محمد بن راشد قل لنا ما يريح البال!
أحمد الجارالله
دبي دار الحي تعيد الشايب صبياً… منذ أربعين سنة وأكثر والعيون تتطلع الى تلك المعجزة التي وضع إرهاصاتها الشيخ راشد المكتوم وهو يهمس من على فراش الموت في اذن نجله محمد بن راشد بوصايا العمل على ديمومة بناء ونهضة دبي.
ظاهرة او معجزة دبي كانت ولا تزال محل رقابة حذرة ممزوجة بنكهة حسد من صناع القرار في المنطقة والاقليم بأسره, وكذا اصحاب الاعمال الذين يرون المستقبل بعيون مفتوحة وشهية لا حدود لها… كل من هؤلاء يرى ان هذه المعجزة نمر من ورق وأن مآلها السقوط, وهذه رؤية ليست مبنية على تحليلات رقمية او تصورات ومرئيات لمستقبل المنطقة, ولكنها لا تعدو كونها أملاً مخلوطاً بمشاعر بشرية لا تريد الخير لغيرها.. لا تريد ان تشاطره هذا النمو.. تريده فقط لنفسها, اي انها مشاعر مضادة سوداوية.
ما الذي سيحدث الآن لإمارة دبي امام هذا الضخ الاعلامي المهول الذي يتقصد بعضه هذه الظاهرة بقصد سيئ والبعض الآخر بقصد حميد على استحياء, والأخير لا يستطيع- بالطبع- ان يغلب صوته امام ذاك الغول الاعلامي الذي يهب على كل شيء في دبي حاضره ومستقبله وربما ماضيه… تحليلات اعلامية جمة وكأن اقتصاد امارة دبي اكبر من نظيره في اميركا ودول غرب اوروبا.. تحليلات لا يمكن إيقاف ضخها ولا يمكن القول انها غير مؤثرة.
في المقابل يلتزم الاقتصاد الرسمي في الامارة السكون والسكوت بانتظار رحيل تلك العاصفة الهوجاء لثقته برحيلها عاجلاً غير آجل, وسيفشل حينها من شطحت آمالهم, وخيالاتهم وانتفخت أوداجهم وظنوا ان معجزة دبي اصابها الوهن, وان أحلام حاكمها ذرتها الرياح.
جزء كبير من موجودات دبي العمرانية ليست من اموال الامارة, بل هي أموال مستثمرين أجانب وعرب تدفقوا عليها مع »الفتح الاقتصادي والاستثمار العظيم« للمغفور له باذن الله تعالى الشيخ راشد المكتوم الذي شرع ابواب الامارة في بداية عهدها للناس كافة من الكويت ومن الهند والسند… تبني وتعمر, وعندما ثارت ثائرة البعض من أهل دبي حيال السماح للأجانب بتعمير الامارة, قال لهم- رحمه الله تعالى- وانتم يا أهل دبي اذا كان لديكم اموال فعمروا معهم, اما اذا كنتم تعانون شح المال فدعوا هؤلاء يعمرون وآتوني اذا ارادوا الرحيل واصطحبوا معهم تلك العمارات التي شيدوها في البلاد, فأنا سأمنعهم من اصطحاب عماراتهم وأبراجهم معهم.
ما الذي فعله سمو الشيخ محمد بن راشد الذي حمل وصايا والده? باع الهواء والرمل وحصد أرباح نماذج مبتكرة لإعمار لم تشهد الكرة الارضية مثيلاً له.. باع مقابل ثمن غال قوامه سيمفونية اقتصادية رائعة يتمتع بسماعها القاصي والداني.
أموال دبي الكامنة في اعمار يندر وجوده او تكراره في بلدان اخرى تسعى بدورها الى الاستفادة من هذه التجربة الاقتصادية الفريدة وربما طبق بعضها جانباً منها, هي اموال اجانب استهووا العمل في هكذا مناخ جاذب للاستثمار لا طارد له, حتماً لن نرى مثلاً برج دبي, وقد انتقل الى الهند, او باكستان او ايران او الكويت او السعودية.. بل سيبقى في مقره وساحته, وسيظل الذين مولوا هذا البرج, وغيره من الصروح المعمارية, سواء بقوا في دبي أو نزحوا عنها يحملون كل معاني العشق للعيش في امارة جادت عليهم بالرزق الوفير نظير اخلاصهم في تعميرها, فحيثما يرزق المرء يعرف بلده وموطنه.
في علم الاقتصاد يقال: “ابدأ بالبناء والتشييد عندما تسمع صوت المدافع وتشم رائحة البارود, واشرع في البيع عندما تسمع موسيقى السلام تعزف ألحانها”… امارة دبي ذات الادارة والارادة تهب عليها الآن رياح الذعر الذي لم تسلم منه اسواق العالم قاطبة, الأمر الذي يحاول تهويله اولئك الذين فاتهم قطار الاستفادة من معجزة دبي ويأملون ان تعود الامارة الى سيرتها الاولى ليعاودوا تصحيح مسار مرئياتهم ويقتنصوا الفرص الاستثمارية المتاحة فيها, لكن دبي العفية باقتصاد قوي اكبر من ان تتأثر بهكذا ظروف طارئة او آمال واهية, وذلك بعد ان نجحت في استيراد المال لا تصديره, والاستثمارات باقية فيها وان رحل بعضها فإن الخسائر يتكبدها من ينزح باستثماراته لا اقتصاد الامارة, بمعنى ان المستثمر الذي بنى برجا واصابه الذعر ورحل سيأتي غيره ويشتري هذا البرج ولكن بمبلغ اقل من كلفته, فالخسارة ستصبح حينها على البائع لا على المشتري.. والذعر الحالي لن ينتج عنه سوى فرص جديدة للصف الثاني من المستثمرين الذين فاتهم ما حققه الصف الاول في بداية الاعمار والتشييد.
خلاصة القول: لا خوف على دبي وان كان على سمو الشيخ محمد ان يستمر في تطمين الناس, فلا يكفي ان يتحدث محمد العبار او سلطان بن سليم او محمد القرقاوي, فالظاهرة او المعجزة هي معجزة الشيخ محمد بن راشد, وعليه مثلما أقنع العالم كله بامارة دبي التي اصبحت على الخارطة السياحية العالمية ولا يشكل دخل النفط في ميزانيتها اكثر من عشرة في المئة, عليه ان يجتث او يخفف من وطأة الذعر لدى الناس, وهو ذعر – كما قلنا – هبت رياحه على العالم اجمع لا دولة بعينها.
المطلوب من مهندس معجزة دبي أن يطل يوميا ليقول للمذعورين ان ذعرهم هذا لا مبرر له, ويشرح للناس كافة ماذا جرى وماذا سيجري, مثلما طمأن جميع من قدموا الى الامارة واستثمروا فيها بأنهم لم ولن يخسروا… وقد صدق ولم يخسر أحد.
سمو الشيخ محمد بن راشد: الناس تريد فقط ان تطل عليهم وتطمئنهم انك وامارة دبي بخير, وان ما يحدث من ذعر ليس نهاية المطاف… ونحن مستعدون ان نضعك امام تساؤلات الناس واستفساراتهم التي يريدونها منك لا من غيرك.
بعض أصحاب المصالح يا سمو الشيخ, ابتعدوا كثيراً في تهيؤاتهم وقالوا إنك بعد الأزمة هذه طريح الفراش في أميركا… كلام فارغ طبعاً, ولكن هناك من يقول اكذب اكذب فلابد أن يصدق الناس بعض الكذب!
جريدة السياسة الكويتية
14/12/2008
المعجزات انتهت بوفاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
وماذا جنينا من وراء هذا الانفتاح السريع غير الدمار الاخلاقي والسكاني
لو كان هذا الانفتاح على مراحل لسنوات طويله لكان جيدا لكل الناس
لكن اصبحنا كاصحاب السفينه الذين خرقوها وكلن يقول هذا مكاني وانا حر فيه حتى غرقوا جميعا
الايدي بعدها ما ورمت من كثر التطبيل
اماراتنا شامخة باذن الواحد الاحد
قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
جماعتنا يا اخوي غرامهم الافلام الهنديه
على كل اللي حاصل وواضح يصدقون كل شي يعطيهم امل
باختصار هم مطبلون
وللاسف تطبيل على حسابنا جميعا
العالم كلها أختصرت موضوع دبي بكم عمارة وبرج ومن ضمنهم صاحبنا !!!!!
الله يلعن أبو العقار وساعة العقار…….صارلنا كم شهر نفتح الجرايد وبكل يوم ما في سالفة غير العقار والدفاع عن العقار والتبرير والتطمين وقبلها لسنوات كان تطبيل وتزمير للعقار.
يعني لا بالصعود والطفرة خلصنا ولا الحين خلصنا.