صناديق ذهب على أرصفة دبي (الحمدلله على النعمه )

صناديق ذهب على أرصفة دبي

تحجرت أعين كبار ملاك مناجم الذهب في العالم على مشهد لأحد العمال وهو يقوم بتفريغ سيارة تقل شحنة من صناديق الذهب في سوق الذهب بدبي ، وعلت علامات الدهشة والاستغراب وجوههم ، وهم يشاهدون العامل يقوم برص صناديق الذهب على الرصيف ، وأخذوا يفركون عيونهم مرارا وتكرارا ليتأكدوا بأن المنظر الذي يشاهدون حقيقة وليس مجرد خيال أو أضغاث أحلام .

وتسمرت أقدامهم وهم يشاهدون العامل يقوم بوضع صندوق الذهب على الرصيف ، ثم يذهب إلى السيارة ليحمل صندوقا آخر ، و أخذ العامل يكرر الأمر عدة مرات أمام كبار ملاك منجم الذهب الذين بدا الأمر لهم كما لو كان من العجائب التي يستحيل حدوثها في أي بقعة أخرى من العالم ، رغم أنه من المناظر المعتادة والمألوفة في سوق الذهب بديرة .

وتروي لمي الصاحب مديرة التسويق والعلاقات العامة لمنطقة الشرق الأوسط بمجلس الذهب العالمي تفاصيل هذا المشهد الذي لم يفارق مخيلتها ، حيث كان المجلس هو الجهة الداعية لهذا الوفد الذي ضم كبار ملاك مناجم الذهب .

طلب كبار ملاك مناجم الذهب – والكلام على لسان لمي الصاحب – التشرف بمقابلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبعدما انتهت المقابلة ، طلبوا التوجه إلى سوق الذهب في ديرة لتفقد معلم مدينة الذهب .

تواصل لمي الصاحب سرد روايتها قائلة : سار كبار ملاك مناجم الذهب على أقدامهم لكي يتحسسوا بعيونهم وقلوبهم أحد المعالم البارزة في الدولة والذي يحرص السائحون من كل مكان في العالم على ارتياده والتجول في أزقته وحواريه ، وذلك بوصفة مكانا يجتمع فيع عبق الماضي بأصالته وعراقته والحاضر بكل مقاييس التقدم والتحضر .

توقف كبار ملاك مناجم الذهب عن مواصلة السير فجأة ، وتسمرت أعينهم على أحد العمال ، وهو يقوم بتفريغ سيارة تقل صناديق تحوي عبوات من المجوهرات الذهبية ، وبدءوا يضربون الكفوف أسداسا في أخماس ، وهم يشاهدون العامل يقوم برص الصناديق على رصيف مجاور للسيارة تحينا لنقلها إلي داخل المحل .

ارتبك العامل – والكلام مازال على لسان لمي الصاحب – وهو يرى نظرات متحجرة مصوبة إليه ، وعلت مشاعر الاستغراب والتعجب وجهه ، وسألهم عما إذا كانت هناك مشكلة تواجههم ، مرت دقائق ، ألتزم فيها كبار أصحاب مناجم الذهب بالصمت المطبق ، كما لو كان الطير يحلق فوق رؤوسهم ، ولم تستطع شفاهم أن تنبس بكلمة واحدة ، واكتفوا بتشييع العامل بنظرات الدهشة والتعجب ، ثم خرجوا عن هذا السكون ليتساءلوا فيما بينهم : هل بالإمكان تفريغ شحنات الذهب بهذا في أي مكان آخر من العالم ؟ ما ذا لو جرى وضع صناديق الذهب على أرصفة مدينة كبرى بخلاف دبي ؟

لم ينتظر كبار أصحاب مناجم الذهب الحصول على إجابة على تساؤلاتهم ، فكما كان المشهد في ذاته يطرح التساؤلات ، كان يحوي أيضا على الإجابة المنطقية ، بل كان هذا المشهد في ذاته يقدم تفسيرا لأحد أسباب الشهرة العريضة التي تمتعت بها دبي كمدينة للذهب ، وهو تمتعها بالأمن والأمان والذي جعل منها أشبه ما يكون بواحة ترفل بالطمأنينة في عالم يئن من وطأة انتشار الجريمة على مختلف الأنواع والألوان .

دبي : مجدي عبيد

المصدر:ط§ظ„ط¨ظٹط§ظ†