اذا نظرنا الى هذه المشكلة نظرة اقتصادية من خلال القيام بعملية تدوير الاطارات التالفة فاننا نحقق عدة اهداف بتلك الطريقة كاستخلاص مواد ذات فائدة اقتصادية وعائد مناسب للمستثمر فضلا عن تخليص البيئة من مخلفات ضارة تتزايد كمياتها سنويا.

* هل توجد في الدول العربية مصانع لتجديد او تدوير الاطارات التالفة؟

– توجد في معظم الدول العربية مصانع لتجديد الاطارات الا انها لا تعمل بالطاقة الكاملة لأسباب فنية وتجارية اهمها وجود اطارات مستوردة بأسعار تنافسية تقارب اسعار وتكلفة الاطارات بعد التجديد، كما ان الاستخدام الاول للاطارات يجعلها غير صالحة للتجديد في الغالب لإصابة هيكل الاطار بسبب سوء الاستعمال وعدم مراعاة مواصفات التشغيل الجيد بالاضافة الى انه ليس هناك بيانات متاحة عن وجود مصانع لتدوير الاطارات التالفة وفصل مكوناتها واستخدامها في اغراض اقتصادية فيما عدا مصانع معدودة تحول مسحوق المطاط الى مطاط مجدد حيث توجد شركة واحدة في المملكة العربية السعودية لتدوير الاطارات القديمة التالفة واستخلاص مسحوق المطاط منها لتسويقه للاستخدام في مختلف الاغراض مثل: الارضيات والملاعب الرياضية وليس لدينا معلومات تفصيلية عن حجم نشاطها وانتشار منتجاتها.

خصائص مكونات الاطار

* ما خصائص مكونات الاطار العامة؟

– في البدء لابد من تعريف الاطار فهو جسم مطاطي معقد التركيب ينقل الى الطريق قوى المحرك اللازمة للدفع ويعمل الاطار بالاضافة الى مجموعة التعليق على تخفيف اثر عدم استواء سطح الطريق مما يكفل الراحة اثناء السياقة كما يعمل كوعاء لإبقاء الهواء مضغوطاً وتمثل اطارات سيارات الركاب وسيارات الشحن حوالي (8.5) من مجموع عدد الاطارات المصنوعة وتتباين في تصميمها وتصنيعها ووزنها الكلي وذلك بحسب حجمها واستخدامها اما مكونات الاطار فهو يتكون من اربع مجموعات رئيسة من المواد الاولية هي المطاط الطبيعي او الصناعي وأسود الكربون وأسلاك الصلب والنسيج وهناك مواد اخرى تدخل في تركيب الاطار وظيفتها حدوث التفاعل الكيمياوي بين المطاط ومادة الكبريت لإحداث التسوية والوقاية من الاكسدة واعطاء المكونات الاخرى درجة اللزوجة اللازمة لإتمام عملية الخلط في زمن قصير مع توفير درجة تجانس عالية.

* ما التصميم الهندسي المعروف للإطار؟

– يتكون الاطار هندسيا من عدة اجزاء وهي هيكل جسم الاطار الذي يتألف من طبقة او طبقات من (التيلة) الصلب او النسيجية وطوق السلك في منطقة جلوس الاطار والمداس جانب الاطار ويلاحظ وجود انبوبة داخلية توضع داخل الاطار لإحتواء هواء نفخ الاطار وذلك في حالة الاطارات العادية ويحل محلها طبقة من المطاط غير المسامي للاحتفاظ بالهواء في الاطارات المعروفة باسم (تيوبلس) تجمع اجزاء الاطار في بناء هندسي متماسك يعطي الشكل والابعاد المناسبة والخواص المطلوبة لأداء الخدمة ومواجهة القوى والمؤثرات الواقعة على الاطار مثل السرعة والاحتكاك بالطريق والحمولة ودرجة نفخ الهواء والصدمات.

* اين تكمن خواص المواد التي يتكون منها الاطار؟

– تكمن في اعتبار جميع المواد التي يتكون منها الاطار قابلة للتدوير ولها قيمة حرارية مرتفعة مثل المطاط الطبيعي والصناعي كما انها غير سامة وغير قابلة للتحلل حيوياً.

تدوير الاطارات المستهلكة بحسب انواعها

* هل تصنف الاطارات المستعملة الى انواع؟

– بالتأكيد فهناك الاطار المستعمل الذي يعاد استعماله بصورة مشروعة للغرض المخصص له اصلاً ويطلق على هذا الاطار اسم اطار متهرئ جزئيا ويمكن استعمال هذا الاطار بعد فحصه للتأكد من سلامة بنيانه لأن عمق اخاديده لايزال اكبر من الحد الادنى المسموح به ولعدم وجود اي اهتراء يؤثر على سلامة استخدامه وعمله على نحو سليم لذلك يجب ان تتوفر في الاطار مواصفات السلامة على الطرق التي يحددها البلد الذي يستعمل فيه الاطار اما النوع الثاني فهي الاطارات المستعملة التي لا يمكن اعادة استعمالها للغرض المخصص له اصلاً الا انها مناسبة للتلبيس وعمق اخاديد الاطار المستعمل قد يكون او لا يكون كافياً لإعادة استعماله بوصفه اطارا متهرئاً جزئيا ولكن رهناً بفحصه للتأكد من سلامة بنيانه ويمكن اعادة معالجته حيث يجري تلبيسه بالفلكنة وهي ادخال بعض المواد في تركيب الاطار وحدوث تفاعل بين المطاط والكبريت لغرض التسوية والوقاية من الاكسدة وبذلك يصبح ذلك الاطار المستعمل اطارا اعيد تجديده بينما النوع الثالث هي الاطارات التي لا يمكن اعادة استعمالها للغرض الذي خصصت له اصلاً فهي غير صالحة للتلبيس وتسمى اطارات متهرئة ويقال عنها انها انتهت صلاحيتها للاستعمال.

اعادة استخدام النفايات

ويمكن ان تتم عملية ادارة نفايات الاطارات والمنتجات المطاطية بعدة وسائل – الوسيلة الاولى عن طريق تقليل النفايات من المنبع ويكون ذلك بتقليل نسب النفاية التي تفرزها مصانع الاطارات والمطاط بصفة عامة واعادة استخدام ما يمكن استخدامها بالتدوير الداخلي في المصنع والوسيلة الثانية اعادة الاستخدام اذ تعد نسبة ليست قليلة من الاطارات المنتزعة من السيارات وخاصة سيارات الركاب صالحة للاستعمال لبقاء جزء من عمود المداس وعدم وجود اي كسر او قطع في طبقات التيلة لذلك يعاد بيع هذه الاطارات وخاصة في الدول النامية والاستخدام الشائع لها هو سيارات الاجرة وهناك حركة تصدير لكميات كبيرة من هذا النوع من الاطارات من الدول المتقدمة الى الدول النامية.

والوسيلة الثالثة اعادة كسوة او تلبيس الاطارات وتعتبر هذه العملية من اهم عمليات تدوير الاطارات وهي منتشرة في كل دول العالم وتستخدم على نطاق واسع في اطارات سيارات النقل واطارات المعدات الثقيلة والوسيلة الرابعة هي التحويل الى طاقة (التدوير) فعندما تنتهي صلاحية الاطارات للاستعمال وتصبح اعادة استعمالها غير ممكنة بوصفها اطارات متهرئة جزئيا فأنها تدخل في نظام ادارة النفايات وينبغي ان تتم عملية الاستعادة والتخلص النهائي منها في نهاية المطاف على نحو سليم بيئيا وهذا يعني انه ينبغي لنظام مناسب ان يتولى جمع هذه الاطارات وفي معظم الحالات تكون فرادى الاطارات المجموعة التي انتهت صلاحيتها للاستعمال لا تزال ذات قيمة لتطبيقات اخرى وليست بالضرورة في طريقها الى مطامر النفايات.

خيارات وتطبيقات

* هل هناك خيارات في عملية التدوير؟

– هناك خيارات اعادة تدوير المنتجات واعادة تدوير المواد فالاختيار الاول يمكن استخدام الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال سواء كان الاطار كاملاً او مقطعاً او مسحوقاً في تطبيقات مأمونة بيئيا مثلا في اعمال الهندسة المدنية كحواجز لمنع السيارات من الخروج عن مسارها عن الطرق السريعة او جدران ممتصة للصوت او واقيات للزوارق على جدران الموانئ وكذلك كمادة عازلة في اساسات المباني ومادة لأساسات الطرق واغطية التطبيقات الزراعية ومطامر القمامة في نظم الري كمستودعات او قنوات للمياه وكشعاب اصطناعية لتوفير ملاذ للكائنات الحية البحرية او مكان للتكاثر وفي نفس الوقت الذي تحسن فيه دوران المياه وكثيرا ما تستعمل الاطارات المملوءة بالاسمنت لتوفير قواعد وفيما يخص اعادة تدوير المواد فيتم ذلك من خلال التمزيق او التقطيع الى حبيبات اذ يمكن تمزيق الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال لتيسير نقلها كخطوة اولى لتقطيعها الى قطع حبيبية او استخدامها في عدة تطبيقات حيث تدخل الاطارات في آلة التمزيق دون ازالة الاسلاك الفولاذية والمنسوجات منها في معظم الاحيان ولكن قد تشتمل العملية على عملية اضافية لفصل المواد وقد تكون آلة التمزيق متحركة او ثابتة وتستخدم آلات التمزيق المتحركة لتيسير نقل الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال من مكان الى مكان لمعالجة اخرى والمناطق التي تسمح بالقاء الاطارات التالفة في المطامر وغالبا تستخدم ما يتطلب تمزيق تلك الاطارات لتقليل الحيز الذي تحتاجه الى ادنى حد ممكن وتقليل امكانية صعود الاطارات الى السطح بعد تغطية هذه المطامر ويمكن استخدام الاطارات الممزقة كوقود ثانوي للترميد او كخطوة اولى في عملية تحويلها الى حبيبات او يمكن استخدامها كغطاء يومي للمطامر.

* وكيف تتم عملية التقطيع الى حبيبات؟

– يمكن استخدام الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال واجزاء الاطارات التي تزال بعملية الصقل لإنتاج قطع او حبيبات من المطاط وتوجد طريقتان رئيسيتان لتحويل الاطارات الى حبيبات وهي عملية الطحن على نوعين اما بدرجة حرارة الجو ويستخدم المطاط الناتج منها تصنيع اطارات جديدة او لتلبيس الاطارات او الطحن على درجة حرارة منخفضة جدا وتبرد الاطارات او القطع المطاطية الى ما دون درجة التجمد ثم تطحن وممكن فصل المنسوجات والمعادن والمطاط بعضها عن بعض بسرعة.

* هل بالامكان استخدام حبيبات المطاط في تطبيقات جديدة؟

– يمكن استخدامها في تكوين مواد مركبة في صناعة المطاط لشتى التطبيقات مثل ارضيات وسطوح للملاعب المغطاة وغير المغطاة واطارات العربات الصغيرة ومواد لسقوف المباني وطبقة مبطنة توضع تحت السجاد وطبقة داعمة لأرضيات الملاعب الاصطناعية ولدائن حرارية ومخاليط مطاطية وغيرها من التطبيقات الكثيرة.

التحويل الى طاقة

ومن الاساليب التي تطبق لاستثمار نفايات الاطارات والمنتجات المطاطية ايضا عملية استرداد الطاقة او التحويل اليها فتشير الكيمياوية هند جعفر عطا الى ذلك بقولها:

– يسترد المطاط بعملية كيميائية تقوم على معالجة مزيج من الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال بعد تقطيعها لتصغير حجم القطع المطاطية مع الزيت والماء والمواد الكيميائية ويخضع المركب الناتج الى معالجة حرارية ميكانيكية حيث تضاف مواد اخرى تتوقف على متطلبات المنتج النهائي وتشكل المادة على هيئة الواح تقطع وتلف للشحن ويمكن استخدام المطاط المسترد المخلوط مع مركبات مطاط جديدة في نطاق واسع من الاشياء المقولبة اذ توجد عدة طرق لاسترداد الطاقة يمكن التحكم بها لتكون سليمة حيث تمثل الاطارات التالفة وقودا بديلاً وتعطي الاطارات التي بلغت نهاية عمرها نفس الطاقة الحرارية التي يعطيها الفحم بصورة عامة ويمكن استخدام الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال او الممزقة كمصدر رئيسي او ثانوي للوقود في انتاج البخار والكهرباء وفي صناعةالسمنت والجير والورق والفولاذ وفي ترميد النفايات وعملية اضافة الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال الى الوقود المأمون بيئيا لا تؤدي الى زيادة انبعاث اكاسيد الكبريت واكاسيد النيتروجين في الجو اذا كانت اجهزة الحد من التلوث المناسبة مركبة ومصانة على نحو سليم.

* متى تشكل الاطارات المستعملة مخاطر تهدد البيئة؟

– بالرغم من الاستقرار الواضح للاطارات نظرا لأن مكونات مخاليط المطاط المختلفة محاطة بشبكة من البوليمر ثلاثية الابعاد من الضروري كفالة عدم معالجة وقد اجري بعض الدراسات لتقييم التأثير السمي للاطارات ففي عام 1995 قام معهد باستور في فرنسا باستخدام مسحوق المطاط المأخوذ من السطح المحيطي للاطار على طحالب من نوع (s.capricornatum) وعلى قشريات من نوع (Daphnia magnia) وعلى اسماك من نوع (Byachydanio) وفقا لمعايير اختبار ISO وفي عام 1996 استكمل المعهد دراسة لتحديد السمية الحادة وتم مراقبة تأثير مسحوق مطاط الاطارات على عينة من ديدان الارض وفي جميع الاختبارات الاربعة لم تظهر اية تأثيرات سمية واضحة اما في الولايات المتحدة الاميركية فقد اقترحت وكالة حماية البيئة تقييم مستوى المواد الكيمياوية ان وجدت التي تترشح من الاطارات او من عينات مطاطية وبين التقرير الذي نشر في العام 1989 انه لا يوجد اي تهديد للمياه الجوفية او السطحية نتيجة لتلامسها مع مطاط اطارات مسحوق على هيئة حبيبات او اطارات ممزقة وفي نفس العام درست وكالة مراقبة التلوث في ولاية منيسونا المواد الراشحة من عينة اطارات تالفة للتعرف على اي مكونات قد تكون ضارة بالبيئة واخذت عينات من التربة والمياه الجوفية من موقعين موجودين لالقاء الاطارات الممزقة فيهما ومن موقع لتكديس الاطارات وجرى تحليل العينات وتم نشر نتائج الدراسة.

* ماذا تضمنت؟

– وتتلخص بالمحاور التالية: عينات الاطارات المعرضة لمحاليل حامضية رشحت تركيزات من المعادن اعلى من التركيزات الراشحة من عينات الاطارات المعرضة لمحاليل متعادلة او قاعدية وفي المحاليل القاعدية لم ترشح عينات الاطارات اي ملوثات مثيرة للقلق والعينات المعرضة لمحاليل درجة حموضتها 3.5 رشحت تركيزات معدنية تتجاوز الحدود المسموح بها في معايير المياه الصالحة للشرب حسب محددات البلد وتشتمل الفلزات التي اكتشف وجودها بتركيزات عالية على الباريوم والكادميوم والكروم والرصاص والسلنيوم والزنك وتبين ذلك من عينات التربة التي اخذت من موقعي القاء الاطارات الممزقة اي تركيزات مكوناتها مماثلة لتركيزات المكونات الموجودة في الظروف الطبيعية وفي الاونة الاخيرة نشرت دائرة الهندسة المدنية والبيئية في جامعة (مين) دراسة جديدة عن تأثير القاء قطع الاطارات فوق طبقة المياه الجوفية على جودة المياه في موقعين تم انشاؤهما لهذا الغرض واستخدمت بئرين للمقارنة لتمييز المواد الموجودة طبيعيا في المياه الجوفية من تلك الراشحة من قطع الاطارات ولم يقم اي دليل على ان قطع الاطارات زادت مستوى المواد التي حددت لها معايير رئيسية في مياه الشرب وعلاوة على ذلك لم يقم اي دليل على ان قطع الاطارات زادت مستوى الالمنيوم او الزنك او مركبات الكلور او الكبريتات التي لها معايير ثانوية في مياه الشرب وفي ظل بعض الظروف قد تتجاوز نسبة الحديد مستوياته المحددة في المعايير الثانوية.

تلوث الهواء والماء والتربة جراء الحرق

قد يضطر البعض للتخلص من الاطارات التالفة الى احراقها وهذا ما يولد مخلفات على تأثير مباشر وغير مباشر على الماء والتربة والهواء :ان

– احتراق الاطارات يؤدي الى انبعاث مركبات كيميائية كثيرة ومتنوعة تتوقف على العديد من العوامل من بينها نوع الاطار وسرعة الاحتراق وحجم كومة الاطارات ودرجة الحرارة المحيطة والرطوبة وطريقة استعار النار وتعتبر غازات الاحتراق هي اكثر المركبات الكيميائية انبعاثا وهي اول وثاني اوكسيد الكربون وثاني اوكسيد الكبريت بالاضافة الى المركبات الهيدروكربونية العطرية المتعددة الحلقات كالبايرين والانثراسين وزيوت النفثالين والبارافين العطري وشتى المركبات الهيدروكربونية العطرية كالتلوين والزايلين والبنزين.. الخ بالاضافة الى مخلفات الاحتراق الاخرى وتشمل الرماد (كربون، اوكسيد الزنك، ثاني اوكسيد التيتاتينوم وثاني اوكسيد السليكون.. الخ) ومركبات الكبريت (ثاني كبريتيد الكربون وثاني اوكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين) كما هو الحال بالنسبة لجميع الحرائق التي تنشب في منتجات هيدروكربونية يشكل وجود اول اوكسيد الكاربون واكاسيد الكبريت الخطر الاكبر المباشر وبالاضافة الى الحرارة الشديدة هناك سحابة كثيفة من الدخان الاسود تتفاوت درجة ضررها على البيئة.

* ما الضرر الذي تلحقه تلك المحروقات في البيئة المائية؟

– احتراق المطاط غير الكامل يؤدي الى تحلل كيميائي حراري يعقبه اعادة اتحاد اجزاء شتى المكونات الكيميائية التي يكون بعضها سائلا مثل (المركبات العطرية او البارافينية او العديد من الزيوت النفتالينية التي يحملها الماء اذا استعمل في اطفاء الحرائق ينطبق الشيء نفسه على بعض مكونات مخلفات الاحتراق مثل الاملاح التي تحوي دائما في ظل هذه الظروف اثارا ضئيلة من الكادميوم والرصاص قد تلحق هذه المواد ضررا بالحياة البرية النباتية والحيوانية وتبين التجربة ان معظم هذه المكونات تكون مخففة بالماء المستخدم في اطفاء الحريق الى حد لا يلحق اذى بالبيئة المائية والا فانه يتعين معالجة المياه المستخدمة في اطفاء الحريق قبل تصريفها.

* كيف يتم تلوث التربة بسبب حرق الاطارات؟

– المخلفات التي تبقى في الموقع لمدة عام بعد نشوب الحريق يمكن ان تسبب نوعين مختلفين من تلوث التربة وهما تلوث مباشر بالمركبات الناتجة عن تحلل السوائل التي في التربة اذا كانت التربة تسمح بذلك وتلوث تدريجي ينتج عن الرماد والمخلفات غير المحترقة بعد سقوط المطر او مياه من مصدر اخر ونلاحظ هنا مرة اخرى المكونات التي اشرنا اليها في تلوث المياه وينبغي التخلص منها اذا كان يحتمل ان تترتب على وجودها آثار ضارة على المنطقة المحيطة.

التكديس والخزن

* ماذا تتطلب عملية التكديس؟

– تتطلب مرافق التكديس استثمارات في النقل والمداولة والوقاية من الحرائق ويمكن استخدام التكديس مع تحكم مناسب فقط للتخزين المؤقت قبل ارسال الاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال الى عملية الاسترداد اما قوانين التخزين السليم للاطارات التي انتهت صلاحيتها للاستعمال فهي قوانين ملزمة في عدد من البلدان ويجب اتخاذ الاحتياجات اللازمة لمنع اشتعال اكوام الاطارات المتعمد او العرضي والخطر الرئيسي هو ان النيران قد تستعر دون ان يتسنى منع انتشارها لتلتهم جميع الاطارات المخزونة وفي حالة وقوع حادثة من هذا النوع قد تنجم عنها عدة انواع مختلفة من التلوث للهواء والماء والتربة وسيتوقف مدى التلوث على كمية الاطارات المخزونة.

كيف يمكن منع خطر اندلاع حريق في اماكن تخزين الاطارات؟

– يمكن تجنب ذلك الخطر من خلال منع القاء اية نفايات تمثل مصدرا محتملا للنيران وحظر التدخين او اي نشاط يمثل خطر حدوث حريق فهناك مبادئ في عملية التخزين الصحيح للاطارات لاسيما المستهلكة يفضل ان تتبع لمنع نشوب حريق بالاضافة الى ان هناك مقاييس مثالية لمكان تكديس نفايات الاطارات

تحياتى وسامحونا
زايد

8 thoughts on “كيف يمكن الافادة من الاطارات التالفة؟

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    اخى الفكرة رائعه

    والبحث فعلا متعوب عليه

    لكن البيئة العربية

    لا اعتقد انها ستقبل بمثل تلك الامور

    فلا احد سيرغب بتواجد كاوتشوك جديم

    فى ديكورات بيته صدقنى لا العقلية العربية

    ولا حتى نفسيتها تقبل بمثل هذا الشئ اطلاقا

    يمكن استثمار هذا المنتج التالف بطرق اخرى

    لكن بالنسبة للديكور لااعتقد انها مناسبة

    وشكرا لك

  2. سوف اقوم بوضع بعض الصور لاحد الفنانين
    والمصنعين الذى استفاد من الاطارات المستعمله فى عمل مفروشات اتمنى ان تعجبكم

  3. البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان

    البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول:- البيئة الزرعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية…. ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات…

    وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة “علم البيئة” التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها بأنها “العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.

    ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- “الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و مغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.

    فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.

    وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:-

    البيئة الطبيعية:- وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها: الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة أية جماعة حية Population من نبات أو حيوان أو إنسان.

    البيئة المشيدة:- وتتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل البيئة المشيدة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق…الخ.

    والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال “أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة”. و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير… ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.

    عناصر البيئة:-

    يمكن تقسيم البيئة، وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم، إلى ثلاثة عناصر هي:-

    البيئة الطبيعية:- وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.

    البيئة البيولوجية:- وتشمل الإنسان “الفرد” وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.

    البيئة الاجتماعية:- ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارة في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء.

    وعناصر البيئة الحضارية للإنسان تتحدد في جانبين رئيسيين هما أولاً:- الجانب المادي:- كل ما استطاع الإنسان أن يصنعه كالمسكن والملبس ووسائل النقل والأدوات والأجهزة التي يستخدمها في حياته اليومية، ثانياً الجانب الغير مادي:- فيشمل عقائد الإنسان و عاداته وتقاليده وأفكاره وثقافته وكل ما تنطوي عليه نفس الإنسان من قيم وآداب وعلوم تلقائية كانت أم مكتسبة.

    وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.

    البيئة والنظام البيئي

    يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث…الخ) ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.

    خصائص النظام البيئي:- ويتكون كل نظام بيئي مما يأتي:-

    كائنات غير حية:- وهي المواد الأساسية غير العضوية والعضوية في البيئة.

    كائنات حية:- وتنقسم إلى قسمين رئيسين:-

    أ‌. كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.

    ب‌. كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى “المستهلك الثاني” لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.

    الإنسان ودوره في البيئة

    يعتبر الإنسان أهم عامر حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء.

    وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:-

    – الغابات: الغابة نظام بيئي شديد الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.

    – المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.

    – النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن النظم البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر من العلاقات بين المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخدم الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بعوامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.

    – النباتات والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن البيئية.

    أثر التصنيع والتكنولوجيا الحديثة على البيئة

    إن للتصنيع والتكنولوجيا الحديثة آثاراً سيئة في البيئة، فانطلاق الأبخرة والغازات وإلقاء النفايات أدى إلى اضطراب السلاسل الغذائية، وانعكس ذلك على الإنسان الذي أفسدت الصناعة بيئته وجعلتها في بعض الأحيان غير ملائمة لحياته كما يتضح مما يلي:-

    – تلويث المحيط المائي: إن للنظم البيئية المائية علاقات مباشرة وغير مباشرة بحياة الإنسان، فمياهها التي تتبخر تسقط في شكل أمطار ضرورية للحياة على اليابسة، ومدخراتها من المادة الحية النباتية والحيوانية تعتبر مدخرات غذائية للإنسانية جمعاء في المستقبل، كما أن ثرواتها المعدنية ذات أهمية بالغة.

    – تلوث الجو: تتعدد مصادر تلوث الجو، ويمكن القول أنها تشمل المصانع ووسائل النقل والانفجارات الذرية والفضلات المشعة، كما تتعدد هذه المصادر وتزداد أعدادها يوماً بعد يوم، ومن أمثلتها الكلور، أول ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، أكسيد النيتروجين، أملاح الحديد والزنك والرصاص وبعض المركبات العضوية والعناصر المشعة. وإذا زادت نسبة هذه الملوثات عن حد معين في الجو أصبح لها تأثيرات واضحة على الإنسان وعلى كائنات البيئة.

    – تلوث التربة: تتلوث التربة نتيجة استعمال المبيدات المتنوعة والأسمدة وإلقاء الفضلات الصناعية، وينعكس ذلك على الكائنات الحية في التربة، وبالتالي على خصوبتها وعلى النبات والحيوان، مما ينعكس أثره على الإنسان في نهاية المطاف.

    الإنسان في مواجهة التحديات البيئية

    الإنسان أحد الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، وهو يحتاج إلى أكسجين لتنفسه للقيام بعملياته الحيوية، وكما يحتاج إلى مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غذائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحيوانية، ويحتاج أيضاً إلى الماء الصالح للشرب لجزء هام يمكنه من الاتسمرار في الحياة.

    وتعتمد استمرارية حياته بصورة واضحة على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات البيئية الرئيسية التي من أبرزها مشكلات ثلاث يمكن تلخيصها فيما يلي:-

    أ‌. كيفية الوصول إلى مصادر كافية للغذاء لتوفير الطاقة لأعداده المتزايدة.

    ب‌. كيفية التخلص من حجم فضلاته المتزايدة وتحسين الوسائل التي يجب التوصل إليها للتخلص من نفاياته المتعددة، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل.

    ت‌. كيفية التوصل إلى المعدل المناسب للنمو السكاني، حتى يكون هناك توازن بين عدد السكان والوسط البيئي.

    ومن الثابت أن مصير الإنسان، مرتبط بالتوازنات البيولوجية وبالسلاسل الغذائية التي تحتويها النظم البيئية، وأن أي إخلال بهذه التوازانات والسلاسل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان ولهذا فإن نفع الإنسان يكمن في المحافظة على سلامة النظم البيئية التي يؤمن له حياة أفضل، ونذكر فيما يلي وسائل تحقيق ذلك:-

    الإدارة الجيدة للغابات: لكي تبقى الغابات على إنتاجيتها ومميزاتها.

    الإدارة الجيدة للمراعي: من الضروري المحافظة على المراعي الطبيعية ومنع تدهورها وبذلك يوضع نظام صالح لاستعمالاتها.

    الإدارة الجيدة للأراضي الزراعية: تستهدف الإدارة الحكيمة للأراضي الزراعية الحصول على أفضل عائد كما ونوعاً مع المحافظة على خصوبة التربة وعلى التوازنات البيولوجية الضرورية لسلامة النظم الزراعية، يمكن تحقيق ذل:

    أ‌. تعدد المحاصيل في دورة زراعية متوازنة.

    ب‌. تخصيب الأراضي الزراعية.

    ت‌. تحسين التربة بإضافة المادة العضوية.

    ث‌. مكافحة انجراف التربة.

    4. مكافحة تلوث البيئة: نظراً لأهمية تلوث البيئة بالنسبة لكل إنسان فإن من الواجب تشجيع البحوث العلمية بمكافحة التلوث بشتى أشكاله.

    5. التعاون البناء بين القائمين على المشروعات وعلماء البيئة: إن أي مشروع نقوم به يجب أن يأخذ بعين الاعتبار احترام الطبيعة، ولهذا يجب أن يدرس كل مشروع يستهدف استثمار البيئة بواسطة المختصين وفريق من الباحثين في الفروع الأساسية التي تهتم بدراسة البيئة الطبيعية، حتى يقرروا معاً التغييرات المتوقع حدوثها عندما يتم المشروع، فيعملوا معاً على التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة، ويجب أن تظل الصلة بين المختصين والباحثين قائمة لمعالجة ما قد يظهر من مشكلات جديدة.

    6. تنمية الوعي البيئي: تحتاج البشرية إلى أخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة، ولا يمكن أن نصل إلى هذه الأخلاق إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة و تعلمه أ، حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحو البيئة، فليست هناك حقوق دون واجبات.

    وأخيراً مما تقدم يتبين أن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر ويؤثر عليها وعليه يبدو جلياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة.

    زايد

  4. (النفايات ثروة ضائعة)

    كل موضوع يطرح في هذا الباب، يلقى تفاعلا كبيرا على المستوى العربي و الدولي، ويصبح ككرة الثلج، كلما تدحرجت في سلم الزمان والمكان، توسعت وكبرت وحركت الثلوج المتلبدة.

    وآفاق المهنة، كانت دوما ثمار أبحاث وتجارب، جمعتها وحفظتها الذاكرة خلال السنوات المتعاقبة، لتكون زادا ومرجعا لجميع العاملين والمهتمين بهذه المهنة العريقة.

    واخذ الاهتمام بتوسيع دائرة معارف قرائنا يزداد يوما بعد يوم، على اثر التقديم والاحترام الذي لقيته المجلة،باعتبارها فرصة ثمينة للتعرف على واقع وآفاق هذه المهنة.

    فمن يتصفح موضوع النفايات ثروة ضائعة، الجلد الشريف، جلود الهدى والأضاحي، الذي نال تقدير اتحاد الغرف العربية الخليجية والبنك الإسلامي، وإعادة نشرة مجلة الجلود الباكستانية بكامله، يدرك أهمية هذا المواضيع، وما توصلت إليه الدراسات في إنجاز كافة المشاريع الصناعية والزراعية، توجه لخدمة ورفاه البشرية، والتي سيعود مردودها ملايين الدولارات.

    وفي هذا العدد، نتطرق إلى موضوع جديد حسب اعتقادنا، وما توفر لدينا من تتبع، بأنه لم يسبق ان طرح موضوع مشابه بهذا الشكل العملي الاقتصادي في فقرة إنتاجية خاصة ومتخصصة.

    ويندرج هذا الموضوع تحت العناوين التالية:

    المطاط، أهميته واستعماله.

    النعول، موادها وبدائلها.

    الإطارات وكيفية الاستفادة منها.

    كانت صناعة الأحذية من أهم الصناعات احتضنت المطاط وطورته في معاملها ومختبراتها، وبقي المادة الأساسية المعتمدة في إنتاج الأحذية، على الرغم من اكتشاف وتحضير مئات بل الآلاف من البلمرات الحديثة. ولكن سرعان ما تحول كثير من الصناعات والمنتجات إلى اللدائن، ومن ضمنها صناعة الأحذية، حيث لم يعد المطاط يلعب فيها أي دور. وقد أثبتت التجارب، إن لكل مادة أو عمل أو تكنولوجيا، فترة سبات، ثم تعود لتنهض على نطاق ا وسع وقوى مما كانت عليه. وقد صدر في بغداد كتاب قيم، ألفه السيد عدنان محمد علي باللغة العربية، وهو من أول العاملين في صناعة المطاط واللدائن في عالمنا العربي، وفي صفحات هذا العدد ملخص عن تاريخ تطور المطاط.

    “المطاط الأصيل”

    ظل المطاط محتفظا بكبريائه وعنفوانه ومكانته التي لا تضاهيها أي مادة بالمرة مستحدثة، وذلك لاستمرار استخدامه في الحقول الصعبة بل الخطرة على حياة الإنسان ومنجزاته. ونحن هنا بصدد ذكر عدد من الصناعات التي دخل المطاط في إنتاجها، ولإلقاء الضوء على الضمانات التي استطاع أن يوفرها في بعض المجلات وعجزت عنها أي مادة أخري.

    1- الإطارات :تتطلب علنية تصنيع الإطارات عناية ودقة فائقة، نظرا للخطورة التي تتضمنها عند الإخلال بأي عامل من العوامل الواجب توفرها فيه، كمثال مقاومة التغيير في درجات الحرارة نتيجة اختلاف الأجواء في أنحاء المعمور، والسرعة، والاحتكاك، والسوفان، والصلابة والليونة، والمطاطية والتشقق وغيرها من العوامل المؤثرة. ويلعب عامل التصنيع الدور الاكبر في رفع مقومات هذه المادة أو تفتيتها. لذا نلاحظ، أن ارتفاع نسبة الضحايا في العالم الثالث، يعود إلى انتهاج هذه الدول سياسة التصنيع والربح السريع، بغض النظر عن الجودة والمتانة ومواصفاتها التركيبية والتصنيفية.

    2- تتطلب أجزاء الربط الميكانيكية كالوشرات وأغلفة السبرنكات وقطع الوصل بين المعادن التي تتطلب الحركة المطاطية والقوايش والعوازل والأحزمة الناقلة، والأجزاء التي تستعمل في العربات الفضائية، مقاومة قصوى للتفاعلات الكيماوية والفيزياوية والميكانيكية، كالأمور المذكورة أعلاه في متطلبات الإطارات،بالإضافة إلى مقاومة الزيوت والتأكسد والحوامض والمذيبات المختلفة وغيرها من التي لم يحسب لها حساب بعد مثل مرض الإيدز المميت الجديد.

    “هل ينقد المطاط البشرية من مرض الإيدز؟”

    طغت في الأشهر الأخيرة ولا تزال على وسائل الإعلام، ولسان البشرية، مشكلة وباء الإيدز المميت، بعد أن عجزت المختبرات الطبية عن إيجاد العلاج الناجح له، وكيفية مكافحته، باعتباره خطرا مداهما، اخذ يهدد سلامة المجتمعات، ويفتك بسلام أرواح الآلاف من البشر، حتى اعتبره البعض، وباء العصر، اخذ يجتاح العالم، على غرار الحروب الدموية والمعارك والأسلحة الكيماوية، وغيرها من المخاطر التي تحيط بالبشر أفرادا وجماعات. وفي إحدى الندوات التلفزيونية، التي تناولت موضوع الإيدز تركز الحوار بين مديري الندوة، وجمع من الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 25 سنة، حول كيفية مكافحة هذا الوباء، ريثما يتم العلاج المطلوب. لم تتطرف الندوة إلى الأخلاق والتقاليد والقيم الإنسانية عبر العصور، ولا إلى الشرائع السماوية التي عالجت هذا الموضوع والحاجات الإنسانية الأساسية بكل أبعادها الصحية والخلقية والإنسانية والمادية.

    كان الحديث منصبا على أهمية استعمال الكوندوم، أي ما يسمى في بعض الدول العربية بالكبوت اوالفلاش لذر، وغيرها من الأسماء المؤدية، وحث الشباب على استعماله، وذلك للنجاة من مرض الايدز الذي اخذ يسيطر شبحه على عقول الشباب والشابات.

    وبذلك، استيقظ الكوندوم من سباته، بعدما شهدت فترة الخمسينات أوج استعمالاته، حيث كان الشيء الوحيد الواقي للحد من إنجاب الأولاد الغير المرغوب فيهم، الشرعيين وغير الشرعيين، ومن الأمراض الزهرية. وكان تداوله يتم بسرية تامة، حيث كان مدعاة للخجل والعار، أما اليوم فان وسائل الإعلام تدعو إلى تداوله وحمله من قبل الجنسين، لمكافحة وباء الإيدز المميت.

    “الكوندوم، كيف يصنع، ومن أي مادة يتكون؟”

    في الواقع، أعادني موضوع الندوة 32 سنة إلى الوراء، الى عالم 1955 , والى قاعة مختبرات بايرليفركورن في ألمانيا الغربية، حيث كنت أتدرب على كيمياء المطاط، وصناعته المتعلقة باستعمالات هذه المادة في نعول الأحذية والجزم، والأحذية المطاطية الكاملة، التي باشرنا في إنتاجها تلك السنة. وخلال تلك الفترة، التي استمرت ثلاثة اشهر، بين عمل وتحليل ومناقشة، كان لابد لي من الاطلاع على الأقسام الأخرى من المختبرات الخاصة بالمطاط ومنتجاته ، والأجزاء الميكانيكية والصموغ والكفوف والكوندوم وغيرها من الرقائق المطاطية، بالإضافة إلى أجزاء الأحذية المختلفة من المطاط. كان الدكتور ابن المشرف على تدريبي، كلما أراد أن يتندر معي، يلح علي لإنشاء قيم خاص لصناعة الكوندوم، سيما وان العدد والمكائن المطلوبة، كانت متوافرة في معاملنا الخاصة بإنتاج الأحذية، كنت استنكر ذلك بشدة، وارتفع عليه، لما أتمسك به من تقاليد وأعراف عراقية، لكني وبعد إصراره، لبيت طلبه واطلعت على القسم المختبري. كانت العدد فعلا بسيطة، عبارة عن آلات تسخين وافران وقوالب مختلفة. فبعد تحضير مادة اللاتكس الطبيعي المستوردة من ماليزيا واندونيسيا، يضاف عليها عدة مواد كيماوية لاتتجاوز العشرة انواع، لتتفاعل مع بعضها البعض، وتعطي النتائج الفيزياوية المطلوبة. بعد ضبط المواد مع اللاتكس، وتحديد كثافة الرغوة، توضع في حوض وتاتي عملية القولبة. حيث تسخن القوالب على درجة معينة وبدقة، ثم تغطى او تطمس في الرغوة لمدة محدودة، وبعدها ترفع ويتم ادخالها الى الافران للفلكنة والتجفيف، ثم تنتزع من القالب وتكون جاهزة للتغليف والاستعمال.

    ان درجة الحرارة والوقت المحدد الذي يستغرقه ادخال القالب في وغوة اللاتكس، هي التي تحدد سماكة المنتوج ومواصفاته، بالاضافة الى نسب المواد الكيماوية التي تحتويها الخبطة الرغوية من اللاتكس. وبعدما اطلعت الدكتور ايبن على اقتناعي بالفكرة، وامكانية تصنيع الكوندوم الى جانب صناعة الاحذية، ضحك، وتبين لي ان الفكرة بالاساس نكتة بنكتة، الا انها نكتة علمية صناعية اقتصادية صحية انسانية في كل بعادها.

    “إنقاذ البيئة من تراكم الإطارات”

    أثيرت عام 1955 ولتاريخه، مشكلة تزايد الإطارات المعدومة أو المستهلكة في مختلف أقطار العالم. واستنزفت هذه المشكلة فترة ليست بقصيرة في البحث والمناقشة حول كيفية التخلص والاستفادة منها، لحماية البيئة من التلوث الناتج عنها. وجاءت النتائج على الشكل التالي:

    1- إذا أحرقت سوف تؤثر على الأجواء بدخانها الكثيف ورمادها اللاصق ورائحتها الكريهة.

    2- إذا طحنت أعيد استعمال المطحون، فان هذا الحل غير عملي واقتصادي لامتصاص كافة الإطارات المستهلكة، وذلك لسببين، أولهما كلفة الطحن، حيث تتطلب أجهزة و مكائن ذات قوة حصانية كبرى، بالإضافة إلى تعرض أسنان طواحينها إلى التلف بشكل مستمر.

    3-عدم تقبل خلطة المطاط النفايات المطحونة، إلا بنسب قليلة خوفا من الشوائب الغريبة التي تخلط عادة في مثل هذه العمليات.

    4- أن أهم فقرة إنتاجية كانت تمتص بودرة نفايات المطاط المطحون، هي نعول الأحذية، وقد تحول إنتاجها من المطاط إلى اللدائن الأخرى، بسبب المزايا الكبيرة التي أخذت تقدمه هذه المواد المستحدثة، مثل البي في سي pvc والبولي يوريثان pv ، والترموبلاستيك TR، والبولي بروبلين، والبولي استر وغيرهم من اللدائن. وكانت أهم هذه المزايا، هي سهولة الإنتاج بالنسبة للمطاط، ومطاوعة هذه المواد في عمليات القولبة، والحصول على الألوان الزاهية والوزن النوعي المطلوب، بالإضافة إلى كثير من المواصفات الفيزياوية التي تتطلبها النعول المختلفة لكافة أنواع الأحذية، وخاصة الأحذية النسائية والرياضية والصناديل.

    5- أن تستعمل مطبات للسيارات في جوانب الشوارع الرئيسية بين المدن مثل الاوتوبان أو الهاي وي.

    6- أن تستعمل في البحار كعوامات وغيرها من الاستعمالات.

    7- أن تستعمل في تبليط الشوارع والساحات الرياضية، وقد نجحت التجارب في ثرمها وخبطها مع لدائن صمغية وفرشها في الساحات الرياضية، مع إضافة قشرة ملونة من المطاط المصنوع خصيصا لهذا الغرض.

    8- إعادة صهر بودرة المطاط، وهي المعروفة بعمليات الركليم او الركلمة.

    إن عملية طحن إطارات المطاط والنفايات المطاطية الأخرى، تعتبر عملية إنتاجية مستقلة، ولا علاقة لها بالإنتاج النهائي المحدد. وهذه المعامل تصنف الإطارات والنفايات الأخرى من المطاط، وتقوم بطحنها بدرجات نعومة مختلفة، وتعرضها على مصانع المطاط، كأي مادة أولية أخري، وبأنواع متعددة تعود إلى طبيعة المواد المطحونة الأصلية. كما تدخل هذه المواد، في كثير من منتجات المطاط، إلا أنها تشكل نسبة قليلة، وهي في تناقص مستمر بسبب تحول كثير من الصناعات أو المنتجات من المطاط إلى اللدائن الأخرى.

    نستنتج مما ذكر أعلاه، إن كافة المحاولات هو للاستفادة أو التخلص من الإطارات المستهلكة، باءت بالفشل، وعجزت عن امتصاص ملايين الإطارات المبعثرة على الكرة الأرضية بالإضافة إلى أن كلفة إعادة إنتاجه واستعمالاته التركيبية لم تحقق مردودا اقتصاديا مها.

    “الحاجة أم الاختراع”

    خلال الحرب العالمية الثانية، شحت المواد بشكل بات لكل شيء حاجة، واخذ صناع الأحذية في مدينة النجف وكربلاء في العراق، التي تتركز فيها صناعة النعلان العربية، النسائية، والرجالية الولادية، باستعمال الاطارات المستهلكة للنعول. ومع زوال الحاجة، استمر استعمالها لفترة طويلة، وذلك بسبب رخص المادة من جهة، والمواصفات المتينة التي منحتها من جهة أخرى. وتفنن العمال في حد السكاكين وأنواعها، فاستعملوا الماء تارة والزيت تارة أخرى، لتزلق السكين في بطن الإطار. كانت العملية مرهقة، فبعد تقطيعه على شكل مستطيل، تبدأ عملية خطه وقصه ليأخذ شكل النعل. والواقع، إن المشكلة التي كانت، ولا تزال تواجه الاستفادة من الإطارات في هذا الباب، هي تقوس الإطار أولا، وثانيا اختلاف سمك و نقشات سطح الإطار وجوانبه، بالإضافة إلى اختلاف أنواع الإطارات وأحجامها و نقشاتها في سوق الخردة أو السكراب.

    “استخدام الإطارات في صناديل الجيش المغربي”

    خلال زيارتي الأخيرة للمغرب، زرت أحد المعامل المنتجة لصناديل الجيش الصحراوي المغربي. والتقيت بالسيد حسن عزيز علوي، صاحب المعمل، الذي أطلعني بنفسه على كيفية تصنيع نعول الصنادل من إطارات السيارات.

    يتكون السندال من مادتين رئيسيتين، جلود النعل الطبيعي الخاص بالوجه، والدبان الداخلي، الذي تتراوح سماكته بين 2 و3 مليم، دون بطانة أو خياطة للحواشي.

    في المرحلة الأولى، يتم تحضير النعل، حيث يقطع الإطار حسب الأحجام والمواصفات المطلوبة، بواسطة مكائن القطع وسكاكين القص التي خصصت لهذا الغرض. وبعدها تجري عملية مسح بسيطة لاخراج شكل النعل النهائي.

    وفي المرحلة الثانية، تأتى عملية تقطيع أجزاء الوجه والدبان الداخلي بمكائن القطع بالبريز. ويتم تخريم جوانب الدبان الداخلي حسب أحجام سيور الوجه، الذي يدخل في الدبان ويحسب على القالب. وبعد لصق أجزاء الوجه السفلي بالدبان، يتم تركيب النعل بالصمغ القوي، ومن ثم تخيط الحاشية بالماكنة، واثناء الخياطة، تشمع الخيوط، بمادة خاصة تذوب تحت تأثير الحرارة، لاعطاء صلابة موازية لصلابة المسامير.

    وبمعنى آخر، أن قوة التصاق النعل بالوجه، بواسطة الدبان الداخلي، يتم على ثلاثة محاور، الصمغ، الخياطة، والخيوط المصلبة بواسطة مواد اللدائن. وبهذا اصبح إنتاج هذه الصنادل، من امتن و أقوى النوعيات، إضافة إلى ما توفره من شروط صحية، وذلك بسبب مادة الوجه المصنوعة من الجلد الطبيعي السميك ومادة النعل المأخوذة من الإطارات، التي لا تضاهيها أي مادة بقوتها و التصاميم العملية.

    “توارد خواطر”

    أثناء كتابتي لهذا المقال، زارني أحد رجال الأعمال البريطانيين، و أطلعني على وجود صناعة محلية في أفريقيا، غير متعارف عليها في أوروبا، وهي الصنادل بتحتيات، أي بنعول من إطارات السيارات، اطلعته على المقالة، فكان رده أن مجلة الحذاء أصبحت السباقة في تسليط الأضواء على مثل هذه الحقول.

    “متانة ومزايا النعول من الإطارات”

    في الواقع لا يسعنا عبر هذه الصفحات، أن نقدم للقارئ شرحا مفصلا عن تاريخ و أنواع ومواصفات النعول المنتجة والتي تنتج يوميا في العالم. فهذا بحث يطول ويتشعب. إلا أننا نقول، انه لا بد وان تصل مواصفات النعول، إلى درجة مواصفات الإطارات، من حيث القوة والمثانة،بالإضافة إلى رخص ثمنه، وهذا ما جعل الصناع في النجف وكربلاء والمغرب، والقارة الإفريقية، وربما فقراء آسيا وأمريكا اللاتينية أن تصنعه وتستعمله عبر عشرات السنين وبطرق بدائية.

    وقد حاولنا في هذا العدد، إعطاء أهمية ومزايا النعول المصنعة من الإطارات المستهلكة، لذلك ندعو الشركات الصناعية التي تركض وراء كل صغيرة وكبيرة لجني الأرباح، على الالتفات إلى هذه الثروة الضائعة ، ونحن نقدم لها فرصة ذهبية، كما نشجع الشركات الكيماوية العاملة في حقول اللدائن، كشركة باير، وشركات صنع المكائن في كل من ألمانيا وإيطاليا والشرق الأقصى، والمعامل المختصة في صناعة نعول الأحذية على الاستفادة منها واستغلالها لفائدتهم وفائدة البشرية. فبإمكان هذه الأحذية أن تكون في قمة الموضة وتغطي على صراعات الموضة التي تأخذ بكل جديد وقديم أنيق، متناسق وغير متناسق وغيرها من عجائب الموضة.

    فالعملية بسيطة وجبارة، و مردودها الاقتصادي، يهم ليس المصالح والشركات الصناعية والاقتصادية فقط، بل المؤسسات الدولية والوطنية المعنية بحماية البيئة والثروة الوطنية، والمنظمة الدولية للتنمية اليونيدو، وذلك لما توفره من حاجات إنسانية لدول العالم الثالث. إضافة إلى دور العلم والمختبرات والمؤسسات المعنية الأخرى.

    وإننا على يقين، أضيفت مسحة تكنولوجية خفيفة على طرق تصنيعها، فإنها ستكون نعول الأفضل وأجمل أنواع الأحذية، وسوف تصلح للجزم العسكرية والفلاحة والصنادل وغيرها.

    ونحن بدورنا نساهم في تحقيق هذا الهدف، لإنقاذ الأرض من تراكم الإطارات، ولنجعلها مادة مهمة لحماية أقدام البشرية.

    والله ولي التوفيق

    زايد

Comments are closed.