د· جمال سند السويدي: الديمقراطية ربما تعزز القبلية وتعيدنا 50 عاماً للوراء
وسط تلاطم الأمواج الإقليمية والدولية من الحرب الطائفية في العراق، وطموحات إيران في المنطقة وبرنامجها النووي والتحولات التي تشهدها الإمارات وتفاقم مشكلة خلل التركيبة السكانية في الدولة، يصبح الحديث مع د· جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إبحاراً في بحر اللحظة، بحثاً عن رؤية شاملة للوضع تصطدم فيها بآرائه الجريئة والواضحة لليوم والمستقبل·· فالرجل غير متفائل بالنسبة للغد وله أسبابه، ويحمل هاجساً أساسياً يتكرر كثيراً على لسانه هو الهوية·· فمن نحن؟ هذا هو السؤال المركزي الذي يحركه في وسط عالم عربي يتفكك ويبحث عن قيادة· الحوار حمل رؤى رجل عمل ومازال يعمل بالقرب من مراكز القرار في دولة الإمارات، وكثيرون يقولون إن جرأته قد لا يتحملها البعض·
السويدي يقر أن على الإماراتيين التعايش مع الخلل السكاني ويحذر من أن الديمقراطية ربما ستزيد من التوجهات القبلية وقد تعيد الإمارات 50 عاماً إلى الوراء·· الهواجس من الغد تتحكم في رؤاه ونظرته لما يحدث اليوم·· ومن سؤال الهوية بدأ الحوار وانتهى بحثاً عن جيل قادم ربما يكون أفضل·
؟ جاءت تجربة الانتخابات للمجلس الوطني كتعبير عن مرحلة ”التمكين”، يقول المدافعون عن التجربة إنها تعبير عن منهجية التدرج، فيما يشير آخرون إلى أنها كبحت إمكانية التطور الديمقراطي في الإمارات·· هل ترى أن المجتمع الإماراتي مؤهل للديمقراطية في اللحظة الراهنة؟
؟؟إن منهجية ”الخطوة – خطوة” التي انتهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله” صحيحة في جوهرها· ولكن علينا الاعتراف بأن الديمقراطية بمفهومها الغربي صعبة في الإمارات· فمن أين للمجلس الوطني القيام بدوره من محاسبة وحجب الثقة· فالنهج الإماراتي يقوم على التريث والتدرج للحيلولة دون ردة في المجتمع· وخلال الانتخابات الأخيرة أظهرت المشاركة على الرغم من محدوديتها ردة واضحة إلى القبلية· وإذا اتجهت التجربة إلى توسيع المشاركة في العملية الانتخابية فإنها ربما تصبح أكثر قبلية، مما قد يعني إعادة الإمارات 50 عاماً إلى الوراء· ؟هاجس الديمقراطية يطرح بالضرورة مخاوف استفادة التيارات الإسلامية من التحول الديمقراطي في العالم العربي·· ومدى ما يشكلونه من تهديد وما إمكانية التحالف بينهم وبين الأنظمة أو أميركا؟
؟؟بداية علينا أن نقر أن التيارات الإسلامية وفي مركزها ”الإخوان المسلمون” تحمل خطاباً يتعاطف معه الكثيرون في العالم العربي، ولكن إذا وصل ”الإخوان” إلى السلطة فإنهم سينصبون المشانق للجميع· والمشهد العربي اليوم هو أننا بين مطرقة الأنظمة السلطوية وسندان المعارضة ”الإسلامية” الشمولية·
أما بالنسبة للتحالف، فإنني لا أرى إمكانية لهذا التحالف بين الإسلاميين والأنظمة، فالأنظمة في العالم العربي تدرك بوضوح أنها لو تحالفت مع ”الإخوان” ستسقط سريعاً· أما أميركا فعلينا أن نقر أن ”الإخوان” يمدون الخيوط في الاتجاهات كافة، فهم يتصلون بالولايات المتحدة، وعلينا أن نتذكر المشاورات التي حدثت بين الإخوان والولايات المتحدة في فترة الترابي بالسودان ·
؟وماذا عن الإسلاميين في دولة الإمارات؟
؟؟ ”الإخوان المسلمون” لهم وجود في الإمارات ولكنهم لم يتمكنوا بعد من التدخل في سير سياسة الدولة· ”الإخوان” بطبيعتهم يتكيفون مع البيئة التي يعيشون فيها، ولكل تنظيم استراتيجيته الخاصة بالدولة التي يعمل بها، فـ”إخوان” الإمارات غير إخوان مصر أو الأردن أو أي بلد آخر· ولكن هذا لا يمنع أن لهم وجوداً وقيادة محلية وأنشطة عامة لا تخفى عن أحد بالإضافة إلى مؤسساتهم، وعموماً هم يتبعون إستراتيجية ”الهدوء”·
؟ننتقل من ملف الديمقراطية إلى ملف أكثر سخونة وحساسية بالنسبة لدولة الإمارات وهو ملف الخلل في التركيبة السكانية· الإحصائيات الرسمية تظهر أن 79% من سكان الإمارات أجانب وأغلبهم من الهند وباكستان وبنجلاديش وسريلانكا·· كيف يمكن مواجهة هذا الخلل السكاني؟
؟؟ دعني أسأل بداية هل هذه الإحصائيات دقيقة، فأنا شخصياً أتوقع أن تكون نسبة العمالة الأجنبية في الدولة أكثر من ذلك بكثير وربما تصل إلى 90% من السكان·
أما بالنسبة لمواجهة خطر التركيبة السكانية، فهناك أحاديث كثيرة في هذا الشأن ولكني أرى أن مواجهة الخلل السكاني أصبحت متأخرة جداً، فلا يمكن مواجهة هذا الخلل ومن يقول إن هناك حلاً للمشكلة واهم·
وعندما يتحدث البعض عن استبدال الاعتماد على الصناعات كثيفة العمالة بصناعات كثيفة رأس المال فهو لا يرى ما يحدث في البلاد من تزايد الأنشطة العمرانية فالعمالة الأجنبية تزيد ولا تقل· بل إنني أحذر من أننا نصعد إلى الهاوية في ظل هذا الوضعية· فقد أصبحنا نشعر أحياناً بأننا غرباء، فعلى سبيل المثال كنت أسير في أحد مراكز التسوق بالغترة والعقال ووجدت الناس تنظر إلى وكأنني شيء غريب على المكان· من هنا أرى أن علينا أن نبحث عن طرق للتعايش كمواطنين مع الأغلبية الأجنبية التي تعيش في بلدنا·
؟أنت تقر بأن مشكلة الخلل السكاني بلا حل، فماذا عن تأثير هذا الخلل على الهوية الإماراتية؟
؟؟هذا هو الهاجس الرئيسي بالنسبة لي، فعلينا أن نجيب أولاً وقبل أي شيء آخر من نحن· علينا أن نحدد هويتنا قبل أن نتحدث عن الديمقراطية · فأنا إماراتي عربي مسلم، وعلي أن ارفض كافة المحاولات للتمذهب والتخندق وراء أي هوية مغايرة·
قد نكون اليوم غير مدركين لحجم مشكلة الهوية بسبب تسارع الاقتصاد وارتفاع أسعار النفط، ولكن بعد أن تتراجع أسعار النفط مثلما حدث في الثمانينات سنجد أنفسنا أمام هذا السؤال الضخم والشائك· من نحن؟ فالجيل الجديد مثلاً ماذا يتعلم في المدارس؟··كيف يرى نفسه؟، هنا علينا أن نلتفت سريعاً ونعلمه من البداية أننا عرب مسلمون لا شيء آخر·
؟المدرسة ذات علاقة وثيقة بالهوية·· فكيف ترى جهود الأجهزة المختصة بالدولة في تطوير التعليم؟
؟؟ دعنا نتحدث بصراحة، نحن أمام ظاهرة الهجرة العكسية من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة، فهذه المدارس لا يمكن أن يتخرج منها اليوم طه حسين أو رفاعة الطهطاوي، فهي مدارس فاشلة· ووزارة التعليم لا تقدم جديداً إلى اليوم ولا تفعل شيئاً، فهي تراوح مكانها مجرد مشروعات وتصريحات كثيرة بينما لا التعليم يتطور ولا شيء يحدث على أرض الواقع·
؟وبالنسبة للوضع الاقتصادي للمواطن الإماراتي كيف تراه؟
؟؟ لقد وصل بنا الأمر إلى أن يعاني بعض الإماراتيين من الغلاء وارتفاع الأسعار، بالفعل ”شر البلية ما يضحك”· فهل يعقل أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتوزيع بطاقات غذاء للمواطنين في دولة الإمارات وهي إحدى أغنى دول العالم، فهناك ارتفاع جنوني للأسعار خاصة في أسعار العقارات، وهنا علينا أن نسأل أين الحكومة من هذا؟ أين دور المجلس الوطني؟·· ؟ولكن ارتفاع الأسعار تعبير عن قانون السوق الرأسمالي؟
؟؟تتحدث عن ”قانون سوق”!، نحن في الإمارات نبني البنايات ثم نبحث عن المستأجرين، لا احد في العالم يخلق العرض ثم يبحث عن الطلب· آدم سميث مات مرتين، المرة الثانية هنا في الإمارات، فالقوانين الاقتصادية ليس لها مكان هنا، ثم نتحدث عن أن ارتفاع الأسعار قانون سوق!·
؟بعيداً عن الأسعار والاقتصاد·· كيف تقيم تجربة مؤسسات المجتمع المدني في الإمارات؟
؟؟ فعلياً لا وجود لجمعيات مجتمع مدني حقيقية في الإمارات· فعلى سبيل المثال أين هي جمعية حقوق الإنسان؟، فمنذ تأسيسها لا وجود لها، إنها مجرد اسم· تذكر أن دبلوماسياً إماراتياً خطف في العراق العام الماضي· أين كانت هذه الجمعية فهي لم تصدر بياناً واحداً بشأنه، فجمعية حقوق الإنسان الإماراتية مجرد لافتة ليس أكثر·
؟كيف ترى دور الصحافة الإماراتية ؟
؟؟ أولاً علينا أن نجيب على سؤال هل هناك إعلام إماراتي أم مجرد إعلام في الإمارات؟· أما بالنسبة لمساحة حرية التعبير فإن الصحافة في الإمارات تعاني أكثر من الرقابة الذاتية، فهي أحياناً ملكية أكثر من الملك نفسه·
؟وما الذي يحول من دون فتح مساحة أكبر لحرية التعبير؟
؟؟الرقابة الذاتية كما سبق وقلت، فهناك على سبيل المثال قانون المطبوعات والنشر الذي يطالب البعض بتعديله، ولكن الصحفيين كافة في الإمارات لا يصلون إلى سقف هذا القانون· فالجميع يتحدث عن حرية الرأي والتعبير ولكنهم لا يمارسونها ليعرفوا حدود المتاح والممنوع·
؟السياسة الخارجية الإماراتية تتسم بالهدوء في المرحلة الحالية، فحتى في هذه اللحظة الساخنة في المنطقة لا تزال على هدوئها فكيف تفسر هذا؟
؟؟ هذا تراث المغفور له الشيخ زايد ”رحمه الله”، فقد أسس وتبنى استراتيجية ألا تكون ردة الفعل طائشة، والسياسة الخارجية اليوم امتداد لما تبناه الشيخ زايد ”رحمه الله”· فنحن دولة في محيط ملتهب ويجب أن تتعامل بمنطق الحكمة· ؟هذه السياسة الهادئة، كيف يمكنها التعاطي مع خطر تحول إيران إلى دولة نووية؟
؟؟علينا أن نعترف أنه إذا صارت إيران دولة نووية ومصر والسعودية بعيدتان عن دورهما القيادي لن يكون هناك عرب· فنحن ندرك أن إيران دولة قوية ولديها ترسانة عسكرية ضخمة ولا يستهان بها، ومن يتصدى لإيران ليست الدول الصغيرة بل الدول العربية الكبرى متمثلة في السعودية ومصر· بصراحة لا يمكننا أن نقف ساكنين أمام محاولة إيران امتلاك قنبلة نووية· وهنا أدعو صراحة إلى قنبلة نووية عربية·
فهل قدر على العرب أن يضعوا ”أيديهم على خدودهم” يشاهدون إيران تمتلك قنبلة نووية وإسرائيل بترسانتها النووية بينما لا أحد يتحرك· هنا يصبح الدور على من تتيح له إمكاناته البشرية والمادية والاقتصادية قيادة المنطقة، وهما ومن دون شك مصر والسعودية وليس غيرهما·
؟ولكن البعض يطرح أننا نعيش اليوم عصر قيادة الدول غير الرئيسية للمنطقة بدلاً من الدول التي تعرف بالمركز؟
؟؟هذه المقولة تحمل أخطاءً ومخاطر جسيمة· فلا يمكننا أن نتجاهل مصر ذات 80 مليون نسمة والسعودية الدولة كبيرة بسكانها وإمكاناتها، فهل من المعقول في ظل هاتين القوتين أن تقود العالم العربي دول صغيرة من حيث قدراتها المادية والبشرية، فالمركز يظل مركزاً حتى لو ضعف أحياناً·
؟كيف ترى التحركات السعودية الأخيرة سواء بالنسبة لاتفاقية مكة بين الفلسطينيين ودور الوساطة بين اللبنانيين في هذا السياق؟
؟؟ إن السعودية تتحرك اليوم وتظهر تحركاتها بسبب تراجع الدور المصري، ولكن مصر مازالت موجودة فالعالم العربي يحتاج الاثنين معاً· فمن دون مصر والسعودية ينفرط عقد الدول العربية· واعتقد أن مصر والسعودية عليهما أن يلعبا دوراً أكثر فاعلية، فالسعودية بدأت ونحن ننتظر تفعيل الدور المصري في المستقبل·
؟نعود إلى الملف الإيراني ودعني أسالك صراحة أيهما أخطر من وجهة نظرك إيران أم إسرائيل؟
؟؟ كلاهما بلد أجنبي لديه تكنولوجيا نووية، فالاثنان خطران· المشكلة أنه لو أجريت استطلاعات في العالم العربي أو حتى الإمارات ستجد الناس تؤيد امتلاك إيران قنبلة نووية بصفتها دولة إسلامية· فلا احد يدرك الخطر الحقيقي للمشروع الإيراني·
؟هل ما زلت تخشى التمدد الإيديولوجي الإيراني؟
؟؟ بالطبع فالتمدد الإيديولوجي الإيراني هدفه خدمة النزعة الفارسية للسيطرة على الخليج· فالرئيس الإيراني بدل أن يتجه إلى التنمية وتطوير الاقتصادي يتجه لبناء مفاعلات نووية· فالخطر هو أهداف الهيمنة الإيرانية الواضحة· فالإيرانيون يتحدثون في محافلهم الخاصة عن أحلام السيطرة على الخليج العربي، فيما أجد البعض يمدحون كلمات احمدي نجاد ومواقفه في القضايا العربية·
على نجاد أن يحل مشاكل الشعب الإيراني ويركز على التنمية الاقتصادية بدلاً من الاتجاه إلى امتلاك تكنولوجيا نووية، فما هي أسبابه إلى امتلاك السلاح النووي علينا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا لنعرف بالتحديد ما هي الأهداف الإيرانية؟·
؟وماذا عن البرنامج النووي الخليجي؟
؟؟إن البرنامج النووي الخليجي من وجهة نظري مجرد وهم· فبلدان الخليج لم تلغ الحدود بينها، ولا تزال تتصارع على المناطق الحدودية وتظهر خلافاتها بين الحين والاخر، هذا الإرث الخلافي يحول دون تفعيل التعاون بالشكل المطلوب بين دول الخليج وبالتالي فإن إمكانية الاشتراك في برنامج نووي مشترك اليوم يصبح مجرد سراب· في المقابل عندك التجربة الأوروبية، فعلى الرغم من كل الويلات التي شهدتها القارة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية ومقتل 70 مليوناً أصبحت أوروبا اليوم موحدة ولا حدود بين دولها·
؟هل تتوقع ضربة عسكرية لإيران؟
؟؟ الإسرائيليون يقولون إنهم سيضربون، والأميركيون سيضربون إذا تجاوزت طهران الخطوط الحمراء· وهو وصول التخصيب إلى درجة صناعة قنبلة نووية·
؟من الملف الإيراني إلى الشأن العراقي الشائك والحزين، فكيف تقيم المشهد العراقي اليوم؟
؟؟المشهد العراقي اليوم هو مشهد تقسيم· إن الأميركيين بدأوا تقسيم العالم العربي طائفيا من العراق· وجاء الأميركيون بتصور الشرق الأوسط الجديد وكان ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع إشعال الصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة·
عندما شن الأميركيون الحرب كان هدفهم رفع أسعار النفط وتقسيم العراق· وقد تحقق الهدفان، فالعراق الموحد اليوم أصبح غير ممكن فهناك شيعة وسنة وأكراد· والفاعل الرئيسي اليوم ضد تقسيم العراق هو تركيا، فعند أي محاولة لتأسيس دولة كردية في العراق، فإن تركيا لن تسكت·
؟وما هي انعكاسات ذلك الوضع على منطقة الخليج؟
؟؟ هناك بالطبع خطر المذهبية وتصدير الصراعات والتقوقع الطائفي، ولكن من الصعب أن يصعد الشيعة ويحققون أهدافهم في الكويت أو البحرين أو السعودية· ولكن الأخطر هو أن مشروع الشرق الأوسط الأميركي صدر لنا منطقة مصيرها أن تصبح كل دولة بها دولة نووية·
؟ألا تخشى بروز ظاهرة ”أفغان عرب” جدد من العراق يصدرون إلى المنطقة؟
؟؟لا اعتقد أن ظاهرة ”الأفغان العرب” ستتكرر، فغالبية من يحاربون الأميركيين في العراق هم من العراقيين الذين يحاربون الاحتلال ونسبة الأجانب قليلة للغاية، والأميركيون هم من يخلقون بعبع” القاعدة” بهذا الحجم، فـ”القاعدة” موجودة ولكن تأثيرها محدود· وبدلاً من الحديث عن وهم ”القاعدة” في العراق، علينا أن نذكر العالم بجرائم أميركا من جوانتانامو وأبو غريب والاغتصاب والقتل الجماعي··الخ·
؟من هي اليد الخفية التي تقف وراء القتال الطائفي في العراق؟
؟؟هناك أيادي أميركا وإيران وبعض التقارير تشير إلى سوريا·
؟هل نعيش مرحلة ”سايكس بيكو” الثانية ؟
؟؟نحن نعيش مرحلة التفكك، فكل مجموعة طائفية ودينية ترغب في دولة، وهذا سيدفع نحو الفوضى في المنطقة، فوضى بطعم أميركي·
؟طرحت مجلة ”فورين بوليسي” الأميركية في عددها الأخير إجابات لمن الذي انتصر في العراق، ومن بين المنتصرين إيران، القاعدة، الشيعة··· الخ· من هو المنتصر في العراق من وجهة نظرك؟
؟؟المنتصر في العراق حتى الآن الأحزاب الشيعية الموالية لإيران·
؟اسمح لي بسؤال خارج السياق ماذا تتوقع من القمة العربية المقبلة؟
؟؟فاشلة لا محالة·
؟ كيف ترى دور مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية في المستقبل؟
؟؟إن دور المركز هو دور استشاري لصانع القرار، ودور المركز يتأرجح بين الارتفاع والهبوط، فالجميع يعرف أن هناك نقصاً في تقدير العمل البحثي في العالم العربي، وأنا احلم بأن يلعب المركز دوراً مشابهاً لدور مراكز الأبحاث الأميركية في صنع القرار·
؟تحدثت سابقاً عن الحرس القديم واستبعاده لصالح الجيل الجديد، فهل بالفعل الجيل الجديد قادر ومؤهل لتولي المسؤولية؟
؟؟هناك ضرورة لتولي الجيل الجديد المسؤولية، فمن وجهة نظري الجيل الجديد أفضل ممن سبقوه، فقد اتيح لهم فرص تعليم أفضل واتيحت له الإمكانات كافة، شباب في الثلاثينات من عمرهم يدركون المتغيرات العالمية والإقليمية كافة ولهم نظرة ثاقبة للأحداث·
أنا شخصياً انتظر أن اسلم المركز للجيل الجديد وامكث في المنزل· وارى أهمية بالغة لتغير الحرس القديم، فالتغيير لصالح الأجيال الجديدة سيجعل الإمارات تتغير إلى الأفضل·
؟هل أنت متفائل؟
؟؟ أنا غير متفائل في اللحظة الراهنة·
؟هل أعاد لك مشهد الشباب الإماراتي في نهائيات كاس الخليج لكرة القدم الأخيرة الثقة في ترسخ قيم المواطنة والانتماء؟
؟؟هذا دعاني للتفاؤل ولكن مصالح البعض هي التي تحاول التفرقة وتحطم المشهد·
ارباب
د· جمال سند السويدي: الديمقراطية ربما تعزز القبلية وتعيدنا 50 عاماً للوراء
وسط تلاطم الأمواج الإقليمية والدولية من الحرب الطائفية في العراق، وطموحات إيران في المنطقة وبرنامجها النووي والتحولات التي تشهدها الإمارات وتفاقم مشكلة خلل التركيبة السكانية في الدولة، يصبح الحديث مع د· جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إبحاراً في بحر اللحظة، بحثاً عن رؤية شاملة للوضع تصطدم فيها بآرائه الجريئة والواضحة لليوم والمستقبل·· فالرجل غير متفائل بالنسبة للغد وله أسبابه، ويحمل هاجساً أساسياً يتكرر كثيراً على لسانه هو الهوية·· فمن نحن؟ هذا هو السؤال المركزي الذي يحركه في وسط عالم عربي يتفكك ويبحث عن قيادة· الحوار حمل رؤى رجل عمل ومازال يعمل بالقرب من مراكز القرار في دولة الإمارات، وكثيرون يقولون إن جرأته قد لا يتحملها البعض·
السويدي يقر أن على الإماراتيين التعايش مع الخلل السكاني ويحذر من أن الديمقراطية ربما ستزيد من التوجهات القبلية وقد تعيد الإمارات 50 عاماً إلى الوراء·· الهواجس من الغد تتحكم في رؤاه ونظرته لما يحدث اليوم·· ومن سؤال الهوية بدأ الحوار وانتهى بحثاً عن جيل قادم ربما يكون أفضل·
؟ جاءت تجربة الانتخابات للمجلس الوطني كتعبير عن مرحلة ”التمكين”، يقول المدافعون عن التجربة إنها تعبير عن منهجية التدرج، فيما يشير آخرون إلى أنها كبحت إمكانية التطور الديمقراطي في الإمارات·· هل ترى أن المجتمع الإماراتي مؤهل للديمقراطية في اللحظة الراهنة؟
؟؟إن منهجية ”الخطوة – خطوة” التي انتهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله” صحيحة في جوهرها· ولكن علينا الاعتراف بأن الديمقراطية بمفهومها الغربي صعبة في الإمارات· فمن أين للمجلس الوطني القيام بدوره من محاسبة وحجب الثقة· فالنهج الإماراتي يقوم على التريث والتدرج للحيلولة دون ردة في المجتمع· وخلال الانتخابات الأخيرة أظهرت المشاركة على الرغم من محدوديتها ردة واضحة إلى القبلية· وإذا اتجهت التجربة إلى توسيع المشاركة في العملية الانتخابية فإنها ربما تصبح أكثر قبلية، مما قد يعني إعادة الإمارات 50 عاماً إلى الوراء· ؟هاجس الديمقراطية يطرح بالضرورة مخاوف استفادة التيارات الإسلامية من التحول الديمقراطي في العالم العربي·· ومدى ما يشكلونه من تهديد وما إمكانية التحالف بينهم وبين الأنظمة أو أميركا؟
؟؟بداية علينا أن نقر أن التيارات الإسلامية وفي مركزها ”الإخوان المسلمون” تحمل خطاباً يتعاطف معه الكثيرون في العالم العربي، ولكن إذا وصل ”الإخوان” إلى السلطة فإنهم سينصبون المشانق للجميع· والمشهد العربي اليوم هو أننا بين مطرقة الأنظمة السلطوية وسندان المعارضة ”الإسلامية” الشمولية·
أما بالنسبة للتحالف، فإنني لا أرى إمكانية لهذا التحالف بين الإسلاميين والأنظمة، فالأنظمة في العالم العربي تدرك بوضوح أنها لو تحالفت مع ”الإخوان” ستسقط سريعاً· أما أميركا فعلينا أن نقر أن ”الإخوان” يمدون الخيوط في الاتجاهات كافة، فهم يتصلون بالولايات المتحدة، وعلينا أن نتذكر المشاورات التي حدثت بين الإخوان والولايات المتحدة في فترة الترابي بالسودان ·
؟وماذا عن الإسلاميين في دولة الإمارات؟
؟؟ ”الإخوان المسلمون” لهم وجود في الإمارات ولكنهم لم يتمكنوا بعد من التدخل في سير سياسة الدولة· ”الإخوان” بطبيعتهم يتكيفون مع البيئة التي يعيشون فيها، ولكل تنظيم استراتيجيته الخاصة بالدولة التي يعمل بها، فـ”إخوان” الإمارات غير إخوان مصر أو الأردن أو أي بلد آخر· ولكن هذا لا يمنع أن لهم وجوداً وقيادة محلية وأنشطة عامة لا تخفى عن أحد بالإضافة إلى مؤسساتهم، وعموماً هم يتبعون إستراتيجية ”الهدوء”·
؟ننتقل من ملف الديمقراطية إلى ملف أكثر سخونة وحساسية بالنسبة لدولة الإمارات وهو ملف الخلل في التركيبة السكانية· الإحصائيات الرسمية تظهر أن 79% من سكان الإمارات أجانب وأغلبهم من الهند وباكستان وبنجلاديش وسريلانكا·· كيف يمكن مواجهة هذا الخلل السكاني؟
؟؟ دعني أسأل بداية هل هذه الإحصائيات دقيقة، فأنا شخصياً أتوقع أن تكون نسبة العمالة الأجنبية في الدولة أكثر من ذلك بكثير وربما تصل إلى 90% من السكان·
أما بالنسبة لمواجهة خطر التركيبة السكانية، فهناك أحاديث كثيرة في هذا الشأن ولكني أرى أن مواجهة الخلل السكاني أصبحت متأخرة جداً، فلا يمكن مواجهة هذا الخلل ومن يقول إن هناك حلاً للمشكلة واهم·
وعندما يتحدث البعض عن استبدال الاعتماد على الصناعات كثيفة العمالة بصناعات كثيفة رأس المال فهو لا يرى ما يحدث في البلاد من تزايد الأنشطة العمرانية فالعمالة الأجنبية تزيد ولا تقل· بل إنني أحذر من أننا نصعد إلى الهاوية في ظل هذا الوضعية· فقد أصبحنا نشعر أحياناً بأننا غرباء، فعلى سبيل المثال كنت أسير في أحد مراكز التسوق بالغترة والعقال ووجدت الناس تنظر إلى وكأنني شيء غريب على المكان· من هنا أرى أن علينا أن نبحث عن طرق للتعايش كمواطنين مع الأغلبية الأجنبية التي تعيش في بلدنا·
؟أنت تقر بأن مشكلة الخلل السكاني بلا حل، فماذا عن تأثير هذا الخلل على الهوية الإماراتية؟
؟؟هذا هو الهاجس الرئيسي بالنسبة لي، فعلينا أن نجيب أولاً وقبل أي شيء آخر من نحن· علينا أن نحدد هويتنا قبل أن نتحدث عن الديمقراطية · فأنا إماراتي عربي مسلم، وعلي أن ارفض كافة المحاولات للتمذهب والتخندق وراء أي هوية مغايرة·
قد نكون اليوم غير مدركين لحجم مشكلة الهوية بسبب تسارع الاقتصاد وارتفاع أسعار النفط، ولكن بعد أن تتراجع أسعار النفط مثلما حدث في الثمانينات سنجد أنفسنا أمام هذا السؤال الضخم والشائك· من نحن؟ فالجيل الجديد مثلاً ماذا يتعلم في المدارس؟··كيف يرى نفسه؟، هنا علينا أن نلتفت سريعاً ونعلمه من البداية أننا عرب مسلمون لا شيء آخر·
؟المدرسة ذات علاقة وثيقة بالهوية·· فكيف ترى جهود الأجهزة المختصة بالدولة في تطوير التعليم؟
؟؟ دعنا نتحدث بصراحة، نحن أمام ظاهرة الهجرة العكسية من المدارس الحكومية إلى المدارس الخاصة، فهذه المدارس لا يمكن أن يتخرج منها اليوم طه حسين أو رفاعة الطهطاوي، فهي مدارس فاشلة· ووزارة التعليم لا تقدم جديداً إلى اليوم ولا تفعل شيئاً، فهي تراوح مكانها مجرد مشروعات وتصريحات كثيرة بينما لا التعليم يتطور ولا شيء يحدث على أرض الواقع·
؟وبالنسبة للوضع الاقتصادي للمواطن الإماراتي كيف تراه؟
؟؟ لقد وصل بنا الأمر إلى أن يعاني بعض الإماراتيين من الغلاء وارتفاع الأسعار، بالفعل ”شر البلية ما يضحك”· فهل يعقل أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتوزيع بطاقات غذاء للمواطنين في دولة الإمارات وهي إحدى أغنى دول العالم، فهناك ارتفاع جنوني للأسعار خاصة في أسعار العقارات، وهنا علينا أن نسأل أين الحكومة من هذا؟ أين دور المجلس الوطني؟·· ؟ولكن ارتفاع الأسعار تعبير عن قانون السوق الرأسمالي؟
؟؟تتحدث عن ”قانون سوق”!، نحن في الإمارات نبني البنايات ثم نبحث عن المستأجرين، لا احد في العالم يخلق العرض ثم يبحث عن الطلب· آدم سميث مات مرتين، المرة الثانية هنا في الإمارات، فالقوانين الاقتصادية ليس لها مكان هنا، ثم نتحدث عن أن ارتفاع الأسعار قانون سوق!·
؟بعيداً عن الأسعار والاقتصاد·· كيف تقيم تجربة مؤسسات المجتمع المدني في الإمارات؟
؟؟ فعلياً لا وجود لجمعيات مجتمع مدني حقيقية في الإمارات· فعلى سبيل المثال أين هي جمعية حقوق الإنسان؟، فمنذ تأسيسها لا وجود لها، إنها مجرد اسم· تذكر أن دبلوماسياً إماراتياً خطف في العراق العام الماضي· أين كانت هذه الجمعية فهي لم تصدر بياناً واحداً بشأنه، فجمعية حقوق الإنسان الإماراتية مجرد لافتة ليس أكثر·
؟كيف ترى دور الصحافة الإماراتية ؟
؟؟ أولاً علينا أن نجيب على سؤال هل هناك إعلام إماراتي أم مجرد إعلام في الإمارات؟· أما بالنسبة لمساحة حرية التعبير فإن الصحافة في الإمارات تعاني أكثر من الرقابة الذاتية، فهي أحياناً ملكية أكثر من الملك نفسه·
؟وما الذي يحول من دون فتح مساحة أكبر لحرية التعبير؟
؟؟الرقابة الذاتية كما سبق وقلت، فهناك على سبيل المثال قانون المطبوعات والنشر الذي يطالب البعض بتعديله، ولكن الصحفيين كافة في الإمارات لا يصلون إلى سقف هذا القانون· فالجميع يتحدث عن حرية الرأي والتعبير ولكنهم لا يمارسونها ليعرفوا حدود المتاح والممنوع·
؟السياسة الخارجية الإماراتية تتسم بالهدوء في المرحلة الحالية، فحتى في هذه اللحظة الساخنة في المنطقة لا تزال على هدوئها فكيف تفسر هذا؟
؟؟ هذا تراث المغفور له الشيخ زايد ”رحمه الله”، فقد أسس وتبنى استراتيجية ألا تكون ردة الفعل طائشة، والسياسة الخارجية اليوم امتداد لما تبناه الشيخ زايد ”رحمه الله”· فنحن دولة في محيط ملتهب ويجب أن تتعامل بمنطق الحكمة· ؟هذه السياسة الهادئة، كيف يمكنها التعاطي مع خطر تحول إيران إلى دولة نووية؟
؟؟علينا أن نعترف أنه إذا صارت إيران دولة نووية ومصر والسعودية بعيدتان عن دورهما القيادي لن يكون هناك عرب· فنحن ندرك أن إيران دولة قوية ولديها ترسانة عسكرية ضخمة ولا يستهان بها، ومن يتصدى لإيران ليست الدول الصغيرة بل الدول العربية الكبرى متمثلة في السعودية ومصر· بصراحة لا يمكننا أن نقف ساكنين أمام محاولة إيران امتلاك قنبلة نووية· وهنا أدعو صراحة إلى قنبلة نووية عربية·
فهل قدر على العرب أن يضعوا ”أيديهم على خدودهم” يشاهدون إيران تمتلك قنبلة نووية وإسرائيل بترسانتها النووية بينما لا أحد يتحرك· هنا يصبح الدور على من تتيح له إمكاناته البشرية والمادية والاقتصادية قيادة المنطقة، وهما ومن دون شك مصر والسعودية وليس غيرهما·
؟ولكن البعض يطرح أننا نعيش اليوم عصر قيادة الدول غير الرئيسية للمنطقة بدلاً من الدول التي تعرف بالمركز؟
؟؟هذه المقولة تحمل أخطاءً ومخاطر جسيمة· فلا يمكننا أن نتجاهل مصر ذات 80 مليون نسمة والسعودية الدولة كبيرة بسكانها وإمكاناتها، فهل من المعقول في ظل هاتين القوتين أن تقود العالم العربي دول صغيرة من حيث قدراتها المادية والبشرية، فالمركز يظل مركزاً حتى لو ضعف أحياناً·
؟كيف ترى التحركات السعودية الأخيرة سواء بالنسبة لاتفاقية مكة بين الفلسطينيين ودور الوساطة بين اللبنانيين في هذا السياق؟
؟؟ إن السعودية تتحرك اليوم وتظهر تحركاتها بسبب تراجع الدور المصري، ولكن مصر مازالت موجودة فالعالم العربي يحتاج الاثنين معاً· فمن دون مصر والسعودية ينفرط عقد الدول العربية· واعتقد أن مصر والسعودية عليهما أن يلعبا دوراً أكثر فاعلية، فالسعودية بدأت ونحن ننتظر تفعيل الدور المصري في المستقبل·
؟نعود إلى الملف الإيراني ودعني أسالك صراحة أيهما أخطر من وجهة نظرك إيران أم إسرائيل؟
؟؟ كلاهما بلد أجنبي لديه تكنولوجيا نووية، فالاثنان خطران· المشكلة أنه لو أجريت استطلاعات في العالم العربي أو حتى الإمارات ستجد الناس تؤيد امتلاك إيران قنبلة نووية بصفتها دولة إسلامية· فلا احد يدرك الخطر الحقيقي للمشروع الإيراني·
؟هل ما زلت تخشى التمدد الإيديولوجي الإيراني؟
؟؟ بالطبع فالتمدد الإيديولوجي الإيراني هدفه خدمة النزعة الفارسية للسيطرة على الخليج· فالرئيس الإيراني بدل أن يتجه إلى التنمية وتطوير الاقتصادي يتجه لبناء مفاعلات نووية· فالخطر هو أهداف الهيمنة الإيرانية الواضحة· فالإيرانيون يتحدثون في محافلهم الخاصة عن أحلام السيطرة على الخليج العربي، فيما أجد البعض يمدحون كلمات احمدي نجاد ومواقفه في القضايا العربية·
على نجاد أن يحل مشاكل الشعب الإيراني ويركز على التنمية الاقتصادية بدلاً من الاتجاه إلى امتلاك تكنولوجيا نووية، فما هي أسبابه إلى امتلاك السلاح النووي علينا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا لنعرف بالتحديد ما هي الأهداف الإيرانية؟·
؟وماذا عن البرنامج النووي الخليجي؟
؟؟إن البرنامج النووي الخليجي من وجهة نظري مجرد وهم· فبلدان الخليج لم تلغ الحدود بينها، ولا تزال تتصارع على المناطق الحدودية وتظهر خلافاتها بين الحين والاخر، هذا الإرث الخلافي يحول دون تفعيل التعاون بالشكل المطلوب بين دول الخليج وبالتالي فإن إمكانية الاشتراك في برنامج نووي مشترك اليوم يصبح مجرد سراب· في المقابل عندك التجربة الأوروبية، فعلى الرغم من كل الويلات التي شهدتها القارة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية ومقتل 70 مليوناً أصبحت أوروبا اليوم موحدة ولا حدود بين دولها·
؟هل تتوقع ضربة عسكرية لإيران؟
؟؟ الإسرائيليون يقولون إنهم سيضربون، والأميركيون سيضربون إذا تجاوزت طهران الخطوط الحمراء· وهو وصول التخصيب إلى درجة صناعة قنبلة نووية·
؟من الملف الإيراني إلى الشأن العراقي الشائك والحزين، فكيف تقيم المشهد العراقي اليوم؟
؟؟المشهد العراقي اليوم هو مشهد تقسيم· إن الأميركيين بدأوا تقسيم العالم العربي طائفيا من العراق· وجاء الأميركيون بتصور الشرق الأوسط الجديد وكان ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع إشعال الصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة·
عندما شن الأميركيون الحرب كان هدفهم رفع أسعار النفط وتقسيم العراق· وقد تحقق الهدفان، فالعراق الموحد اليوم أصبح غير ممكن فهناك شيعة وسنة وأكراد· والفاعل الرئيسي اليوم ضد تقسيم العراق هو تركيا، فعند أي محاولة لتأسيس دولة كردية في العراق، فإن تركيا لن تسكت·
؟وما هي انعكاسات ذلك الوضع على منطقة الخليج؟
؟؟ هناك بالطبع خطر المذهبية وتصدير الصراعات والتقوقع الطائفي، ولكن من الصعب أن يصعد الشيعة ويحققون أهدافهم في الكويت أو البحرين أو السعودية· ولكن الأخطر هو أن مشروع الشرق الأوسط الأميركي صدر لنا منطقة مصيرها أن تصبح كل دولة بها دولة نووية·
؟ألا تخشى بروز ظاهرة ”أفغان عرب” جدد من العراق يصدرون إلى المنطقة؟
؟؟لا اعتقد أن ظاهرة ”الأفغان العرب” ستتكرر، فغالبية من يحاربون الأميركيين في العراق هم من العراقيين الذين يحاربون الاحتلال ونسبة الأجانب قليلة للغاية، والأميركيون هم من يخلقون بعبع” القاعدة” بهذا الحجم، فـ”القاعدة” موجودة ولكن تأثيرها محدود· وبدلاً من الحديث عن وهم ”القاعدة” في العراق، علينا أن نذكر العالم بجرائم أميركا من جوانتانامو وأبو غريب والاغتصاب والقتل الجماعي··الخ·
؟من هي اليد الخفية التي تقف وراء القتال الطائفي في العراق؟
؟؟هناك أيادي أميركا وإيران وبعض التقارير تشير إلى سوريا·
؟هل نعيش مرحلة ”سايكس بيكو” الثانية ؟
؟؟نحن نعيش مرحلة التفكك، فكل مجموعة طائفية ودينية ترغب في دولة، وهذا سيدفع نحو الفوضى في المنطقة، فوضى بطعم أميركي·
؟طرحت مجلة ”فورين بوليسي” الأميركية في عددها الأخير إجابات لمن الذي انتصر في العراق، ومن بين المنتصرين إيران، القاعدة، الشيعة··· الخ· من هو المنتصر في العراق من وجهة نظرك؟
؟؟المنتصر في العراق حتى الآن الأحزاب الشيعية الموالية لإيران·
؟اسمح لي بسؤال خارج السياق ماذا تتوقع من القمة العربية المقبلة؟
؟؟فاشلة لا محالة·
؟ كيف ترى دور مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية في المستقبل؟
؟؟إن دور المركز هو دور استشاري لصانع القرار، ودور المركز يتأرجح بين الارتفاع والهبوط، فالجميع يعرف أن هناك نقصاً في تقدير العمل البحثي في العالم العربي، وأنا احلم بأن يلعب المركز دوراً مشابهاً لدور مراكز الأبحاث الأميركية في صنع القرار·
؟تحدثت سابقاً عن الحرس القديم واستبعاده لصالح الجيل الجديد، فهل بالفعل الجيل الجديد قادر ومؤهل لتولي المسؤولية؟
؟؟هناك ضرورة لتولي الجيل الجديد المسؤولية، فمن وجهة نظري الجيل الجديد أفضل ممن سبقوه، فقد اتيح لهم فرص تعليم أفضل واتيحت له الإمكانات كافة، شباب في الثلاثينات من عمرهم يدركون المتغيرات العالمية والإقليمية كافة ولهم نظرة ثاقبة للأحداث·
أنا شخصياً انتظر أن اسلم المركز للجيل الجديد وامكث في المنزل· وارى أهمية بالغة لتغير الحرس القديم، فالتغيير لصالح الأجيال الجديدة سيجعل الإمارات تتغير إلى الأفضل·
؟هل أنت متفائل؟
؟؟ أنا غير متفائل في اللحظة الراهنة·
؟هل أعاد لك مشهد الشباب الإماراتي في نهائيات كاس الخليج لكرة القدم الأخيرة الثقة في ترسخ قيم المواطنة والانتماء؟
؟؟هذا دعاني للتفاؤل ولكن مصالح البعض هي التي تحاول التفرقة وتحطم المشهد·
ارباب
وسعادة الدكتور وين دارس ؟
الكثير من المسؤلين في الدوله دارسين في مدارس الحكومه
هل يعني هذا ان مدارسنا خرجت مسؤلين فاشلين ؟
نظام التعليم في السابق افضل 100 مره واسالوا اهل الخبره في هذا المجال
الكثير من الطلاب الان عندهم ضيق في الثقافه والنجاح مثل ما يقال بيسه
هناك خلال في النظام التعليم صح ولكنه ليس فاشل ولا لجلب قوالب غربيه ونقول هذا هو التعليم فقط
نحتاج الى اصلاح الخلل في بعض الجوانب مع متابعة التطور في التعليم
وشكرا
بدون تعليق
شكرا اخي الكريم ع النقل
ليس هذا هو كلام المواطن الأصيل هناك المزج بين الحقيقة و الخيال اتمنى ان يتم تبسيط الكلمات و توضيح ما يريدة الكاتب
بدون لواته
؟؟ لقد وصل بنا الأمر إلى أن يعاني بعض الإماراتيين من الغلاء
وارتفاع الأسعار، بالفعل ”شر البلية ما يضحك”· فهل يعقل أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتوزيع
بطاقات غذاء للمواطنين في دولة الإمارات وهي إحدى أغنى دول العالم، فهناك ارتفاع جنوني للأسعار
خاصة في أسعار العقارات، وهنا علينا أن نسأل أين الحكومة من هذا؟ أين دور المجلس الوطني؟··
نحن في الإمارات نبني البنايات ثم نبحث عن المستأجرين، لا احد في العالم يخلق العرض ثم يبحث عن
الطلب· آدم سميث مات مرتين، المرة الثانية هنا في الإمارات، فالقوانين الاقتصادية ليس لها مكان هنا،
,, سبحان الله ,, هذا حديث المواطن الاماراتي البسيط , فما بالك
ان يصدر من رجل بوزن د· جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
رجل يتمتع بالحس الوطني ..