تطير عباراتي بين منتدى الإمارات ، وتشدو ألحان الشجن ، ويعيد الصدى آهات المحن ،
ويقلب النسيم صفحات الزمن، لتنسكب من ريشة الريم أجواء الحزن ، وتسأل المحبين :
رفقاً ، انصهرت قلوبكم لتصبح نقشاً ، ودونتها الريم حضارة وتاريخاً في جوف المقل ، تحول الدمع موج
لذكراكم ولا من مفر ، فهل سيعيد الزمان قلبك لحضني ونقول جاء يوم السعد .
واليوم رفرفت بين نسائم أخوتي الأعضاء بعد أن جئت ملبية طلب شاعر الليل والقمر المسمى بالشامسي
، فما أروع القلم يدمع بين سطوركم ليلامس أجفانكم فيدخلكم مدينتي الإلهامية ،
ويبعثر آلاف مشاعر رمادية وأخرى وردية .
إلى الأخوة الأعضاء أنثر بين يديكم خاطرتي الجديدة بعنوان “اكرهني ” ولي طلب
هو أنني أرغب أسبوعياً باستكمال هذه الخاطرة بالذات في هذه المساحة لتكون أطول خاطرة بالتاريخ
حتى تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية ” أمزح وياكم ” القصد هنا أريد استفاء الأعضاء هل أكمل الخاطرة أسبوعياً
أم أنني أكتفي بهذه السطور ولا أكملها أرجو الرد والتصويت بنعم أكمليها أو لا تكمليها .
اكرهني ودونه عقداً على يدي
أمنحني كما وعدتني مساحات حزن
وانثرني وأشعلني كبريت على جفني
أكرهني كوحش كاسر
وبعثرني وارسمني ضياع آسر
أنا حضارة شجن منقوشة على وريدي
أنا بركان ثائر
وموج محيط يعبر دمعي الساهر
فقد أسقطت على قلبك شراسة الدهر
مزقتني كما النار تلتهم غناء المطر
كن صاعقة وزلزال على قلبي
كن الاغتراب ورمزاً مجهولاً
ورقص شتاء على وتري
أكرهني كما تهوى
وغيّر كل الأساليب في كرهي
أكتبني دمعة على قبر الصمت
واجهر واجعلنا مدينة الموت
غطيني بغابة من الشوك
وادفن كل الأزهار على صحرائي
واقطعني نصفين واعجن أشلائي
فحديثنا القديم قيلولة خلف الستار
ظل خائف في زحمة الأقدار
لقد علمني كرهك
ألا أخوض تجارب في مخاطر البحار
…
ولن أسألك كرهك فقد صار ليلي
يدق على مسامعي
فلقد كتبت شكل هوانا وحددت لون اللقاء
وقررت ودوّنت نهاية الحوار
ألغيت الذكريات القريبة والبعيدة
جعلتنا وجهين في التناقض
ووسامين يضيئان بحجم شوقي إليك
مفرداتي تبحث عنك
بين اللغات وبين قلبك الحالك
اليوم دعني أنسى طيفك
وأبكي عليك
وأضحك على حماقتي
وادفن عاري بين يديك
فإذا ما فكرت محو حرفك
عاد لي بأغنية على وجه الوتر
يعانق أصدائي وأهدابي
ودموعي وقت السفر
واأسفاه أيتها النجوم البعيدة
ما عدتِ تثقين بضوء القمر
لست أسألك لما تكرهني
ولا تقدم يوماً الأعذار
أجعلنا شظايا من الشرر المنثور
وظل يطارد أطياف في المجهول
لقد قادني كرهك
للركض في لباس المجهولات
وألاعب أضواء الذكريات
وعرفت أنني أصبحت بقايا إنسان
ومدينة حزن وأشرعة على وجه الأزمان
وصباح يتذكر قهوتنا السوداء
وليل يفتح بكاء الغرباء
كيف أنسى نجوم المساء
تعوّد حرفي عليك
يرفرف في الثواني إليك
يسأل كيف أصبحت
وكيف أمسيت
فأصبح حضارة شعر على كتفيك
سنين مكتوبة على الجبين
وعلى مصابيح الهوى
وعلى مقاعد المقاهي الساهرات
وفوق الضفائر
وتحت أنفاس الأنين
بعت هوانا وبعت الحنين
أخشى اعتياد حروفي عليك
وريشتي وحبرها تذوب بين يديك
وكيف سأخبر شعري عن
شكل الحوار الجديد
آه من مرارة صيفك على قلبي
آه من وجه جميل يطل على حرفي
هل ستعود أغنيات المطر
لتمر ذكرياتنا مع المُزن
تشتعل الأيام في دربي
وأخاف تارة قربك
وتارة أفضل بعدك
فأخشى على أصداف البكاء من أناملي
وأخشى على هذيان صداي المهيمن من ساحلي
كنت نسيم الشوق
ربيعي الطلة
يحمل الحنان لأرض البشر
وتُفجر تاريخ العشاق من بين الحجر
ما أغرب أحزان الشجر
وتاريخ هوانا تحت المطر
بكيت وما بكاؤنا يجدي
كتبت حتى ذابت شموعي على زهري
محروقة الأصابع أنا
أنا مدينة الألوان والأحزان
أنا دمعة مدمية تعبر على الأجفان
يا سيدي أنا امرأة غزلت لك أساور شعر
ونسجت لها أحلام
وعطرت اسمك على وجه الغمام
وكتبتْ حبنا على جناح أسراب الحمام
وبدأت تسبح في بحر قلبي
وتجري فيه جريان
يا صاحبي أكرهني ولكن
لن أوقف ينبوع حبنا عن الجريان
ولن أوقف نجوم شعري عن اللمعان
ولن توقف نبض قلبنا عن الخفقان
يا صاحبي
سيظل صوتك يقرع كأجراس الأعياد
وسيظل عطرك الفواح
على لباس الشتاء
وبين بساتين الأهداب
والآن للأسف كتبت النهاية
وصفقت للمغامرة
واخترت للعاشقين من أي باب يدخلون
فلمحت الهوى قيوداً في السجون
ذهبت لغيري وصفقت أنا لأفراحك
واعتصرت دمعة على باب الشجون
تركتني جائعة الفرح
تمر ضحكتنا خلسة مع ظل الغروب
وتطير رسالاتي في جوف الحروق
وأغلقت عنك الآن بريد كتاباتي
فحبي لك ليس سوى جزء من شرودي
أكرهني
فذلك لن يلغى وجودي
فالحرائق في دمي ما زالت رقصاً على قدميه
وأرجوحة تدور بين كفيه
ارمي لعبتك الجديدة كاملة
وازحف كالمجنون على أقداري
ما أصعب مشواري
مرهق طويل ينام على أسفاري
وكاسر يمزقنا كالإعصار
أكرهني
فأنا خيرتك بين بستاني أو نسياني
فجُرحك يا سيدي يصادر مشاعر النساء
فسكينك تذبح العواطف والربيع وزرقة السماء
كئيبة نجومنا سوداء الرداء
تغرق الأشجان قرب مغارة المساء
ويرتدي الضياء قبر يغرد في الكلام
يا سيدي
دمع الحقيقة لا ينام
ممزوج البنفسج والرخام
وانتهى عرس الشموع
وانبثقت جراحنا من رحم الأحزان
ويبقى حُبنا خرائط بخربشة الأقلام …….
خاطرة مميزة جداً ما شاء الله ما شاء الله ما شاء الله قدرتك على التعبير هائلة جداً , وأنا من الأشخاص الذين يحبون كتاباتكِ وواثقة بأنكِ تستطيعين إكمالها
رأيي أن تكملي ……………
وربي يوفقج ان شاء الله
تحياتي
أكرهك !!
كيف لي ياسيدتي أن أكرهك
ومن ذاتك تعلمت كيف للحياة أن تثمر ورودا وفراشا ونورا وقمرا وألقاَ
كيف للأحلام أن تترجم مشاعري إليك ومن الرحيل إلى أحداق عينيك
كيف للبعد أن يقرب المسافات ويتلاشى مابيننا من شق الأنفس وطول الأزمنة والساعات
لم أبتعد فمازلت في مخيلتي لم تبرحيها قط ، لم أرحل فمازلت ياسيدتي موهبتي التي لم أفقدها قط
لم أغب فمازلت أحلامي التي لم تتحقق إلا بك ِ أنت فقط
وأعتذر لهذا التطفل في محاولة الرد على خاطرتك
عزيزتي ريم
لاتستفتينا في مشاعرك ..،
وحدكِ انتِ تستطيعين اتخاذ هذا القرار..
وحدها المشاعر…تتحكم بنا .. ولا يمكن لأحد أن يملي علينا مشاعرنا …
اتركي للإحساس ان يقرر…
ان شعرتِ برغبة في اكمالِ ما بدأتِ ،واصلي..
وإن لم يعد جو القصيدة هو نفسه … فلا تكملي …وابدئي من جديد
بالتوفيق
شكراً على لطافة أسلوبك في الرد وسأحاول تنفيذ مقترحاتك ولن اكرهك بل سأقول أحسدك على هذا الرونق في العبارة وفي الرد
أولا : أهلا وسهلا بك كعضوة جديدة في منتدى الإمارات للأوراق المالية.
ثانيا : إن كنتي تريدين رأيي ، وتريدين الصراحة ، فأنصحك ألا تكملي الخاطرة.
السبب : عدة اسباب :
1. الخاطرة احاسيس ومشاعر ، تتدفق تلك الأحاسيس في لحظة عطاء ، نكتب فيها ما نحس ، فنشكل بآلامنا بيوتا خريفية ، أو زهورا ربيعية ، أو رسالة نختصر فيها حكمة أو موقف أو ألم أو ماشابه ، وهذه اللحظات لا تكون متدفقة دائما على التحقيق ، وإلا لرأيت الإنسان في حزن دائم أو سعادة دائمة ، وهذا صعب جدا ويدخل في مدخل التكلف الذي يصبح بمرور الوقت نشازا خارجا عن المقطوعة الأساسية لعزف الروح على أوتار الورقة، والكلمة أمانة ، والشعر والنثر هما سفيرا الأحاسيس ، لذا نجد من الشعراء من يكتب قصيدة حزينة ، ثم يتبعها بأخرى تنبض بالفرح ، لا لشئ إنما لتغير أحوال الإنسان وما يطرأ عليه من مواقف تختلف عما سبقها ، وحتى إن تشابهت المواقف ، فلا تتشابه الألفاظ ، وتخرج الكلمات مختلفة عما سبق ، ويبقى أسلوب الكاتب نفسه يميزه عن غيره ، كما يتميز نجيب محفوظ عن العقاد ، ويتميز بيكاسو عن فان جوخ ، ويتميز المتنبي عن ابن حزم ، ويتميز بدر شاكر السياب عن نزار قباني ، كل شاعر وكاتب له بصمته الخاصة ، ولم نسمع يوما عن شاعر كتب قصيدة واحدة جمع فيها كل مايريد أن يعبر عنه من مشاعره مع قوة اسلوبهم وتمكنهم اللغوي. لذا لا أستطيع أن اتخيل أن مقطوعة “أكرهني” ستتواصل اسبوعيا وسنظل دائما في محور واحد بتعبير واحد ، فهذا اجحاف في حق الكاتب وحصر مشاعره في خاطرة واحدة متواصلة ، واجحاف في حق القارئ الذي يمل التطويل .
2. خاطرتك جميلة كما هي ، ولا تحتاج إلى وصلة أخرى ، فهي قطعة متكاملة بذاتها ، وتتيح للقارئ التمعن في أسلوبك وكلماتك والفكرة التي تريدين ايصالها وقد وصلت.
3. أتمنى ، إن كانت هذه الصفحة خاصة بخواطرك فقط ، أن اقترح عليك اقتراحا بديلا ، وهو أن تكتبين خواطر أخرى ، وتضعينها في نفس الصفحة ، وبذلك يتمكن القارئ من متابعة انتاجك الأدبي ، والتلذذ بقراءة عناوين أخرى وأفكار أخرى ، من نفس الكاتبة وبنفس الأسلوب.
أعذريني على الصراحة ، وهذا رأي وأتمنى ألا “تكرهينني” !!
وأتمنى أن أقرأ أنتاجك الأدبي مستقبلا.