ولكن مع تطور هذا الجهاز كما ونوعا كثرت الأغاني والنغمات، ثم جاءت بعدها نغمات وألحان إسلامية فزادت المشكلة وزاد الجدل، وأصبحت بمثابة قضية فقهية يختلف حولها العلماء.
والكثير منا الآن يستخدم هذه الرنات الإسلامية سواء كانت لصوت أذان، أو دعاء، أو قارئ يتلو آيات من القرآن الكريم، فما رأي الفقهاء في هذا الموضوع.
شعائر مقدسة
الدكتور أحمد طه ريان يرى أنه لا يجوز استخدام رنات المحمول التي تحمل في مضمونها أصوات قارئي القرآن الكريم.. ذلك لأن القرآن يحتاج ممن يسمعه إلى التدبر والتأمل، إضافة إلى آداب معينة كالبسملة في أوله مثلاً، وهذا ما لا يحدث في مثل تلك الحالة.
وأكد أن هذا الأمر به مخالفات كبيرة لأن تدبر القرآن غير موجود ولهذا يدعو إلى ضرورة أن يكون بعيدا عن رنات المحمول.
وعن رنات الأذان يؤكد د. ريان عدم جواز استخدامها؛ لأنه من الممكن أن يحدث بلبلة في غير أوقات الأذان، محذرا في الوقت نفسه من أن الشعائر مقدسة ولها أوقاتها وأماكنها ومن ثم يجب أن تحترم.
وفي الوقت نفسه يشير إلى أنه إذا كانت هذه الرنات المستخدمة بها قصيدة دينية أو ما شابهها فهذا مما يتسامح فيه، خاصة إذا كانت النغمات العادية تمثل إزعاجًا بالنسبة له.
تحريم مصري سعودي
وكان الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية قد أفتى بتحريم استخدام آيات القرآن الكريم في رنات المحمول، وجاء تحريمه على نحو قاطع على اعتبار أن هذا عبث بقدسية القرآن الكريم الذي أنزله الله للذكر والتعبد بتلاوته، وليس لاستخدامه في أمور تحط من شأن آيات القرآن لكريم وتخرجها من إطارها الشرعي.
وانحاز الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية إلى رأي المفتي، مشيرا إلى أن آيات القرآن لم تنزل من السماء لاستخدامها في أمور فيها عبث بالقرآن مثل رنات المحمول.
ويتفق مع هذا الرأي أيضا الشيخ صالح الشمراني الأستاذ بالمعهد العلمي في جدة التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث أكد أنه لا يجوز استخدام القرآن والأذان كنغمات للمحمول، مشيرًا إلى أن استخدام الآيات القرآنية والأذان قد يأتي في أماكن لا تتفق مع قدسيتهما، ذلك لأن استخدام المحمول مرهون بأماكن وجود مستخدمه، لذلك قد يأتي هذا الرنين في أماكن لهو، أو وسط تجمع عائلي يموج بالضحك، إلى جانب إمكانية أن يأتي هذا الرنين في الخلاء “دورات المياه”، وهذا لا يليق بكلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا بالدعاء الذي هو في أصله شكل من أشكال العبادة.
أما الدكتورة سلوى الباسوسي -مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر – فلم تحرم هذا الاستخدام ولم تجزه، وإنما أكدت أنه مكروه، وأن عدم وجوده هو الأفضل؛ لأن الآيات القرآنية من الشعائر المقدسة والتي ينبغي أن تحترم وتصان لتبقى قدسيتها، فالأمور بمقاصدها وهذا ما يتفق الفقهاء عليه، فلم يجعل القرآن الكريم لتنبيه الناس لمن يتصل بهم عبر الهواتف المحمولة.
مما عمت به البلوى
لكن هناك بعضا من الفقهاء لم يروا في هذا الاستخدام حرجًا شرعيًّا وكانت لهم مبرراتهم.. فالدكتور سعد الدين هلال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يؤكد أن هذه الرنات تدخل في إطار الأدب في التعامل مع الشرع، وهذا لا حرج فيه ولا مانع منه، مشيرا إلى أن البعض قد يعتقد أنه عندما تكون النغمة الموضوعة مثلا هي “الله أكبر” فيمكن ألا تكتمل فيقف عند لفظ “الله أك” مثلا أو لفظ “لا إله إلا الله” فيرد المستقبل عند لفظ معين مثل “لا إله” كل هذا يمكن أن يدفع البعض إلى اعتباره نوعًا من الشرك بالله.. وهذه الإشكالية تنتهي إذا أدركنا أنها إساءة غير مقصودة، فالعرف جرى على فهم باقي الكلمات حتى وإن لم تكتمل.
ومن جانب آخر يوضح د. هلال أن مثل هذه الرنات تدخل في نطاق ما عمت به البلوى في الفقه الإسلامي، وهي تأخذ الجواز مثل أعمال الذين يعملون في مطابع المصحف الشريف.. حيث من الممكن أن يطأ الواحد منهم بقدمه على بعض الأوراق التي بها أخطاء في الطباعة، أو التي تكون طباعتها غير جيدة ويتعامل معها عمال المهملات، وليس في هذا إهانة لأنها جاءت عرضا، وللضرورة، وقد قال عز وجل: {ما جعل الله عليكم في الدين من حرج}.
ويشير د. هلال إلى أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن استخدام رنات المحمول الإسلامية أفضل من استخدام الأغاني وانتشارها بين الناس، وأن في تحريمها تضييق على الناس في الدين، مؤكدا أن المسلم مطالب بتلاوة القرآن فهمه أم لم يفهمه، وإلا سنحكم عليه بالهجر.
وأكد د. هلال أن أقوالا مثل: “لا يحمل القرآن إلا متوضئ”، و”لا يستمع للقرآن شخص ما وهو مشغول بعمل آخر” كل هذا من قبيل الاستحباب، والآية الكريمة في قوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} هذه تختص بالمأموم في الصلاة، وليست عامة للجميع.
التوظيف اللائق
ويتفق الدكتور عبد المعطي بيومي أستاذ بقسم العقيدة بجامعة الأزهر مع الدكتور سعد الدين هلال حول جواز استخدام الرنات الإسلامية فيرى أن استخدام رنات المحمول الإسلامية والمتداولة بين الناس الآن جائز ما لم يتخذ شكلا من أشكال السخرية أو الابتذال، فإذا كان شخص ما يطلب صديقه ويسمعه صوتا للأذان أو آية قرآنية فلا مانع من ذلك شرعا، ولكن أيضا علينا أن نصون الآيات عن الابتذال والسخرية بمعنى أن يتخذ الإنسان آية من آيات الله كرنة يعاير بها شخص ما لموقف ما، أو يوظفها توظيفًا غير لائق فهذا لا يجوز.
مشكوووور اخوي وجزاك الله خير
بارك الله فيك
كنت توي أبغي أسوي رنة موبيلي آية من القرآن لكن الحمد لله أنقذتني بهذا الموضوع من الوقوع في الخطأ
جزاك الله الف خير اخي العزيز
الفتيه صحيحه بشكل عام ولكن لا يوجد هناك تحريم قطعي لمن يستطيع ان يكرم القران ويعطيه كامل حقه
المصيبه في فتوى التحريم هي في عموم المسلمين بسبب التساهل والاستهتار في كل الامور نجد الشخص يقطع القران وهو في نص الايه او يتلفظ بكلمات قبيحه اثناء تلاوة القران ولن يستحي شخص من الاشخاص ان يدخل الحمام والهاتف يرن بصوت القران او اثناء الصلاه
يجب على الناس ان تعطي كل شي حقه ونحترم المكان والزمان المشكله هي في الاخلاق لو ذهب احدكم الى امريكا مثلا و ترك هاتفه النقال في دار السينما ورن الهاتف اثناء الفلم لستغرب جميع الموجودين من هذا التصرف ولضنو انه مجنون او متخلف ولكن هنا افعل ما تريد في اي وقت. لو كان الناس بقدر المسؤليه لا مشكله في وضع القران في الهاتف فهو خير مذكر
فانا ممن يضع الموبايل بالاغلب على الهزاز ولا احب وضع النغمات او الاغاني بالاخص انه جهازي الـ I-mate يفتقر للرنات اللي يحطها البعض
ولكن انا اتفق مع الدكتور أحمد طه ريان حيث لا ارى داعي لاستخدام رنات المحمول التي تحمل في مضمونها أصوات قارئي القرآن الكريم او حتى الاذان فاذا كان من باب التذكيير فهناك طرق عديده لذلك اما اذا كان من باب تجنب الموسيقى فهناك رنات ليست موسقيه كالساعه المنبهه او في اسوا الاحوال خليه على الهزاز
مشكوووور اخوي وجزاك الله خير على النقل الطيب
مشكور ياخوي واسمحلي اضيف
اذا رضيت طبعا …
استخدام آيات القرآن الكريم فى رنات ( المحمول )
قضية علماء الإسلام فى هذا الزمن
فريق رأى انه حرام و فريق رأى انه حلال و ثالث وقف حائر!!
فجأة تحولت رنات المحمول إلى قضية فقهية، فبعد تصاعد هوجة ابتكار أنواع من الرنات لتشمل الأغاني و الجمل الشهيرة من الأفلام السينمائية و صوت الأذان أصبح هناك آيات قرآنية تستخم رنات للمحمول، و مع الإعلان عنها أفتى الشيخ الدكتور على جمعه مفتى وزارة العدل بتحريمها ليفتح باباً من الجدل حول واحد من اكثر منتجات الحداثة تاثيراً فى المجتمع فى السنوات الأخيرة.
المفتى حرم على نحو قاطع استخدام الآبات القرآنية فى نغمات الهواتف على إعتبار أن فى هذا عبثاً بقدسية القرآن الذى أنزله الله للذكر و التعبد بتلاوته و ليس لإستخدامه فى أمور تحط من شأن آيات القرأن الكريم و تخرجها من إطارها الشرعى، الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقاً، عضو مجمع البحوث الإسلامية انحاز إلى المفتى مشيراً إلى ان آيات القرآن لم تتنزل من السماء لاستخدامها فى أمور فيها عبث بالقرآن مثل رنات المحمول.
الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير و علوم القرآن بجامعة الأزهر بدأ تعليقه متسائلاً أيهما أهون : الفتاوى الباطلة أم هذه القضايا الخلافية ؟
و أضاف: يجوز استخدام آيات القرآن الكريم فى رنات المحمول و ليس فى الأمر حرمة إلا ان تُستخدم بين العشاق كرسائل فهذا شئ آخر و حكمها حكم كتابة الآيات القرآنية على الحوائط فإذا كانت فى موضع يمكن أن تصبح بسبب عرضه للإساءة إليها كأن يدوسها الناس بأقدامهم فعندئذ تكون حراماً.
و عندما سألنا فضيلته عن أن هذه الآيات تبيعها شركات الرنات كما تبيع غيرها قال: إن المصحف أيضاً إذا طُبع أو سُجل بالصوت يُباع و هذا ليس سبباً للتحريم ، بل نحن نشجع إستخدام هذه الآيات بدلاً من الرنات الخليعة التى يستخدمها البعض و هى عندما يسمعها صاحب الهاتف تُعد نوعاً من التذكير بالخير.. و هو ما يراه الدكتور أسامة السيد عبد السميع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إذ يُجيز استخدام آيات قصيرة من القرآن أو تكبيرات الآذان الشرعى فى رنات التليفون المحمولة باعتبار أن ذلك يسمع المتلقى للمكالمات التليفونية كلام الله الذى أنزله للهداية بدلاً من الكلام المبتذل الذى تتضمنه بعض الأغانى الخليعة التى يلهث وراءها الشباب و إن كان يشترط أن تكون الآيات المسجلة على رنات الهاتف المحمول قصيرة جداً حتى يتم سماعها بالكامل.
و بين الرأيين يقف الشيخ الدكتور عبد العظيم المطعنى الأستاذ بجامعة الأزهر موقفاً وسطاً يبدأ بتأكيد ضرورة أن يكون القرآن فى المكانة الجليلة التى يستحقها و هو أجلّ من هذا ، و بالتالى فإستخدام آياته رنات للهواتف المحمولة ليس حراماً لكنه ليس مقبولاً و لا لائقاً لأنه يتنافى بشكل واضح مع جلال القرآن، و عندما سألناه عن حجة القائلين بإن الآيات القرآنية أفضل من الرنات الخليعة قال: و لماذا لا نكون وسطاً بين الأمرين ؟ فلا استخدام الآيات القرآنية يليق و لا استخدام النغمات الخليعة يجوز.