافة بين وول ستريت وشارع الشيخ زايد، وأصبح العالم أصغر منه اليوم في أي وقت مضى. هذه هي واحدة من النتائج التي يمكننا استخلاصها من حقيقة أن المستثمرين المؤسساتيين في منهاتن يتابعون أسعار الشقق في برج دبي. وأما النتيجة الأخرى، فهي أن الروابط التي تجمعنا كلنا، وخاصة الروابط الاقتصادية، تزداد قوة يوماً بعد يوم.
دبي ـ البيان
لاتحاولون تغيرون من نظرتنا تجاه اعمار يوم يقول المثل طابت النفس تراها طابت
اعمار لو تبني قمر ثاني فالمجره ماراح نغير نظرتنا تجاهها