إعدامالمواد الخام التالفة


ضرورة التشديد على معايير جودة البناء- الاتحاد

أخر تحديث: الجمعة 25 يناير 2008 الساعة 11:01PM بتوقت الإمارات

دبي
محمود الحضري: أكد مهندسون ومديرو شركات مقاولات أن الجودة معيار مهم لأداء شركات المقاولات في الدولة، بغض النظر عن الظروف المناخية الطارئة، وخصوصاً هطول الأمطار، نظراً لكون الإمارات تطبق معايير مشددة في المباني، وأشاروا إلى أن الأضرار التي تسببت فيها الأمطار تتركز في عمليات التلف التي أصابت مواد البناء خاصة الإسمنت.

وأشار مسؤولو الشركات في تصريحات لـ ”الاتحاد” إلى أن شركات المقاولات لا يمكن أن تغامر بسمعتها باستخدام مواد خام تالفة، أو حتى معرضة للتلف بسبب الأمطار، لأن ذلك يضر بسمعتها ويفقدها المصداقية في سوق يشهد تنافساً عالياً، ثم أن الشركات تتحمل خسائر كبيرة نتيجة الأمطار التي تعرضت لها البلاد على مدى نحو أسبوع، كما لفت هؤلاء المسؤولين إلى أن القضية التي تواجه شركات المقاولات تتمثل في ارتفاع التكاليف بسبب ارتفاع الأسعار، والشروط الجزافية التي يفرضها عليها الموردون.

وقال وليد عباس المدير العام لشركة الحباى للمقاولات: ”إن الجودة تمثل سمعة شركات المقاولات، وأي نزول عن مستوى الجودة يمثل عوامل سلبية في حق الشركة، موضحاً أن استخدام الأمطار كحجة لتدني الجودة أمر مرفوض وغير مقبول من أي شركة، مؤكداً على أن الأمطار لم تؤثر على مستويات الجودة والمعايير التي تطبقها شركات المقاولات بالدولة”.

وأشار إلى أن هناك معايير صارمة تلتزم بها الإمارات في أعمال البناء والتشييد، ثم أن شركة المقاولات إذا تهاونت في شيء فإن هناك من يتابع ويدقق في المعايير ومستوى الجودة، سواء كان ذلك من جانب الاستشاريين أو من العملاء أنفسهم، أو من جانب البلديات ووزارة الأشغال.

وقال وليد عباس: ”إن الأمطار تسببت في تلف ”تشوينات” الإسمنت للعديد من الشركات خاصة في مواقع العمل، وفي هذا الحالة يتم إتلاف وإعدام هذه الكميات، لأنه بمجرد وصول المياه للإسمنت يفقد خصائصه، مشيراً إلى أن العامل الآخر الذي تأثرت به شركات المقاولات بسبب الأمطار هو الإرباك في سير العمل، والتوقف عن العمل عدة مرات بسب كثافة الأمطار، إلا أن معيار الجودة يبقى هو الأساس”.

وأضاف: ”الشركات التي لا تخاف على أسمها وسمعتها هي التي تسيئ الاستخدام في أعمال التنفيذ خلال الأمطار، والسوق به شركات كبيرة وصغيرة، ولا يمكن وضع كل الشركات في سلة واحدة من حيث الجودة”.

وأشار الى القضية الرئيسية التي تحتاج إلى بحث وحوار هي الارتفاع غير الطبيعي في الأسعار والتي تعدت في الحديد على سبيل المثال خلال شهر يناير الجاري 30 في المئة، وأكثر من 60 في المئة في الديزل.

وقال المهندس محمد غزوان المدير التنفيذي في شركة بن زايد للمقاولات: إن سقوط الأمطار بالكثافة التي شهدتها الدولة خلال الأيام الماضية ربما لم تكن متوقعة من الشركات والمنفذين، الا أنه وفي كل الأحوال هناك ضوابط للبناء في الإمارات، لا يمكن أن تقل مستوى الأعمال عنها، نظراً لوجود مراقبة على الشركات، من الاستشاريين والجهات المختصة، وأي تهاون في الجودة وتطبيق المعايير تتعرض الشركات إلى عقوبات عديدة.

وأضاف: ”توجد قضية مهمة في المباني تؤثر على الجودة في المباني تتمثل في أن تصاميم المباني خاصة فيما يتعلق بأنظمة التكييف، حيث هناك فتحات في الأسقف تؤدي الى تسرب المياه الى المباني، ومثل هذا الأمر يحتاج الى تغيير في التصاميم”.

وقال غزوان: ”لا شك أن هناك فروقاً في الجودة ولا يتعلق الأمر بالأمطار، بل لمستوى كل شركة، والتصاميم، فالتصميم المريح يعطي فرصة أكبر لجودة أعلى، ثم أن البنى التحتية خاصة الصرف الصحي عامل مهم في جودة المباني وعمرها الافتراضي”.

ونوه المهندس غزوان الى أن قضية إلزام الشركات بتوقيتات مضغوطة في التنفيذ للمشروعات، أحياناً ما تتسبب في تدني الجودة، وبالتالي فإن الوقت المناسب عامل وعنصر رئيسي في تحقيق مستوى الجودة، منوهاً الى أن الشركات تعاني من مشكلة مزمنة تتمثل في الارتفاع الجنوني في الأسعار الأمر الذي يرفع التكاليف، وصلت في الشهر الحالي وحده ما بين 2 الى 5 في المئة، بسبب أسعار الحديد والديزل والإسمنت. جزاكم الله خيرا