السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال كبير ومهم يطرح نفسة ويكاد يقلق كل فرد له علاقة بأسواق المال أو العقار أو التجارة

أين يقف العالم والاقتصاد وأين يتجة في المستقبل !!!!!!

– الى ركود اقتصادي مؤقت تتحسن معه المؤشرات الاقتصادية مع مرور الوقت ( خصوصا اجمالي الناتج المحلي ) ويعود الاقتصاد الى النمو تدريجيا

– أم الى كساد عظيم طويل الأمد تنهار معه جميع المؤشرات وترتفع معه معدلات البطالة الى مستويات قياسية وتنهار جميع الأنشطة الاقتصادية وتفلس البنوك والشركات الصغيرة والكبيرة … الخ ..

للاجابة على السؤال … دعونا نلقي نظرة سريعة على المؤشرات الحالية وما يدور حول العالم :-

– معدلات البطالة الى مستويات قياسية والنزيف مستمر

– أسعار العقارات في انخفاض

– أسعار النفط في انخفاض

– أسعار الأسهم في الحضيض

– مشاريع كثيرة تؤجل أو تلغى

– أرباح البنوك والشركات في انخفاض

– تجارة التجزأة والسياحة والمشاريع الصغيرة في انخفاض

والكثير الكثير من المؤشرات التي تدل على ان العالم يتجه نحو كساد عظيم ( يشبه كساد 1930 ) وقد يستغرق عدة سنوات ولا توجد حتى الأن مؤشرات تغيير المسار

ولكن ………… الأمل موجود ………… ان شاء الله

هل العالم اليوم هو نفس العالم عام 1930 !!!!!!

وهل التطور الذي شهده العالم خلال تلك السنوات لن يكون له تأثير في انتشال العالم من الحالة الاقتصادية الحالية السيئة !!!!

على سبيل المثال :-

– التكنولوجيا المتطورة ووسائل الاتصالات الحديثة

– وجود أسواق مالية على كفاءة عالية

– العولمة

– الاستقرار السياسي

وفي المقابل وفي زمن الكساد العظيم نجد أن جميع أوجه التطور والتكنولوجيا والاتصالات والأسواق المالية كانت بدائية أو في بداية مراحل التطور ….

الخلاصة :—

نعم هي أزمة عالمية كبيرة ومتشعبة … هي أزمة القرن ….

ولكن ……………

العالم تغير كثيرا ويملك فرص العودة وتغيير المسار ……… ولن يقف قادة العالم مكتوفي الأيدي وسوف يواجهون التحديات وسوف يتغلبون عليها …

وقد نشهد تغييرا للمؤشرات خلال فترة أقصر مما نتوقعها

والله أعلم ….

التوفيق للجميع ان شاء الله

23 thoughts on “(((((( ركود اقتصادي مؤقت …. أم كساد عظيم ))))))

  1. الأسبوع الاقتصادي
    الاقتصاد العالمي من الركود الكبير إلي الكساد العظيم‏[2‏ ـ‏4]‏
    فضائح أكاذيب الكلامولوجيا‏..‏ ومفاسد الأصولية الأيديولوجية
    بقلم‏:‏ أســـامــــة غــــيـــث

    لا ترتبط كارثية يوم القيامة العالمي الاقتصادي والمالي فقط بالعجز الإرادي والمتعمد عن رؤية ورصد ذلك القدر الهائل والمهول من الممارسات المالية الفاسدة والمنحرفة التي انعمست فيها المؤسسات المالية والمصارف علي امتداد خريطة العالم وعلي الأخص في أمريكا وأوروبا وجرفت معها كامل النظام المالي العالمي لقلب العاصفة الهوجاء بكل ما صنعته من أصول مالية مسمومة ومغشوشة ورديئة‏,‏ ولكن الكارثية المروعة ترتبط بمخططات العمي الارادي عن رؤية الطريق الوحيد للنجاة والخروج بالحد الأدني من الخسائر والآلام‏,‏

    ثم اكتساب الأمل والطموح للتعافي الصحيح بعد أن ينحسر الطوفان العظيم وتتنفس الأرض امكانية عودة الحياة والنشاط ويرتبط ذلك بالحرب العالمية الكبر المحتدمة علي امتداد الدول الكبري والصغري وعلي امتداد القارات وهي حرب حامية الوطيس وحرب تكسير عظام يقودها أهل الايديولوجيا الأصولية الفاسدة والمنحرفة وتوابعهم العريضة من أهل الكلامولوجيا المريضة والخادعة الذين يضرهم جميعا بشدة وعنف فتح صندوق أسرار العالم واطلاع الكافة علي عجائبه وخباياه الشريرة والمدمرة بحكم أن فتح الصندوق السري يمكن أن يؤدي ويتسبب في كشف قوي الظلام وحكومات العالم الخفية وقواه النافذة التي تدير كل شيء من خلف الستار‏,‏ ومن وراء خشبة المسرح صانعة للأزمات والحروب وكوارث الركود والانكماش والكساد مشعلة للحروب المذهبية والعقائدية والعنصرية بما يصب في خانة سطوتها وسيطرتها علي مقاليد أمور العالم ويعزز امتلاكها واحتكارها لثروته وعائداته وأرباحه‏.‏

    وفي مواجهة القوة الغاشمة لأهل الكلامولوجيا وأهل الايديولوجيا فإن قبسا من نور الحقيقة الصادقة يتسلل كشعاع خافت بين أرجاء المعمورة يقدم الخلاص والانقاذ لأهل البصيرة الذين لا تثقلهم وتقيد حركتهم فساد وانحراف الايديولوجيا الاصولية وتفشل في تعطيل عقولهم وحرمانهم من القدرة علي الاختيار هجمات الكلامولوجيا الكاسحة والمكثفة التي تتسلح بعقيدة ابدال الطيب بالخبيث واستبدال الصالح بالطالح ولا تسعي لتحقيق ذلك بالأحاديث الناعمة المنمقة فقط لا غير بل تبني استراتيجيتها الكونية أمس واليوم وغدا علي توسيع نطاق الفقر وتعميق ضغوط المعاناة في المعيشة والحياة حتي يقع الجزء الأكبر من سكان الكرة الأرضية تلقائيا وطوعيا في خانة الأنصار والأشياع وفي مواجهة ضغوط قوي الظلام الكثيفة لاعطاء العقل الانساني اجازة اجبارية ودفعه للتقاعد الطوعي

    فإن واقعا جديدا بدأ يفرض نفسه علي الساحة العالمية يؤكد بداية فصل جديد من الحرب العالمية الحقيقية بين قوي العالم المتعجرفة التي عرفت لزمن طويل الانتصار دائما بمنطق الضربة القاضية في كافة معاركها إلي فصل مغاير تماما تتعدل فيه قواعد اللعبة وتتبدل وفقا لتوازنات جديدة تسمح بحصول الطرف المهزوم دائما في السابق علي نقاط تتصاعد حدتها ووتيرتها إلي درجة تسمح بتوجيه ضربات قاضية للمنتصر دائما في السابق من جانب المهزوم الدائم‏.‏

    رفض اليمين الأمريكي للنمط الاشتراكي الأوروبي
    وخلال الفترة القريبة الماضية كان هناك مشهد يستحق التوقف في البرلمان الألماني عندما تقدمت الحكومة بمشروع قانون يسمح للمرة الأولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بتأميم البنوك ورفضه البعض داخل وخارج البرلمان باعتباره الخطيئة الكبري وباعتباره يمس قدس الأقداس الرأسمالي علي الرغم من أن تاريخ المانيا الرأسمالي يوصف دائما بالاعتدال وتوصف تطبيقاتها دائما بنموذج اقتصاد السوق الاجتماعية لما يوفره من ضمانات ومساندة اجتماعية واضحة وملموسة للأقل دخلا والأقل ثروة وغني وجاءت هذه الاحتجاجات الرافضة علي الرغم من أن بريطانيا بلد الاصولية الرأسمالية المحافظة بأبشع صور تطبيقات اليمين المحافظ الاصولي الأمريكي قد أممت العديد من البنوك تأميما كليا أو جزئيا‏,‏

    وكان الرد الحاسم أن قسوة الأزمة اسقطت القوالب الجامدة والأكثر أهمية وخطورة أن عجز الحكومة الألمانية علي امتداد الفترة الماضية من اتخاذ قرار بتأميم البنوك يعطل مواجهة الأزمة‏,‏ ولا يوفر الفرص الحقيقية للاصلاح‏,‏ وكان النموذج الفج محل النقاش بنك هايبو ريل استيت العملاق الذي حصل بالفعل علي أكثر من‏100‏ مليار يورو في صورة ضمانات من الدولة ومصارف أخري‏,‏ ولكن وضعه مازال متعثرا ومهتزا ويهدد بالافلاس مما يكرر تجربة بنك ليمان برازرز الأمريكي الذي أشعل افلاسه أزمة العالم‏.‏

    ويقود اليمين المحافظ الأمريكي الذي تقوده ايديولوجية الاصولية المسيحية الصهيونية معركة ضارية تؤخر قدرة العالم أجمع علي مواجهة ضغوط تسونامي المالي والاقتصادي‏,‏ وتقلل من قدرته علي الاصلاح والعلاج وتدور أم المعارك علي الساحة الأمريكية تحديدا ويشن الحزب الجمهوري حربا ضارية علي الرئيس باراك أوباما وحزبه الديمقراطي ويتهمونه بأنه يسعي إلي استيراد النمط الاوروبي الاشتراكي إلي أمريكا من خلال منح الدولة الدور القائد والمسيطر علي الحياة والنشاط الاقتصادي ويؤكدون ضرورة اعلان الحرب حتي تبقي أمريكا أمريكية‏,‏ لا يتم تلويث نظامها السياسي والاقتصادي بالفيروسات والميكروبات الاوروبية الذي يتيح للحكومات التدخل النشط والفعال في الحياة الاقتصادية بل يسمح للحكومات بتوجيهها وقيادتها‏,‏

    وقد يعد هذا السجال الايديولوجي العلني والمكثف من أبرز ما كشف عنه فتح صندوق أسرار العالم لما يكشفه من فروق جوهرية ايديولوجية بين الفهم الاوروبي الحديث والمعاصر للرأسمالية وتطبيقاتها وآلياتها‏,‏ وبين الفهم الأمريكي التقليدي الاصولي الذي يقدس حرية الأسواق ويقدس عدم التدخل في أعمالها ويقدس قدرتها الذاتية علي التصحيح والتصويب بنفس القدر الذي يعادي‏,‏ فيه ويرفض تدخل الحكومات في الحياة الاقتصادية ويعتبرها أم الشرور التي لا يمكن السماح بتفعيلها‏.‏

    أمريكا من كوكب المريخ‏..‏ وأوروبا من كوكب الزهرة
    ويأتي في مقدمة الدروس المستفادة من يوم القيامة العالمي اعادة الوعي الانساني لادراك الفروق الجوهرية والعميقة بين الحضارة الاوروبية التي وصفها رونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الذي يحترف القتل والتدمير وسفك دماء الأبرياء في العراق وأفغانستان وغيرهما كثير علي امتداد خريطة العالم ـ بالحضارة العجوز بما يساوي في المعني الحقيقي الحضارة المريضة ولابد أن تؤدي عودة الوعي لادراك أن الأمركة كانت علامة من علامات النفوذ والسطوة الأمريكية ليس فقط علي الدول النامية‏,‏

    ولكن أيضا علي الحلفاء من الاوروبيين‏,‏ وبالتالي فإن صدام الحضارات الحقيقي يدخل في القلب منه الصدام بين الحضارة الاوروبية وبين والثقافة الأمريكية الوليدة والحديثة التي لا يزيد عمرها الزمني إلا قليلا عن قرنين من الزمان‏,‏ وهو ما يستوجب العودة كما تشير مجلة الايكونوميست إلي قول المفكر الأمريكي روبرت كاجان منذ ست سنوات من أن أمريكا من كوكب المريخ الذي يوصف فلكيا بالكوكب الأحمر وأوروبا من كوكب الزهرة الذي يوصف فلكيا بالكوكب المتلألأ متحدثا عن الفروق الضخمة بين الثقافتين والتجربتين التي لا يفصل بينهما إلا المحيط الاطلنطي ككا يدفعه للاعتقاد بضرورة اللقاء والاندماج بين أوروبا وأمريا وتعود الجذور العرقية للمواطن الأمريكي الأبيض إلي القارة الاوروبية‏,‏

    وهو الجنس والعرف الذي مازال يشكل حتي الآن الأغلبية العظمي من الشعب الأمريكي علي الرغم من أن تراكم الثروة في الحالتين قام علي النهب والسلب لثروات العالم واستعباد ما عداهم من الشعوب وخصوصية أمريكا في قيامها علي سرقة أرض الغير والإبادة الجماعية للسكان الاصليين من الهنود الحمر في مجزرة بشرية مروعة قتل خلالها ما بين‏20‏ مليونا و‏60‏ مليون هندي علي مدي أربعة قرون بشعة ودامية من الزمن‏.‏

    وفي مواجهة ذلك فإن هناك مظاهر للتخلي الطوعي والقسري عن العناد الايديولوجي المعوق لمواجهة الأزمة مثاله التصريحات الأخيرة لوزير الخزانة الأمريكي تيموثي غايتنر‏,‏ التي أعلن خلالها التخلي عن محاولات تصحيح أوضاع مجموعة ايه آي جي العملاقة للتأمين والتي كانت تشكل ذراعا رئيسية للممارسات الفاسدة والمنحرفة للمؤسسات المالية والبنوك الأمريكية والاوروبية وغيرها علي امتداد خريطة العالم‏,‏ بعد أن نفذت الحكومة الأمريكية أربع خطط للانقاذ تكلفتها الاجمالية‏180‏ مليار دولار منها‏30‏ مليار دولار تم ضخها خلال الاسبوعين الماضيين بعد أن أعلنت المجموعة عن خسائرها لعام‏2008‏ والبالغ اجماليها‏100‏ مليار دولار‏,‏ وقد ساعد علي اتخاذ قرار التصفية بكل تداعياته السلبية المحتملة علي النظام المالي العالمي بحكم تغطية المجموعة لأنشطة رئيسية مالية في غالبية دول العالم‏,‏ انفاق المجموعة لنحو‏90‏ مليار دولار لتغطية التزاماتها غالبيتها لبنوك ومؤسسات مالية أوروبية والأحاديث الأخيرة عن المرتبات والحوافز الضخمة التي حصل عليها قيادات الشركة والعاملون بها في الفترة الاخيرة بالرغم من الخسائر المروعة‏.‏

    الثروة المزعومة والمزيفة‏..‏ ورأسمالية الإخفاق والفشل
    ويكشف بول كروجمان أستاذ الاقتصاد الأمريكي الحائز علي جائزة نوبل للاقتصاد عام‏2008‏ في مقال له بـالنيويورك تايمز زيف الكلامولوجيا الاقتصادية عن الثروة المزعومة للمواطن الأمريكي ويؤكد أنها اختلاق من الخيال الشخصي الذي لا يرتبط بالواقع الموضوعي الحقيقي‏,‏ ويشير في ذلك إلي التقرير الأخير الذي نشره مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي البنك المركزي حول أصول وديون الأسر الأمريكية‏,‏ الذي يوضح أن الأسر لم تكون أو تبن أي نوع من أنواع الثروة الفعلية منذ بداية الألفية الجديدة بل إن الحقيقة أن القيمة المضافة لمتوسط ثروة الأسرة الأمريكية المكافيء للتضخم أي بحسابه بالقيم الثابتة وليس بالقيم الجارية المتضمنة معدلات التضخم السنوي ـ يثبت انخفاضها وانها ماليا أقل مما كانت عليه فعليا في عام‏2001‏

    مما يفسر أن الزيادة في الاصول المملوكة للأسر خلال السنوات الماضية كانت زيادة وهمية‏,‏ ويقابل ذلك حقيقة مؤلمة وكارثية أن الزيادة في الديون المستحقة علي الأسر كانت زيادة حقيقية وواقعية‏,‏ ويفسر ذلك الفجوة بين قيم الاصول وقيم الديون كما يفسر العجز عن السداد وتفجر أزمة القروض العقارية وغيرها من الأزمات المالية المتفاقمة ويعمق من الأزمة وتداعياتها ما كشف عنه التقرير عن الانخفاض المتوالي والكبير لمعدلات الادخار الشخصي للأسرة الامريكية في المتوسط من‏9%‏ سنويا في الثمانينيات إلي‏5%‏ في التسعينيات من القرن الماضي ثم تراجعه بمعدلات حادة إلي‏0,6%‏ فقط في الفترة من‏2005‏ إلي‏2007‏ وفي المقابل فإن دين الأسرة ارتفع بمعدلات سريعة أكبر من معدلات ارتفاع الدخل الفردي والأسري‏.‏

    وعلي الرغم من كل خطط الانقاذ الطارئة وما تم رصده من أموال ضخمة فإن حقيقة الواقع الفعلي تتجاوز جميع هذه الخطط وتثير الكثير من الشكوك حول فعاليتها وجدواها علي أرض الواقع ومثال ذلك المبالغ الضخمة المرصودة لتحفيز سوق الاستثمار العقاري وتلافي سلبيات طرد ملايين الأمريكيين من منازلهم لعجزهم عن سداد أقساط الرهن العقاري المستحقة للبنوك‏,‏ ففي ظل الحقائق المؤكدة للمعاملات العقارية فإن تمويل القروض العقارية للمساكن يعتمد دائما علي حسابات بنكية تأخذ في الاعتبار الدخل المشترك للزوج والزوجة باعتبارهما في الغالب الأعم يشغلان وظيفة ويحصل كلاهما علي دخل شهري منتظم‏,‏

    وهو بذلك يحاسب علي دخلين ومع الأوضاع الراهنة للبطالة الواسعة وتراجع الدخول واتساع نطاق العمل الجزئي لبعض الوقت فإن معادلات الحساب للقدرة علي السداد تختلف جذريا للقروض القائمة وللقروض الجديدة أيضا خاصة أن أوضاع العمل في أمريكا علي سبيل المثال تعقدت بدرجة كبيرة حتي أصبحت تنافس أوضاع العمل ومؤشراته في الدول النامية‏,‏ وتشير الدراسات الأخيرة إلي أن هناك‏3,9‏ باحث عن وظيفة لكل وظيفة‏,‏ شاغرة وكانت النسبة في العام الماضي ومع بداية الركود تبلغ‏1,7‏ باحث عن وظيفة لكل وظيفة مما يؤكد صعوبة الحصول علي العمل واتساع نطاق العاطلين والذي شهد في الفترة الأخيرة مع انهيار المؤسسات المالية والبنوك وتعثرها اتساع نطاق بطالة حملة المؤهلات العليا وأصحاب الكفاءات حتي من خريجي الجامعات الأمريكية الشهيرة‏.‏

    ويرصد بول كروجمات في مقالاته الأخيرة ظاهرة جديدة في المجتمعات الرأسمالية يطلق عليها وصف اشتراكية الإخفاق والفشل والمرتبطة بما كشفت عنه أوضاع المؤسسات المالية والبنوك من خسائر بالغة الضخامة ومن فساد في أصولها المالية المسممة مما دفع بكامل الصناعة البنكية الأمريكية للانهيار‏,‏ ويؤكد أن هذه الأوضاع لا يمكن أن ينطبق عليها مفهوم الشركة الخاصة بالمعني الدقيق المرتبط بالكفاءة الاقتصادية ومعاييرها والقدرات التنافسية العالية كمعيار للبقاء في الأسواق‏,‏

    وهو ما يجعل منها شركات عامة فاشلة لا تدار بمنطق الربح والخسارة الرأسمالي وفي مواجهة الوضع الراهن للصناعة البنكية الذي يوشك علي الانهيار الواسع النطاق يقترح تأميم البنوك الكبري بغير استثناء حتي لا يتحمل دافعو الضرائب المزيد من الأعباء والخسائر وحتي لا يتم سد الطريق أمام إعادة إنعاش الاقتصاد الأمريكي وهو المنطق نفسه الذي دفع الادارة الأمريكية لاتخاذ قرار أخير بالتأميم الجزئي لمجموعة سيتي جروب العملاق المصرفي الكبير بعد فشل خطط الانقاذ المكلفة وقيام هيئة تأمين الودائع الفيدرالية بالاستحواذ علي بنكين صغيرين أو متوسطي الحجم اسبوعيا كمتوسط عام للفترة الأخيرة‏,‏ خاصة أن المؤشرات تدل علي أن هناك‏174‏ مصرفا أمريكيا تعاني من التعثر بخلاف الـ‏25‏ بنكا التي أفلست في العام الماضي والـ‏17‏ بنكا التي أفلست في العام الحالي‏.‏

    رفض رأسمالية المضاربة‏..‏ والدعوة لرأسمالية المستثمرين
    وتكتمل جوانب أخري من فساد الايديولوجيا الاصولية لليمين المحافظ الأمريكي من مطالبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بضرورة تعديل الرأسمالية بحيث تصبح نظاما للمستثمرين وتخرج من وضعها الحالي الذي أصبح نظاما للمضاربين ويشكل ذلك عقدة رئيسية من عقد النظام المالي الأمريكي الذي يقوم علي استقطاب وجذب أموال العالم بجميع سبل الإغراء والتي وصلت إلي قمتها وذروتها بتحول الإغراء إلي عمليات نصب وتدليس وفساد واسعة النطاق تعتبر الركيزة الحقيقية للكساد العظيم حيث اعتمدت علي اختراع مشتقات مالية جديدة غير حقيقية لا ترتكز إلي أساس حقيقي واعتمدت علي تضخيم قيمة الديون الإصلية باعادة بيعها وتدويرها تحت مسمي توريق الديون وغيرها وغيرها من المشتقات المالية والائتمانية المسمومة والمسممة‏,‏

    كما تسمي حاليا من قبل رؤساء الدول وقادتها والمسئولين في البنوك المركزية للدول الصناعية الكبري وهي ممارسات اجراميج ولكن يستحيل علي أمريكا وغيرها من الدول الغنية أن تتنازل عنها بسهولة خاصة في وقت الكارثة الراهن لحاجتها الشديدة إلي أموال جديدة ضخمة لا تملكها وحاجتها إلي سيولة كبيرة لا تستطيع توفيرها إلا بالاعتماد علي الخارج وهو ما يعرض الاستثمارات الجديدة والقديمة لدول العالم وصناديقه الاستثمارية والاستثمارات الخاصة لمخاطر مستحدثة مرتفعة للغاية عبر عنها رئيس الوزراء الصيني خلال الفترة الأخيرة باعلانه رسميا عن مخاوفه علي الاستثمارات الصينية في أمريكا ومطالبته بضمانات كافية لتأمين هذه الاستثمارات واعادة الطمأنينة حول مصيرها المستقبلي

    وقد تعززت المخاوف والشكوك العالمية بعد أن كشفت المؤشرات الأخيرة عن خسائر لصناديق التحوط الاستثمارية وغالبيتها أمريكية بلغت‏850‏ مليار دولار منذ يوليو الماضي وحتي أوائل العام الحالي تشكل‏50%‏ من الاصول التي كانت تبلغ‏1,7‏ تريليون دولار قبل الأزمة مع اتهامها بشكل واضح بالبعد عن الشفافية وتعزيز المضاربات في الأسواق الآجلة التي هي أسواق المشتقات المالية الافتراضية الصانعة للكثير من أزمات العالم في بداية عام‏2008‏ والتي تسببت مضارباتها الوهمية في رفع أسعار النفط إلي ما يقرب من‏150‏ دولارا للبرميل ومضاعفة أسعار السلع الغذائية والمعادن بمعدلات مجنونة دفعت كل العالم لمعدلات غير مسبوقة في التضخم وهددت بتوسيع مفزع لحلقات الفقر في الدول النامية والغنية علي السواء‏.‏ مما دفع قادة أوروبا للتأكيد علي ضرورة رقابتها المشددة الي حدود تقارب الوصايا علي نشاطها وأعمالها

    الحمائية‏..‏ واثارة الفزع في الاتحاد الاوروبي
    وقد صنعت صدمة كارثة يوم القيامة العالمي متغيرات حادة علي مستوي العلاقات والمعاملات بين دول العالم وتهدد بمتغيرات وخلافات عاصفة بين دول التكتلات الاقتصادية الكبري وفي مقدمتها دول الاتحاد الاوروبي لأنها تهدد الركائز والدعائم الرئيسية التي ينبني عليها التجمع الواحد وفي مقدمتها فكرة السوق الواحدة الدعامة الرئيسية لقيام وتوسع الاتحاد الاوروبي حتي أصبح يضم‏27‏ دولة بإنضمام دول المعسكر الاشتراكي السابق وانضمام سويسرا حيث اعادت الضغوط الحادة والقاسية للكارثة إلي مقدمة الأحداث الدعوات التقليدية بالحفاظ علي الاقتصاد الوطني وتأمينه ودفعت لاتخاذ خطوات حمائية مباشرة من قبل الحكومات لتأمين صناعاتها الوطنية في مواجهة المنافسة الصناعية الوافدة عبر الحدود المفتوحة بين دول الاتحاد الأوروبي

    ولم تكترث برفض المفوضية الاوروبية واستنكار الدول الأخري وتصاعدت حدة الحمائية لربط المساعدة الحكومية بشروط الحفاظ علي العمالة الوطنية وعدم تسريحها وهو ما صنعه الرئيس أوباما في قانون حزمة الاقتصادي لأمريكا الأخيرة والبالغ قيمتها‏787‏ مليار دولار حيث ألزم الشركات والمؤسسات الأمريكية المستفيدة من المساعدة بعدم تعيين غير الامريكيين في الوظائف الجديدة وتم بالفعل تعديل اعلانات الوظائف بما يتوافق مع الالتزامات الجديدة ويعني ذلك عمليا كبري جهات التوظيف الامريكي وقد ألغي بنك أوف أمريكا عروضا لتوظيف الأجانب مبررا ذلك بالقانون الجديد‏.‏

    وتكشف الاجراءات الحمائية للدول الصناعية الكبري عن درجة عالية من النفاق في النطاق العالمي وتؤكد اهتمام هذه الدول فقط لا غير بما يحقق مصالحها ويضمن نجاتها من الأزمة وقد وافقت الحكومة الفرنسية علي دعم صناعة السيارات الوطنية وقدمت لها‏6‏ مليارات يورو‏(7,6‏ مليار دولار‏)‏ لانقاذ شركة رينو للسيارات وشركة بيجو وستروين بما يعنيه من مساندة الشركات الخاصة بالمال العام الذي هو مال المواطن دافع الضرائب مع ربط المساعدة بعدم اغلاق المصانع والابقاء عليها في فرنسا بمعني أن يتم الغلق وتسريح العمالة والتوقف ولو الجزئي خارج الحدود الفرنسية وتم تجاهل كل الاعتراضات الاوروبية بتأثير ذلك السلبي علي حرية السوق في الاتحاد الاوروبي وتقييد حرية صناع السيارات داخل نطاق السوق الواحدة واعادته لنغمة الانتاج الوطني والمحلي وجاء القرار تحت ضغط الحقائق القائلة بأن صناعة السيارات الفرنسية يعمل بها‏700‏ ألف بشكل مباشر ويعتمد عليها في نشاطهم بشكل غير مباشر نحو‏2,5‏ مليون عامل مما يحتم المساندة والدعم خاصة وأن البطالة بالفعل ارتفعت إلي‏8,3%‏ من اجمالي قدرة العمل‏.‏

    وتسري في العالم أجمع اجراءات حمائية واضحة ترتبط في مقدمتها بمسئولية كل دولة عن اصلاح أحوالها وأوضاعها وتحمل فاتورة التكاليف والأعباء والخسائر كما ترتبط بالحقائق الثابتة علي أرض الواقع المؤكدة أنه حتي في نطاق التكتلات والتجمعات الاقتصادية بما فيها النماذج التي توصف بالنجاح الباهر فإن دول أوروبا الشرقية التي انضمت تتسارع فيها تداعيات الاعصارات المالية والاقتصادية وتعاني الكثير من سلبيات الكارثة ولا تملك بحكم أوضاعها الاقتصادية الأقل تقدما قدرات كبيرة لتمويل خطط انقاذ طارئة ومع ذلك فإن باقي دول الاتحاد الأوروبي المتقدمة والفنية لم تسارع بمساعدتها ولم تتخذ في نطاق الاتحاد الأوروبي ما يلزم من خطوات واجراءات لوقف انهيار أسعار صرف عملاتها وغيرها من المشكلات الاقتصادية المتصاعدة والمرتبط جانب مهم منها بعودة العمالة من الدول الفنية الاوروبية إلي دولهم الأصلية وما تعنيه من غياب للتحويلات الخارجية وانخفاضها بدرجة حادة والضغوط المستجدة علي سوق العمل لتوفير فرص عمل ليس لها وجود فعلي وما يعنيه ذلك من أزمة بطالة حادة تتصاعد حلقاتها في دول أوروبا الشرقية‏.‏

    ***‏

    في محاولة لتقريب الكارثة العالمية الراهنة للأذهان وتقييم جدوي وفعالية خطط الانقاذ الطارئة قارنت مجلة الايكونوميست بين الـ‏54‏ يوما الأولي للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي يعود إليه فضل انقاذ أمريكا من الكساد العظيم في الثلاثينيات وبين مؤشرات نفس الفترة الأولي في حكم الرئيس باراك أوباما وأوضحت أنه خلال الفترة الأولي لرئاسة روزفلت ارتفع مؤشر داو جونز للشركات الصناعية الأمريكية الكبري ببورصة نيويورك بمعدل‏35%‏ في حين أن نفس المؤشر انخفض خلال الفترة الأولي لرئاسة أوباما بمقدار‏16%‏ من قيمته بالمقارنة باليوم السابق علي توليه الرئاسة‏.‏

    وتعاني ادارة أوباما صعوبة شديدة في تعيين كبار المسئولين الجدد ليس فقط لوجود شبهات حول تهرب بعضهم الضريبي أو علاقاته مع دول خارجية أو حتي تعليقاته السياسية غير المرضية لرجال الكونجرس ولكن لسبب شديد الصعوبة والتعقيد خاصة في مجال المال والاقتصاد يرتبط بصعوبة تعيين مسئولين خارج نطاق الشبهات في هذه القطاعات الحيوية والرئيسية بحكم ارتباط جميع الكفاءات في السابق بمؤسسات مالية وبنوك وشركات أثبتت الكارثة الأخيرة تورطها في ممارسات فساد ونصب واحتيال في أعمالها وأنشطتها اضافة إلي التدليس والغش في موازناتها وحساباتها المعلنة علي امتداد السنوات السابقة‏.‏

    ما يحدث في العالم ومع تكسير أقفال صندوق الأسرار الغامض والمريب يؤكد أن عالم اليوم والغد لابد وأن يختلف بشكل جذري عن عالم الأمس القريب والبعيد وأن هؤلاء غير القادرين عن الاكتشاف المبكر والواعي لطبيعة المتغيرات وعمقها وامتلاك الجرأة علي تعديل اوضاعهم وتبديلها بجرأة وشجاعة وعدم البقاء في جحور الظن انها مقدسات وثوابت يتعرض للرجم من يخرج عليها ثم يحرق علي مقصلة الضمير لتطهيره من دنس التشكيك في ثوابت الاصولية الرأسمالية المقدسة لابد وأن يحكم علي اقتصاد بلاده بالتشييع السريع إلي مثواه الأخير واكرامه بدفنه بالضبط كما يطالب الاصوليون الأمريكان بعدم انقاذ البنوك المتعثرة وتشييعها ودفنها لمجرد أنهم يرفضون التأميم باعتباره خطيئة ورجس من عمل الشيطان؟‏!‏

  2. اشكرك على طرح هذا الوضوع للنقاش.

    الذي صار لم يكن بطبيعي من حيث الكم والكيف حيث تضخمت الاسعار بشكل مخيف وانا شبهتا كما انك

    تبيع لي ولاعة بدرهم وتشتريها مرة اخرى بدرهمين وارجع اشتريها منك بثلاثة حتى تضخمت الاسعار ودخل الطمع الصغير قبل الكبير .

    وفي رايي الخاص اثنان لا ثالث لهما لسترجاع النشاط الاقتصادي في الامارات والخليج عامة هما :

    1: ضخ سيولة في البنوك واعطائم الضوء الاخضر للقروض والتمويل مع اخذ الحيطة والحذر بما فيها التأمين على القرض.

    2: عدم نزول قيمة الايجارات

    وهذا بسبب ان المشتري الارض + المطور + المشري الاخير ( المستهلك) يعتمد اعتماد كلي في التمويل .

    اما قيمة الايجارت في حالة نزولها فهي سوف تكون غير مجدية للمسثمر والمطور والمشري .

    اذن الحل في رايي كما اسلفت ضخ سيولة قوية في النظام المصرفي . ووضع اداره لادارة العقار محلي واتحادي .

  3. السلام عليكم ورحمة الله

    شكرا على طرحك المفيد

    نعم اخي الله يستر من الى ياي ولاكن لابد من ركوب الامواج

    اسواقنا صغيره مقارنة بالاسواق العالميه والجميل في اسواقنا كلمه ترفعه وكلمه توطيه

    كثير من المضاربين ربحو اكثر من 100% وكثير خسرو في هذا الانكماش الاقتصادي

    الحين في سوق الاسهم فرص لاتعوض يدفعها الطمع والجشع والخوف

    الخايف يبيع والطمعان يشتري خايف لا اطير عنه الاسهم فوق والربحان هو الي يرضى بالقليل

    كثير من الفرص للمستثمرين : طيران العربيه اتصالات دو الملاحه واسهم كثيره مالها علاقه بالعقار

    لابد من ركوب الامواج ولامانع للغوص للقيعان والبحث عن الروبيان ههههه

  4. إن شاء الله متجهين للأفضل… لكن اليوم بقناة روسيا العربية تم إستضافة مجموعة خبراء إقتصاديون واستنتجت بأن العالم متجه للأسوأ خلال الأعوام القادمة، لكن في منطقة الشرق الأوسط وخاصة منطقة الخليج فإن الأوضاع شبه مستقرة حاليا لكنه لابد من تأثرها بالأزمة العالمية مع مرور الوقت…

  5. ركود إقتصادي مؤقت أنهينا الجزء الأصعب منه إن شاء الله ،،،كنت أنتظر منك أخي هذا الموضوع شكرا لك

    فارق مهم اخي لم يكن موجود في كساد الثلاثينات … النظام النقدي الذي لم يسمح بطباعة النقود … هنا الأمر إختلف … إطبع ما شئت وضخ حتى تستعيد العجلة الإقتصادية الحركة

Comments are closed.