الفريق ضاحي خلفان .. عفواً

الفريق ضاحي خلفان .. عفواً

بقلم : إيناس البوريني

في الفترة الأخيرة دأب الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي على تبني حملات تحارب الفسوق وتدعو إلى الفضيلة والأخلاق، بدأها بحملة محاربة القنوات الفضائية الغنائية الهابطة، و مؤخراً تبنى حملة تحارب موقع (يوتيوب) على الإنترنت، و طالب بفرض حظر على الوصول إلى الموقع المذكور .

ضاحي خلفان عفواً .. لقد دعمناك وساندانك في حملتك ضد القنوات الغنائية الهابطة وقدرنا لك هذه الحملة ومطالبتك بإغلاقها لأن هذه القنوات والأغاني التي تبثها والرسائل التي تعرضها لم يكن منها سوى تدمير أخلاق الشباب وسرقة أموالهم بإغرائهم بمظاهر الفسق والانحطاط .

لكن عندما تأتي حملتك نحو موقع عالمي مليئ بالفائدة و المتعة مثل يوتيوب نقول لك عفواً .. فهذا ليس مثل أولئك .

صحيح أن يوتيوب به ما به من مقاطع مسيئة، ولكن .. أضعاف هذه المقاطع يوجد مقاطع مهمة جداً و مفيدة لأعلى درجة. و إن يوتيوب لا يعرض عليك ما لا تريد أن تراه، فالزائر هو الذي يبحث عن ما يريده ويشاهد ما يبحث عنه.

هل من المنطق أن تحرم الملايين التي تستفيد منه من أجل بضع ألوف تبحث عن مقاطع غير أخلاقية ؟ فهل تذهب الأغلبية بخطيئة الأقلية؟ أنت رجل قانون و تعرف أن هذا ليس من العدل في شيء.

ثم أن معظم المقاطع غير الأخلاقية في الموقع محجوبة أصلاً، فلماذا المطالبة بحظر الموقع كاملاً إذن ؟ هذا ليس من المنطق في شيء . خصوصاً أن من يبحث عن المقاطع المسيئة يجدها في مواقع كثيرة أخرى متخصصة فقط في عرضها ولن يحرم منها بحجب يوتيوب.

ثم إن سياسية الحجب سهلة الاختراق حالياً بفضل برامج ” كسر البروكسي ” ولم تعد تحتاج إلى خبراء كما كان في السابق.

يقول ضاحي خلفان في أسباب هذا الطلب أن ” هذا الموقع وسيلة هدامة، ترسخ الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، مشيراً إلى أنه شاهد بنفسه أشياء غريبة لا يمكن السماح بتداولها بهذه الطريقة المنافية لآداب وتقاليد المجتمع “

من يستمع لهذا القول يقول أننا نعيش في المدينة الفاضلة، ونطبق الشرع تطبيقاً حرفياً ولم يبق ما نخشاه على أنفسنا وأولادنا وأخلاقنا إلا يوتيوب !

أنخاف على الأخلاق من يوتيوب القادم من الخارج، ونحن عندنا الكثير مما يهدم الأخلاق ويدمرها ويدمر الشباب والمراهقين والأحداث في الداخل؟

لماذا لا يطالب ضاحي خلفان قبل ذلك بإغلاق البارات والملاهي الليلية ومنع حفلات الرقص الشرقي والغربي و السكر والعربدة فيها؟

لماذا لا يطالب ضاحي خلفان بإنزال أشد العقاب على من يضبط سكراناً في الشارع العام؟ ولا يطالب بإنزال عقوبة الإعدام على السكران الذي يقود سيارته ويقتل الأبرياء من الناس ؟ فللأسف دولتنا تطبق أخف القوانين في حق السكير الذي يقتل غيره في حالة سكر، بينما السكير في دول الغرب غير المسلمة تطبق أشد العقوبات عليهم تصل إلى السجن المؤبد!

هناك الكثير يا سيدي ضاحي خلفان لتطالب به قبل أن تطلب إغلاق يوتيوب ! هناك الكثير مما يدمر الأخلاق على مرأى ومسمع الجميع في الدولة .

مع احترامنا وتقديرنا لك ، امنع السكر والدعارة و العري في بلادنا ثم تعال إلى يوتيوب، فبالمقارنة لما يحدث في دولتنا من فسوق فإن يوتيوب سيكون آخر همومك .

طبعاً كانت لنا ردود في موضوع تعرض للاغلاق وهذه هيه العادة في المواضيع الجادة ان تغلق اما مواضيع الخواطر والتغزل والمواضيع التي لا رائحة لها ولا طعم لن تغلق لانها لهو في لهو الاعلام دوره كبير والمنتدى كصرح اعلامي فهو للجميع بدون اي قذف او شتم او اي تجريح وهذه هو رابط الموضوع المغلق

ارباب