تحليل اقتصادي – عشرة عوامل ساهمت في تحسن أداء أسواق الأسهم العربية
زياد الدباس الحياة – 05/01/08//
تنفس المستثمرون في أسواق الأسهم الخليجية والعربية الصعداء في نهاية العام الماضي، بعد أن حققت مؤشرات أداء الأسواق مكاسب متفاوتة أسهمت في تحقيقها عوامل تتقدمها جاذبية أسعار أسهم معظم الشركات المدرجة فيها، بعد تعرضها إلى موجات تصحيح وتراجع في الأسعار استمرت فترة غير قصيرة، وتحقيق نمو أرباح خلال العام المنصرم بحيث أصبح مضاعف أسعار الأسهم مغريا.
وتأثرت أسواق المال الخليجية إيجابا بالارتفاع القياسي لسعر النفط ، ساهم في توفير سيولة كبيرة، تدفق جزء منها على أسواق الأسهم من خلال زيادة الإنفاق الحكومي سواء الاستثماري أو الاستهلاكي . وأدّت الانخفاضات المتوالية لسعر الفائدة على الودائع بالعملات المحليّة، خلال الربع الأخير- إثرَ خفض مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي أسعار الفائدة ، في محاولة للحد من الآثار السلبية لأزمة الرهن العقاري- إلى تحول مودعين إلى أسواق الأسهم بحثا عن عائد أكبر مع تحمل مخاطر أعلى. وساهم انخفاض سعر الفائدة أيضاً في تراجعٍ مماثل في تكلفة قروض المستثمرين والمضاربين في الأسواق المالية، وتدفق الاستثمارات الأجنبية على أسواق المنطقة بحثاً عن فرص استثمارية توفرت في ظل نمو كبير تشهده القطاعات الاقتصادية المختلفة. وانعكس هذا النمو على ربحية الشركات المساهمة العامة.
وكان لأزمة الرهن العقاري والائتمان الأميركية وما تلاها من سلبيات امتدت إلى معظم أسواق أوروبا وآسيا، تأثير واضح في تدفق الاستثمارات على أسواق المنطقة وعلى أسهم قطاعات محددة. وساهم ارتفاع مستوى التضخم إلى مستويات قياسية، بخاصة في دول المنطقة، في تعزيز الطلب في أسواقها المالية بهدف المحافظة على القوة الشرائية للأموال التي يدخرها المستثمرون. كما عزّز فك ارتباط عملات دول المنطقة بالدولار أو إعادة تقويمها، الاستثمار المحلي والأجنبي في الأسواق المالية. ولا يمكن إغفال دنو موعد الإفصاح عن البيانات المالية السنوية وتوزيع الأرباح ودوره في تعزيز حجم الطلب في أسواق الأسهم.
يبقى أن تأثير هذه العوامل يتفاوت من سوق الى أخرى. فمؤشر السوق العمانية كان الأكثر حظاً في مستوى الارتفاع بين الأسواق الخليجية والعربية خلال العام الماضي، فارتفع بنسبة 61.8 في المئة، تليه سوق أبو ظبي للأوراق المالية بنسبة 52.75 في المئة، بينما ارتفع مؤشر سوق الأوراق المالية المصرية 51 في المئة، ومؤشر سوق دبي 43.7 في المئة. وارتفع مؤشر بورصة عمان بنسبة 36.2 في المئة، وسوق الدوحة 34.3 في المئة، وسوق الكويت 24.24 في المئة ومؤشر سوق البحرين بنسبة 24.2 في المئة. وبلغت مكاسب مؤشر السوق السعودية 40.8 في المئة.
يشار إلى أن الأداء المتميز لمؤشرات العديد من الأسواق الخليجية والعربية خلال الربع الأخير من العام الماضي، عزز مكاسبها، وأهمها في أسواق الأسهم السعودية والإماراتية والأردنية والقطرية.
شكرا على لنقل