زعموا أن أسداً كان في أجمة مجاورة لطريق من طرق الناس … وكان له أصحاب ثلاثة … (
ذئب و غراب و ابن آوى ) … وصادف أن مرّ بذلك الطريق رعاة ومعهم جمال … فتخلف جمل فدخل تلك الأجمة حتى انتهى إلى الأسد … فقال له الأسد : ما حاجتك؟فقال الجمل :
ما يأمرني به الملك …فقال الأسد :
تقيم عندنا في السعة والأمن والخصب …فأقام الجمل في جوار ذمة الأسد زمناً طويلاً …
وفي أحد الأيام وبينما الأسد في طلب الصيد إذ لقي فيلاً عظيماً فتقاتلا قتالاً عظيماً حتى أصيب الأسد … فعاد إلى مكانه مثخناً بالجراح لا يستطع الحراك …ولا يقدر على طلب الصيد … حتى أصابه الجوع …
وكان الذئب والغراب وابن آوى ممن يأكلون من فضلات الأسد .. فأصابهم جوع شديد لأن الأسد لم يكن قادراً على الصيد …فأتمروا فيما بينهم وقالوا :
مالنا ولهذا آكل العشب ( يعنون الجمل ) الذي ليس شأنه من شأننا ولا رأيه من رأينا … أفلا نزين للأسد فيأكله ويطعمنا من لحمه؟
فقال بن آوى :
هذا مما لا نستطيع ذكره للأسد ، فقد أمن الجمل وجعل له ذمته ….فقال الغراب :
أنا أكفيكم أمر الأسد ….فانطلق الغراب للأسد فدخل عليه … فقال له الأسد :
ما ورائك؟
فقال الغراب :
لقد اجتمعنا ووفقنا لأمر واجتمعنا عليه .. وإن وافقنا الملك فنحن له مجيبون ….فقال الأسد :
وما ذاك؟قال الغراب :
هذا الجمل آكل العشب … المتمرغ بيننا من غير منفعة لنا منه ولا رد عائدة ولا عمل يعقب مصلحة …فلما سمع الأسد مقالة الغراب غضب وقال :
ما أخطأ رأيك ، وما أعجز مقالك ، وأبعدك عن الوفاء والرحمة … وما كنت حقيقاً بأن تجترئ علي بمثل هذه المقالة ، وتستقبلني بمثل هذا الخطاب …أما علمت أني قد أمنت الجمل وجعلت له ذمتي؟ أولم يبلغك أنه لم يتصدق متصدق بصدقة أعظم أجراً ممن أمن نفساً خائفة … وحقن دماً مهدورا …ولقد أمنته ولست بغادر به ولا خافر له ذمة ….
فقال الغراب :
إني لأعرف ما يقول الملك … ولكن النفس الواحدة يفتدى بها أهل البيت … وأهل البيت تفتدى بهام القبيلة … والقبيلة يفتدى بها أهل المصر … وأهل المصر فدى للملك … وقد نزلت بالملك حاجة وأنا أجعل به من ذمته مخرجاً على أن لا يتكلف الملك ذلك ولا يليه بنفسه ولا يأمر به أحداً … ولكننا نحتال بحيلة لنا وله فيها صلاح وظفر …فسكت الأسد عن الجواب … فعلم الغراب أن هذا إقرار من الأسد … فانطلق الغراب فأتى صاحبيه … فقال لهما :
ففعلوا ذلك وتقدموا للأسد … فقال الغراب :
قد احتجت أيها الملك إلى ما يقوتك … ونحن أحق أن نهب أنفسنا لك .. فإن بك نعيش … فإذا هلكت فليس لأحد منا بقاء بعدك … فليأكلني الملك فقد طبت بذلك نفساً …
فأجابه الذئب وابن آوى أن اسكت فلا خير للملك في أكلك وليس فيك شبع ….
فقال ابن آوى :
لكن أنا أشبع الملك … فليأكلني فقد رضيت بذلك وطبت نفساً ….فرد عليه الذئب والغراب بقولهما : إنك لمنتن قذر ….
فقال الذئب :
إني لست كذلك … فليأكلني الملك فقد سمحت بذلك وطابت نفسي …فاعترضه الغراب وابن آوى وقالا : قد قالت الأطباء من أراد قتل نفسه فليأكل لحم ذئب …
فظن الجمل أنه إذا عرض نفسه على الأكل فإنهم سيلتمسوا له عذرا كما التمس بعضهم لبعض عذرا …. فيسلم بذلك ويرضي الملك …فقال الجمل :
لكن أنا فيًّ للملك شبع وريّ هني … وبطني نظيف … فليأكلني الملك ويطعم أصحابه وخدمه …. فقد رضيت بذلك وطابت نفسي به ….
فقال الذئب وابن آوى والغراب : لقد صدق الجمل وكرم … وقال ما عرف …..
فوثبوا عليه ومزقوه
انزين شو معنى “الله يخسك”
قصه جميله ..
ما نمشي على راي الناس ونقلدهم شو ما قالو انقول بدون تفكير
استفدت اني حسيت بــ الجوع وبقوم آكل
كتاب رائع قرأته منذ سنوات طوييييييييييييييييييييلة…. وأمس عندما رأيته في معرض الكتاب
حنيت له ولأيام الدراسة
أخي المغامر…
دائما مواضيعك مدهشة
شكرا لك..؛
ياليت أقـدر أقرأ شـرات قبـل
بالنسبه للقصـه ،، أعتقــد إنه الحديث الشريـف يكفـي لاستخـلاص الفائــده
” ربي يجعل كيد الكائديـن في نحرهـم ،، يارب ”
أخوي
” مضارب مغامر ”
يسعــد مسـاك يارب
صدق غبي الجمل